التقنية, الشركات, السعودي, السعودية, تطلق, «واديا
[glow1=00FF99]الشرق الأوسط / «وادي الظهران»، مشروع يقول القائمون عليه انه أقيم على غرار «وادي السليكون»، وسيكون هذا الوادي أول مشروع حقيقي لجذب الشركات العملاقة في مجال التقنية للسوق السعودي، مثل «أنتل» و«مايكروسوفت»، لتقيم لها مختبرات ومراكز بحثية في السعودية، كما يعمل الوادي على رعاية الأفكار والمواهب وتكوين ما يسمى بالحاضنات لتنمو الأفكار الإبداعية وتترعرع في الجو المناسب الذي تحتاجه لتصبح واقعاً انتاجياً له أثره.
في هذا اللقاء الذي أجرته «الشرق الأوسط»، مع المشرف على الوادي الدكتور فالح السليمان، حول رؤية الجامعة للوادي وأثره على الاقتصاد السعودي في توطين التقنية وتسريع عجلة الابتكار في السعودية واستقطاب الشركات الرائدة في مجال التقنية لتكون لها مراكز في السعودية.
> ماذا تحاولون فعله في هذا الوادي؟
ـ ما نحاول فعله هو إقامة واحات للمعرفة تعمل على تحويل البحث والتطوير النظري الذي يصرف عليه مبالغ مادية كبيرة إلى منتج يكون مصدراً للدخل، فنحو 90 في المائة من واحات المعرفة في بريطانيا مثلاً مرتبطة بجامعات تستفيد من المحيط الجامعي. ولدينا مشكلة في المجموعات التي تنتج أفكارا، ففي الوقت الحاضر لا توجد لدينا أفكار منتجة على أرض الواقع، أين المخترعات السعودية، أين التقنية السعودية؟·· ليست الاشكالية في الباحثين، المشكلة في الجو الذي بواسطته يمكن تحويل المنتج النظرى إلى منتج عملي· النتيجة النهائية التي توصلنا لها هي أن هناك آلاف الأفكار الإبداعبة، لكنها في الأدراج. فعلى سبيل المثال لدينا في الجامعة 25 براءة اختراع مسجلة، هذا عدا عن 55 براءة اختراع جديدة في طور التسجيل، لكن لا يوجد أي براءة اختراع من هذا العدد منفذ كمنتج يستفيد منه الناس.
> هل تمت تغطية هذا الفراغ في مشروع «وادي الظهران» التقني؟
ـ تم إنشاء «وادي الظهران» التقني لتهيئة الجو لأصحاب المبتكرات الإبداعية ويحتوي على ستة أقسام وهي:
الأول: مجمع الملك عبد الله بن عبد العزيز للتقنية الصناعية، وهو مخصص للشركات الكبيرة في مجال البترول والغاز والبتروكيماويات.
الثاني: مركز المبتكرات، وهو يهدف إلى تحويل الاقتصاد السعودي من اقتصاد مبني على تسويق المنتجات الأولية إلى اقتصاد مبني على المعرفة.
الثالث: حاضنات الأعمال أو حاضنات التقنية، ودورها في تحويل الفكرة إلى منتج يتم تصنيعه وتسويقه· وهذا القسم من الوادي يدخل الباحث أو صاحب الفكرة إلى السوق من دون الاضطرار إلى اتباع الإجراءات الروتينية، كما يوفر له الدعم المادي.
الرابع: مكتب الاتصال، ومهمة هذا المكتب توفير قناة اتصال بين الشركات المتوسطة والصغيرة ورجال الأعمال، وبين الجامعة، وتسهيل هذه العملية على الشركات والتعريف بهذه الخدمة التي تقدمها الجامعة لهذه الشركات.
الخامس: مركز استشارات، وهو عبارة عن موقع يقدم الاستشارات لرجال الأعمال في التسويق أو استخدام اجهزة معينة أو استخدام طريقة تصنيع معينة لمنتج ما.
السادس: سايتك، وهو اكمال لدائرة المعارف في الوادي، هو الدور الذي يقوم به سايتك من نشر الأفكار الإبداعية وتعريف الناس بها ليخلق ذلك لديهم نوعا من التحفيز والرغبة في تنفيذ أفكارهم.
> تفاعل الشركات والمؤسسات مع مشروع «وادي الظهران»؟
ـ الذي نلمسه حتى الآن هو القبول للفكرة والتعطش للبدء في تنفيذها، والدليل على ذلك أننا إلى الآن لم نبدأ في تسويق المشروع ولدينا خمس شركات كبرى دخلت في الوادي وفي القائمة سبع شركات أخرى.
