بصراحه, دوامك
بسم الله الرحمن الرحيم
تشكو الكثيرات من الفتيات من الفراغ العاطفي
أمي لا تمنحني الحنان أمي قاسية جداً
أبي كذلك وأخوتي
لا أسمع كلمة أحبك لا أسمع كلمة ثناء أو شكر أو مدح أو مودة
أشعر بالفراغ العاطفي أحتاج لعاطفة
لمن يدللني يسمعني كلمات الإطراء والحب
أصبح من المألوف أن نرى الفتيات يتجمعن على حدة في الاجتماعات العائلية، ويبدأن في
مشاهدة ما تحمله جوالاتهن من غريب ومثير من مقاطع البلوتوث. فتخرج أصوات هامسة
وضحكات وموسيقى تتبعها التعليقات وطلبات الإرسال
وحتى لا نظلم الجميع، فهناك نسبة منهن يشاهدن لقطات طريفة أو غريبة أو ذات هدف، لكن
النسبة الأكبر منهن يتداولن مقاطع يعتبرنها عادية جداً ولا بأس بها رغم أن حدود ((العادية))
بدأت تزداد اتساعاً يوماً بعد يوم
فأصبح من المألوف أن ترسل الفتاة لقريبتها مقطعاً عارياً لفنانة مشهورة، أو لقطة فيها تحرش
أو رقص أو حركة سيئة سواء في الشارع أو داخل الغرف المغلقة
والمشكلة الأكبر أنهن كما ذكرنا بدأن يعتبرن هذا الأمر ((عاااادي)) جداً وليس ((عيباً)) أو
خطأ ويتداولنه دون خجل أو شعور بالذنب بل بشكل جريء جداً، وقد ترد عليك الفتاة قائلة: ما
به هذا المشهد؟ لا شيء يظهر واضحاً إنها ترتدي المايوه ليست عارية!! أو إنها مجرد ( )
وليست ( ) ومن هذه التبريرات فصاعداً
وبهذه الطريقة أصبح من المألوف أن تريك فتاة تعرفين خلقها واتزانها مشاهد مقززة في
جوالها وتسألك بكل عفوية إن كنت تريدين أن ترسلها لك؟!!
ليتنا نكون صادقين مع أنفسنا قليلاً
ما الذي نشاهده فعلاً في جوالاتنا؟
ما هي المشاهد التي نخزنها ونسمح لأنفسنا برؤيتها؟
للأسف جوالات الكثير من الفتيات اليوم أصبحت تعج بالمشاهد التي أصبحت تزداد ((عرياً)) و
((إباحية)) و عاااادي!!
لذا أرجو منك الآن أن تسألي نفسك بصدق وبكل صراحة ما الذي أشاهده على جوالي؟
وأسألك من كل قلبي.
.
أن تتخيلي وأنت تشاهدين هذا المشهد ((العادي)) هل يمكن أن تواجهي ربك به؟
إذا وقفت يوم الحساب بين يدي الله سبحانه وقد وضع الميزان وبدأت أعمالك تفضح أمام رب
العالمين وأمام خلقه وحين يبدأ بحسابك على هذه المشاهد التي رأتها عينك بم ستردين عليه
سبحانه؟ بم ستدافعين عن نفسك؟
هل ستقولين أنها ((عااادي)) و ((ما فيها شي))؟!
هل ستستطيعين التجرؤ بالكذب على الله سبحانه وتعالى كما تجرأت بالكذب على خلقه بل وعلى نفسك؟
إن هذه المشاهد فوق حرمتها مضرة لك فهي تلهب مشاعرك
وغرائزك الكامنة التي يجب أن تحافظي عليها نقية طاهرة لحين زواجك
وكم من فتاة أدمنت ممارسة العادة السيئة بسبب هذه المشاهد ولم تستطع الفكاك منها
وكم من فتاة تطورت لديها عادة مشاهدة المقاطع السيئة إلى إدمان الأفلام الإباحية سواء على الجوال أو النت أو على السيديهات وغيره
ولو شعرت أنك بعيدة جداً ومنزهة عن كل ذلك
فيكفيك والله أنها تخدش حيائك حياء الفتاة الذي يشرق براءةً على وجهها وينضوي تحت
انكسار عينيها وتفقدينه مع مشاهدة هذه المقاطع
حياؤك الذي يجعلك أجمل وأكثر رقة من فتاة توزع المقاطع ((العادية)) لزميلاتها وقريباتها دون
حرج لتحمل أوزارهن جميعاً يوم نبحث كلنا عن حسنة نسيناها هنا أو هناك
أسألك مرة أخرى أن تراجعي محتويات جوالك وأن تبدئي في تنظيفه وتنقيته من المشاهد التي
تعتقدين أنها ((عادية)) فما جوالك إلا نسخة مصغرة من صحيفة أعمالك
وإذا أردت أن تعرفي كيف يمكن أن تميزي الخطأ من هذه المشاهد من المسموح فتخيليها
وهي تعرض أمامك على الله عز وجل في ميزان أعمالك وستعرفين حقاً هل هي عادية أم لا
وصدقيني بعد تخلصك منها ستشعرين براحة عجيبة وطمأنينة
لأن المعصية وزنا العين تورث ضيقاً في الصدر وشعوراً كئيباً بالذنب
وستشعرين بالفخر بنفسك وأنك استطعت كسر حاجز قوي وانتصرت في معركة باسلة مع
هواك لأجل ربك
ويا له من شعور رائع ليتك تجربينه
المصدر: مجلة حياة العدد (82) صفر 1428هـ
fwvhpi 000 ,a ja,tdk td [,hg; 000