الظـــروف
هذه قصة أرويها لكم ولم ارويها من قبل .
وهي قصة شاب تعرف على فتاة بالإنتر نت عبر الدردشة الكتابية ، حيث كان يدخل الشات في بعض الليالي إن لم يكن في أغلبها ، وفي كل مرة يجد من يرحب به من كل الموجودين ، فتعرف على فتاة كانت تجمعهما الدردشة العامة في أغلب الأوقات ، ومع مرور الوقت أخذت الدردشة تأخذ نوع من الخصوصية والاستقلالية ، فأصبحت الدردشة الخاصة هي التي تجمعها بعيداً عن المغالطات التي تحدث أحيانا ً في الدردشة العامة .
وبعد ماكان يحرص على دخول الشات للتسلية والتعرف على الموجودين ، أصبح حرصه على وجود تلك الفتاة والدردشة معها ومضت الأيام على هذا المنوال ، حتى صار الدخول للشات مقصودا ً ، لا لشيء ولكن أصبح لقياها شيء من متطلبات حياته اليومية ، لاأدري لماذا؟ربما وجد من يبوح لها عن مابداخله أو ربما لعفويتها في الكلام حتى وصل لدرجة أنه يدخل الشات ويستعرض أسماء الموجودين ، فإن لم يجدها خرج وأغلق الجهاز ، وإذا وجدها تمر ساعات الليل دون أن يشعر بها ، حتى تمكنت من السيطرة على تفكيره والدخول في قلبه ، وزاده تمسكا ً بها عندما اعترفت له أنها تحبه فبادلها نفس الشعور .
كيف لا ، فهي استطاعت أن تسكنه وهو لا يعرف المحبة سوى المحبة الفطرية التي فطرت القلوب عليها ، ولكن هذا النوع من الحب العذري لم يشعر به إلا بعد معرفتها.
فبعد أن رسمت له في عالم العشاق طريقا ً ، وفي ليالي الغرام ذكرى ، تركته ولم تسأل عنه وإذا وجدها وسألها عن سبب غيابها اتخذت من الظروف عذرا ً لها .
وياليتها تعرف أن الظروف هي التي عرفتني بها ، وجعلتها تسكن فؤادأينبض لها بالمحبة والشوق ، ولكنها بدلت الوصل فراقا ً ، وأمل الانتظار غيابا ً ، وجعلت حبيبها يهجر الشات ويفضل البقاء على شاطئ الذكريات الجميلة ، لعله يجد من يبحر به إلى مدينة الأحلام التي بنتها له ، وهدتها رياح جفوتها ، لكي يقف على بقايا أطلالها ويبوح لها عن حب من سكنت قلبه ويشكي لها جرح الفراق ، وألم الغياب ، وتمسكه بها رغم تقصيرها بالمحبة والوصال .
تحياتي للجميع / غريـــــ(الدار)ـــــب
V hgpJJf ,p;JJl hg/JJJv,t C