جزيتي الجنه غاليتي
موضوع رائع
دمتيـ مشرقه حبيبتي
|
موت
ثلاثة بساتين
إخوتي في الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة. فلتأذنوا لي بإصطحابكم في ثلاثة بساتين.نقتطف من زهورها ثمار الحكمة. ونستنشق من عبيرها نسائم الرحمة. البستان الأول: بستان التحية
البستان الثاني: بستان أنت مراقب!!
(( أرخى الليل سدوله ومضى شطره الأول ولا زلت أتململ على فراش نومي الوثير بعد يوم عمل شاق وفجأة خطر هاجسٌ في داخلي وشدني صوتٌ من أعماقي انتبه فأنت مراقب!! أفزعني من وضوح الصوت وأقض مضجعي توالي الأفكار وتحيرت في أمري حاولت أن أمسك خيوط النوم الواهية وتقلبت على جنبي الآخر فإذا بالهواجس والخواطر تتوالى وإذا بحديث القلب يسري في ليل مُظلم أنت مراقب!! استرجعت شريط يومي كاملاً وتأملت أمسي فإذا بي لم أقم بأي نشاطٍ يوحي بالريبة والشك ولست صاحب توجه تطاله العيون قرأت صحيفتي ذلك اليوم بدقة وتأملتها بعناية فإذا بها جلسة مع الزوجة ثم مع الأصحاب في أمسية لا دخل فيها لا من قريب ولا بعيد لأمور تدعو أن أوضع تحت المراقبة!! أعدت صفحات عام مضى فإذا بي من قائمة رعاع الناس لا ناقة لي ولا جمل همي كله منصرف نحو حياتي وتدبير شئوني والبحث عن لقمة عيشي!! قلَّبت صفحات الماضي سنوات مضت حتى وصلت إلى مرحلة الدراسة الجامعية، وساورني بعض الشك ربما قلت وربما تحدثت طال ليلي وسريت مع رحلة عمر طويلة غالبت فيها النوم وغلبني الأرق حتى انتهى الصراع قبيل الفجر فنمت نومة المضطرب، وأخذت الأحلام تتوالى على مخيلتي فإذا بي مقيد في غرفة موحشة تحت التحقيق. ونال جسمي بعض الأثر وصحوت فزعاً على صوت الجلاد اعترف! رميت بردائي وقفزت من فراشي ووقفت على قدمي تحسست جسمي وتأملت المكان!! فإذا بي في غرفتي ويداي طليقتان ولا أثر للسلاسل والأغلال!! أنصت استمع فإذا الهدوء يلف المكان بضوء خافت يدعو إلى النوم ولكن الهاجس صاحبني إلى الصباح!! أنت مراقب! استيقظت على عجل وأدرت مفتاح السيارة وانطلقت بي بين مئات من الطوابير المتجهة إلى أعمالهم سرت إلى أقرب طريق اعتدته وعندما استوقفتني إشارة المرور الحمراء تأملت ألوانها فإذا بها توميء إليَّ بصلف وغرور ونظرة غريبة انتبه لمن خلفك وانظر من على يمينك تأملت سيارات من أنواع شتى ولكن أحدهم اعتدل في جلسته عندما رآني وإذا بالهاتف في داخلي ينبهني انتبه إنه هو فأنت مراقب! دلفت إلى مكتبي وسلمت على الزملاء وارتفعت أصواتهم على غير العادة أما سمعت الأغنية الفلانية إنها رائعة وذات جمال في اللحن وعذوبة في الصوت!! وكان ردي باهتاً ثم عرج أحدهم على إذاعة خارجية فإذا بي افتح فمي مدهوشاً وهو يسألني عن رأيي فيها تبعثرت الكلمات على لساني وحاولت أن أجمعها بكل قوة لأعيد اتزاني لكن تعثر الجواب وأحسست أن أحدهم أمسك بطرف لساني وهزه بقوة