> هل هي شركات أجنبية أو وطنية؟
ـ هناك شركات أجنبية، وهناك شركات وطنية، لدينا مثلاً شركة «شلمبر جير» لها مبنى ابحاث خاص، واحدى الشركات اليابانية، وشركة «أنتل»، وشركة «الفلك»، وفي الطريق مشاريع جديدة، مثل مشروع البرمجة السوفت وير، وهو مركز لبرامج الكومبيوتر المتعلقة بالبترول والغاز والبتروكيماويات، وستكون شركتا «أنتل» و«مايكروسوفت» شريكين في هذا المشروع، ومع بدء التسويق للوادي سيكون الاقبال أكبر من الشركات.
> ما هي الخطة التسويقية التي تم وضعها لمشروع «وادي الظهران»؟
ـ فكرة التسويق تعتمد على أن السعودية بلد به مشاريع ضخمة في جميع النواحي وسوق واعده لكثير من الشركات، فكثير من الشركات ستحرص على أن تكون لها مراكز بحثية في السعودية، لهذا السبب لكي تكون قريبة من هذه السوق.
> ما هي الإضافة التي سيضيفها الوادي للجامعة؟
ـ شركة مثل «أنتل» وهي من الشركات المشاركة في الوادي تعتبر الموجه لصناعة التقنية في العالم، والجامعة لديها كلية للحاسب الآلي هي كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي، فالتقنيات التي ستظهر بعد عامين مثلاً سيكون لدى المهندسين الخريجين في الجامعة خبرة بهذه التقنية وسيمكننا ذلك من تخريج أكفأ المهندسين على أحدث التقنيات· ومن الناحية البحثية جامعة الملك فهد تحتل الترتيب 100 على مستوى جامعات العالم في عدد الأبحاث المنشورة في الدوريات العلمية، فلدينا قدرات بحثية كبيرة، لكنها ليست موجهة إلى الإنتاج.
> ما هي علاقة الجامعة بالوادي؟
ـ الجامعة ليس لها أية علاقة بحثية بالوادي نهائياً، ولا يوجد كلية أو قسم في احدى الكليات ممثلا في الوادي· وفكرة «وادي الظهران» عبارة عن مكان مناسب وضعته الجامعة للشركات والمؤسسات لكي تعمل وتنتج وهذا هو الهدف الأساسي للوادي، والأبحاث التي تجريها الشركات لا علاقة للجامعة بها، كما أنه لا علاقة للجامعة بمن يجري هذه البحوث، والجامعة تتوقع أنها ستكون البيئة الأفضل لإجراء هذه البحوث، لكن يبقى للشركات اختيار الباحثين الذين تريدهم.
> كم يبلغ المعدل السنوي للأبحاث؟ وما هي نسبة القابل للتطبيق منها؟
ـ ليست لدينا احصائية بذلك، لكن عدد الأبحاث والمشاريع البحثية كبير، إنما العدد القابل للتطبيق منها قليل في الوقت الحاضر، وخلال السنتين الماضيتين كان هناك تعاون كبير مع الصناعة، وهي نوع من الأبحاث التطبيقية، لكن هناك عدد كبير من الأبحاث التي ينفذها اساتذة الجامعة ليس لها علاقة بسوق العمل، وهذا الكلام لا يخص جامعة الملك فهد فقط، إنما معظم الأبحاث الجامعية في جامعاتنا هي أبحاث بعيدة عن سوق العمل.
> كم يبلغ الدخل المادي للوادي الذي تنتظره الجامعة؟ وكيف سيتم دعم الأبحاث؟
ـ المطلوب من الوادي حالياً ألا يكلف الجامعة، وأن يمول نفسه بنفسه، ويمكن أن يكون للوادي عائد ومردود، خصوصاً مركز المبتكرات في الجامعة، إذا وجد الدعم المطلوب وفعّل بالصورة المطلوبة، فالنماذج الناجحة من الجامعات في العالم، دخلها من الحقوق الفكرية كبير، ونجاح الأفكار بالمناسبة ليس كبيراً، لكنه إذا حدث فهو يغطي عشرين فشلا، فإذا أحسنا تفعيل دور مركز المبتكرات وأحسنا دور الحاضنات فسيكون دخلها كبيرا ومساندا لميزانية الجامعة.
