الحياة, الحزينة, رووعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روعة الحياة في العيون الحزينة جوهر برّاق .
لا طعم للحياة بدون مشاكل , ولا قيمة لها بدون متاعب , ولا أثر لها بدون صعوبات ,
تماما كما أن النهار لا طعم له بدون
ليل , والفرح بدون ألم , والنجاح بدون التضحية , والعلا بدون السهر
ان الحياة أكثر جمالاً وروعة في عيون المتعبين
تجده يسعى ويحفى وقد أضناه التعب
ولكن لايلبث أن يرى طفلاً يبتهج لإحسان قد قدمه له .
إلا وقد انفرجت كل أساريره وراح كل تعبه .
والحقيقة ليست هنا .
الحقيقة !!
شيء ندركه . وننساه
نسعى وراءه ونبتعد عنه
ولكن .
ما معنى أن تكون مهموماً أو حزيناً .؟
ما معنى أن تتألم لكلام يقوله صديق عن صديقه
أو تحزن من أجل جار فقد عزيزاً عليه ؟
ما معنى أن تبكي لحادث وقع لإنسان لا تعرفه
ما معنى أن يتحرك قلبك لمأساة يعيشها اخوك
ما معنى كل هذه الأشياء وغيرها
معناه أن تتعب .
معناه أن تشقى .
معناه أن تضيف لرصيدك الخاص من المشاكل والمتاعب رصيداً جديداً .
معناه أنك إنسان . تعيش الحياة طولاً وعرضاً .
وبكل معاني الإنسانية التي أودعها الله فيك .
هذا هو الألم الذي يأتي على أحد من البشر . يداهمه . يكاد يحيله جثة خامدة
جثة تتنفس . تتحرك .
لكنها لا تشعر سوى الكآبة والانقباض .
ويبقى هناك تساؤل
عن ماهية تصرفنا مع هذا الألم الذي يفترسنا أقابعون مطأطئوا الرأس .
مستسلمون وهالكون أم صامدون في وجه الريح فناجون من خضمه وإعصاره
وهنا تكمن الروعة
هكذا تكون نعمة القدرة على (التألم) .
فالألم هو النار التي تصقلنا
النار التي تجعلنا أكثر صفاءًا.النار التي تحول العظم داخلنا إلى ماس لامع براق.
هو الأداة الغامضة التي تنبهنا إلى حقيقة أنفسنا .
الأداة التي تفتح عيوننا على مواضع خللنا وعيوبنا فنسعى جاهدين على التخلص منها .
الألم هو تلك القوة المبهمة المحركة التي تجعل عقولنا تسيطر على أنفسنا فتجعلنا
نتراجع .نفكر نتصرف بطريقة
أخرى نقية صافية .
من هنا تنبع السعادة .
فنحن عندما نعاني . نتعذب نتألم .نصبح أكثر نضجاً وأكثر قدرة على التحمل , وأكثر
عطفا على الآخرين
وأكثر تسامحا معهم . أكثر إحساساً بوطأة آلمهم
وبالتالي .أكثر إنسانية .
أتمنى أن ينال أختياري إعجابكم
:: v,,um hgpdhm td hgud,k hgp.dkm ::