باستثناء   تسارع دقات القلب أو توقفها عند رؤية الحبيب ، فإن ذلك أمر مؤلم ويثير   القلق . لأنه قد يكون مؤشراً لمشاكل في القلب يجب أخذها على محمل الجد ، مع   أن الإختلاجات قد تطرأ عند أشخاص في صحة جيدة تماماً . 
 
 
وتتفاوت   اختلاجات القلب من شخص لآخر ، وقد تحدث بشكل منتظم ودائم أو تطرأ بصورة   نوبات مؤقتة مزامنة ومتشابهة ، وقد تبدأ وتنتهي أحياناً بشكل تدريجي ( من   بضعة دقائق إلى عدة ساعات ) .، أو على العكس تماماً تكون فجائية . قد يشعر   المصاب بأنه تلقى ضربة حادة على صدره أو أن قلبه قد توقف عند بدء النوبة ،   وأحياناً تصبح الدقات كضربات قوية سريعة ، وفي حالات نادرة قد تتباطأ ،   وذلك بانتظام أو بغير انتظام كلي . 
 
غالباً   ما تطرأ هذه الإختلاجات في أوضاع معينة كالإرهاق أو الجهد الجسدي الكثيف ،   أو بعد استهلاك مفرط للقهوة ، والكحول أو المحفزات الأخرى التي قد تكون   أدوية أو سواها ، وكذلك يدق القلب سريعاً عند الخوف أو التأثر العاطفي   الشديد ، كما أنها قد تحدث من دون سبب ظاهر .
 ومن  المهم الإنتباه إلى  كل الإشارات التي ترافها لأنها تساهم مساهمة كبيرة في  تشخيص الأسباب  ومنها : الألم في الصدر ، الصفير ، التعرق ، الإصفرار ،  القلق ، أو الحاجة  إلى التبول عند انقضاء النوبة .
 
 
أسباب الإختلاجات
 
الإختلاجات على نوعين : المنتظمة وغير المنتظمة ، ولكل منها أسبابه .
 
الإختلاجات المنتظمة
 
إنها الأكثر شيوعاً ولها أسباب متعددة : 
 
-      تسارع نبض القلب Tachycardie  Sinusale : وهي تسارع نبض القلب إلى  أكثر  من 100 دقة في الدقيقة الواحدة . وهذا أمر طبيعي في حالات الجهد أو  التأثر  يزول عند الراحة حتى ولو بدت مؤلمة . قد يترافق هذا التسارع مع  مؤشرات  خارجية وداخلية ، منها ألم في الصدر وانزعاج عند التنفس ، ترتبط في  معظمها  بخلل عصبي فيزيائي . وقد ينجم هذا النوع من الإختلاجات أحياناً عن  ارتفاع  الحرارة عند الحمّى أو بعض العلاجات الطبية ( الأتروبين والأدوية  المهدئة  والمضادة للإنهيار العصبي أو الإكتئاب ) أو عن نقص حاد في الحديد ،  كما  أنها قد تكون نتيجة خلل في عمل الغدّة الدرقية . 
 
-      الإختلاجات الناجمة عن الكآبة : سواء كانت دائمة أو بشكل نوبات قلق   واكتئاب . وتعتبر من أكثر الحالات شيوعاً قد يحبها ارتفاع في " التكي   كاردياك " ينطلق وينتهي تدريجياً . 
 
-      الإحتدام القلبي أو Erthisme Cardiaque : يأتي بشكل إحساس بضربات  عنيفة  في الصدر تمتد أحياناً إلى العنق والجمجمة ، وهي ليست بطيئة ولا  متسارعة  أو غير منتظمة . 
يعاني   من هذا النوع من الإختلاجات العديد من المراهقين من دون أن تنجم بالضرورة   عن مرض ما ، قد يسببها نشاط الجهاز العصبي السمباتيكي الذي يؤدي إلى  اهتياج  مفرط في عضلة القلب . ومن المفيد في هذه الحالة تخفيف أو الإقلاع  نهائياً  عن استهلاك القهوة والتبغ ، ويساعد أيضاً الإبتعاد عن الأرق  وتنظيم أنماط  النوم . عندما تكون الأعراض مزعجة جداً يمكن وصف علاج  بالأدوية لفترة مؤقتة  ، أما إن ترافقت الأعراض مع نبض متسارع دائم ، أي  Tachycardie  ، فقد يجدر  البحث أولاً عن أي خلل في عمل الغدة الدرقية . 
 
