وضحه بعد ما صلت العشه كانت تسحب نفسها سحاب إلى السرير أسمعت طق على الباب ، وضحه : نجول قلبي وجهس بنام .
انفتح الباب بس اللي دخل ما كان نجله كان أبو سعيد : ادخل
وضحه فزت من السرير ترحب ببوها : ياهلا ويا مرحبا هذا الساعة المباركة يا أبو سعد .
أبو سعيد : تولهت عليس ما شفناس الا يوم الغداو افتريتي علينا وعقبها ما شفناس ، وراح وقعد على السرير ووضحه أقعدت على كرسي وقربته من السرير وهي تقول : يا جعلني فداك ليه ما خليت حد يناديني وأنا اللي بنزل لك بالرسم الخدمة .
أبو سعيد : قلت امشي رجلي شوي وأشوف دارس من زمان ما جيتها كان يشوف ألفرشه ويحركها برجله وهو ساكت وبعدين قال : عمس اليوم جاي عشان يخطبس حق راشد .
وضحه حست بمغص في بطنها وهي تبحلق في رأس أبوها المدنق في الأرض وسكوته الغريب بعد هذي الجملة هي صدق كانت متوقعه ان هذا الشيء بيصير بس مش بذي السرعةفكرت شوي وبعد تردد قالت :. أنت تبلغني ولا تشاورني
رفع أبو سعيد وجهه بسرعة من الأرض وحط عينه في عينها وقال : اشورس يا وضحه . اشاورس وسكت بعدها ينطر ردها .
وضحه كانت عينها في عين أبوها بس أفكارها كانت تودي وتجيب.صدق متلخبطه مش عارفه ايش تقول أو ترد . صحيح سعيد قال لها ان ماحد بيغصبها على شيء بس بعد كانت خايفه نزلت وضحه عيونها على أصابع أيدها المرتجفة وقالت : أنت وش رأيك ؟
أبو سعيد كان مصدوم بنظرة وضحه الزايغه وهي تشوفه وشلون انكسرت هذي النظرة في الأرض قال : ما لنا رأي . أنتي اللي بتاخذينه . وبتعيشين وياه العمر كله ماعليس من شور حد ولا رأي حد وضحه أنا ما ابيس تردين علي ذا الحين فكر واستخيري وردي على خبر .
تمت وضحه ساكتة شوي وبعدين قالت وهي تلعب في أصابعها تحول توقف الرجفة وخاصة بعد ما أسمعت كلام أبوها وتشجعت تسأله : و اذا قلت لا . وش بتقول لعمي ؟
وقف أبو سعيد وهو بيطلع من الغرفة وقال بكل صرامة : بنقوله ما لكم نصيب عندنا . وكمل طريقه إلى الباب وهو يفتح الباب نادته وضحه : يوبه لف يشوفها . عطني فرصه أفكر وارد عليك
أبو سعيد : خير ان شاء الله وطلع وسكر الباب ورآه .
وضحه ما تدري وش اللي خلاها تقول كذا لبوها وما ترفض على طول يمكن كانت تبي تأجل المواجه أطول وقت ممكن .
راشد بعد ما طلع مع أبوه ارجعوا البيت وطبعاًً الوضع في سيارتهم عكس الوضع في سيارة عبدالله ، طوال الوقت كانوا ساكتين إلى ان اوصلو البيت وكل واحد راح غرفته .