الصناعة عادة تدعم البحث العلمي بما يوازي ضعف دعم الحكومة لأنها المستفيدة من البحث والتطوير، لكن لدينا للأسف لا يحدث ذلك، فالشركات الكبيرة لديها باحثوها ومراكزها البحثية الخاصة بها، وقطاع المؤسسات المتوسطة والصغيرة يكاد يكون معدوما لدينا، وإذا عرفنا أنه في الدول الصناعية يذهب 4.5 في المائة من دخل هذه المؤسسات إلى البحث العلمي، وهذا سبب أننا في ذيل القائمة، وأننا نشتري التقنيات بأعلى أسعارها، وهذا المشروع فرصة للشركات والمؤسسات الصغيرة لتتجمع، ويمكنها أن يكون لها مركز خاص تجرى من خلاله الأبحاث لتطوير منتجاتها ويمكنها أن تبيع هذه البراءات التي تحصل عليها وتحقق لها ربحا ماديا.
> من يسمع بمسمى «وادي الظهران» يتذكر «وادي السليكون» في الولايات المتحدة، فما هو الرابط بين الواديين؟
ـ نحن نرغب ممن يسمع هذا المسمى أن يتذكر «وادي السليكون»، وهو مشروع ناجح بكل المقاييس، ونحن نحاول أن نربط الناس بالتقنية كما فعل مشروع «وادي السليكون»، كما نتمنى أن يكون له أثره على الاقتصاد الوطني كما لـ «وادي السليكون».
و«وادي الظهران» فيه تفاصيل كثيرة جداً، لكن ليس حكراً على تقنية الحاسب فقط، فيه الكثير من المقار التي تبنيها الجامعة وتؤجر على الشركات الكبيرة، وفيه حاضنات تؤجر على المستثمرين الصغار، وفيه مركز للبحوث ومختبرات مركزية تخدم الشركات والباحثين في الوادي، والجامعة، كما سيكون هناك مقار للهيئات العلمية مثل هيئة المهندسين وغيرها، فالوادي ليس مخصصاً لتقنية الحاسب فقط، مع أن الشركات الكبيرة في صناعة الحاسب مثل «أنتل»، موجودة في الوادي الآن، واسماء الشركات التي ستكون في الوادي لدينا، لن تقل أهمية عن أسماء الشركات الموجودة في أي مركز علمي آخر.
> يقدر عدد الباحثين في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بـ 600 باحث في الوقت الحالي، كم سيكون عدد الباحثين عند تشغيل الوادي؟
ـ لا يوجد نية لرفع عدد الباحثين لأننا سنتعامل مع السوق ولا يوجد عدد معين، ونجاح المشروع هو من يحدد عدد الباحثين، وفي المقابل لا دخل للجامعة بما يتقاضاه الباحث جراء تعاقده مع شركة معينة، كما أننا نتوقع في الوقت الحالي ألا يتجاوز عدد الباحثين من الجامعة الذين يعملون في الوادي عدد أصابع اليد الواحدة.
لكن نتوقع أن يكون هناك أثر للوادي على الأقسام الجامعية مثل استحداث أقسام جديدة ليست موجودة حالياً.
> هل سيسهل الوادي على الشركات الأجنبية الدخول للسوق السعودية؟
ـ العمل داخل الوادي من قبل الشركات الأجنبية لا يحتاج إلى أخذ اذن أو تصريح من جهة معينة، لأن الوادي عبارة عن بحوث وتطوير فقط، وكل ما تحتاجه الشركة هو موافقة من إدارة الجامعة على الدخول للوادي، وأن تنطبق عليها الشروط، فنحن لا نقبل شركة تصنيعية، لأننا لسنا موقعا صناعيا، لكن لو كانت هذه الشركة لديها أبحاث صناعية فليس هناك إشكالية في دخولها للوادي.
> ما هي العقبات التي واجهتها الجامعة لإنشاء الوادي؟
ـ لم يكن هناك من عقبات تذكر على العكس كانت وزارة التعليم العالي لها الدور في قيام هذا المشروع، فالكل كان يريد رؤية المثال الحي لمشاريع تقنية ناجحة، ونتمنى أن يكون لدينا في السعودية 100 واد، لكن مشكلتنا التقليد، فثقافة «محلات ابو ريالين»، منتشرة لدينا، إذا نجح مشروع ما تم تقليده. ما نتمناه هو أن يكون هناك تنسيق في إنشاء هذه الأودية، يكون كل واد متخصص في تقنية معينة ليضيف شيئاً إلى اقتصاد البلد.[/glow1]
hgsu,]dm j'gr «,h]dh jrkdh» g[`f hgav;hj hgulghrm td l[hg hgjrkdm ggs,r hgsu,]d