يتبع رميت بالرسالة على سريري و انا احس بأن أعصابي بدأت تتآكل في اناملي قهرا و غيظا على والديها ثم على اختها الجاهلة التي تهدم ما بنيناه . مرت برهة من الزمن و انا مستلق على السرير و الأفكار تتجاذبني نظرت الى جدار غرفتي التي زينتها بقواعد ذهبية اسير عليها في حياتي وقع نظري على " فكر ايجابيا و كن ايجابيا " . اووووووه نسيت حتى ان اشرب الماء كم كنت عطشانا و انا في طريق العودة من الجامعة فتحت الثلاجة و شربت كأسا من عصير البرتقال ثم حمدت الله و استرجعت على ما حدث بدأت التفكير ايجابيا باحثا عن حل عاجل فتحت ايميلي و بدأت بكتابة رسالة قلت فيها " أريدك يا اخيتي ان تذهبي الى المطبخ ثم توقدين الفرن و تضعي يدك على ناره فاذا صبرت و استطعت التحمل فاذهبي مع اختك و اذا لم تستطيعي فلا تذهبي فان نار الدنيا جزء من سبعين جزءا من نار الاخرة يا اختي الكريمة انقذي نفسك من النار و من عذاب الله فان الموت آت إليك لا محالة و هو اليوم اقرب إليك من الأمس" . و بدأت اذكر لها بعض الأحاديث و الآيات لما اعده الله لمن اطاعه و لمن عصاه ثم ارسلتها . في العاشرة مساء فتحت ايميلي فوجدت رسالة منها فتحتها و قرأت ما فيها و كان مما قالته : " لا أستطيع شكرك على هذه الكلمات التي ايقظتني من غفلتي هذه و باذن الله اني عازمة على عدم الذهاب معهم غدا و لكن كم يضيق صدري لأني اخاف على اختي من النار فانا احبها و لكن لا اعلم كيف أستطيع الوصول الى قلبها " . و ذكرت لي كلاما طويلا كان يدور حول اختها فأرسلت لها و قلت :" عفوا اخيتي , و لكن اريدك هذه الليلة و غدا ان لا تكثري النقاش مع اختك و باذن الله سنتعاون سويا في إقناعها و نساعدها في الإقلاع عن ذلك و لكن نحتاج الى صبر و تروي فالان ابدأي بنفسك اولا و ادع الله بان يهدي اختك و يلين قلبها لسماع الحق " ثم اعطيتها روابط لمواقع إسلامية مفيدة لاني استنتجت من رسائلها بأن لديها فراغا كبيرا قاتلا و ان لم نملأه بالمفيد و النافع فإنها ستملأه بالأسواق و غيرها من سبل الشيطان و طرقه فكرت بأن اشتري لها كتبا من المكتبة و أوصلها اليها و لكن كيف؟ لاني أخشى على نفسي من الفتنة لو ذهبت اليها كما أخشى ان افتح للشيطان طريقا اذا وصلت الى مقر اقامتها بدعوى النصح و ارادة الخير لها . و بعد تفكير عميق وجدت ان انسب الطرق هي ان أضعها عند احد مكاتب التوصيل مثل GTX و ارسله لها . في الغد و بعد عودتي من الجامعة ذهبت الى احد المكتبات الإسلامية في باريس و اخترت كتاب الرحيق المختوم و كتيبين عن العفاف و الحجاب و كتاب صور من حياة الصحابيات و وضعتها داخل صندوق صغير و معه علبة متواضعة من الشيكولاته البلجيكية غلفتها بغلاف جميل و ذهبت لمكاتب التوصيل GTX و معي هذا الصندوق التفت الي المأمور و قال : " الى اين تريدها ؟ " قلت : " باريس " نظر الي باستغراب و قال " نحن في باريس " قلت :" نعم اعرف و لكن اريد منكم توصيلها الى احد الفنادق و اعطيته العنوان كاملا " نظر الي نظرة محدقة و قال : " اعطني عنوانك من فضلك " أعطيته عنواني كاملا ثم دفعت رسوم التوصيل و انصرفت . ذهبت الى مقر إقامتي لأرتاح قليلا و بعد نصف ساعة تقريبا طرق باب غرفتي رددت " من ؟" سمعت صوت رجل لم افقه ما يقول فقمت و فتحت الباب قلت :" نعم ؟" قال لي :" نحن من رجال