التعري, الجماعي, اسرائيل, جوانتانامو, على, غاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
وليد القدسى
في الجزء الثاني والاخير من حواره يتحدث اليمني العائد من معتقل جوانتانامو الامريكي وليد القدسي عن «لقاء الصدفة» الذي جمعه مع مواطنه عبدالسلام الحيلة، وعن بقائه تسعة ايام دون اغتسال في سجن «باجران» والكلاب التي كانت تنهش في اجساد المعتقلين، ويقول القدسي: لقد اجبرونا على «التعري الجماعي» وارتداء العلمين الاسرائيلي والامريكي بالقوة، فيما كان يرمي القرآن الكريم أمامنا. ويضيف «الامريكيون يريدون ان نتحول الى ارهابيين».
يتطرق القدسي لوصوله الى جوانتانامو ذلك المعتقل المشبوه الذي تمارس فيه ابشع الانتهاكات ضد حقوق الانسان على وجه الأرض، فيتحدث عن صنوف التعذيب التي تمارس هناك ضد المعتقلين.
من أبرز من وجدوهم من المعتقلين؟
- التقينا في سجن الرئاسة «2» بعبد السلام الحيلة الذي أحضروه من مصر، وكان الالتقاء عن طريق حسين المرفدي وبالصدفة، وكنا نتواصل معه عبر بوابة الزنزانة فقد كان معتقلاً في نفس الممر الذي كنا فيه بالسجن.
لكن الحيلة كان معتقلا في قاعدة باجرام؟
- لقد تم نقلنا جمعيا إلى سجن قاعدة باجرام وهناك تعرضنا أيضاً للتحقيق على يد الأمريكان وكانت التحقيقات في سجن باجرام شديدة جداً و يومياً ما بين 5 ـ 10ساعات وأحياناً نصف يوم ، أما المترجمون فكانوا من مصر ولبنان والعراق واستمر التحقيق طوال الأسبوع الأول من وجودنا في باجرام ووزعت علينا أرقام وكانوا ينادوننا بها بدلاً من أسمائنا وكان رقمي 541 ،، وأسوأ شيء في سجن هذه القاعدة العسكرية أن الكلاب كانت تنبح وتنهش فينا معظم الأوقات وكذا الحمامات المشتركة دون أبواب فقد بقيت 9 أيام دون أن اغتسل تجنباً من التعري في هذه الحمامات أمام السجناء وعانيت في السجن من الحبس الانفرادي والتهديد المستمر من قبل المحققين الأمريكان، مثل: سوف نحضر أمك إلى هنا وسوف نعمل بها، وإذا ما تعترف سوف نقطع ملابسك ونحضر واحداً يفعل فيك، وكانت التهمة الموجهة لنا تهمة الانتماء لتنظيم القاعدة.
وكيف كنتم تتصرفون؟
- على قدر البلاء الذي يحدث ينزل الصبر، فقد كنا في سجن باجرام لا نستطيع التكلم مع بعض ولا النظر إلى المعتقل الذي بجانبي، والأمريكان يأبون أن يخرجوك من السجن حتى تتحول إلى إرهابي جراء معاملتهم السيئة للسجناء فهم يعملون أشياء تمس ديننا الإسلامي مثل التعري الجماعي عند الاغتسال وخلع الملابس عند التحقيق وقال لنا أحد السجناء في قاعدة جوانتانامو أن الأمريكان أرغموه بالقوة بلبس العلمين الإسرائيلي والأمريكي ورموا القرآن الكريم أمامه، وقالوا له أنت الآن بين أيدينا نستطيع أن نجعلك كما نريد وبهذه الأساليب يريد الأمريكان أن يحولوك الى إرهابي ونحن نعتبر هذه الأساليب بلاء وربنا ينزل علينا السكينة والصبر والثبات وكان السجناء يمرحون ويضحكون، وكنا بعض الأحيان نتعرض للضرب بالعصا من قبل الحراس والجنود الأفغان وما أن نعود إلى الزنازين حتى نبدأ بالضحك،، وأسوأ صورة شاهدتها في هذا السجن عندما رأيت بأم عيني وهم يأخذون احد السجناء إلى الحمام وجعلوا جنديا أمريكيا يخلع سرواله ويبول فوق السجين وعندها بدأوا بالضحك.
