حزين, رحيل, صيام, وحلوا, كثيرون
أسماء الحسان" رئيس المفوضية العراقية:
الكثير من العراقيين ندموا على رحيل صدام!
حوار: هاني القرضاوي
بكلمات يعتصرها الألم والمرارة وعبرات تلمع في عينها تجاهد أملاً في ألا تذرفها حزناً على حال العراق وما آلت إليه الأوضاع كان حوار "أسماء الحسان" رئيس المفوضية العراقية لمؤسسات المجتمع المدني بجنوب العراق ونائب صحفيي البصرة ورئيس تحرير صحيفتي الصداقة والأمانة العراقيتين تأكيداً على غياب حرية الصحافة والديمقراطية التي زعم الاحتلال الأمريكي أنه جاء ليرسخها في العراق لافتة إلى أن الكثيرين يندمون على رحيل الرئيس "صدام حسين" ويتمنون عودته من جديد لتستقر الأوضاع محذرة من أن تستغل العراق في الصراع الأمريكي الإيراني.
كيف ترين العراق الآن؟
العراق الآن مسرح للهرج وساحة للصراعات الطائفية والتدخلات الأمريكية والإيرانية التي تزيد من الاحتقان بين السنة والشيعة مع السعي الدائم من الشيعة لمحاولات القضاء على أهل السنة في العراق من خلال الاغتيالات والقتل الجماعي مما دفع أعدادا من السنة للهجرة إلى السعودية بعد تحذيرات من الأمير "فيصل آل سعود" من احتمال تعرض السنة لمحاولات تهدف القضاء عليها، مشيرا إلى أن هذا واضح جداً أمام العيان وأن من يفعل ذلك بالطبع ليس مسلما بل من الرعاع الذين يتاجرون بالدين ومنهم من أتى على ظهر الدبابات من خارج العراق.
لاشك أن الاحتلال الأمريكي له يد في تلك الفتن فكيف تحملين الشيعة وحدهم المسئولية ؟
نحن بذلك نغالط أنفسنا لأن الاحتلال الأمريكي نحن من أتينا به وبدعوة منا ومنهم من يستفيد من وجوده ومن الفوضى التي يرغبون في بقائها وبقاء المحتل لأكثر فترة ممكنة والعراق ما هي إلا لعبة في أيدي هؤلاء الزرقاوي وأمثاله لعبة أمريكية يعرفها الصغار قبل الكبار والشعب العراقي الفقير المظلوم هو الخاسر الوحيد. وقد تنبه الشعب لحقيقة هذا الأمر ويسعى الآن لإصلاح ما دمره البارحة، وأول البارحة ويحاول حقن الدماء.
ولكن هل تمتلك الصحافة العراقية الحرية التي تمكنها من تأدية دورها في هذا الإصلاح ؟
أكيد لا وخاصة في الجنوب الذي يسيطر عليه الإسلاميون المتطرفون الذين يدعون الإسلام وهو منهم براء فترى شيخا مسئولا يسمى سفير الإسلام وشيخا معمما وكان في ذات الوقت ضابط إيقاع وأمه مطربة أو مجرما خارجا من السجون - وللحظة اختنق صوتها ألماً – ثم أضافت حرية التعبير مجرد اسم يخط على الجدران أو على صفحات الصحف فلا يستطيع فرض التعبير عن رأيه الخاص أو الصريح خوفاً من الاعتقال أو مداهمة بيته ليلاً وعندها لن يعرف في أي مكان ستلقى جثته.
وماذا عن موقف الحكومة الحالية ودورها في تحقيق الأمن ؟
الحكومة المحلية ضعيفة تابعة لتيارات سياسية ونقابات أيضاً مسيسة ولا توفر حماية للصحفيين، والمنظمات الأهلية مجرد منظمات تأخذ قروضا ومنحا وليس هناك منظمات تحمي الصحفي والصحفي مهمش ومهدد على الرغم من أنه مثقف جداً وخاصة في البصرة رمز الحضارة وللأسف لا يستطيع التعبير ونقل الصورة بشكل صحيح فعندما يمدح جهة أو ينتقد أخرى يساورهم الخوف على ابنه وأخته ويسير في الشارع وهو يلتفت حوله ينتظر لحظة اغتياله في أي وقت فهو يحمل الكاميرا والقلم في يد ويحمل السلاح في اليد الأخرى وأنا شخصياً أحمل السلاح في حقيبتى فالصحافة في العراق مهددة تنقل الشعارات لا الأفكار أصبحت لافتات سوداء مكتوب عليها "إنا لله وإنا إليه راجعون" تنقل يومياً عدد الضحايا ولا أحد يحقق في أسباب مقتل هذا أو ذاك.