-      مرض بوفري Maladie de Bauveret : وهو يصيب الشباب البالغين وخصوصاً   النساء من دون سبب واضح ، مع أنه قد يتفاقم أحياناً بسبب الإفراط في عمل   الغدة الدرقية أو مرض القلب .
يعرف   هذا المرض عادة ببدايته المفاجئة وتسارع دقات القلب ، لتصل من 180 إلى  200  ضربة في الدقيقة ، منتظمة تماماً . قد تكون النوبة معتدلة أو تترافق  مع  الإصفرار ، التعرق وانخفاض الضغط الشرياني ، وتنتهي النوبة أيضاً بشكل   مفاجىء وعودة مباشرة إلى النبض الطبيعي . عندما يعرف المرء أنه مصاب بمرض   بوفري قد يستطيع التحاليل على النوبة ببعض المناورات التي تطلق ردة فعل   خاصة ، كابتلاع قطعة كبيرة من الخبراء أو الضغط على العينين أو شرب كوب من   المياه الغازية ، يتم وصف العلاج وقائي في بعض الحالات .
 
-      بعض حالات تلاعب النبض الأكثر تعقيداً وتباطؤ الدقات لتصل إلى أقل من   60 ضربة في الدقيقة ، قد تكون مؤشراً إلى مرض جدّي في القلب .
 
أما   الدقات غير المنتظمة فغالباً ما يكون مصدرها الإنقباضات غير الطبيعية   للقلب Exrtrasystole وهي غالباً غير خطرة ، إلا إذا ترافقت مع الصفير   وانخفاض الضغط الشرياني وضيق في النفس ، فحينها قد تكون مؤشراً لمشاكل خاصة   جداً في القلب تستوجب معالجة متخصصة . 
 
التشخيص
 
لكي   يساهم المريض في التشخيص ، ومن المهم جداً أن يكون منتبهاً للأحاسيس   والظروف على السواء . ويعمل الطبيب بمساعدة المريض لكي يحدد الصفة المنتظمة   أو غير منتظمة ، الدائمة أو  المتقطعة ، لاختلاجات ، كذلك طريقة ظهورها   واختفائها ( تدريجياً أو فجأة ) . من المهم أيضاً تحديد العوامل التي تطلق   أو تزيد من تفاقم الإختلاجات ( عبر بذل الجهد ، تناول القهوة أو الكحول ،   الإرهاق ، الإجهاد من دون سبب ظاهر  ) . 
 
يُظهر   الفحص السريري بعض العناصر حول وجود أي خلل في عمل القلب ، لكن أي خلل في   عمل القلب ، لكن من الصعب تبين عدم الإنتظام خارج أوقات النوبات .
 
 
وتتم   دراسة وتيرة دقات القلب بواسطة آلة التخطيط ال Electrocardiogramme التي   تسجل بواسطة خط النشاط الكهربائي للقلب . عندما تكون الإختلاجات دائمة  تسمح  هذه الأدلة ، التي تعرف أيضاً بال ECG ، بتحليل أية مشكلة . 
 
لكن   هذه الإختلاجات تطرأ غالباً بشكل نوبات . وفي هذه الحال قد يتم اللجوء  إلى  وسيلة هولتر Holter التي تقضي بتسجيل نشاط القلب خلال 24 أو 48 ساعة ،  يتم  خلالها وضه نهائيات الأسلاك الكهربائية الألكترود Electrodes على صدر   المريض لالتقاط الدقات ونقل المعطيات بواسطة كابل كهربائي دقيق إلى آلة   تسجيل تعلق على الخصر ، وهي بشكل راديو كاسيت صغير ، يتم في ما بعد بواسطة   نظام قراءة خاص ضبط الخطوط غير الطبيعية .
وخلال   هذه الفترة يسجل المريض الأحداث العادية خلال اليوم ( أوقات الطعام ،   مواعيد أخذ أي دواء ، النشاطات ، السجائر ، الأرق الجهد ، القهوة ، الكحول    ) ويمكن من خلال المقابلة بين مواعيد الأحداث والاختلاجات التوصّل إلى   تشخيص دقيق للمحفزات والأسباب . 
 
آلة تخطيط القلب
 
كما   أشرنا سابقاً ، فإن هذه الأدلة تسجل النشاط الكهربائي للقلب بواسطة   الألكترود Electrodes ، توضع على الصدر وعلى اليدين والرجلين ، إنه فحص غير   مؤلم ولا تعمل النهائيات سوى على نقل التيارات التي يولدها القلب إلى   الجهاز لتسجيلها . يهدف هذا التخطيط إلى تقييم عمل القلب قبل أية عملية   جراحية ، ويسمح بكشف أي خلل من النبض في الإيصال الكهربائي أو أي احتمال   مرض في القلب . 
 