المباحث و انت مطلوب و ستذهب معنا الان " قلت: " و لماذا ؟" قال لي :" كذا هي الأوامر" استرجعت و بدلت ملابسي و ذهبت معهم . وصلنا الى احد مراكز الشرطة في باريس و نزلنا ثم أدخلت على احد الضباط اذن لي بالجلوس ثم بدأ التحقيق معي و سألني عن سر الصندوق الذي ارسلته قبل سويعات فقلت له " هذه هدية أرسلتها الى احد من اعرفهم و يسكن في ذلك الفندق " قال : " و لماذا أرسلتها عبر مكاتب البريد و لم تقم انت بإيصالها بنفسك مع انهم يسكنون في نفس المدينة , اكيد انها تحتوي على اشياء ممنوعة او ان وراء ذلك سر " قلت :" لا شئ من ذلك و بامكانكم تفتيشها" أخذت الى السجن ليتم التحقق من الامر فاستدعوني عدة مرات ثم يسألونني نفس الأسئلة و اجاوبهم نفس الاجوبة و ذات مرة سألوني "لماذا لم تقم بأيصالها بنفسك " قلت :" ليس هنالك سر و لكني ارسلتها الى فتاة و ديني يمنعني من مقابلة الفتيات اللاتي لسن بمحارم لي " ازدادت التحقيقات شدة و عرضوني للضرب عدة مرات و كلما ارادوا ان يجلدونني لأعترف بأني انتمي الى احد خلايا الإرهاب قلت لهم : "فتشوا كل شئ فان وجدتم دليلا فاضربوني " فيمتنعون من ذلك و الحمدلله لانهم ليس لديهم ادنى دليل ثم ان مدة سجي طالت علي فراسلت احد المحامين المشهورين لينظر في قضيتي و في مساء تلك الليلة دعوت الله بالفرج . فلما كان الغد علمت الشرطة و المباحث في اني استأجرت محاميا في قضيتي فخافوا لأنهم لم يجدوا علي ادنى دليل فاخرجوني من الغد فقضيت في السجن اثنان و عشرون يوما عرضت فيها على الجلد و الصعق الكهربائي و لكن بفضل الله لم اجلد الا سوطا واحد و أنقذني الله برحمته منهم و تم الافراج طيلة هذه المدة كنت افكر بالهدية هل وصلت اليها ام لا ؟ و ماذا حصل لتلك الفتاة و كيف حالها ؟ و اسئلة كثيرة تدور في خلدي اريد الإجابة لها الحقيقة ان أيام السجن العشر الأولى كانت من اشق الأيام علي لان بالي كله مشغول بتلك الفتاة و ماذا صنعت هل ثبتت امام الامتحان ؟ هل وجدت ما يشغل وقتها ؟ . فكل يوم ينقضي تكون ضريبته احد اصابعي فمع التفكير و احتراق اعصابي و انا انتظر الافراج عني في كل ساعة استقبلها كنت اعض على احد اناملي . فلما انقضت عشرة الأيام الأولى ارتحت قليلا و هدأت لانه على حسب تقديري انهم رجعوا الان الى السعودية فازددت بالدعاء لهم بالهداية و التثبيت حصل ما حصل فانا لله و انا اليه راجعون . وصلت الى الفندق وجدت كل شئ رأسا على عقب بعد التفتيش لم ابالي بذلك كله مباشرة اتجهت الى كمبيوتري و فتحت ايميلي فوجدت احد عشر رسالة منها قرأت الرسائل فزاد همي هما و حزني حزنا فرفعت يداي الى السماء و دعوت الله لها بالثبات ثم أرسلت لها رسالة طويلة اعتذر اليها و اشرح ما حدث لي . مرت ثلاثة ايام و انا لم اتلقى اي رد . أرسلت لها رسالة ثانية و ثالثة رجاء ان تجيب و في الغد فتحت ايميلي فوجدت رسالة منها فتحتها فوجدت كلاما باللغة الفرنسية يقول لي " من انت ؟" ارسلت لها فقلت " انا من واجهتك في فرنسا عند مدخل السوق قبل شهر تقريبا" كتبت ذلك باللغة العربية ثم كتبت باللغة الفرنسية " انا احمد من انت ؟ ألست الفتاة العربية التي واجهتها في فرنسا؟ " . من الغد وجدت رسالة باللغة الفرنسية تقول بلهجة ساخرة " الايميل مخترق منذ عشرة ايام ايها الاحمق هكر فرنسا " .
