الأم, الثلاثة, الثكلى, اعتداء, بروح, قصة
غزة - أمهم تحدثت ذكرتهم الثلاثة، أسامة 10 سنوات، أحمد 6 سنوات وصغيرهم سلام 3 سنوات فقط،" امتصوا دمائي وضيعوا أولادي الثلاثة وشقاء عمري بغمضة عين فإذا كان هذا إنجاز حققوه فمبارك لهم ما أنجزوا".
الأم ليندا أبو طقية ثلاثون عاماً سمعت بأذنيها صوت إطلاق النار أسفل البرج السكني الذي تقيم به في شارع الكنز وسط مدينة غزة، عندها رفعت سماعة الهاتف وطلبت أختها هنادي التي تقطن جارة لها وقالت لها :" أرجوك اذهبي لتستطلعي اشعر أنهم أبنائي وارى السيارة التي تقلهم للمدرسة ولكن لا اعلم ما حدث".
لقد ضيعوهم وقتلوهم !!
الأم توقف قلبها عند سماع إطلاق النار بالقرب من منزلها في الساعة السابعة وعشر دقائق صباح اليوم، وعندما تناقل جيرانها ان ثلاثة أولاد قتلوا قالت لأختها مرة اخرى:" اذهبي إلى المستشفى وطالعي ما حدث لأولادي لقد ضيعوهم وقتلوهم ولم تستطع الإكمال".
احمد لم يرد الذهاب الى المدرسة فسحبه اسامة وسلام عنوة!!
وأضافت في تصريح صحفي:" منذ اسبوع كامل وانا اشعر بانقباض في قلبي، ليلة أمس فقط حاول أولادي الثلاثة وهم ما أمتلك بالدنيا أن يسهروا ليلهم الطويل بالقرب مني ولكنني اصررت على ذهابهم للنوم لأن هناك مدرسة يجب أن يلتحقوا بها بالصباح الباكر، وفي الصباح استيقظ ابني أحمد الاوسط وقال لي اشعر ببرد شديد فحاولت تدفئته ولكنه لم يرد الذهاب للمدرسة حيث يدرس بمدرسة الروم الارثذوكس مع اخيه الاكبر اسامة، ولكن أسامة والاصغر سلام سحبوه وقالوا له يجب أن تذهب فذهب معهم" وتابعت:" ليتني كنت معهم ومت ميتتهم ولم ابق على قيد الحياة لأتجرع حسرتهم كل يوم وكل لحظة".
وتابعت وهي ترتدي السواد:" أولادي الثلاثة لا أصدق أن كل ما املك ضاع مني وشقائي لعشر سنوات ضاع بغمضة عين فإذا كان هذا إنجاز لمن قتلهم فمبارك لهم إنجازهم".
اخر الكلمات لقد حفظت غيباً درس الإملاء !
آخر كلمات ابنها اسامة قال لأمه:" أمي لقد حفظت غيباً درس الإملاء واليوم سآتي بدرجة عشرة على عشرة" وغادر المنزل ليلتحق بالسيارة التي تنتظره في الاسفل ولم يعلم ان خفافيش الليل تنتظره منذ وقت طويل، فأفرغت في رأسه ورأس إخويه وأجسادهم الصغيرة 60 رصاصة دمرت ما بقي من أحلام والديهم.
لكن لم يقتل الأطفال في غزة، سؤال طالب بالإجابة عنه كافة مواطني قطاع غزة قائلين ان لا مبرر لقتل أحباء الله.
الام جلست بالغرفة التي جمعت أسرة أطفالها الثلاثة وأحلامهم في الطابق الثاني عشر ببرج الإسراء وقالت:" هذا يكفي والله يكفي امس قتلوا تيسير خطاب وجاد تايه ومرافقيه وكل يوم هناك تفجير قنابل بجانب بيوت الضباط فهل ذنب زوجي انه مقدم بجهاز المخابرات اين الحكومة مما يجري واين الرئاسة؟.
الجريمة الصباحية.
كما تروي الطفلة الناجية ليديا ابو عيد "7 سنوات والتي كانت بالقرب من الاولاد الثلاثة قالت:" كنت واقفة بجانبهم وعندما ركبوا السيارة رأيت سيارتين اطلقوا باتجاههم الرصاص بشكل كبير ولم ار ما حدث فقط رأيت الدماء وعرفت ان اولاد خالي الثلاثة اسامة وسلام واحمد ماتوا".
الا نفلات يتغول !
إحدى الجارات في بيت العزاء قالت:" لا اصدق بأن ثلاثة أطفال يتم تصفية دمائهم بهذه الطريقة فهل تغول الانفلات الامني بهذه الطريقة كي لا يرحم طفلاً صغيراً".
عشرة الاف مشيع
مسيرة التشييع التي حاول أن يلتحق بها كافة مواطني مدينة غزة تعدت عشرة آلاف مواطن، شابهت مسيرات تشييع الشهداء انطلقت من مستشفى الشفاء بمدينة غزة إلى منزل والديه وتم الصلاة على جثامينهم البريئة في جامع الشيخ زايد ومن ثم إلى مدرسة الروم الأرثذوكس وألقى زملاؤهم نظرة الوداع عليهم وهناك بكى آلاف الاطفال مودعين زملاءهم الصغار، ومن ثم انطلقت إلى مقبرة الشيخ رضوان حيث ووريت أجسادهم الصغيرة.
تنديد واسع بالجريمة .
وندد آلاف المواطنين بالجريمة التي راح ضحيتها هذه المرة أطفال ثلاثة أشقاء حيث تقدم المسيرة عشرات المسلحين من كافة التنظيمات الفلسطينية المسلحة الذين نددوا بهول الجريمة الصباحية.
hgHl hge;gn jv,d rwm hyjdhg H'thgih hgeghem