أنظروا, الصداع, سبحان
علوٌ في الحياة و في المماتِ (!) . لحقاً أنت إحدى المعجزاتِ
قد نختلف (!) و ربما تشاجرنا (!) حول ذلك الرجل المثير فعلاً للجدل و التقدير (!) و السخط (!) و الحب (!) و الامتعاض !! ، قد نتجاهل انجازاته (!) و نسلط الضوء على جرائمه !! ، أو ربما فعلنا العكس !!
فربما وقفنا ذات يوم نعدد سقطاته الحقيقية (!) و سقطاته التي لفقها الإعلام المأجور عليه !! ، ربما تذكرنا الانقلاب الأبيض الذي قاده صدام على أحمد حسن البكر !! ، أو ذاك الانقلاب الأحمر الذي قاده صدام أيضاً على رفاق الدرب !! ، ربما راجعنا الأنفال (!) و انتفاضة الشيعة !! ، ربما عدنا إلى غزو الكويت (!) و صدقنا تهديد السعودية !! ، ربما أعدنا الذاكرة إلى حكم العراق بالحديد و النار !! ، ربما دققنا عقيدة البعث العلمانية (!) و أخرجناه من دائرة السنة (!) أو من محيط الإسلام !!
أو ربما وقفنا ذات يوم نحسب له الثورات الزراعية و الصناعية في عهده !! ، ربما تذكرنا كيف ارتفع معدل دخل الفرد العراقي إلى مستويات عالية !! ، ربما تذكرنا محو الأمية (!) و بناء قوة إقليمية عظمى !! ، ربما راجعنا الطموح النووي (!) و ضرب إسرائيل !! ، ربما أعدنا الذاكرة لوقفته مع شهداء فلسطين ـ نحسبهم كذلك ـ سياسياً و اقتصادياً !! ، و عدم قبوله بتسليم العراق على طبق من ذهب للاحتلال !! ، ربما عرفنا يوماً الانقلاب الذي حدث في حياته و دققناه !! ، ربما أدركنا طباعة المصاحف و بناء المساجد و نشر المذهب السني و تحفيز المسلمين على حفظ القرآن !!
ربما تذكرنا أن الرجل فقد الملك والجاه و المال و الأهل و الأبناء (!) و خرج هائما على وجهه (!) حتى أُلقي عليه القبض في حفرة مظلمة نتنة (!) كان يوجه أتباعه لضرب المحتل منها !! ، ربما تذكرنا كم كابد ظلم الإهانة (!) و التعرية (!) و مسرحية المحاكمة (!) ثم وقف أمام المشنقة كما لم يقف أحد سواه !! ، وضع المصحف و وقف مكشوف الوجه (!) و جلادوه ملثمون !! ، وقف رابط الجأش (!) و جلادوه متخبطون !! ، وقف يذكر الله و ينطق بالشهادتين (!) و جلادوه مرتبكون !! ، نالوا منه بعد أن مدوا أيديهم للأمريكان !! ، و أصدروا الفتاوى التي تحرم مقاومة المحتلين !! ، و طعنوا المجاهدين في ظهورهم !! ، نالوا منه بعد أن تمرسوا على الخسة و الغدر و الخيانة !! ، نالوا منه بعد أن مُسخ الحياء من وجوههم (!) و نُزع الشرف من صدروهم !! ، و خُلعت الكرامة من أنفسهم !! ، و مُاتت أدنى معاني الإنسانية في قلوبهم !! ، حتى ظهروا للعالم و كأنهم كلاب جائعة (!) ذهبت تناشد المحتلين الفريسة !! ، و على كل حال فليس الفتى من قال هذا أبي !!
فوقف الرئيس الراحل شامخاً و حبل المشنقة يلتف على عنقه !! ، و قف يلقنهم درساً في (المرجلة !) و في القوة و الصلابة و الشجاعة !! ، و قف و لم تنكسر إرادته مع كل هذا الذي كان !! ، لم يهن و لم يحزن !! ، لم يخف و لم يتردد !! ، لم يسقط مغشياً عليه (!) و لم تذرف عيونه دموع الوداع !! ، لم يأبه بأن يكون ( أضحية !) الغدر و التعاون مع المحتل !! ، لم يكترث بأن يواجه الموت الذي فر منه خصومه ذات يوم !!
عاش شجاعاً مقداماً !! ، و مات شجاعاً مقداماً !! ، و نطق بالشهادتين في مشهد يحسده عليه أولي الألباب !! ، فقري عيناً يا رغد !! ، فهكذا يموت الرجال !! ، و هكذا تكون نهاية الرجل الشجاع !!
رحمك الله أبا عدي ! ، فإنما الأعمال بالخواتيم !
طيب الله أوقاتكم .
sfphk hggi000 Hk/v,h Ygn i`h hga[hu