|
هذا الفصل ياابنتي الحبيبة يريك الجانب الجميل للمرأة وهو الصفات التي قيلت في وصف خير النساء فعليك بالحرص على الاتصاف بها والتحلي بمضمونها وإياك والوقوع في شيء من أضدادها .المرأة الصالحة
******
***
تبارك الخالق ذو الأنعـام مصـور الإنسان في الأرحام
تبـارك الله تعـالى الله فربنـا الـخالق لا سـواه
تبارك الله وخـاب الحاسد ماأروع الحسن الذي نشاهـد
غـزالة فائقـة الجمـال مجـلوة زفـت إلـى غـزال
عيـونها ساحرة عيـونها الله مـن حـاسد يصونـها
إن نظرت ناحية أو أسبلت فبالحيـاء والوقـار جـللت
كريمة الأسـماع والظنون الله يحميهـا مـن العيـون
أسناناهـا كلؤلؤ منظوم أو كـهلال حد بالنجـوم
تبسـمت فأشرق الصباح وغنـت الأطيار والريـاح
وجيدها مثل النضار جيده الله من إنعـامه يزيـدهـا
قامتها تبدو كغصن البان الله يحميـها على الزمـان
وشعرها مثل خيوط النور أربى على السنـدس والحرير
إن أشرقت بحـلة العروس حسبتها شمسـا من الشموس
فالمرأة الصالحة نصف الدين :
عن أنس مرفوعا : من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي . ([1])
وهي حسنة الدنيا :
وروي عن محمد بن كعب القرظي وغيره ]ربنا آتنا في الدنيا حسنة[ قال : المرأة الصالحة من الحسنات .
وهي تاج الذهب :
وعن ابن أبزى قال : مثل المرأة الصالحة عند الرجل كمثل التاج المتخوص بالذهب على رأس الملك .
وهي واحدة بالمائة :
وروي في الحديث : مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم - أي أبيض البـطن - بين مائة غراب . ([2])
ملكت قلب الرجال :
ولتعلمي يابنيتي أنه على الرغم مما قدمناه من ضعف المرأة وقضاء الله عليها أن تكون تحت الرجل وأسيرة عنده فهي بما منحها الله من قدرة على الأخذ بلب الرجل لاسيما إذا اتصفت بصفات المرأة الصالحة وكانت محببة لبعلها استطاعت أن تستأثر بقلب زوجها وتملك بهواها نفسه والوقائع في ذلك كثيرة ومن ذلك قول شريح في زوجته زينب وسوف تأتي قصتها في فصلنا هذا :
زينب شمس :
رأيت رجالا يضربون نساءهم فشلت يميني حين أضرب زينبـا
أأضـربها من غير جرم أتت به إلي فما عـذري إذا كنت مذنبا
فزينب شمس والنساء كواكب إذا طلعت لم تبد مـنهن كوكبا
قال : وماتت فقد بغضت إلي الحياة وأفسدت علي النساء فوددت أني تبعتها .
فديتها بكل ماأملك :
ويتحدث ابن حزم عن فجعته بموت محبوبته يقول : وذلك أني كنت أشد الناس كلفا وأعظمهم حبا بجارية لي كانت فيما خلا اسمها نعم وكانت أمنية المتمني وغاية الحسن خلقا وخلقا وموافقة لي وكنت أبا عذرها وكنا قد تكافأنا المودة ففجعتني بها الأقدار واخترمتها الليالي ومر النهار وصارت ثالثة التراب والأحجار ، وسني حين وفاتها دون العشرين سنة وكانت هي دوني في السن فلقد أقمت بعدها سبعة أشهر لاأتجرد عن ثيابي ولاتفتر لي دمعة على جمود عيني وقلة إسعادها ، وعلى ذلك فوالله ماسلوت حتى الآن ولو قبل فداء لفديتها بكل ماأملك من تالد وطارف وببعض أعضاء جسمي العزيزة علي مسرعا طائعا ، وماطاب لي عيش بعدها ولا نسيت ذكرها ولاأنست بسواها ولقد عفا حبي لها على ماقبله ، وحرم ماكان بعده ومما قلت فيها :
مهذبة بيضاء كالشمس إن بدت فسائر ربات الحجال نجـوم
أطار هواها القلب عن مستقـره فبعد وقوع ظل وهـو يحوم ([3])
المثل الأعلى :
وقال سبحانه لأزواج النبي صلي الله عليه وسلم وهن مثال الزوجة الصالحة : ]لستن كأحد من النساء [ فهن نساء بيت النبوة وأسوة غيرهن من نساء المسلمين فالالتزام بمايليق بالمرأة المسلمة في حقهن أوجب من غيرهن حتى في الحجاب على الرغم من كونهن أمهات للمؤمنين ويحرمن عليهم تحريما مؤبدا ونستفيد من خطاب الله لهن بقوله : ]إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا , وقرن في بيوتكن ولاتبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا[
النقاط التالية :
أولا :أن المرأة الصالحة لاسيما من كانت في موضع الأسوة كأزواج العلماء ورثة الأنبياء لابد وأن تترفع عن المطالبة بالتكثر من الدنيا وزينتها لأن ذلك لايليق بها ولا بالدور الذي يقوم به زوجها ، وإلا فقد يصل الأمر إلى الفراق ، ولذا قال تعالى : ]ياأيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا ، وإن كنتن تردن الله ورسوله فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما[ وقد خير رسول الله النبي صلي الله عليه وسلمنساءه فعلا بعد ذلك فاخترن الله ورسوله وعزفن عن متاع الدنيا الزائل .
