المنتقى الاول :
أبقاك الله :
قال السفا ريني : ( قال الخلال في الآ داب : كراهية قوله في السلام :أبقاك الله . أخبرنا عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل قال . رأيت أبي إذا دعي له بالبقاء يكرهه .ويقول :هذا شيء قد فرغ منه
وذكـر شيخ الإسلام ـ قدس الله روحه ـ أنه يكره ذلك،وأنه نص عليه احمد وغيره من الأئمة. واحتج له بحديث أم حبيبة لما سألت أن يمتعها الله بزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبيها أبي سفيان وبأخيها معاوية ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إنك سألت الله لآجال مضروبة ،آثار موطوءة ،وارزاق مقسومة ،لا يعجل معها شيء قبل حله ،ولو سألت الله أن يعافيك من عذاب في النار ،وعذاب في القبر كان خيراَ لك )). رواه مسلم من حديث ابن مسعود ) اهـ . ذكرت هذا اللفظ في " الناهي " على سبيل التوقي ،وإلا فالصحيح أنه لا يُنهى عنه لما تراه في : (( الملحق )) بلفط : (( أطال الله بقاءك )) .
بالرفاء والبنين :
الرفاء : الالتحام والاتفاق ، أي : تزوجت زواجا يحصل به الاتفاق والالتحام بينكما
والبنين : يهنئون بالبنين سلفا وتعجيلا . ولا ينبغي التهنئة بالابن دون البنت ، وهذه سنة الجاهلية ، وهذا سر النهي . والله أعلم .
التطرف الديني :
لهج المحدثون بهذا الاصطلاح في مطلع القرن الخامس عشر الهجري في وقت حصل فيه رجوع عامة شباب المسلمين إلى الله تعالى والتزامهم بأحكام الإسلام ،وآدابه والدعوة إليه ،فكان قبل ينبز من هذا سبيله بالرجعية ، والتعصب ، والجمود ، ونحوها . ودين الله بين الغالي ، والجافي ، وقد كان علماء الإسلام يقرون النهي عن الغلـو في الدين ، وينشرون النصوص بذلك ، في الوقت الذي يحثون فيه على التوبة والرجوع إلى الله تعالى ، فقلبت القوس ركوة في هذه الأزمان ، فصار التائب المنيب إلى ربه ينبر بأنه متطرف ، للتنفير منه ، وشل حركة الدعوة إلى الله تعالى . ومن الغريب أنه مع سوء ما يرمي إليه فهو وافد من ـ يهود قبحهم الله ـ فتلقفه المسلمون فيا ليتهم يرفضونه . والمصطلح لدى أهل العلم هو (( الغلو )) كما في الحديث المشهور : "إياكم والغلو" الحديث . قال الذهبي : (( قلت : غلاة المعتزلة ، وغلاة الشيعة ، وغلاة الحنابلة ، وغلاة الأشاعرة ، وغلاة المرجئة ،وغلاة الجهمية ، وغلاة الكرامية ، قد ماجت بهم الأهواء.)انتهى.
ثالث الحرمين :
قال شيخ الإسلام ابن تيميةـ رحمه الله تعالى ـ (وأما المسجد الأقصى : فهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحالإلى أن قال :والأقصى: اسم للمسجد كله، ولا يسمى هو ولا غيره حرما،وإنما الحرم بمكة والمدينة خاصة ، وفي وادي وج الذي بالطائف نزاع بين العلماء ) اهـ
وحيث إن المسجد الأقصى لا يسمى "حرما" فلا يقال حينئذ : (( ثالث الحرمين )).
والظاهر أنها مولودة الاستعمال في هذا العصر ، ولم أرها لدى السلف ، والله اعلم . وأما ما يوجد في : الأردن ،وفي مصر ، كقولهم : حرم الحسين ،وحرم الست نفيسة ،فهذا من البدع المحدثة .
جبل الرحمة :
في شرق مشعر عرفات ، جبل صغير ،في جنوبية صخرا ت كبار ، ويسمى : "جبل عرفة " أو" جبل عرفات " وقد شاع على ألسنة الناس ،وفي أقلام الكتاب تسميه باسم : ((جبل الرحمة )) وعند بادية نجد باسم : ((القرين )) ولا اصل لواحد من هذين الوصفيين . والله اعلم .
