ضرورة الصداقة بين الاطفال
بدأ طفلك يتحدث عن صديق جديد له منذ فترة؟ ما هو رد الفعل المناسب عند اكتشاف أن هذا الصديق غير موجود في الحقيقة؟ إليك أسئلة قد تطرحها الأمهات في هذا المجال وإجابات علماء النفس عنها.
هل التحدث مع صديق خيالي أمر طبيعي عند الطفل؟
في بعض الحالات، يصبح الصديق الخيالي جزءاً من حياة الطفل اليومية بين سن الثالثة والخامسة. لكن سرعان ما يختفي بعد بضعة أشهر، ويحصل ذلك في غالباً قبل مرحلة دخول الحضانة أو المدرسة حيث يجد الطفل في محيطه أصدقاء «حقيقيين» له.
في البداية، يظن معظم الأهالي أن وجود هذا الصديق الخيالي أمر ممتع ومضحك. لكن سرعان ما يشعرون بالقلق حين يصبح وجوده محور حياة الطفل في هذه المرحلة.
ما دور ذلك الصديق الوهمي؟
تتعدد الفرضيات المحتملة. يحتاج الطفل إلى هذا الصديق الافتراضي لتقاسم أحزانه وأفراحه ومختلف مشاعره. فهو يساعده على تفريغ انفعالاته والتعبير عن أحاسيسه والتغلب على اللحظات الصعبة ومعالجة المشاكل. لكن قد يشير هذا الوضع أيضاً إلى أن الطفل يعيش في حالة من الوحدة والعزلة.
إذا كان الصغير يشعر بالملل أو يعاني غياب أهله، فيمكن أن يعوّض عن هذا النقص العاطفي من خلال اختراع صديق وهمي يرافقه في حياته اليومية.
هل يساعد الطفل على التعبير عما يزعجه؟
وفق علماء النفس، يعكس الصديق الخيالي حقيقةً لا يجيد الطفل التعبير عنها بطريقة مختلفة. يلجأ الطفل إلى اختراع هذا الصديق للتعبير بطريقة شفهية وغير مباشرة عما يزعجه وما يخشى الاعتراف به أمام أهله. إنها الطريقة التي يختارها لتوجيه رسائل معينة إلى والديه لحثّهما على الإصغاء إليه.
هل يجب أن يدعي الأهل أنهم يصدقون وجود الصديق الخيالي؟
طبعاً لا. لكن في الوقت نفسه، يجب الامتناع عن توبيخ الطفل أو معاقبته أو السخرية منه. حتى سن السابعة، يجد الطفل صعوبة في التمييز بين الحلم والواقع. يقضي دور الأهل بالتعامل معه بسلاسة وتفهّم تمهيداً لإشراكه في عالم الواقع.
من الأفضل التحدث عن ذلك الصديق الخيالي بطريقة افتراضية: «ما هو شكل صديقك؟ هل تريده أن يصبح رفيقك المقرّب مع أنه ليس حقيقياً؟ ألا تريد أن تحظى بصديق فعلي يمكنك رؤيته؟» في المقابل، لا بد من رسم بعض الحدود أيضاً عبر رفض أن يشاركه صديقه الخيالي وجبات الطعام أو أن يجلس بقربه طوال الوقت مثلاً!
ماذا لو تحجّج به كي يكذب؟
في هذا العمر، لا يدرك الطفل أن الكذب أمر خاطئ بل إنه يخترع الأمور أحياناً. الصديق الخيالي هو وسيلة جيدة كي يخوض الطفل بعض المغامرات ويختبر تجارب مختلفة يُمنَع من القيام بها في عالم الواقع. إذا بالغ في اختراع الأكاذيب، يجب تقييم الوضع بموضوعية إنما من دون توبيخه بصرامة بل عبر إقناعه بضرورة القيام بالنشاطات بنفسه بدل الاتكال على ذلك الصديق وتشجيعه على الاعتراف بأكاذيبه وأخطائه.
هل تدعو هذه الحالة إلى القلق؟
في البداية، لا داعي للقلق لأن وجود هذا الصديق الخيالي يُعتبر جزءاً من مرحلة النمو عند بعض الأطفال. فهو يساعد الطفل على تطوير خياله وحسّه الابتكاري والتعرف إلى نفسه. بفضل صديقه هذا، يمكنه تقمّص شخصيات مختلفة
لكن يجب أن يجيد الأهل القراءة بين السطور وفهم الرسائل التي يريد أن يعبّر عنها الطفل. هذا السلوك ليس بريئاً بأي شكل، بل إنه يعكس شعوراً بالوحدة أو الخوف من فقدان محبة الآخرين أو الحاجة إلى اكتساب القوة.
ماذا لو طالت هذه الحالة؟
في سن السادسة أو السابعة، يُفترض أن يتمكن الطفل من العودة إلى أرض الواقع والانفصال عن ذلك العالم الافتراضي. فهو يصبح في عمر يخوّله الانتقال إلى مرحلة جديدة لأنه يشعر بالقدرة على مواجهة العالم الخارجي. يجب أن يحرص الأهل على إحاطة الطفل بأصدقاء «حقيقيين» خشية أن ينعزل عن محيطه. إذا لم يخرج الطفل من الحالة بحلول هذه المرحلة، من الأفضل استشارة الاختصاصيين.
qv,vm hgw]hrm fdk hgh'thg