ثانيا :أن أشرف نساء العالمين في أمة الإسلام أزواج النبي النبي صلي الله عليه وسلمفينبغي علينا أن ننظر بم أمرهن الله سبحانه وتعالى لنعرف أكمل دور تقوم به المرأة الصالحة في تلك الحياة حتى لاتتلاقفنا الأهواء ، فأكمل دور للمرأة تقوم به يتضمن مايلي :
أن تكون زوجة لرجل صالح .
لاتكثر عليه في سؤال النفقة والتزيد من هذه الدنيا .
وتحفظ نفسها من الوقوع في الفواحش ومنها فاحشة الزنا والنشوز على زوجها .
أن تطيع ربها وتطيع بعلها وتعمل صالحا .
أن تتقي الله سبحانه وتعالى في مخاطبة غير المحرم إذا اقتضى الأمر فلا تخضع بالقول فترقق كلامها وترخمه كما تخاطب زوجها بل تقول قولا معروفا .
أن تقر في بيتها فلا تخرج إلا لحاجة .
ألاتتبرج تبرج الجاهلية الأولى فتخرج تمشي بين يدي الرجال أو تلقي قناعها إذا خرجت كما يفعل أهل الجاهلية بل تلتزم حجابها الساتر لها البعيد عن كل زينة ، وتتجنب الاختلاط بالرجال .
أن تطيع الله ورسوله وهو ملاك ذلك كله وتذكر مايتلى في بيتها من آيات الله سبحانه والسنة النبوية .
ثالثا :أن ماتقدم من أمور خاطب الله بها أزواج نبيه النبي صلي الله عليه وسلمهي أصول الطهارة وذهاب الرجس في الدنيا والآخرة .
وقد جاء في سورة التحريم تعرض لشيء مما تقدم في سورة الأحزاب وهو مايتعلق بالتخيير حيث أنزل الله سبحانه في ذلك ]عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاخيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا [
فانظري يابنيتي إلى هذه الصفات فهي صفات المرأة الصالحة واحرصي على تحصيلها : كوني مسلمة مؤمنة قد امتلأ قلبك بالإيمان لايكون إسلامك مجرد إقرار باللسان ، كوني قانتة مطيعة لربك ومطيعة لزوجك كلما أمرك ، كوني أوابة توابة منيبة كلما أزلك الشيطان فأوقعك في معصية لربك أو لزوجك ، أشغلي وقتك بعبادة الله سبحانه والتوصل لمرضاته وأظمئي نهارك بالصيام وأسهري ليلك بالقيام لتفوزي بالجنة والنعيم المقيم .
وانظري كيف وعد الله سبحانه رسوله النبي صلي الله عليه وسلمبأزواج خير من أزواجه إن طلقهن بسبب إكثارهن في سؤال النفقة وتذكري ماتقوله الحور العين لمن تؤذي زوجها فعن معاذ قال قال رسول الله النبي صلي الله عليه وسلم : لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين : لا تؤذيه قاتلك الله ، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا .
وفي سورة الأحزاب نزلت الآية التي تدلل على جزاء النساء ، وماأعد لهن جوابا لسؤال أم سلمة عن ذكر الرجال في القرآن دون النساء ، فقال سبحانه : ]إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما [
فكوني من أهل هذه الآية فإن الله لايضيع أجر من أحسن عملا .
من كتاب : هدية كل عروس أو
( هديتي لابنتي عند زفافها )
مؤلف الكتاب : الشيخ الدكتور محمد بن رزق بن طرهوني
(2)رواه الطبراني والحاكم وصححه .
(2)رواه الطبراني عن أبي أمامة وله شاهد عند أحمد والنسائي عن عمرو بن العاص .
(2)طوق الحمامة ص223-224 .
hglvHm hgwhgpm
« أرقى علاقة حب بين زوجين | الــزواج تــاج الـفــضــيـلة » |