حرام عليك تفعل كذا :
يعتريها واحد من معنيين :
1ـ أن كان يقصد أن الله ـ سبحانه حرم هذا شرعا وهو محرم شرعا ،فلا محذور فيه .
2ـوإن كان يقصد ما ذكر، وهو غير محرم شرعا ، فهو قول على الله تعالى بلا علم فيجب اجتنابه ، قال الله تعالى (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ))) .
خان الله من يخون :
الخيانة تعنى : (( النفاق )) إلا أنهما يختلفان باعتبار أن (( الخيانة )) مخالفة بنقض العهد سرا ، والنفاق باعتبار الدين ،فنقيض الخيانة : الأمانة . ولهذا لما قال سبحانه : ((( وإن يريدوا خيانتك ))) قال : ((( فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم ))) الآية ، ولم يقل : فخانهم ، لأن الخيانة : خدعه
ونفاق ونقض للعهد في مقام الائتمان . ومن هذا يتبين أن هذا اللفظ ((خان الله من يخون )) كر يجب إنكاره ،ويخشى على قائله.
الدين لله والوطن للجميع :
كلمة توجب الردة ، نسأل الله السلامة.
ربنا افتكـره :
هذا من الألفاظ المنتشرة في حاضرة الحرمين الشريفين عندما يموت شخص يقول أحدهم : فلان ربنا افتكره . ويقصد : أن فلانا أحب لقاء الله ، فأحب الله لقاءه ، فالمقصد سليم ، واللفظ لا يجوز إطلاقه على الله ـ تعالى ـ، لأن الله لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أووصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله سبحانه لا يوصف بأنه يفتكر الشيء ، لأن هذا وصف نقص ،وعيب ، إذ الا فتكار لا يكون إلا بعد نسيان ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرـ .
زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم :
كتاب ((الصارم المنكي في الرد على السكبي )) كتاب جليل القدر ، غزير العلم ، جم الفوائد ، وعندي انه اربي على كثرمن كتابات شيخيه شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم رحمهم الله تعالى ـ، ومما جاء فيه : (كره ملك ـ رحمه الله تعالى ـ: أن يقول القائل : زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، لما يوهم هذا اللفظ من أنه إنما قصد المدينة لأجل زيارة القبر ، ولما فيه من تعظيم القبر بإضافة الزيارة اليه مع كونه أعظم القبور على الإطلاق ، وأجلها ، وأشرف قبر على وجه الأرض) إلخ .
ست النساء :
قال ابن النحاس الدمشقي ـ رحمه الله تعالى ـ في ـ: تنبيه الغافلين ص/392 في مبحث الألفاظ :
( وكذا لك ما ابتدعوه من تسمية البنت : ست النساء ، وست العلماء ، وست الفقهاء ، وست الكل :وما أشبه ذلك ،وهذه أيضا بدع قبيحة شنيعة، إذ يدخل في عموم ذلك اللفظ : الأنبياء، والعلماء ، والصالحون . وإن كان المسمي بذلك لا يعتقد دخول من ذكر فهو كذب محض من غير ضرورة ،والكذب حرام مع ما في ذلك من الكبر، والتفاخر ، والتزكية ، وغير ذلك ) ثم ذكر حديث برة ـ رضي الله عنها ـ اهـ.
شاء ت حكمة الله :
المشيئة صفة من صفات الله تعالى والصفة تضاف إلى من يستحقها ، ولله تعالى المشيئة الكاملة والقدرة التامة ، ومشيئته سبحانه فوق كل مشيئة، وقدرته سبحانه فوق كل قدرة . فيقال : شاء الله سبحانه ، ولا يقال : شاءت حكمة الله ، ولا يقال : شاءت قدرة الله ، ولا : شاء القدر ، ولا :شاءت عناية الله ، وهكذا من كل ما فيه نسبة الفعل إلي الصفة ، وإنما يقال شاء الله ، واقتضت حكمة الله ،وعنايته سبحانه .وكل هذه ، ونحوها ، في حرف التاء : (( تدخل القدر )) ، من عبارات بعض أهل عصرنا الذين لا يتورعون عن هذه وأمثالها . وانظر في حرف اللام : لم تسمح لي الظروف.