أصدقاء, الشاذون, العائلة؟, جنسياً
[align=right]الشذوذ الجنسي ما زال غير مقبول في المجتمع الأوربي، وآخر ما تتمنى ان تسمعه الأم هناك اعتراف ابنها بأنه شاذ جنسيا، هذه الحقيقة المرة التي تنتهي في كثير من الأحيان إلى طرد الابن أو البنت من العائلة. ولكن في المقابل ثمة من يقبل الشاذ جنسيا كنوع ثالث من البشر له حق العيش والحياة والاندماج بالمجتمع، وأغلبهم يفعل ذلك بدافع العطف ويتعاملون معهم كمرضى نفسيين لا ذنب لهم فيما هم عليه، في حين يرفضهم آخرون وخاصة كبار السن وأهل المدن البعيدة وينكرون عليهم سلوكهم، ومن المألوف ان نجد في بعض الاعلانات عن غرفة شاغرة أو شقة للإيجار عبارة مثل (لا نؤجر للمثليين).
ان أول سؤال تطرحه الأم على نفسها عندما تدرك ان ابنها شاذ هو: لم يحدث هذا لابني؟ وهل أنا المذنبة في هذا الأمر؟ وهل كنت مقصرة في تربيته؟ وللإجابة عن هذا السؤال يقول الدكتور بنيامين فارمر الطبيب في العيادة العائلية في شمال لندن:
تتباين الآراء والنظريات العلمية حول اسباب جنوح الرجال والنساء نحو الشذوذ وقد لا يكون للوالدين دور كبير فيها دائما، وإن النظرية التي تقول ان الشاذ هو نتاج أب ضعيف وأم متسلطة قد فقدت بريقها ولم يعد معمولا بها كثيرا هذه الأيام، كما ان أصدقاء السوء يمكن أن يخلقوا بيئة ملائمة لظهور هذه الميول الشاذة لكنهم لا يمكن أن يورطوا الإنسان كي يدخل هذا العالم دون إرادته.
وهل يراجع الشواذ عيادتك؟
أنا طبيب عائلة واستقبل كل المرضى واصغي اليهم بلا استثناء.
وما هي مشاكلهم عادة؟
يشعر الكثير منهم بأن ما يفعلونه غير مقبول وشديد الوطأة على نفوسهم ولكنهم لا يستطيعون التحكم به وهذا ما يوصل بعضهم إلى الكآبة الشديدة والرغبة في الانتحار. كما يعاني بعضهم من أمراض تنتج عادة عن هذه الممارسات الجنسية مثل الايدز وامراض القولون والمستقيم والزهري والسيلان وفيروس الهربس البسيط النشط في منطقة الشرج.
وهل ثمة علاج للشذوذ الجنسي؟
ـ عادة لا نعامل الشذوذ على انه مرض بحاجة إلى علاج أكثر من حاجته للتوعية لتجنب الأمراض الخطيرة كالايدز مثلا ولا نقدم العلاجات إلا إذا طلب المريض ذلك واخبرنا بانه غير راض عن نفسه، حينها نحوله إلى العيادات النفسية التي تستخدم طرقا خاصة مثل (تحويل وتغيير وجهة الميول الجنسية) ومعالجة الأسباب النفسية التي تعود في أغلب الأحيان إلى الطفولة المبكرة، وعادة ما تتزوج نسبة كبيرة من هؤلاء الشاذين بعد العلاج بعد ان يشعروا بأنهم طبيعيون في مشاعرهم وفي استقرارهم النفسي.
النظرية البيولوجية
ما هو العلاج الذي يمكن أن يحتاجه من اصيب بهذه اللوثة؟ وهل يمكن ان يكون علاجا ناجعا حقا؟ وهل هو علاج واحد لحالات مختلفة؟
هذه الأسئلة طرحناها على الدكتورة فدوى محمد بشير المغيري الاستاذة المساعدة لعلم النفس البيولوجي في جامعة الامارات والتي فرقت بين الشذوذ الجنسي وبعض الاضطرابات التي تحدث في المرحلة الجنينية وتؤثر في النمو الجنسي الطبيعي للجنين، من هذه الاضطرابات احد اختلالات الكرموزومات وهو زملة (كلاينفيلتر) واحدى اضطرابات الهورمونات الجنسية وهو ظاهرة بين الجنسين (هيرمافروديت).
