وسرعان ما وجدتني أردد ودمعاتي تسيل على وجهي :
((يــا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسوّاك فعدلك ? ))
(( قُتٍل الإنسان ما أكفره ! من أي شيء خلقه ؟ من نطفة خلقه فقدره ، ثم السبيل يسره ..))
وخرجت من صلاتي وأنا أهتز بحالة روحية حتى الذروة ،
فلم أملك إلا أن أحمد الله وأشكره وعيناي لا زالتا ممتلئتين بالدموع ،
غير أني أحسبها دموع فرح ، ممتزجة بدموع خوف !
قال الشيخ : قلت لصاحبي وأنا أحاوره :
الآن فقـط أحسب أني أدركت معنى قول الحق تبارك وتعالى :
إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
وقوله عز وجل : (( ولذكر الله أكبر ((
فوالله لو أن الإنسان أقبل على صلاته بهذه الكيفية ، وذاق هذه اللذة الروحية ، وانصبت في قلبه هذه المعاني السماوية ،
لأصبحت شهوات الدنيا _ مهما زخرفها الشياطين _
أحقر من أن يكلف نفسه الالتفات إليها ،
فضلاً عن الإعجاب بها والتسقّط عند أعتابها ، والركض وراء سرابها
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم
ثم سكت الشيخ لحظة وحدق في وجوهنا ثم قال :
ما على الإنسان إلاّ أن يُعرّض نفسه لنفحات الله عز وجل كل حين ،
وأن يجاهد نفسه في ذلك ولا ييأس حتى يتيسر له الطريق ،
وما ذلك على الله بعزيز
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
ثم قال الشيخ :
كفى جزاءً على الطاعة ، ما الله مورده على قلوب المقبلين عليه
من أنوار وأمداد ولذاذات روحية لا يعرفها إلاّ أهلها.
نسأل الله أن يكرمنا لنكون جميعاً من أهلها
منقول للفائده من موقع تعال نؤمن ساعة


LinkBack URL
About LinkBacks