كيفية إجرائه
 
يتمدد   المريض عاري الصدر على طاولة الفحص ، وبعد تنظيف الجلد وحلاقة الشعر عند   اللزوم تُغطى منطقة القلب بهلام موصل ، ويلصق الأخصائي بواسطة ستة أسلاك  ثم  يثبت اثنين على المعصمين واثنين آخرين عند القدمين . 
 
عند   تشغيل الآلة تُسجل التيارات الكهربائية التي يولدها القلب بشكل خطوط على   ورقة مرقمة بالميللمترات ، ويتم رسم الخطوط بالتتابع ، وفق نظام محدد بحسب   كل ألكترود . على المريض أن يبقى دون حراك لتجنُب أية ذبذبات ، يكفي أن   يتنفس بشكل طبيعي وأن لا يتكلم . ولا يتطلب هذا الفحص أكثر من 10 إلى 15   دقيقة . وتجدر الإشارة إلى أن هناك فحوصات أخرى قد يطلبها الطبيب عندما يرى   ذلك ضرورياً ، وتشمل الصورة الصوتية Echographie 
 
ما هي ال Extrasystoles أو الإنقباضات المبكرة ؟
 
إنها   انقباضات غير طبيعية قد تظهر في قلب مريض أو قلب معافى تماماً . تمر   أحياناً دون ملاحظتها ، وفي حالات أخرى يمكن الإحساس بها وكأنها صدمة في   الصدر مع أو بدون ألم . إنها عادة المرحلة التي تلي هذه الضربة مما يحمل   على الإحساس بأن هناك أمر غير طبيعي " وكأن القلب قد توقف " .
 
يُكشف   عن هذه الأعراض بواسطة أخذ النبض أو الفحص السريري الدقيق ، وهي حميدة   تختفي في معظم الأحيان تلقائياً . تظهر عند أشخاص يتمتعون بقلب معافى   تماماً في حالات الإجهاد الجسدي أو عسر الهضم . وقد تنجم أيضاً عن نقص في   معدن البوتاسيوم ، أو إفراط في التدخين وتناول القهوة والكحول . لكن بعض   الحالات قد تكشف عن خلل ما في عمل القلب ، يجب مراقبتها من قبل الطبيب   لتفادي المضاعفات . 
 
العلاج والوقاية :
 
يختلف   العلاج وفق كل حالة وهو يتوقف على نتائج الفحص السريري وتخطيط القلب   وطريقة هولتر ، التي تسمح بفهم آلية عمل القلب وتحديد وجود و عدم وجود   مشكلة في القلب .
وغالباً   ما تكون الأسباب المسؤولة عن الإختلاجات بعيدة كل البعد عن القلب ، مثل   الخلل في عمل الغدة الدرقية أو التشنج العضلي أو الإكتئاب. عند عدم وجود أي   سبب طبي واضح ، يوصي الأطباء بتفادي العوامل التي تحفز الإختلاجات ( وهي   القهوة والسجائر والكحول والإرهاق والسهر ) ، ويتم اقتراح الأدوية  المناسبة  للأشخاص الذين يتحملون هذه الإختلاجات بصعوبة ، وقد يرافق ذلك  مساعدة  نفسية . 
 
القلب آلة كهربائية ممتازة
 
تدير   الوتيرة التي ينقبض بموجبها القلب ساعة داخلية ، أو مركز تحكم يطلق عليه   اسم نواة الإنقباض Noeud Sinisal  ، وهي تقع في غشاء الأذين الأيمن للقلب .   انطلاقاً من هذا المركز بالذات ينتشر التدفق الكهربائي أولاً باتجاه   الأذنين اللذين ينقبضان بدورهما .
ثم   تتبع مرحلة الإنقباض هذه والتي تعرف بالسيستول Systole مرحلة ثانية من   الإسترخاء ، أو الدياستول Diastole . وتولد العقدة النواة من 60 إلى 70   نبضة كهربائية في الدقيقة عندما يكون الإنسان في فترة الراحة ، وهذه   الوتيرة قابلة للتكيف مع كل لحظات الحياة . فعند بذل أي جهد مثلاً ، يحتاج   الجسم لمزيد من الأوكسجين فتتسارع وتيرة عمل القلب بشكل أوتوماتيكي لزيادة   دفق الدم في أعضاء الجسم . في هذا الوضع ، يوجّه الدماغ بشكل دقيق وغير   إرادي طبعاً النشاط الكهربائي للقلب بحسب الظروف  . 
 
