الى, يتحول, شخص, طفلك
الرياض/ يولد الطفل على الفطرة السليمة والصحيحة البعيدة عن أي نزعات سيئة أو شريرة, ولكن تأتي عدة عوامل في مسيرة حياته لتكوّن له طبيعته الخاصة به وأفكاره وقناعاته, وقد تكون هذه العوامل إيجابية تعزز لديه السلوك الفطري الجيد, أو قد يتعرض الطفل لعدة ظروف أو عوامل سلبية يكون لها الأثر الكبير في شخصيته وطبعه وتعامله السيئ مع من حوله.
وتأتي الأنانية وحب الذات في مقدمة الصفات السيئة التي يكتسبها الطفل نتيجة لبعض الظروف المحيطة به, وتبدأ من منبع حب الامتلاك وتغليب مصلحته على مصلحة غيره, ويطالب الطفل الأناني بأن يكون وحده دون غيره محط اهتمام الغير, وأيضاً لا يكون قادراً على الخروج من وجهة نظره الخاصة والتعرف على وجهة نظر أخرى من طرف ثان.
وعند ملاحظة أي تصرف أو عمل يصدر من الطفل يدل على بعض جوانب الأنانية, يأتي في هذه الحالة دور الأهل في توجيه الطفل من خلال التربية والرعاية والاهتمام وغالباً ما يساعد هذا الاهتمام من قبل الأهل تخطي الطفل الصفات السيئة التي تبدأ بالظهور لديه.
علماً أن الطفل المهمش الذي لم يأخذ حقه من اهتمام الأهل ولم يشعر بدفء وعطاء وعاطفة وحنان الأبوين, أي أنه لم يستطع إشباع حاجته من العاطفة, لن يستطيع أن يعطي أو يهتم بغيره لأنه أصلاً محروم من أي مخزون عاطفي, فكيف له أن يقدم للآخرين من حوله شيئاً وهو محروم منه.
وفي هذه الحالة يتصرف الطفل بأنانية من دون وعي أو تفكير بل يجد نفسه بشكل تلقائي غير قادر على التفكير بمن حوله, لأن الحرمان الذي تعرض له سينعكس بالتأكيد من خلال تصرفاته, وذلك يشبه الطفل الذي تعرض للعدوانية من قبل الأهل فيصبح عدائياً بطبعه, أو الطفل الذي عانة من بخل أهله فيصبح هو الآخر بخيلاً بشكل لا شعوري.
ويمكن أيضاً ملاحظة الأنانية بشكل كبير عند الطفل الوحيد الذي لا يملك أخوة وأخوات, أي أنه لم يعتاد على مشاركة أحد في مختلف نواحي حياته, بل إن كل شيء من حوله ملك له لوحده, لهذا لا بد أن يركز الأهل الذين لا يملون إلا طفلاً واحداً على تسجيل أبنائهم في دور حضانة في عمر مبكر, ليستطيع الطفل أن يتعلم مشاركة الآخرين دون أن يشعر بالضيق أو الانزعاج.
jJJ[kd hk djp,g 'tg; hgn aow hkhkd