الآداب, الشرع, الناس, بين
يخجل المرء عندما يريد أن يكتب عن مستوى الأدب الذي صار إليه الناس في هذه الأيام, وكذلك
مستوى الأدب الذي صار إليه شباب أمة الإسلام.
ولقد حاولت أن أرقب مستوى الآداب من حولنا حتى لا أكون جائرًا في حكمي - إذا حكمت - فما
رأيت ما يُعدل فكرتي ولا ما يحسن وجهتي.
فقد رأيت شدة الغضب في غير حلم, بدرجة تنفر والقريب من قريبه, والرجل
من زوجته والزوجة من زوجها, وقد يزداد الغضب إلى درجات أكبر فيحصل ما هو أكبر, وبحثت
عن الحلم فما وجدت أهله, أو ربما هناك بعضهم ولكنهم لقلتهم قد تاهوا في وسط أهل الغضب.
ورأيت الجبن في غير شجاعة, إلى حد أن يجبن فيها السائر في الطريق عن إنقاذ جريح خوفًا
من المساءلة, ويجبن فيها الناس عن كلمة إنكار لفعل قبيح في الطريق, ويجبن فيها آخرون
عن جلوس مجلس علم في مسجد!!
ورأيت الجور والظلم في غير عدل, بدرجة لا يقوى فيها المظلوم أن يبث شكواه أمام الظالم,
ويُغَير فيها المظلوم أهدافه وطريقة حياته خوفًا من الظالم.
ورأيت الشهوانية بغير عفة, إلى حد أن يتتبع الشاب موقع العري والفجور ويدفع في سبيله
ماله, وبدرجة أن يسهر آخرون حتى الصباح على مشاهدة الفجور, ولحد أن تغزو المجتمع
الإسلامي أفكار المثلية الجنسية واللواط وإلى حد أن يجتمع مئات الشباب في الشوارع
لينهشو لحم أي فتاة تمر ويهتكوا سترها – كما حدث في بلد عربي كبير قبل أيام -
ورأيت البخل في غير كرم, إلى حد أن تقوم أسرة مسلمة عددها ثمانية أفراد شهريًا لا تجد أكثر
من ثمن الخبز, وجارها يركب أفخر السيارات ويشتري حذاءه بثمن خمسة أشهر من قوت
جيرانه!!
ورأيت الصراع على المال إلى حد أن يفقد الأخ أخاه والحبيب حبيبه من أجل المال.
كل ذلك ظاهر معروف معلوم لا يحتاج لبصيرة نافذة كي يُعرف وهو في ديار الإسلام يختلف
باختلاف أحوال البلد.
وقـد يقول قائل: لا تنظر إلى السوء ولكن أنظر إلى الخير. وأقول له: إنني لا أشك في وجود
الخير, ولكن النوع الآخر قد طغى وغطى وانتشر, والخير يأرز إلى أهل الغربة ويسكن عندهم,
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ, فطوبى
للغرباء) رواه مسلم عن أبي هريرة
فحاولت في تلك النظرة أن أذكر القارىء بأهم مواقع الأدب والخلق وتوجيهات الإسلام العظيم فيهما ثم أن أنظر إلى أدب الصالحين ثم أعود إلى واقعنا المرير وأتساءل عن الأسباب والدواقع
منقووووووووووووووول
hgN]hf " fdk j,[dihj hgavu ,hkpvhthj hgkhs