لقاء مع نوال الزغبي في آخر عام 2006
[align=center]في ظل هذه الظروف يصارع القطاع الفني والسياحي في لبنان - والذي مني بخسائر تقدر بملايين الدولارات خلال الحرب - للبقاء والإستمرار، وتنتشر اليوم إعلانات الحفلات الفنية بمناسبة ليلة رأس السنة الميلادية في شوارع العاصمة بيروت على إستحياء.
غابت أسماء عديدة عن المشهد ممن فضلوا إحياء الحفلات في الخارج بسبب غياب السياح الخليجيين، والمغتربين الذي يشكلون نسبة مهمة من الجمهور الذي يحضر هذه الحفلات عادة، والسبب الآخر يتمثل بالوضع الإقتصادي السيء الذي يعيشه اللبنانيون منذ عامين، والذي بلغ ذروته هذا العام وبات ينبيء بكارثة إقتصادية حقيقية.
النجمة نوال الزغبي كانت من النجمات القلائل اللواتي راهن على لبنان مرة أخرى، فآثرت البقاء في بلدها وإستقبال العام الجديد مع جمهورها اللبناني، الذي ترى بأنه أحوج الناس اليوم للحظة فرح تنسيه كل ما مر به من مآس ولو لليلة واحدة.
نوال بدأت تحصد نتيجة نجاح البومها مؤخراً، حيث تم اختيارها كافضل مطربة عربية للعام 2006 عبر استفتاء على الهواء اجرته اذاعة لبنان الحر قبل ايام، كما نشرت جريدة الاسبوع المصرية تحقيقاً عن الالبومات الاكثر مبيعا في مصر، وحل البومها في المرتبة الرابعة، كما فازت أغنيتها باستفتاء نهاية العام الذي اجرته اذاعة سوريا الغد.
الزغبي في منزلها في بصاليم تستعرض أبرز محطاتها الفنية والشخصية هذا العام، ولتقف على رأيها في كل ما جرى ويجري في لبنان، واليكم التفاصيل:
كيف تقيمين عام 2006 على الصعيد الشخصي؟
كانت سنة "منيحة ومش منيحة". بدايتها كانت جيدة جداً، ففي فبراير الماضي أصدرت أغنية "شو أخبارك" المنفردة والتي شكلت نقلة نوعية في مسيرتي الفنية، ولاقت نجاحاً كبيراً، وقمت بجولة كندية ناجحة جداً، وعدت في شهر مارس لإحياء حفل في المغرب، بالإضافة لحفل في قصر الأونيسكو في بيروت بمناسبة عيد الأم، وفي ابريل احييت حفلا جماهيريا كبيرا في شرم الشيخ بمناسبة عيد شم النسيم حضره أكثر من 40 الف شخص.
وفي مايو قمت بتوزيع أغنية "حبيبتي من تكون" للراحل عبد الحليم حافظ -بعد ان جددتها بصوتي- على المحطات الإذاعية، بسبب الأصداء الطيبة التي حققتها بين الجمهور اللبناني والعربي عندما غنيتها في الحفل الختامي لبرنامج "العندليب من يكون". كما تم تكريمي في ذات الشهر من قبل الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا في بيروت مع الفنان يوري مرقدي، وأحييت حفلاً على هامش سباق رالي الأردن.
وقضيت شهر يونيو أستعد لإطلاق البومي "ياما قالوا" ولكن جاءت الحرب لتغير كل شيء، وتعطل كل شيء. فالغيت أكثر من 40 عقداً لحفلات فنية كان من المفترض أن أحييها خلال موسم الصيف، منها 10 حفلات في لبنان. ورفضت في حينها تأجيلها أو السفر لإحياءها، وآثرت البقاء في بيروت. كما الغيت الحملة الإعلامية التي كانت سترافق صدور الألبوم، وأنصب تركيزي على ما يحدث لبلدي، وحول ما يمكنني تقديمه للناس.
وأسعدني كثيراً أحد المنتمين لنادي معجبي عندما قال لي قبل ايام بأن حملة التبرعات التي أطلقها النادي أدرجت ضمن قائمة بأسماء المتبرعين نشرت على الموقع الرسمي للهيئة العليا للإغاثة " لبنان تحت الحصار"، ولمست أهمية دور الفنان في التأثير على محيطه، وقدرته على أن يكون قدوة للشباب ويوجههم بشكل إيجابي،ويشجعهم على التفاعل مع مآسي الآخرين.
الحرب من جهة أخرى أثرت سلباً على البومك الذي بذلت فيه مجهوداً واضحاً؟
دون شك، فالألبوم صدر في ظروف صعبة، ولكنه مع ذلك حقق مبيعات فاجأت شركتي الإنتاج والتوزيع في تلك الفترة، وعلى الأخص في الخليج ومصر، وعاد بعد أشهر ليتصدر المبيعات في بيروت، وأعتقد بأن الألبوم بدأ يأخذ حقه مؤخراً.
صلاح الشرنوبي وصف أغنيتك روحي يا روحي "بالعبقرية"، والناقد المعروف مفيد فوزي أطلق عليك لقب "وردة الجديدة" إعجاباً منه بإختياراتك الغنائية التي تميز بها هذا الألبوم، هل تعتبرين هذه التعليقات بمثابة تعويض معنوي عما قيل في حقك سابقاً من قبل البعض؟
دون شك، إعتقد بأن نجاح أغنية العندليب بين الناس، والتعليقات الإيجابية للنقاد على الألبوم دليل مهم على نجاحه على المستويين الفني، والجماهيري، فأغلى الحبايب مثلاً وعلى الرغم من كونها أغنية لبنانية تلقى نجاحاً كبيراً في مصر، وهي مسألة نادرة الحصول.