تقول الدكتورة فدوى:
يولد الطفل الطبيعي بـ 23 زوجا من الكرموزومات اي 46 (كروموزوم). الكرموزومات الاثنان والعشرون الزوجية الاولى فيها الصفات الوراثية التي ورثها الطفل من والديه وآخر كرموزومين هما الكرموزومان الجنسيان (XX) في حالة اذا كان المولود انثى و(XY) اذا كان المولود ذكرا، والحقيقة انه في المراحل المبكرة من نمو الجنين تكون الاعضاء التناسلية متطابقة ويكون لدى الجنين ما يسمى بالقنوات المولرية (وهي ممهدات للاعضاء التناسلية الانثوية) باختصار شديد جينات ذكرية تسمى الخصايا تحول الاعضاء التناسلية الى (SRY) التي تفرز الهورمون الذكري التيستوستيرون الذي يؤدي الى نمو القنوات الوليفية وضمور القنوات المولرية،مؤديا الى نمو الجنين بصورة ذكرية، وفي حال غياب (SRY) يغيب التيستوستيرون وبالتالي تنمو القنوات المولرية وتنمو الاعضاء التناسلية ليكون الجنين أنثى.
اما في حالة زملة الخنثى والتي تحدث بين كل 400 ـ 600 حالة ولادة ذكرية وفيها يولد الجنين بعد 47 (كرموزوم) فيكون (XXX) الحالة النمطية لهذه الزملة وتكون فيها الاعضاء التناسلية الظاهرة ذكرية مع صغر واضح للخصيتين وبروز ثديين صغيرين وارجل طويلة؛ ضعف في التكيف الاجتماعي ومشاكل صحية اخرى.
اما حالة بين الجنسين فتكون ناتجة عن مشاكل هورمونية في المرحلة الجنينية لتكوين الاعضاء التناسلية، فرغم ان الجنين يحمل الكرموزومات التي تجعله انثى. الا ان الجين الذكري (SRY) ينتقل الى احدى كرموزوماته وبالتالي يكون لديه او لديها اما مبيض وخصية او خصيتان أو مبيض وخصية في كل جهة، كذلك قد يكون الجنين يحمل الكرموزومات التي تجعله ذكرا (xy) لكنه لن يسبب طفرة في الجين الذكري فيولد باعضاء تناسلية ذكرية غير كاملة النمو.
مظهر أنثوي وهورمون ذكوري
بعض الاشخاص من بين الجنسين يولدون بمظهر انثوي بسبب تأثير الهورمون الجنسي المسيطر عليه التيستوستيرون الذي يؤدي الى الخصائص الجسمية الذكرية واذا قل الهورمون فان الخصائص الجسمية تكون قريبة للانثى او تماما مثلها،
وتؤكد د. فدوى على عدم وجود احصائيات وافية وأكيدة عن نسبة حدوث هذه الاضطرابات لانها في العادة تعامل بسرية تامة من قبل الاهل والمستشفيات كذلك لا نستطيع ان نحكم على من يعانون من هذه الاضطرابات بانهم شواذ فالمسألة هنا معقدة برأيها وتحتاج الى معرفة النواحي الثقافية والاجتماعية والنفسية اضافة الى البيولوجية للشخص المصاب بهذه الاضطرابات.