احذر انتبه فأنت مُراقب! الكلمة محسوبة عليك وربما تلقيك في زنزانة مظلمةشهوراً أو سنوات والجلاد ينتظر هناك فإياك وإياك!! مضى يومي قلقاً كئيباً وعندما هويت على كرسي في صالة منزلي لحظت زوجتي ما أصابني من شرود واضطراب فأشارت أن نذهب إلى نزهة برية في مكان قريب على غير العادة أجبتها بنعم هرباً مما أصابني وما أن القينا الرحال في تلك الروضة الخضراء لاح من بعيد طيف بدأ يظهر شيئاً فشيئاً فإذا سيارة بيضاء قد رأيتها من قبل حتى إذا قاربوا وكانوا على مرمى النظر تنادوا بنصب خيمتهم بجوارنا صرخ هاجسي من جديد ألم أقل إنك مُراقب هاهم يعدون العدة لاصطيادك!! واسترجعت ذاكرة حديث المجالس فالهواتف مراقبة والإحصاء يشمل الهمسة والبسمة والكلمة والإشارة فأقسمت أن لا أتحدث في الهاتف مطلقاً حتى تنجلي الكربة وتنقشع الغمة وتذكرت أصواتاً وتشويشاً في الهاتف سمعته مساء البارحة فأيقنت أنه من استراق السمع وأقسمت لما تذكرت ذلك أني مراقب وبدقة ولا مجال للهرب والمراوغة!! تطاولت بي الساعات بين وهم وحقيقة وبدت شعيرات بيضاء تعلو مفرق رأسي فظننت أنها من تلك الأيام للخلاص من سواد الدنيا وظلمتها قررت أن أذهب إلى مكانٍ آمن؟! وتساءلت بلهفةٍ: أين المكان الآمن في ظل المراقبة الدقيقة؟! عندها أتى الجواب نقرات بأصبع غليظ على هامتي أفِقْ من سباتك واستيقظ من رقدتك فالأمة كلها مراقبة ولست وحدك!! ورغم كل ذلك لم يبقَ لي دار آمنة إلا ذلك الفيء الجميل والظل الظليل توضأت وأزلت ارهاق السهر وسحابة الوهم القاتل بقطرات ماء عذبة طاهرة هجرتها زمناً طويلاً غفلة وسفاهة. أسرعت الخطا إلى المسجد فإذا المراقبة الدائمة والإحصاء الشديد {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق: 18] وإذا بالسجلات الطويلة محصى فيها مثاقيل الذر {فمن يعمل مثقال ذرة خير يره،ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} [الزلزلة: 7 ـ 8] وإذا المعلومات لا يمكن اخفاؤها {يعلم خائنة الأعين وما تُخفى الصدور} [غافر: 19]. وافزعتني النهاية المحتومة «فريق في الجنة وفريق في السعير». أفقت من الغفلة فالمراقبة ليست وليدة أسبوع مضى بل هي منذ بداية العمر منذ أن صرخت صرختي الأولى ووطئت قدمي الثرى وهي رقابة طويلة مستمرة لا تكل ولا تمل إلى أن أوسد في قبري إنها رقابة عجيبة محصى فيها القول والفعل بل وحتى وسوسة النفس وخلجات الصدر {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه} [ق: 50] هدأت الأصوات وخرجت من المسجد بخطى واثقة وطمأنينة في النفس وسعادة في القلب متأملاً الكون وعظمة خالقه علمت أني مُراقب وأيقنت أني متابع حتى أوسد في قبري اطلقت بصري نحو سيارة بيضاء واقفة بجوار المسجد كانت تفزعني من قبل اشحت بوجهي وقلت معاتباً نفسي: أين أنت يا من تخاف مراقبة أهل الدنيا وهي رؤى ومنامات وتراكم معلومات وخيوط روايات وتنسى مراقبة العليم الخبير! أضاء نور الإيمان بين جوانحي وترددت كلمة عذبة كنت أخشاها زمناً طويلاً وهي اليوم حبيبة إلى قلبي تؤانس وحشتي وتنير دربي انتبه فأنت مُراقب. البستان الثالث: بستان الحكمة رأى ثلاثة زنادقه شيخا نائما تحت شجرة فتعاهدوا على أن يحرجوه.