أنه, الملائكة, السلام, تعالى, عليهم
[frame="2 80"]بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأكمل التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
***خوف الملائكة عليهم السلام من الله تعالى وخشيتهم منه ***
قال الله تعالى : { يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون } .
فأخبر سبحانه عن الملائكة انهم يخافون ربهم اي لأنه سبحانه ربهم مالك ذواتهم وبيده مقاليد امورهم له القوة والغلبة والسلطة والهيمنة .
روى محمد بن نصر المروزي باسناده عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ان لله ملائكة ترعد فرائصهم من خيفته تعالى ما منهم ملك تقطر منه دمعة الا وقعت على ملك يصلي وان منهم ملائكة سجودا منذ خلق الله السماوات والارض لم يرفعوا رؤوسهم منذ خلق الله السماوات والارض ولا يرفعونها الى يوم القيامة فاذا رفعوا رؤوسهم نظروا الىوجه الله عز وجل قالوا : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ) . من العلماء الذين ذكروا هذا الحديث في كتبهم الحافظ ابن كثير في ( تفسيره ) وقال : ( اسناده لابأس به ) . ا هـ .
وقال الله تعالى : { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون }
وذلك لأن الخشية من الله تعالى هي على حسب العلم به سبحانه .
قال الله تعالى : { انما يخشى الله من عباده العلماء } .
واعلم الناس بالله تعالى هو اخشاهم لله تعالى ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما قال ( أما والله اني لأعلمكم بالله واشدكم له خشية ) .
وبيان ذلك ان الخوف من الله تعالى له اسباب متعددة نذكر جملة منها :
الــاولـ : خوف الذنب اي خوف العبد من ذنبه مع الله تعالى . وهذا النوع من الخوف نشأ من ثلاثة امور :
أحــداهما : معرفة العبد بالجناية وقبحها . ثانيها : تصديق العبد بالوعيد على الذنب وان الله تعالى رتب على المعصية عقوبتها .
ثالثها : ان يعلم العبد انه قد يمنعه من التوبة موانع ويحال بينه وبينها اذا ارتكب الذنب او وقع في المعصية .
وهذا النوع من الخوف بهذا السبب لا يتصور في حق الملائكة عليهم السلام لأنهم معصومون عن المخالفات كما سياتي بحث ذلك ان شاء الله تعالى .
الثاني ـ من اسبلب الخوف علم العبد بان الله تعالى هو مقلب القلوب وانه يحول بين المرء وقلبه وانه سبحانه كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد يهدي من يشاء ويضل من يشاء وهو العليم الحكيم فينشأ عند العبد خوف من ذلك .
وقد أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين أولي الألباب الذين يقولون { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب } .
وروى مسلم والترمذي واللفظ له عن انس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )) .
فقلت : يا رسول الله قد آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا ؟
فقال : صلى الله عليه وسلم : (( نعم ان القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء )) .
ففي هذا الحديث يرشد النبي صلى اللهعليه وسلم الصحابة الى الاكثار من هذا الدعاء تخوفا عليهم فان الله تعالى هو الفعال المطلق لا مانع له ولا معقب لحكمه ولا ردا لأمره يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد والكل له عبيد .
الثالث ـ من اسباب الخوف ـ الاجلال والاعظام وهذا الخوف ـ أي خوف الاجلال والاعظام ـ يكون على حسب معرفة العارف بربه وعظمته وجلاله وكبريائه وعلى حسب مقام قربه كما قال العارف المحاسبي : خوف المقربين ـ من الانبياء والملائكة ـ خوف اجلال واعظام زان كانوا آمنين عذاب الله تعالى . ا هــ
الــرابــع ـ من اسباب الخوف والخشية من الله تعالى ـ ان يعلم العبد ان أحدا" لا يقدر الله تعالى حق قدره من الثناء عليه والحمد له وتسبيحه وتكبيره كما هو سبحانه الكبير المتعال فقد قال سيدنا رسول الله صلى الله وسلم : أحمد الحامدين لرب العالمين واكرم الأولين والآخرين : (( اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك واعوذ بعفوك من عقابك واعوذ بك منك . لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك )) .
ــ اللهم عافني في قدرتك وادخلني في رحمتك واقض اجلي في طاعتك واختم لي بخير عمل واجعل ثوابه الجنة .
ــ اللهم اغنني بالعلم وزيني بالحلم واكرمني بالتقوى وجملني بالعافية .
منقول [/frame]
***o,t hglghz;m ugdil hgsghl lk hggi juhgn ,oadjil lki ***