الرابع, يرمي, ولديه
يرمي ولديه من الطابق الرابع في "نوبة مرض"
عاش سكان محافظة اللاذقية السورية فاجعة بحجم الزلزال اهتزت لها المشاعر حدثت في منطقة مشروع القلعة في اللاذقية عندما قام أب برمي ولديه (عبد الرحمن/ 7 سنوات، وزاهر/5 سنوات) من شرفة الطابق الرابع أمام أعين الناس.
القصة يروي تفاصيلها ل”الخليج” المحامي عمر وهو شقيق الأب والدموع تتفجر من عينيه “ان رامي (36 عاماً) والد الطفلين مريض ويعالج في المشافي النفسية والعقلية وقد عاش حياة طفولية جيدة ودراسة متفوقة وفي سن اليفاعة اتجه اتجاهات دينية متزمتة حيث بات يقضي معظم أوقاته في مجالس المشايخ يتحدثون في أمور الدنيا والدين بعد كل صلاة وكان يحلل الحرام ويحرم الحلال وفي سنة البكالوريا أصيب بانهيار عصبي مفاجئ فاتخذت حياته مساراً مختلفاً فتعرى ونزل إلى الشارع وتكررت هذه الحالة لديه وانقلب من إنسان متدين إلى النقيض وقد قضى حياته في تلك الفترة متنقلاً من مشفى إلى آخر ومن طبيب إلى آخر ورغم ذلك نجح في شهادة البكالوريا ولم يكمل دراسته فالتحق بالجيش، وبعد ذلك عمل في اللاذقية بتجارة الزيت وبدت حياته طبيعية، وعندها لمعت في ذهنه فكرة الزواج فساقه القدر إلى إنجاب طفلين وكان يحب زوجته وأطفاله إلى درجة التعلق بهم ولكن بعد 6 سنوات من الزواج عاد له الانهيار العصبي وكان يرفض الدواء أو مراجعة الطبيب وبمساعدة زوجته كنا نضع له الدواء في المشروبات الغازية أو الماء.
ويضيف طلق رامي زوجته منذ حوالي العام ويرى أولاده بالتراضي مع زوجته لكنه بدأ بالفترات الأخيرة التهجم على زوجته وأولاده.
وعن اليوم المشؤوم قال عمر: “تلقيت هاتفاً من أختي الأسبوع الماضي تخبرني أن رامي طردها مع أمها من البيت وأغلق باب منزله الحديدي على نفسه مع الأولاد بعد أن نزع الملابس عنه وعنهم فذهبت مباشرة إلى مخفر الشرطة علها تفعل شيئاً ولكن دون جدوى، فخطرت في ذهني فكرة الاتصال بالهاتف إلى داخل البيت لكي أشغله بالهاتف ورد عليّ ابنه الكبير وقال لأبيه أن يتكلم معي لكنه رفض ولم يخطر ببالنا انه سيؤذي أولاده لأنه متعلق جداً بهم، وبعد ذهاب الشرطيين ووسط تجمهر الناس والجيران قام برمي ابنه الكبير عبود بقوة حتى وقع في الحديقة المجاورة للبناية ثم رمى الثاني فمات الأول فوراً أما الصغير فقد عاش فترة بسيطة حتى فارق الحياة.
“الخليج” التقت والدة الطفلين المفجوعة “زينب” التي تحدثت بصعوبة شديدة وبكلمات قليلة والتي أكدت ما جاء كلام العم عمر وأضافت أنها عاشت حياتها الزوجية في حالة جيدة وكان زوجها رامي يحبها ويدلل أولاده ولكن بعد ولادة ابنها الكبير عبد الرحمن بدأت تظهر لديه الحالة المرضية النفسية المزمنة، وكان أهلها يحبونه ويستقبلونه بحفاوة ولكن قبل الطلاق بفترة وجدناه يجلس على السجادة ويمضغ وبرها ويريد أن يجلس على التلفاز ويتكلم ألفاظاً مزعجة، فأخبرنا أهله بالموضوع وبدأ يتناوب على المشافي والأطباء، عندما يأخذ الدواء يتحسن ويعود طبيعياً، وعندما يرفض الدواء لا ينام لا ليل ولا نهار وأسمعه يصدر أصواتاً غير مفهومة وكأنه يتحدث مع نفسه ويقول إنه النبي سليمان ويأمر الجان.
وتواصل كلامها: “لم أطلب منه الطلاق إلا بعد نفاد الصبر لتكرار الحالة المرضية بشكل دائم وعدم تقبله أن يأخذ الدواء، وأقول في قرارة نفسي طالبة من الله تعالى له الشفاء، وأنه أبو أولادي وحرام عليّ أن أتركه في هذه الحالة، لكن كنت أخاف منه أن يؤذيني وهو في حالة الهياج، فهو في هذه الحالة لا يدرك ماذا يفعل أو يقول. وبقي الأولاد معي في بيت أهلي بعد أن أجّر أهله البيت الذي كنت أسكن فيه مع الأطفال حتى تدخل أبوهم وأخذهم عنوة، وقال لي سوف أحرمك منهم للأبد، وها هو قد فعل.
dvld ,g]di lk hg'hfr hgvhfu td "k,fm lvq"