فاتفقوا على أن يسأله كل واحد سؤالا يعجز الشيخ عن إجابته، ويثير الشبهه لديه فجاؤوا إليه وأيقظوه. فقال الأول: أنا لا أرى الله فكيف أؤمن به؟ الثاني: كيف يكتب علي الله أفعالي ثم يحاسبني عليها ويعاقبني؟ الثالث: ألم يخلق الجن من نار؟ فكيف سيعذبون فيها؟ فما كان من الشيخ إلا أن ضربهم بالطين، فأخذوه وشكوه للوالي قالوا : سألنا هذا الشيخ ثلاثة أسئلة ، فلم يجبنا ، بل ضربنا بالطين. الوالي: لماذا ضربتهم ولم تجبهم أيها الشيخ؟ الشيخ: قد أجبتهم قال الأول: إنه لا يؤمن بوجود الله لأنه لايراه فضربته. الأول: نعم ، وقد آلمتني. الشيخ: إن كنت قد آلمتك فأين ألمك؟ فما دمت لا أراه فأنت لا تتألم. الثاني: ولكن لِمَ ضربتني؟! الشيخ: كنت تسأل كيف يحاسبك الله على أمر قد كتبه عليك، وقد كتب الله عليك أن أضربك فلماذا شكوتني؟! ثم قال: وسألني الثالث كيف يعذب الله الجن في النار وقد خلقوا من نار؟ وقد ضربته أيضا. الثالث: لقد آذيتني. الشيخ : ألست مخلوقا من طين؟ فكيف يؤلمك الطين، وكذلك يعذب الله الجان بالنار كما خلقهم من نار. ********************** وبعد صفاء نفوسنا من عبق هذه البساتين فلتأذنوا لي بمغادرة المكان على أن نلتقي في الفردوس الأعلى. وإن أصبت فمن الله ، وإن اخطأت فمن نفسي
**********
** بستان أنت مراقب: للكاتب عبدالملك القاسم.
** بستان الحكمه :من كتاب ابتسم لعائض القرني
. م ن ق و لHkj lvhrf
التعديل الأخير تم بواسطة ضي الأمل ; 28-Sep-2006 الساعة 12:26 PM
جزيتي الجنه غاليتي
موضوع رائع
دمتيـ مشرقه حبيبتي
حياااااااااك الله ا ختي جريئة بس بحدود
رسمت لوحة من الجمال
بروازها افضل الاكلام
اسجل اعجابي بموضوعك المتالق
فدمت ودام لنا قلمك
لك كل الحترام والتقدير
جزاك الله خير على الكلام الطيب ما قصرت والله
ملاكي الرائع
طرح في غاية التميز
كم هو جميل ما ذكرت أخيتي
فأمطارك العذبه هنا ،،
أسقت ظمأ حروفي ،،
أجمل العطور سطرت هنا ،،
بارك الله فيك
وعساك على القوه
تحيه تليق بشخصك الكريم
مشاااااااااااااااااعر
تحية عطرة
زهرتي العطرة
اشكر لك روعة مرورك
وعبير كلماتك لا استحقها ولكنها رائعة من قلمك
حفظك الله لي ولنا
جزيتي الجنه غاليتي
موضوع رائع
انت الاروع هلا وغلا ومرحبا
مشكورة اختي وجزاك الله خير
« ذكاء سائق العالم ألبرت اينشتاين !!! | صور حقيقية للوحات السيارات بالسعودية -- ستطبق قريبا !! » |
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع |