تحذيرات من الانسياق وراء الشائعات في ظل استقرار سوق الاسهم
صالح الزهراني (جدة)
صدرت تحذيرات من اقتصاديين حول إتباع الشائعات التي تنتشر خلال صالات التداول والمواقع الالكترونية وأشاروا الى ان صغار المستثمرين هم الأكثر عرضة للخسارة بسبب اعتمادهم في التداول على الشائعات وقلة خبرتهم، وسط قدرة الكبار على الإمساك بخيوط اللعبة واستغلال الفرص المناسب. الكاتب الاقتصادي فضل بن سعد البوعينين يقول الشائعات ليست بالأمر الجديد على سوق الأسهم فهي جزء لا يتجزأ من مكوناته الأساسية، ويخطئ من يعتقد بغير ذلك. وأضاف إن أكثر من 60% من المتداولين يعتمدون على منتديات الأسهم كمصدر من مصادر المعلومات التي لا تخلو في أحيان كثيرة من توصيات الشراء، البيع، الخروج من السوق، ومثل هذه التوصيات لا يمكن أن تصنف ضمن الخدمات المجانية، فهي أداة من أدوات كبار المضاربين يستخدمونها الاستخدام الأمثل للتأثير على السوق والمتداولين لتحقيق أهدافهم المشبوهة. وأستطرد قائلا: إن الشائعات هي إحدى وسائل الهدم المدمرة للسوق والمتداولين، بل هي السرطان الذي ينهش في عضد السوق. وقد انتشرت في الآونة الأخيرة أساليب جديدة لم تكن معروفة من قبل، كرسائل الجوال المزورة الموقعة من بنوك تجارية، أو الرسائل الإلكترونية تبعث من دوائر إلكترونية مزورة تنتحل العناوين الأصلية لبعض البنوك، المكاتب الاستشارية، أو بيوت الخبرة، ما يعطيها مزيدا من الثقة وقوة التأثير في المتلقي. وقال من وجهة نظري الخاصة أعتقد أن للثقافة الاستثمارية العامة دورا بارزا في التعاطي مع الشائعات والقبول بها على الرغم من مخاطرها الكبيرة على مستوى المتداولين وسوق الأسهم. هناك الكثير من المتداولين ممن تعرضوا لخسائر فادحة بسبب اعتمادهم على الشائعات، وعلى رغم تجربتهم القاسية إلا أنهم لا يترددون في قبول الشائعات والاعتماد عليها في قراراتهم الاستثمارية. إضافة إلى ذلك فإن وضعية السوق، وسيطرة عنصر المضاربة على أكثر من 90% من عملياتها اليومية ساعد كثيراً في بث الشائعات، وتضخيمها، وإقناع الآخرين بها.
تطبيق الشفافية
ويعتقد عصام خليفة عضو جمعية الاقتصاد السعودي بان الوسيلة الناجعة للقضاء على الشائعات هي تطبيق مبدأ الشفافية القصوى على جميع الأطراف ذات العلاقة بسوق الأسهم دون استثناء والعمل على فتح قنوات الاتصال المباشرة للرد على استفسارات المستثمرين والإعلاميين، إضافة لتطبيق مبدأ تفنيد الشائعات المؤثرة في وقتها وإن كان من خلال تسريب الردود الموثقة عن طريق وسائل الإعلام مشيرا الى ان وجود الشائعات في سوق الأسهم ليس مقتصرا على الفترة الحالية، بل انها حالة عامة وظاهرة غير صحية موجودة منذ سنوات عدة وان كانت شهدت بعض الانتعاش خلال الفترة الماضية.
وأضاف هناك كثير من المستثمرين الصغار يتحركون بمنطق المضاربة والانسياق وراء الشائعة وبعقلية القطيع الجماعي في تداول الأسهم، وأن هذا التحرك أوقعهم ضحية لممارسات غير قانونية.