حالات مرضية
اضافة الى ما ذكرته د. فدوى من الناحية البيولوجية وموافقة د. ولاء فخر استاذ امراض النساء والتوليد والعقم واستشاري امراض النساء والتوليد والعقم في ابو ظبي على اهمية الكرموزومات الا انه اضاف الى اهمية الهورمونات والتي تكمن المشكلة فيها في عدم اداء هذا الهورمون لوظيفته وبالتالي يكون الشكل الخارجي للذكر كالانثى، وبالمثل هناك حالات مرضية يكون التكوين الكرموزومي للإنسان انثوي ومع ذلك يتم افراز هورمونات ذكورية من مصادر اخرى كالغدة الجار كلوية والتي تقع فوق الكليتين وبالتالي يكون الشكل الخارجي للانثى كالذكر من حيث نمو الشعر والمواصفات الجسدية الاخرى التي تميز الذكور. وشدد د فخر على اهمية العامل البيئي في تحديد جنس الانسان حيث يتم في احيان كثيرة تربية الذكر او الانثى تربية مخالفة عن طبيعته اما الخطأ في تحديد نوعه الحقيقي منذ الطفولة فنتيجة عدم تكوين الاعضاء التناسلية المميزة لكل جنس منذ الصغر وذلك لصغر حجم الجهاز التناسلي الذكري وعدم وضوحه واختلال نفسي وسيكولوجي لاي من الجنسين ورغبة شديدة في سلوك الجنس الآخر مما يدفع بعض الذكور لتعاطي هورمونات انثوية وبالعكس تعاطي الاناث لهورمونات ذكرية وذلك حتى يضفي على مواصفاتهم الجسدية خواص الجنس الاخر والذي يرغبون في الانتماء اليه.
علم النفس: 70% من الشذوذ بسبب اعتداءات جنسية
ما هي الاسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة من الناحية الاكلينيكة وكيف يتم علاج من ينكشف شذوذه؟
اجابت د. سعاد محمد المرزوقي دكتوراه في علم النفس الاكلينيكي واستاذة مساعدة في قسم علم النفس بجامعة الامارات بأن هذه الظاهرة دخيلة على المجتمع الاماراتي والخليجي والاسلامي ولكن مما لا شك فيه ان لها جذورا واسبابا ادت الى وجودها والتي تعزوه للانفصال بين الاولاد والبنات منذ الطفولة المبكرة والذي ظهر في السبعينات.
تقول: أنا ضد هذا الفصل المبكر ليعيش الاطفال حياة سوية ويفهموا بالتفريق بين الجنسين وليتفهموا الرغبات الطبيعية وغيرها من الاسباب، حيث ذكر العديد من الدراسات العلمية الغربية ان الشذوذ يعود الى خلل هورموني وانا لا اتفق مع هذه الدراسات ولكن قد يكون هذا الشخص تناول ادوية معينة او اغذية خاصة اثناء فترة الحمل مما ادى الى خلل في الكرموزومات او خلل في الجينات، ولكن في رأيي الشخصي ان اهم أسباب الشذوذ والذي يشكل 70% يعود الى اعتداء جنسي في الصغر واثناء مرحلة الطفولة فاذا تعرضت الفتاة لاي علاقة غير سوية او اغتصاب او تحرش جنسي يصبح لديها عداوة للرجل مما يدفعها لاقامة علاقة واشباع حاجة مع امراة اخرى مثلها، فمعظم الحالات التي نقوم بعلاجها تكون اسبابها اغتصابا او تحرشا، ولكن هناك اسباب وعوامل قد تؤثر في الشخصية اثناء مرحلة نمو الطفل بحيث ينجذب شيئا فشيئا الى الشذوذ الجنسي، وأهم هذه العوامل وجود اخ اكبر متسلط او ام تحمي طفلها بشكل مفرط او تكره اظهار الذكورة في مقابل وجود اب متجهم بارد المشاعر او استبعاد اقرانه له من الذكور بسبب ضعفه في الالعاب الرياضية مثلا.
د تيجاني: لا أعراض للشذوذ وهذه نصائحي للأمهات
يقول الدكتور يوسف التيجاني الهادي اختصاصي الطب النفسي:
ان مرض الشذوذ لا اعراض له على الغالب، والاهل يفاجأون عند سماعهم او معرفتهم بانحراف أحد أبنائهم، ولكن قد يصدر عن الابناء تصرفات توحي بذلك، مثل ميل الولد او البنت الى اهتمامات بالطرف المماثل او انتقاء الملابس ذات الالوان الصارخة او بطريقة المشي والحركات التي لا تخلو من الميوعة وهذا يتضح مع الصبيان.