أنت من الفنانين اللبنانيين القلائل الذين إتخذوا قراراً بالمجازفة وإحياء حفلات رأس السنة في لبنان بدلاً من شد الرحال الى الخارج، والبحث عن نجاح مضمون، هل هو قرار شخصي، أم أنك لم توفقي في عقود خارجية؟
لا طبعاً عرض علي إحياء حفلات في مصر ودبي، ولكنني إعتذرت عنها، وآثرت البقاء في لبنان بقرار شخصي مني، وأيدني فيه زوجي إيلي.
الم يخيفك الفشل؟
في العامين الماضيين كنت أفكر كما يفكر الزملاء الذين سافروا لإحياء الحفلات في الخارج هذا العام، لأن الفشل كان يخيفني، لكنني بعد الحرب والظروف التي مر بها لبنان، تغيرت، وتغير إسلوب تفكيري، شعرت برغبة كبيرة في البقاء لأستقبل الأعياد مع جمهوري في لبنان، والذي إشتقت اليه كثيراً، وليحدث ما يحدث، فهناك أمور مرت علينا هذا العام أخطر بكثير من فشل حفل فني، ولن تكون نهاية العالم لو فشلت الحفلات.
معلوماتنا تشير الى أن حفل ال "لو رويال" أوشكت تذاكره على النفاذ، هل تتابعين أخبار مبيعات تذاكر حفلاتك؟
بصراحة لا، فزوجي وأخي يتابعون هذه الأمور أكثر مني، ولكنه أمر يسعدني دون شك، لأنه إشارة واضحة على حب الشعب اللبناني للحياة.
نشرت مجلة نادين تحقيقاً عن حفلات راس السنة، وكانت اسعار التذاكر لبعض النجوم الذين سيحييون حفلات في لبنان تصل الى 500 دولار أمريكي، بينما أغلى تذكرة لأي حفل من حفلاتك لم تتجاوز نصف هذا المبلغ، البعض يعتبر أسعار التذاكر مقياساً لنجومية الفنان، كيف تنظرين أنت لهذه المسألة؟
النجومية هي ان تكون الحفلات ناجحة وبأسعار منطقية، وبالنهاية انا نجمة ولي أجري الذي يليق بي، ولن يكون المتعهد خسراناً عندما يضع هذه الأسعار، ولكن في نفس الوقت ليس من المنطق ان يبالغ بها "ويفوت بالحيط ويفوتني بالحيط معو"، والحالة التي نعيشها اليوم في لبنان لا تتحمل رفع الأسعار لهذه الدرجة، فالناس يعانون من ضائقة مادية وعلينا أن نراعي ذلك.
قمت بإضافة حفل ثالث قبل بضعة أيام في مركز البيال؟ هل قررت المشاركة به من أجل الناس الذين لا يملكون مئات الدولارات ليصرفونها على سهرة؟
صحيح، فتذاكره تباع بثمن زهيد جداً "20 الف ليرة لبنانية"، وفي مقدور اغلب الناس حضوره، فأنا أن ارفض ان أكون ملكاً لطبقة معينة من الناس، واشعر بأن فني من حق الجميع، وكنت ولا زلت احرص على احياء المهرجانات في الصيف في مختلف الضيع اللبنانية والتي يكون الدخول اليها غالباً بالمجان لهذا السبب.
الم تخشي ان يحسب البعض غنائك في هذا الحفل على انه موقف سياسي غير مباشر مما يحدث في لبنان؟
لماذا سيحسبونه كذلك؟
عنوان الحفل "أنا أحب الحياة" ويقام في هذا التوقيت، وعلى مبعدة أمتار من ساحة الشهداء حيث يعتصم فريق من اللبنانيين؟
بالعكس أنا لبنانية وصوتي ملك كل مواطن لبناني، ومعروف عني بأنني لا اتعاطى بالسياسة، ولا أسمح لنفسي أن أتعاطى بالسياسة لأن الفنان هو الخاسر ان تعاطى بها، وخصوصاً في هذا البلد، لأن هناك 100 لون، و100 حزب، اتمنى ان اراهم جميعاً في حفلي شرط أن ينبذوا الفرقة، ويرتدوا العلم اللبناني ويضعوا مصلحة لبنان أولاً، ومصالحهم أخيراً.
ستصورين أغنيات أخرى من الألبوم قريباً؟
حالياً تركيزي منصب على طرح "عادي" على الفضائيات، وتضيف ضاحكة: معي هناك دوماً مفاجآت، ومن الصعب التكهن، بخطواتي اللاحقة. قد أصور وقد لا أصور.
في تمام الساعة 12 من ليلة 31 ديسمبر كل منا يتمنى امنية لتتحقق له في العام الجديد، ماذا ستتمنى نوال الزغبي؟
أن يعم السلام والأستقرار بلدي لبنان، هي اهم امنية اتمناها، وان يمن الله على وعلى عائلتي بالصحة.
كتبت مرة في الصفحة الاخيرة من مجلة نادين مقالاً تدعين فيه سياسيي لبنان لنبذ كل الالوان والاعلام والإكتفاء بالعلم اللبناني؟
ولم يلب ندائي احد منهم. للاسف، السياسيين في بلدي جل همهم المناصب، لا احد منهم قلبه على هذا الشعب المسكين.
كلمة أخيرة توجهينها للبنانيين؟
أن يتحلوا بالصبر ويصلوا.[/align]
[align=center] هلالالالالالالالا [/align]
::":: grhx lu k,hg hg.yfd td Nov uhl 2006 ::"::