أمريكا, الديمقراطيينبسبب, بوش, يفضلون, سياسات
مسلمو أمريكا يفضلون "الديمقراطيين"بسبب سياسات بوش
توقعات كبيرة بفوز "أول مسلم" في انتخابات الكونغرس الأمريكي
يعلّق مسلمو الولايات المتحدة آمالا كبيرة على إمكان فوز مرشح مسلم بعضوية الكونغرس الأمريكي لأول مرة في تاريخ البلاد، بعد أن تزايدت حظوظه بشكل كبير، عقب تخطيه المرحلة الأولى من الانتخابات. ويبدو أن الدائرة الخامسة في مدينة مينابولس في ولاية مينسوتا، ستشهد إقبالا كثيفا من قبل المسلمين الذين يحق لهم التصويت هناك، لدعم مرشح الحزب الديمقراطي، كيث ألسون، لينضم إلى المؤسسة التشريعية بأمريكا.
وأوضح نهاد عوض رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، في حديث خاص لـ"العربية.نت" أن ثمّة مؤشرات قوية تؤكد فوز ألسون والتحاقه بالكونغرس، بعد انتصاره في الانتخابات الأولية. وأضاف عوض أن مجموعة من المرشحين المسلمين سيخوضون انتخابات الكونغرس التي ستجري الثلاثاء المقبل 7-11-2006.
وقال عوض إن منظمته أجرت قياسا للرأي في أوساط مسلمي أمريكا لمعرفة اتجاهاتهم، شمل حوالي 400 ألف مسلم أمريكي من أصل 700 ألف من المسلمين المسجلين الذين يحق لهم التصويت، لافتا إلى أن التوقعات تشير إلى أن ما يزيد على مليون مسلم سيشاركون في الانتخابات.
وأوضح استطلاع (كير) أن 42% من المسلمين الأمريكيين الذين شملتهم العيّنة، سيدلون بأصواتهم لمصلحة الحزب الديمقراطي، في مقابل 17% فقط لفائدة الجمهوريين، و28% للمستقلين. ولفت نهاد عوض في سياق حديثه لـ"العربية.نت" إلى أن قضية التعليم احتلت المرتبة الأولى ضمن أولويات الناخبين المسلمين بحسب الاستطلاع.
وأكد أن احتلال التعليم لهذه المرتبة، يرجع لتدهور المستويات التعليمية في المدارس العامة، واهتمام الآباء والأمهات بهذه القضية، في ضوء ارتفاع نسب التعليم بين مسلمي أمريكا، حيث تبلغ نسبة حاملي الشهادات الجامعية وما فوقها في أوساطهم 62%، في حين أن المعدل الأمريكي العام لا يتجاوز 29-30%.
وأضاف أن ثمّة تحديات أخرى ترتبط بالتعليم تؤرق بال المسلمين هناك، أهمها ما لصق بالإسلام من شبهات واتهامات، يحاول المسلمون أن يصححوها بالمطالبة بتضمين المناهج التعليمية تعريفا بالإسلام. ويرجو مسلمو أمريكا من الحزب الديمقراطي ايجاد مخرج من الأزمة العراقية، والمساعدة في خفض العنف في بلاد الرافدين، وسحب القوات الأمريكية، واعادة صياغة بعض القوانين التي تضرروا منها بحجة الاحتياطات الأمنية بالإضافة لقضايا الضرائب والصحة العامة وقوانين الهجرة.
لكن الخبير الاستراتيجي الدكتور منذر سليمان لا يعوّل على تغيير كبير يمكن أن تحدثه سيطرة الديمقراطيين على الأجهزة التشريعية في الولايات المتحدة. وقال سليمان لـ"العربية.نت" إنه لا يأمل تغييرا نوعيا في هذا الاطار لأن الرئيس بوش سيبقى عامين آخرين لحين انتهاء ولايته الرئاسية الثانية.
وأشار إلى أن الديمقراطيين في حال نجحوا في احراز نتيجة طيبة في الانتخابات، فإنهم سيحاولون تسجيل نقاط سياسية إضافية تساعدهم علت الاحتفاظ بغالبيتهم في الكونغرس والمساعدة في فوز مرشحهم في الانتخباات الرئاسية المقبلة.
وأضاف الدكتور منذر سليمان لـ"العربية.نت" بأنه لا تتوفر مؤشرات واضحة بأن لدى الحزب الديمقراطي رؤية بديلة لخطط الحزب الجمهوري، ما دعا الرئيس الأمريكي للانتقال للهجوم عليه بسبب عجزه في هذه الناحية. وبخصوص العراق، قال سليمان إن مقترحات الديمقراطيين تترواح ما بين زيادة عدد 20 ألف آخرين لضبط الوضع الأمني، إلى ضرورة الانسحاب التدريجي وجدولته لكن ليس على المدى القصير.
لن يتمكن الكونغرس من ارغام بوش على تغيير سياساته - يقول سليمان -، لكنه سيشكل مصدر ازعاج للادارة بالاستجوابات البرلمانية التي ستطال غالبا مسؤولين في الادارة الأمريكية. وحتى لا يتهم بأنه يستعد للهروب من العراق، أنه يساوم الارهابيين، ولا يتصرف بطريقة لا تضمن حياة الجنود، فسيكون الحزب الديمقراطي بحسب سليمان مترددا حيال الموافقة على ميزانيات لدعم العمل العسكري في العراق، لأن هذا معناه أنه يقطع المعونة على الجنود في الميدان، وهي تهمة تقارب الخيانة.
ويرى الدكتور منذر سليمان أنه من الخطأ تعليق آمال كبيرة على تغيير في السياسات الخارجية الأمريكية، في حال رجحت كفة الديمقراطيين في الكونغرس، لأن الوضع الميداني في العراق مثلا، سيفرض على الجميع التغييرات المطلوبة، كما أن لجنة بيكر التي تتشكل من أعضاء في الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، ستعلن نتائجها نهاية العام الجاري، وهذا سيصادر من الحزب الديمقراطي القدرة على طرح خطة بديلة، لأن الجمهوريين وبوش سيتسلحون بهذه المقترحات.
وبشأن التكهنات بفوز "أول مسلم" بمقعد في الكونغرس، علق سليمان بقوله، إن فوز ألسون، سيكون انتصارا معنويا كبيرا في مناخ ما بعد 11 سبتمبر والاتهامات التي تطال العرب والمسلمين كمتهمين بصورة دائمة، وسيشجع العرب والمسلمين على الانخراط في العمل السياسي.
لكنه شكك في النتائج الكبيرة التي يرجوها المسلمون من وراء فوز ألسون، موضحا أن ما يحتاجه المسلمون الأمريكيون بالفعل هو تشكيل مناعة ضد السياسات التي تطالهم، بتحالفهم مع القوى كلها المتضررة من دولة الأمن الأمريكية وتدخلاتها في الخارج.
وكانت نسبة كبيرة من مسلمي أمريكا دعمت الحزب الجمهوري ومرشحه جورج بوش (الابن) في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2000، وفاز بها بوش، ليعضد فوزه بآخر في الانتخابات التي جرت في 2004، حيث انتخب رئيسا للمرة الثانية.
lsgl, Hlvd;h dtqg,k "hg]dlrvh'ddk"fsff sdhshj f,a