وفي عطلة ميلاد 19591960 واثناء مكوثها في المتجر دخل عليها شاب وسيم فأعجبت به واعجب بها وللمرة الاولى بعملها كجاسوسة يقبل قلبها ان تتخلى عن الانطباع الذي اعطته عن نفسها بأنها لا تخرج مع احد رغم انها كانت اذكى الجواسيس السوفييت واكثرهم حزما فقد وقعت بالحب واقامت علاقة مع هذا الشاب استمرت حتى اواخر عام 1960 حيث اكتشفت انه ضابط في الشرطة الكندية وتقدم لخطبتها ووافقت على ذلك بعد اخذ الاذن من موسكو واستطاعت ايلين بانوثتها وطرقها الخاصة ان تحصل من خطيبها الضابط على معلومات مفيدة عن الاوضاع العامة.
وقد استمرت في عملها الى نهاية 1961 حيث تلقت اوامر من رؤسائها بمغادرة كندا بعد ان قدمت للمخابرات السوفييتية الخدمات الجليلة في كندا ونحن نعرف ان تانيارا ديونسكا» قد عادت الى موسكو لتستريح بعض الوقت ثم تزرع في بلد آخر وباسم جديد يمكن ان يكون بربارة او بريجيت او صوفيا او حتى فتحية فهذه هي المخابرات.
ويقول محمد عبدالرحمن «واعظ» لقد وقعت جريمة التجسس في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ففي الحديث عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم انا والزبير والمقداد بن الاسود قال عليه السلام: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ «اسم مكان» فان بها ظعينة «اي مسافرة» ومعها كتاب فخذوه منها.
فانطلقنا بخيلنا حتى انتهينا الى الروضة فاذا نحن بالظعينة فقلنا اخرجي الكتاب فقالت: ما معي من كتاب فقلنا: لتخرجي الكتاب أو لتلقين الثياب فأخرجته من عقاصها «شعرها» فآتينا به وبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة الى ناس من المشركين من اهل مكة يخبرهم ببعض امر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله ما هذا؟ قال حاطب يارسول الله لا تعجل علي اني كنت ملصقا «تبعا» في قريش ولم اكن من انفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات في مكة يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت: اذا فاتني ذلك من النسب فيهم ان اتخذ عندهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا ولا رضا بالكفر بعد الاسلام فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لقد صدقكم وقال عمر بن الخطاب وقد كان حاضرا المجلس يا رسول الله دعني اضرب عنق هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه شهد بدرا؟ وما يدريك لعل الله ان يكون قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. وبالنسبة للحكم على الجاسوس بالقتل اختلف في ذلك فقهاء الاسلام قال بعضهم يجتهد فيه الامام وقال اخرون اذا كانت تلك عادته قتل لأنه جاسوس وقال مالك يقتل الجاسوس وهو صحيح لاضراره بالمسلمين وسعيه بالفساد في الارض وجاء في تفسير القرطبي «الجامع لاحكام القرآن» مثل ذلك تماما وفي الجزء الثاني من كتاب «تبصرة الاحكام لابن فرحون المالكي ص 143 «قال: المسلم الذي يكتب لاهل الحرب بأخبارنا يقتل ولا يستتاب ولا دية لورثته كالمحارب».
وقد نقل الشوكاني في كتابه «نيل الاوطار» حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك لعل الله ان يكون قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم: قال ظاهر هذا ان العلة في ترك قتله اي الصحابي الذي استخدم الظعينة في التجسس ـ كونه ممن شهدوا بدرا ولولا ذلك لكان مستحقا للقتل ففيه متمسك لمن قال انه يقتل الجاسوس ولو كان مسلما.
المصدر : صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية
وما زال لدي بقية
تحيتي
فتى النور


LinkBack URL
About LinkBacks