كم بقيتم في سجن باجرام؟
- بقينا في سجن باجرام قرابة الشهر، وفي اليوم الأخير أحضروا شاحنة وصعدونا عليها ورؤوسنا مغطاة وأيدينا وأرجلنا مقيدة بالكلبشات والسلاسل الحديدية، وعند باب الطائرة جرى تفتيشنا تفتيشا دقيقا إلى حد انهم كانوا يمسكون عوراتنا، وفي أرضية الطائرة توجد قطعة حديدية يجري ربطها بالقيود الموضوعة على أيدينا وأرجلنا وأجبرونا على بلع قرصين من العقاقير لا نعرف ما هي أو أضرارها، وأقلعت بنا الطائرة من مطار كابول بعد الظهر ووصلنا هناك صباح اليوم الثاني، وعند وصولنا أخذونا في شاحنة ثم وجدنا تحتها شيئا يحركها وكنا نشم رائحة البحر إلى أن وصلنا إلى جزيرة جوانتانامو، وكنا أكثر من 40 سجيناً من أفغان وباكستانيين ومن جنسيات عربية مختلفة.
ماذا عن يومك الأول في جوانتانامو؟
- بدأ التحقيق من اليوم الأول لوصولنا بعد أن أجروا لنا فحوصات طبية، وتركز التحقيق حول تنظيم القاعدة وحبسوني في الزنزانة الانفرادية شهرا تقريباً ثم نقلوني إلى السجن الجماعي وهو عبارة عن شباك حديدي تستطيع أن ترى وتتكلم مع السجناء الآخرين.
وكنت في عنبر يتسع لـ«48» زنزانة انفرادية وعنابر أو سجون جوانتانامو تنقسم إلى درجات، درجة أولى وثانية وثالثة حسب تصنيف ومعاملة الأمريكان مع السجناء،
وفي اي درجة كنت؟
- تدرجت من درجة أولى إلى درجة ثانية ثم بعد «7» أشهر نقلت إلى كامب فور وهو أعلى درجات المعاملة الجيدة في القاعدة ، ففي كل غرفة 10أفراد وأسرة والملابس بيضاء، ثم أن الطعام متوفر بكميات كبيرة، تأكل وتشبع والطعام مازال موجوداً، والساحة في هذا السجن واسعة جداً، تجد ملعباً لكرة القدم وكرة السلة والطائرة وغيرها من الألعاب التي كنا نمارسها أثناء الفسحة.
هل تعرضتم للتعذيب في المعتقل؟
- نعم لقد تعرضنا للكثير من التعذيب والذي يتمثل في التعليق بالأرجل وتمزيق الملابس وصب المياه الباردة والسهر الإجباري لـ4و5 ساعات وأحياناً يوم أو يومين، والتعذيب الأول أي التعليق لم أتعرض له وإنما سمعته من السجناء الآخرين، ومن شدة سوء المعاملة التي كان يلاقيها المعتقلون حاول احد السجناء الانتحار جراء إساءة الأمريكان للقرآن الكريم وأسمه مشعل البحريني فقد أراد شنق نفسه حيث أخذ غطاء الفرش وربط طرفا منه في النافذة بينما لف طرف الغطاء الثاني حول رقبته وفي اللحظة الأخيرة استطاع الأمريكان إسعافه وإنقاذه ويقال ان وضع مشعل تحسن، كما أن التحقيق يختلف من سجن إلى آخر وتختلف مدته فهناك مدة شهر وشهرين ويوجد آخرون موقوفين وسجناء يحققون معهم كل أسبوع، وكل أسبوعين، وتتمحور أسئلة التحقيق حول أفغانستان وطالبان وتنظيم القاعدة، ومن ذلك أيضا ما حدث في كامب فور حيث رفض أحد الجنود الأمريكان إحضار وجبة العشاء وأراد منا أن ندخل العنبر دون أن نأكل، فرفضنا الدخول وطلبنا إحضار ضابط كبير لكي نتفاهم معه، لكن الجندي أحضر اثنين من زملائه الجنود وكلبا ضخما وطلبوا منا الوقوف ووجوهنا على الجدار وفي أثناء أمر الانصراف قام واحد منا برمي الكلب بحصى فما كان من الجنود والضباط إلاّ أن قللوا الفسحة من ساعة إلى نصف ساعة في اليوم الأول وفي اليوم الثاني جاء جنود وأخذوا ذلك السجين الذي رمى الكلب من العنبر ووضعوه في غرفة انفرادية وعندما أعلنا احتجاجنا ردوا علينا أن هذا الكلب برتبة جنرال، وشاهدنا الكلب بعد أيام بجانبه سائق وهو يتنزه راكباً سيارة آخر موديل في القاعدة.