أمطار السعادة مع أم سعد
تخرجت من الجامعة و الحمدلله بمرتبة الشرف الثانية بعدها بشهر تقريبا انهيت أوراقي و عدت الى السعودية لقد كانت آمالي كآمال كل شاب أفكر بعش الزوجية السعيد و أبحث عن فارسة أحلامي كم كانت فرحة أمي كبيرة عند قدومي ثم بشرتها بتفوقي فلم تستطع منع دموعها فبكت ثم خرت ساجدة لله بكيت و كان موقفا مؤثرا . مر شهر على هذه الحادثة و في صباح احد الايام دخلت علي اختي و انا اقلب بعض الأوراق في غرفتي رأيت في وجهها ابتسامة كبيرة و كأن كنوز الدنيا في جوفها نظرت اليها و ضحكت لما رأيت البشر يعلو وجهها و انا لا اعلم ما تخفيه لي من مفاجأة سألتها عن سبب كل هذا الفرح فأخبرتني بأنهم يرغبون بالخطبة لي من احدى زميلاتها المقربات و التي تحبها كثيرا دار الحديث بيني و بينها حول زميلتها هذه ثم فكرت بالأمر كثيرا و استخرت الله فيها فيسر الله لي و تم الزفاف بعد عشرة اشهر . في الحقيقة كانت زوجتي ام سعد امرأة لطيفة جدا و خفيفة ظل و كانت و لله الحمد تتحلى بالاستقامة على الدين و تحفظ كتاب الله كانت ودودة لطيفة جميلة ظريفة لم تصل خيالاتي يوما من الايام لمثلها فالحمدلله الذي اقر عيني بمثلها . عشت معها اياما جميلة رائعة و كنا نطبق فيما بيننا قاعدة " اذا غضبت رضيني و اذا غضبت رضيتك " . بعد شهرين من زواجنا راجعنا احد المستشفيات انا و ام سعد دخلت ام سعد الى الطبيبة للكشف و بقيت انا خارج الغرفة بانتظارها فتح باب الغرفة فخرجت الممرضة و نادتني ثم اخبرتني بأن زوجتي حامل ففرحت فرحا شديدا و لم يقر لي قرار فطفقت اسعى في الممر ذهابا و ايابا انتظر زوجتي الغالية تخرج لأهنئها و أكحل عيني بها . بعد عدة اشهر اقترحت علي ام سعد ان نذهب إلى السوق لنشتري أغراض مولودنا الجديد فهي الان بالشهر الثامن و ما بقي الا شهر تقريبا على الولادة ذهبنا الى سوق المجد دخلناه و كانت يدي بيدها ثم اتجهنا الى احد محلات ملابس الاطفال فلما خرجنا منه تعرقلت زوجتي بعربية احد الاطفال فسقطت على جانبها الايسر هرعت اليها فسميت عليها ثم ساعدتها بالنهوض سألتها "هل تحسين بألم ؟" فهمست بأذني "بطني يؤلمني بشدة ياأحمد" ثم زفرت تعبيرا عن شدة الألم فأخذتها بسرعة الى مستشفى الحمادي ثم جلست على في خارج الغرفة انتظرها رن هاتفي الجوال فنظرت فاذا هي زوجتي رددت و كان صوتها ضعيف جدا و ينبئ عن آوجاع شديدة تنتابها اعتصر قلبي الالم واطرقت برأسي للاسفل رحمة بها فانحدرت من عيني دمعة لطالما حاولة منعها مرارا و لكنها ابت الا الخروج من عيني و تدحرجت على خدي