رائعة جدا
للشاعر المختار احمد عبدالله
في توبة رئيس مخلوع
.
فأغمض عينيه, وأسند وجنتيه إلى ركبتيه, واستجمع قواه عله يدرك ما يحدث, فبدأ يتذكر أنه كان يجلس على كرسيه المعهود, في بلاطه المنضود, ويشرب الكأس على أنغام الموسيقى ومن حوله زبانيته, يمسك كل واحد منهم بمدفع رشاش, وعلى كتفه قذيفة مضادة للدبابات, وعلى ظهره جهاز إتصال, ويتأزر بحزام من القنابل وأنواع السلاح الأبيض, ويلبس أحذية كاتمة للصوت, تذكر أنه بينما هو كذلك إذ رن هاتف مرافقه الخاص الذي ما إن ابتسم وغمز بعينه حتى اجتثوه من الكرسي الذي كاد أن يرافقه, طرحوه أرضا ثم أوقفوه, رفعوه أعلى ما يكون ثم افترشوه, رموه في سيارة (جيب) ثم ركبوه, ثم في زنزانة طولها سبعون سنتمترا وضعوه. سالت دموعه, صقلت داخل حاجبيه, فرآى لوحة حمراء تصالب في وسطها المعول و المنجل, فقال هذا ربي فلما فتح عينيه أفلت فقال لا أحب الآفلين. . رفع عينيه إلى كوة زنزانته, فرآى قضبانها المستعرضة, ورآى نجوم السماء قد انحسرت في ركن يماني فقال هذا ربي هذا أكبر. . وتذكر خطيأته وتقصيره في حمل الأمانة التي يستوعب ما حدث حتى وجد نفسه ملقى في ركن غرفة ضيقة مظلمة, ولم يكن ليتذكر شيئا قبل أن تتنازعه الآلام من كل موضع ثومة من جسده. . تحسس براحة يده رأسه وكتفيه, عنقه وساعديه، ظهره وساقيه, صدره وفخذيه , فكأنما كان يمرر يده على حذاء عسكري مقلوب أجال النظر فلم ير إلا جماجم وغظاما بالية، وأرهف الحس فلم يسمع إلا أصوات الحشرات تستاك لتـفترسه.
فأغمض عينيه, وأسند وجنتيه إلى ركبتيه, واستجمع قواه عله يدرك ما يحدث, فبدأ يتذكر أنه كان يجلس على كرسيه المعهود, في بلاطه المنضود, ويشرب الكأس على أنغام الموسيقى ومن حوله زبانيته, يمسك كل واحد منهم بمدفع رشاش, وعلى كتفه قذيفة مضادة للدبابات, وعلى ظهره جهاز إتصال, ويتأزر بحزام من القنابل وأنواع السلاح الأبيض, ويلبس أحذية كاتمة للصوت, تذكر أنه بينما هو كذلك إذ رن هاتف مرافقه الخاص الذي ما إن ابتسم وغمز بعينه حتى اجتثوه من الكرسي الذي كاد أن يرافقه, طرحوه أرضا ثم أوقفوه, رفعوه أعلى ما يكون ثم افترشوه, رموه في سيارة (جيب) ثم ركبوه, ثم في زنزانة طولها سبعون سنتمترا وضعوه.
سالت دموعه, صقلت داخل حاجبيه, فرآى لوحة حمراء تصالب في وسطها المعول و المنجل, فقال هذا ربي فلما فتح عينيه أفلت فقال لا أحب الآفلين. . رفع عينيه إلى كوة زنزانته, فرآى قضبانها المستعرضة, ورآى نجوم السماء قد انحسرت في ركن يماني فقال هذا ربي هذا أكبر. . وتذكر خطيأته وتقصيره في حمل الأمانة التي وكل بها, فأراد أن يتوب قبل أن تصل إليه الحشرات التي انتهت من الإستياك وشرعت في الزحف إليه. تأوه وزفر, وتريث وفكر, ثم هرع إلى المناجاة عله يهدى سبيل النجاة, فغر فاه بصوت متهدج, وفاه بكلام متحشرج وقال:
لـست أدري ماذا أصاب الزمانا ** مالــذي يعتريه, ماذا دهـانا
أتراني ارتكــبت جرما عظيما ** فأنــحى وأسـلب الصولجانا


LinkBack URL
About LinkBacks






