أ صدقاء ولكن .!!

[حمدي السبتاني]

صدقاء, ولكن

نقابل في حياتنا الكثير من الاشخاص الذين قد نكن لهم يوماً من الايام كماً هائلاً من المشاعر الفياضة التي تتمثل في الحب والعطاء والوفاء والاحترام والتقدير الذي كان من الممكن أن نقف إلى جانبهم متى احتاجوا لنا في أصعب المواقف قد يجدوننا بالقرب منهم لنأخذ بيدهم ولنقف معهم جنباً الي جنب في أفراحهم وأحزانهم ونكون نحن أول من يشاركهم همومهم وحل مشاكلهم وفي كل عيد يمر علينا إذا طلب منا أن نتمنى شيئاً تكون أمنيتنا أن نراهم دائماً وهم يتمتعون بكامل صحتهم وأن تملأ قلوبهم السعادة وأن يكونوا سعداء على الدوام وإن أصابهم مكروه يجدوننا نركض إليهم بدون وعي تحملنا أرجلنا لنسأل عنهم ولنعرف أخبارهم من أصدقائهم وأقرب الناس إليهم .
وعند سفرهم نعد الايام والليالي واليوم يمر علينا وكأنه عام يسرق من عمرنا ونحن ننتظر عودتهم إلينا بفارغ الصبر ونحن أول إنسان على وجه الارض يكترث لهم ويهتم بهم وعند قيامنا للصلاة ندعو لهم دائماً بدوام الصحة والعافية وبالتوفيق والسعادة والعمر المديد وعند نومنا لا نرى غيرهم في أحلامنا فنحن لا نعرف أحداً في هذا الكون الفسيح سواهم لدينا الكثير من الاصدقاء وعلى الرغم من هذا وذاك فهم في نظرنا الاصدقاء الوحيدون الذي من الممكن أن نأتمنهم على أسرارنا فهم يكبروننا بأعوام كثيرة لهذا نعتمد عليهم في اختيار القرار الصحيح والأخذ بمشورتهم عند وقوعنا في مأزق والاعتماد عليهم في كل شيء وكنا نعتبرهم البيت يقينا من الرياح والعواصف والامطار وكانوا لنا كالشجرة التي نستظل تحتها من أشعة الشمس الحارقة ولم نكن نعلم بأن الناس الذين أحببتهم هم من حاولوا أحراقنا وتشويهنا وهم من حاول دفعنا الى طريق وعر دون العودة منه كانت تغمرهم الفرحة عند رؤية دموعنا وكانوا يغارون منا ويتمنون لنا الاذى وهم من يسعون جاهدين الى تحطيمنا ووضع العراقيل في طريقنا وهم من يغارون من نجاحنا وهم من يكيدون لنا الدسائس فبعد كل هذا العناء والرحلة الطويلة معهم فبدلاً من الاهتمام بنا وبمشاعرنا وبدلاً من مكافأتنا بالحب والاحترام تركونا ورحلوا عنا ليسلكوا طريق أناس آخرين مخادعون ومنافقين مثلهم تماماً فنحن لم نفدهم بشيء ولم ندعهم يصلون الى هدفهم المنشود .
نحن سنظل شرفاء الى الأبد ولن يأتي اليوم الذي نبيع فيه شرفنا لأناس مخادعين لم يكن يهمهم سوى إرضاء شهاواتهم وليس إرضاءنا نحن الآن نكرههم ولا نكن لهم أي نوع من الاحترام فنحن خيرناهم بين بقائنا الى جانبهم بشرفنا وبين رحيلنا عنهم أيضاً بشرفنا فأختاروا رحيلنا عنهم لأنهم لن يجدوا منا ما أرادوا لهذا قررنا الرحيل عنهم للأبد ليدركوا معنى الوفاء الذي أصبح نادراً في زمننا هذا والذي كنا نتمنى أن يكونوا لنا خير عون وخير وفاء ولكن للأسف كانوا يعدوننا ولا يوفون بوعودهم يرسمون لنا طريق مليئاً بالأمل وهم مليئون باليأس لا نريد البقاء معهم لقد أحبنا الله حين أختاروا رحيلنا عنهم فهم لم يوفوا لأقرب الناس لهم فكيف لنا العيش معهم وهم في الاصل يتصفون بالخيانة التي لوثت دماءهم فنحن الآن لن نعود إليهم مرة أخرى لأننا لا نريدهم فهم كانوا ولا زالوا مخادعون فليبحثوا عن أناس آخرين يعيشون معهم ليتمادوا في لعبتهم السخيفة تلك .
أما نحن فلا وألف لا سنظل شرفاء وسنحيا شرفاء وسنموت شرفاء سيدركون من هم في الاصل هم مجرد هشاشة ورق سيأتي اليوم التي تتمزق فيه لتطير بعد ذلك في الهواء دون الرجوع الى ما كانت عليه فليعلم هؤلاء بأننا لن نعود إليهم أبداً فنحن أيضاً لسنا بحاجة لأمثالهم فليرحلوا عنا وليتركونا نواجه حياتنا بأنفسنا لكي نتعلم من أخطائنا وأول تلك الأخطاء هو حبنا لأمثالهم .

---

H w]rhx ,g;k >!!

[غــرك زمــانك]

اي والله عدل كلامك
شكرا

[ضي الأمل]

لا حول ولا قوة الا بالله