متى يجب استشارة الطبيب ؟
 
عندما   تصبح الإختلاجات متواترة أي تتكرر باستمرار وعندما تصبح مزعجة وتترافق مع   آلام في الصدر أو صعوبة في التنفس أو فقدان الوعي ، أو عندما يصبح النبض   سريعاً وغير منتظم ، لأن هذه العوارض قد تكون مؤشراً لمشكلة في القلب .   وحده الطبيب يستطيع أن يقيم الفرق بين الأعراض الظرفية وما قد يُنبىء حقاً   عن مشكلة في القلب . في أي حال لا داعي للقلق ، لأن معظم هذه الأعراض غير   خطرة على الرغم من أنها تثير الشكوك . 
 
الخطأ والصواب حول مؤشرات خفقان القلب
 
يتداول   الناس الكثير من الأفكار والمعتقدات حول ما يصيب كل واحد منّا ولو مرة أو   أكثر في حياته ، ألا وهو الحفقان السريع للقلب . فما هي المعلومات  الصحيحة  وتلك الخاطئة ؟ 
 
-         صواب : الاختلاجات دليل اضطراب في إيقاع القلب :
 
ومع   هذا فإن الإضطراب مؤقت ، لأن القلب يدقّ في الواقع بشكل أسرع عند بذل   المجهود أو الإجهاد أو التأثر القوي ، وهذه الحالة هي شائعة وتعرف ب "   الخفقة " Tachycardie .
 
أما   إذا ترافق اضطراب الدقات مع ألم في الصدر وتوقف مؤقت لعضلة القلب .  فحينها  يكون الإضطراب ناجم عن انقباض زائد أو ما يعرف ب Extrasystole ،  وهو عبارة  عن انقباض مبكر قبل الأوان تتبعه وقفة طبيعية ، ولكن المرء يحس  بها أكثر  من العادة . أحياناً يعمّ الاضطراب الإيقاع بأكمله ، وتعرف هذه  الحالة  طبياً ب " عدم اتساق نبض القلب Arythmie " . معظم هذه الإضطرابات  قد تمرّ  دون ملاحظتها  إلا من قبل الطبيب خلال فحص سريري روتيني . 
 
-         خطأ : الخفقان حالة استثنائية :
 
إنه عارض منتشر جداً وقد يظهر عند كل الأشخاص من مختلف الأعمار .
 
-         صواب : الخفقان عادة نتيجة الإجهاد :
 
الواقع   ، غالباً ما يكون الإجهاد المفرط عاملاً رئيسياً في التسبب بهذه المشاكل ،   وفي هذه الحال فإن ما يحدث هو تشوش الساعة الداخلية للقلب والتي يقوم   الدماغ بتنظيمها . إن كان استئناف نمط حياة طبيعي وأكثر توازناً لا يكفي   ليستردّ بعض الأشخاص الذين يعانون من قلق مفرط حياتهم الطبيعية ، فإن   العلاج الطبي قد يكون ضرورياً .
 
-         خطأ : الخفقان دائماً علامة لمرض في القلب :
 
ليست   الاختلاجات سوى إدراك حسي لعدم انتظام دقات القلب ، وغالباً ما تدل على   تشوش عابر للتوازن الدقيق الذي يكلف القلب بمهمة ساعة الجسم . 
 
-         صواب : احتمال مسؤولية الكحول والتبغ عن الخفقان :
 
في   العديد من الحالات يكفي التوقف عن المحفزات ، ومنها أيضاً القهوة والصدوا   التي تحتوي على الكافيين ومزاولة الرياضة والاسترخاء لزوال كل أعراض  خفقان  القلب .
 
-         صواب : آلة التخطيط تسمح بتشخيص دقيق : 
ي
هدف  هذا الفحص  إلى تسجيل نشاط القلب بوضع وصلات الأسلاك الكهربائية على الصدر  والأطراف  ووصلها إلى الآلة التي تسجل نشاط القلب من خلال خط بياني على  ورقة مرقمة ،  عند وجود أي خلل في إيقاع القلب يُظهر الخط ذلك . في بعض  الحالات ، من  المفيد اللجوء إلى آلة هولتر وأيضاً آلة تسجيل مصغّرة يمكن  حملها حول الوسط  لتسجيل دقات القلب خلال 24 ساعة .
 
أرقام
 
يدق   القلب بمعدل 100 ألف ضربة في اليوم ، ويضخّ ما يقارب 7 آلاف ليتر يومياً .   وبإمكانه وهو في عمر الستين ملء ما يوازي قطار بطول 10 كلم من الدماء .   هذا العضو الذي يتجاوز حجمه قبضة اليد هو البطل الذي لا يضاهيه شيء