بس راشد طول الوقت كان حاس بضيق لان فكرة زواجه من وضحه كانت مسيطرة عليه ما كان يبي يرجع البيت بس ما عنده حد يروحله وهو أصلا ما كان له أصدقاء كثرين وحتى اللي يعرفهم نسوه بسبب غربته الطويلة عنهم اما خويه اللي ما كان يفترق عنه ابد كانوا مثل الروحين في جسد واحد على الرغم من اختلاف شخصياتهم وفرق السنتين اللي بينهم كان هو دايماً العقل المدبر لكل المغامرات أما سعيد فا كان العاقل اللي ماله في شيء بس راشد على طول جاره في جرا يره ضحك راشد لما تذكر هذي السوالف لكن ابتسامته اختفت لما تذكر شلون صارت علاقتهم باردة ما تتعده القرابة وطبعا هو كان مشتاق لصداقتهم وهذا الشيء اثر في راشد بشده بس هو خلاص بعد سنين الغربة تعود على الوحدة وعدم الاختلاط بالناس حتى الحيوية والحركة الزايده اللي فيه راحت مع الوقت صارت سكون زايد عن حده . وين راشد اللي ما كان يقدر يقعد دقيقة وحده بدون ما يسوي سالفة أو مشكله صار مجرد دكتور خالي من المشاعر والحياة .
راشد كان يفكر وهو يشوف المنظرة أنا وش اللي وصلني لكذا معقولة الطب اللي يعطي الحياة للناس ولا هي الغربة وبعدي عن أهلي ؟
انتبه راشد ان في حد كان يطق باب غرفته بس بهدوء وقال : ادخل
دخل عبدالله رأسه من الباب وهو يرمش بعيونه وقال : ما رقدت إلى ذا الحين ؟
راشد : لا تعال ادخل أنا ضايق وأبي حد اقعد معاه راشد ما كمل كلامه أنصدم من ضحكت عبدالله وقال : ممكن اعرف وش اللي يضحك ؟
عبدالله وهو يحاول يسكت نفسه من الضحك ويسكر الباب ورآه : كل هذا عشان قالوا بنشاور البنت إلى ذا الدرجة ما فيك صبر ؟
راشد : والله أني ماجبت خبرها. وكمل كلامه بكل غرور واصلا تحمد ربها يوم أني بأخذها ذا الفاطر . رجع عبدالله يقاطعه مره ثانية : رجعنا إلى الغلط قالنا لك أحشم عمرك وبعدين لا تنسى أنها اصغر منك بعشر سنين يعني تحمد أنت ربك اذا هي وافقت عليك يا الشيبة .
راشد : رجال وسنافي ودكتور بعد وين بتلقه مثلي . تخسي ترفضني
عبدالله : لا حول ولا قوة الا بالله وبعدين يعني منت بحاشم نفسك الين احذفك من ذي الدريشه
راشد وهو بتدء يحمق على عبدالله : أنت وبعدين معاك مره تقول أموت عليها ومره مرضه عليه والله ماحد ما يحشم الا أنت . هذي بتصير مرتي يعني مرت أخوك يعني لازم تشيلها من بالك ولا تكلمها ولا تجيب طاريها . ولا أنا اللي بحذفك من الدريشه .
عبدالله : اخص يا الغيرة . أقول أرفق بعمرك لا يطق لك عرق . يا بوي لا أو اللي بياخذ وضحه الشيخ برأسه مهب أنت والله ما قطعت فيها هذي أمي تعرف وش أمي .
راشد : ميتوا الماي أنت وياه زين
عبدالله ما كثر كلام طلع على طول هو يدري ان راشد معاه حق وضحه بتصير مرته ومن حقه يغار عليها بس هو يبي يغيضه ، عبدالله كان مقتنع بهذي الفكرة لأنه ماكان يعرف برفض راشد لوضحه في الأساس ولا حد من أخوانه غير جواهر أختهم اللي متزوجة ولد خالتها في السعودية عن طريق أمها .
أما راشد بعد ما طلع عنه عبدالله كان صدق محتر عليه ويقول في نفسه : هذا أكيد سحرته العجوز .وتذكر آخر مره شاف فيها وضحه يوم العشه اللي سوه له أهله بعد ما رجع من السفر كان رايح المطبخ الخارجي يقول لهم يعجلون في العشه لان في رجاجيل من الشمال ما يبون يؤخرونهم شافها واقفة مع أمه وأمها والطباخ في المطبخ تفرد الفريد للعشه كان شكله بالعبايه والنقاب مصخره وهي تفرد . وقال وهو يجر اللحاف عليه بصوت مسموع كله احتقار : تخسي الا هي ترفضني .