اما، هل باستطاعة الاهل معرفة اذا ما كان اولادهم يعانون من الشذوذ؟ اجاب د يوسف بالنفي لانه لا توجد اعراض واضحة وصريحة تؤكد ذلك، والمشكلة ان من الصعوبة على الاهل معرفة ذلك لان عندهم طريقة لاخفاء هذا السلوك، وفي الطب النفسي يعتبرون مرضى ويمكن معالجتهم بالطرق النفسية اذا ما توفرت عندهم الرغبة للعلاج والاهل يمكنهم مراقبة اولادهم مراقبة دقيقة بطريقة ذكية ليتعرفوا على اصدقائهم او من يمكن له استغلال ابنائهم، ومن هنا على الاهل معرفة الداخل والخارج من المال او المصروف او الهدايا التي يمتلكها اولادهم كذلك عدم السماح للاولاد بقضاء وقت طويل خارج المنزل الا بمعرفة الاهل التامة بالمكان والرفقة. ولكن هناك مجموعة من النصائح او الامور الواجب على الاهل الاهتمام بها منها:
* الاهتمام بالتربية المتوازنة للاطفال بحيث لا يشعر الطفل بالحرمان ولا بالدلال الزائد.
* الابتعاد عن القهر والظلم وخاصة من الامهات المتسلطات او الاباء العنيفين، فقد ثبت علميا ان القهر يقود الى الشذوذ.
* التربية الجنسية مهمة جدا فهي تقي الاطفال من الوقوع في الخطأ بما يتسلحون به من المعرفة والعلم فالمطلوب من المناهج الدراسية توفير مساقات تعليمية في المدارس تعلمهم اضرار العادة السرية مثلا وغيرها من الامور الجنسية اللازم تعلمها بطريقة علمية مبسطة.
ولا ننسى اهمية الديمقراطية في التربية فهي الامثل لبناء شخصية قوية قادرة على مواجهة كل الامور لان الطفل ذا الشخصية القوية لا يمكن الضحك عليه او استغلاله ويستطيع ان يدافع عن نفسه.
العلاج
وعن الحالات التي يتم معالجتها من حيث الاعمار ومدى تقبلهم للعلاج وهل يتم شفاؤهم كليا اجابت د المرزوقي ان معظم الحالات تعاني من الشذوذ الناتج عن اسباب بيئية كالطلاق او الاكتئاب ومنها الشذوذ العرضي وهذا غير ناتج عن اضطراب سلوكي وهناك حالات لنساء متزوجات يعانين من هذا المرض نتيجة مشاكل زوجية، في الغالب نقوم بتحويل هذه الحالات الى اطباء متخصصين لقياس الهورمونات وكذلك لاطباء اختصاصيي امراض نسائية وفحص بيولوجي وفي العادة بعد اخذ الفحوصات الكاملة تترافق الادوية مع العلاج النفسي وايضا انا بدوري اركز على العلاج المعرفي والسلوكي واعطاء تمارين تحمي الشخص من الممارسة الخاطئة وتعديل الافكار السلبية والتركيز ايضا على الثقافة والدين وربطه بالحرمة والمصير في نار جهنم باعتباره من الكبائر.
واضافت: ان العلاج يحتاج الى جلسات نفسية مستمرة قد تزيد عن العام وفي الحالات التي نجح فيها العلاج استمر لاكثر من عام ونصف العام وأمكن علاج بعض الاشخاص تماما وتمكنوا من ممارسة حياتهم الطبيعية مع المتابعة المستمرة من حين لآخر.
وشددت د المرزوقي على اهمية توفر الدافع والرغبة في العلاج فلا يمكن الشفاء ما لم تتوافر الرغبة الذاتية في التخلص منه لان الدوافع الاجتماعية او الرفض الاجتماعي لهؤلاء لا يمكن ان ينجح في التخلص من المرض.
*المصدر : سيدتي[/align]
hgah`,k [ksdhW ig id hguhzgm? Hl Hw]rhx hgs,x?