كيف كنت تقضي وقتك في جوانتانامو؟
- في بادئ الأمر كانت هناك مكتبة قاعدة جوانتانامو تمتلئ بالكتب الدينية فهناك كتب في علوم القرآن والحديث والفقه وفي كافة العلوم الدينية وكان باستطاعتنا تناولها ولكن بعد ذلك سحبت هذه الكتب من القاعدة أي قبل سنتين ونصف، وكان يومنا يبدأ بقيامنا لصلاة الفجر ثم نأكل طعام الفطور ثم نخرج إلى الشمس بعد ذلك قراءة القرآن الكريم ثم الغداء بعد صلاة الظهر وننام قليلاً حتى موعد صلاة العصر ثم يبدأ برنامج الرياضة داخل الزنزانة وفي المساء نصلي المغرب ونتناول الوجبة الأخيرة ثم نصلي العشاء وبعد ذلك يبدأ برنامج النوم، والجانب الجيد في جوانتانامو هو قراءة القرآن والرياضة وكتابة الرسائل التي كنا نرسلها إلى لأهلنا عبر الصليب الأحمر.
من كان معك في العنبر؟
- كنت أنا وعبدالملك الأرحبي ومحسن العسكري وسمير ناجي وخالد القوسي وكنيته مهند الشيبة وهو من الحديدة،، وفي العنابر الأخرى كان هناك من اليمنيين صالح الزومة، كرامة وهو كبير في السن عمره حوالى 70سنة وعنده مرض في القلب اعتقلوه في تورا بورا بأفغانستان وأيضاً أبو الوفاء الذماري اعتقلوه في باكستان وياسين الأبي والبقية من الكويت أتذكر منهم عادل الزامي، سليمان، فوزي العودة.
ماهي الإجراءات الأخيرة التي اتخذت في جوانتانامو قبيل عودتك إلى اليمن؟
- قبل ترحيلي إلى اليمن بأيام جرى إخضاعي لجهاز كشف الكذب ثم أخذوا قياسات للقميص والسروال والبدلة كما أخذوا مني تعهدا مضمونه أن لا أتبع أي تنظيم أو جهة إرهابية وأن لا أقوم بأي عمل معادٍ لأمريكا وعند توقيعي على التعهد كان حاضراً هناك شخصان لأول مرة أشاهدهما ربما يكونان محاميين لا أعرف وقاما بالتوقيع إلى جانب توقيعي.
بعد ذلك أبلغوني بأمر الترحيل من القاعدة دون أن يقولوا إلى أين وجاء الصليب الأحمر ووضع أمامي أحد الخيارين، الرغبة في الترحيل إلى بلادي اليمن أم البقاء، فاخترت بلادي وتم تحديد موعد السفر، وبعدها رحلنا من جوانتانامو الساعة الثانية ليلاً أنا ومعي مجموعة منهم وسام الأردني وبعض السودانيين والبقية أفغان وطاجيكي لا أعرف أسماءهم، وأخذونا في حافلة كبيرة إلى المطار وعندما دخلنا الطائرة وجلسنا تم تغطية رؤوسنا وأعطوني 4 حبات من العقاقير أبلعها لا أعرف ما هي، كل ما أذكره أني وصلت مطار صنعاء في ظلام الليل.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2006.6052921099.htm
منقوـول
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
uhz] lk [,hkjhkhl,: H[fv,kh ugn hgjuvd hg[lhud ,hvj]hx ugl hsvhzdg>