ولماذا لا يوجد اتحاد للصحفيين يمثل جماعة ضغط للحفاظ على حقوق الصحفيين ؟
الصحفيون العراقيون الآن معظمهم يتحدثون كل عن فئته التي ينتمي إليها أو الجهة التي يعمل بها فلا أحد يتحدث عن الصورة العامة وهذا سبب أساسي للتشتت فالجميع يبدأ بالأنا وينتهي بالأنا ونحن إذا اجتمعنا سنشكل قوى كبيرة تمثل ضغطا على الحكام .
وماذا عن رؤيتك للمستقبل ؟
دعني أقول إني غير متفائلة فلو كنت معنا منذ أسبوعين لشاهدت الوضع حيث امتنعنا عن الخروج من المنازل لمدة ثلاثة أيام متتالية واضطررنا للتنقل من منزل إلى آخر لأن وجود الصحفي وسط الأحداث يعرضه للاختطاف ومداهمة منزله ليلاً من جهات حكومية فالحرس الوطني وقوات الشرطة مساندة لأحزاب مدعومة فليس بإمكان عراقي وطني أن يداهم امرأة ليلاً وهي بملابس النوم أو يقتل طفلاً عمره خمس سنوات أو يعتدي على حرمات المنازل ويقول أنتم سنة ونحن شيعة هؤلاء الذين يتشدقون أمام شاشات الفضائيات بشعارات الوحدة داخلهم حقد دفين وولاء للنظام الشيعي الإيراني.
فهل تتهمين إيران بالعبث في العراق ؟
النفوذ الإيراني واضح والمسئولون السعوديون عليهم أن يدعموا مصالح السنة كما تدعم إيران الشيعة وعلى العالم العربي التدخل لتوحيد الصفوف وحماية العراق من العبث الأمريكي الإيراني.
هل حمل مقتل "أطوار بهجت" الصحفية سراً ؟
"أطوار" هي أول من وصل إلى المراقد الشيعية بعد تفجيرها وحاولت نقل الحقيقة وهوية المفجرين لنزع فتيل الفتنة فلا يمكن أن يأتي أشخاص إلى المراقد المقدسة المحاطة بحراسات من الشرطة والحرس الوطني ويقضون ليلة بأكملها يزرعون المتفجرات دون أن يكونوا محميين من الحرس الوطني الذي تواطأ معهم فكان كشف "أطوار" للحقيقة هو سبب استشهادها ليموت السر معها .
بكل صراحة وموضوعية ما رأيك في الرئيس صدام حسن المخلوع قبل وبعد الاحتلال ؟
مؤيدة طبعاً للرئيس صدام وليته يعود فبالرغم من أنه يعمل تحت ظل الأمريكان وخروجه عن نهجهم أدى إلى انقلابهم عليه إلا أنه كان شخصية مثقفة وصاحب عقل وفكر وقائدا ميدانيا قويا فقدانه يمثل خسارة كبيرة للعراق وسار الكثيرون اليوم يتندمون على رحيله فلو خرج من سجنه سيعود العراق إلى استقراره خلال ساعات ويكفي أنه يحقق الأمن فمن منا اليوم يستطيع الخروج ليلاًُ في بغداد أو البصرة وبالرغم من أنه كان ديكتاتوراً فإنه اهتم بالشعر والمثقفين والعلماء والتواجد العربي وكان عهده ازدهارا ثقافيا وعلميا ودعا إلى غرس الدين الصحيح من خلال المناهج المدرسية والكتب ولكنه كان يرفض الطائفية حماية للوطن من التمزق .
وماذا عن حادث الدجيل ومقتل العشرات بأيدي رجال صدام ؟
مقتل 140 من قرية الدجيل كان رد فعل من الممكن أن يقوم به أي حاكم أو رئيس دولة يتعرض لإطلاق نار ومحاولة اغتياله فماذا يفعل بوش إذا تعرض لمحاولة اغتيال أو حاولت ولاية أمريكية الانفصال عن الدولة وها نحن نرى محاولات الأكراد تفتيت العراق وتكوين دولة مستقلة
وماذا عن الأمل ؟
يا سيدي العراق نبكي عليه ونأمل خيراً إذا تضافرت الجهود وكانت القلوب نظيفة تتحد حول هدف واحد يمكن أن نفعل شيئاً إذا لم نفاجأ برصاصة تنطلق من سلاح شخص خسيس وقذر.
;edv,k k]l,h uhn vpdg w]hl psdk