كيف يحدد الطفل هدفه في الحياة
كثير من مراهقي اليوم يمشون على درب الحياة دون هدف واضح أو تخطيط لهذه المسيرة التي أكرم الله بها الإنسان إذ جعله خليفة في الأرض. فكانت النتيجة كما نرى
أبناء يعيشون في نوع من التيه والضياع، قد يكون أبعد ما يفكرون فيه هو تحقيق الشهرة كمطرب أو ممثل، أو تقليد لاعب الكرة الفلاني وبين هذا وذاك تضيع شخصية الابن وإبداعاته وتندثر ملامحه في المجتمع، ومن الأسباب التي تؤدي إلى ذلك،
عدم تربية الأبناء على تبني هدف واضح ووضع خطة لتحقيق هذا الهدف. فكيف يمكن تفادي هذه المشكلة؟ وكيف يمكن تربية الأبناء على أن يكون لهم هدف واضح في الحياة؟
ما هي مواهب ابني؟
علينا أن ندرك أنه لا يولد مولود إلا وقد وهبه الله قدرات ومواهب ميزه بها عن الآخرين، فعلينا أن نكتشف تلك المواهب ونسعى لتنميتها، أما الباب الذي ندخل منه لتنمية المواهب فهو باب إظهار الحب والاستقرار والهدوء والسماح للطفل بإجادة اللعب،
أما القسوة وعدم الاستقرار وحرمان الطفل من اللعب
، فهي أشياء تدمر وتقتل مواهب الطفل وعليك – عزيزي المربي- أن تتسم بالمرونة وأن تعلم بأن كل إنسان يسر لما خلق له، فإن كان طفلك يمتلك موهبة الرسم أو الرياضة. فلا تقضِ على موهبته تلك بصرفه إلى أخرى تتمناها أنت، وإن رأيت أن ذلك في مصلحته فلا بأس، ولكن دون إهمال الموهبة الأصلية فعليك أن تنميها وتعطيها حقها من الرعاية.
فلا تتجاهلها وتقابلها بالإهمال، فهي هبة من الله سبحانه وتعالى، وعليك بالتوازن لكي تبني لابنك شخصية معطاءة لها مكانة كريمة في المجتمع.
تنمية المهارات
المهارات عديدة ومتنوعة، فما هي أهم المهارات الواجب تنميتها لدى الطفل؟
12 نقطة لتنمي ثقة ابنك بنفسه
أ- الثقة بالنفس إن الثقة بالنفس هي أن يكون للشخص شعور كاف بأنه قادر على النجاح في الأمر الذي يرغب في القيام به، عندها فقط يتبين مقدار الثقة التي يمتلكها، وخصوصا عندما يريد تنفيذ ذلك العمل فإن أقدم على الفعل دون تردد فهو شخص يمتلك الثقة وإن أجمح وتردد عن السلوك فهو شخص ذو ثقة مهزوزة، فكيف نربي أبناءنا على الثقة بالنفس؟
إن للابن نظرة إيجابية تجاه ذاته، وله قدرة فائقة على الاحتفاظ بنظرة إيجابية عن نفسه. إلا إذا تعرض لكثرة المواقف التي يتم فيها تقريعه وتوبيخه. فإن ذلك يكسره ويكسر الثقة والنظرة الإيجابية في نفسه.
فعليك عزيزي المربي كي تنمي الثقة بالنفس لدى ابنك أن:
1- تكون أول ردة فعل عندما تتلقاه هي الابتسامة مهما كان حاله وسلوكه، ويبادلك هو الابتسامة.
2- تبادل الهدايا عن الأمور المحببة للصغار والكبار، لما للهدية من أثر طيب في النفوس فهي تمنح الطفل شعوراً بالحب والطمأنينة.
3- حسن التعامل مع متطلباته التي لا تلبي له وذلك بأن يبين له العذر في عدم إمكانية التلبية.
4- السكوت عن أخطائه وهفواته، حتى يحين الوقت المناسب لتوجيهه ونصحه بما يعينه على تجنب تلك الأخطاء.
5- حمايته من تعديات الآخرين مع تذكيره بفضل العفو عن الناس، والصبر على المكاره، ومن المهم أن يطلب منه التسامح تجاه أخطاء الآخرين.
6- منحه الحب قولا: بأن يسمع منك كلام الحب، وفعلا: بأن يمازح ويتقبل ليشعر بأنه مقدر ومحبوب لديك ولدى الآخرين.
7- أن يمدح عند فعله ما يحسن، وعند تجنبه ما لا يحسن، فهذا يقوي لديه شعور القدرة على اتخاذ القرار.
8- أن تكلفه بالقيام بالأمور التي تتوقع أنه سينجزها بنجاح ثم تثني على أدائه وتظهر له إعجابك بالعمل.
9- ذكر محاسنه أمام أصدقائه حتى يصبح موضع ثقتهم وحبهم.
10- تعويده على التفاؤل، وتشجيعه على الحياء والصدق فإن ذلك له آثار عظيمة في تقوية الثقة بالنفس وتقويم الشخصية.
11- تعويده على الإحسان للناس، فإن ذلك يترك في نفسه آثاراً طيبة عن ذاته.
تجنب الإيذاء النفسي والبدني، فذلك كل ذلك يساعد بشكل فعال على تنمية وتعزيز الثقة بالنفس عند الأبناء، ويساعد أيضاً على تقويم شخصيتهم.
ب- تنمية التخطيط لابد لمسيرة الحياة من تخطيط وتنظيم، فأي عمل دون خطة سؤول إلى الفشل ويصبح الهدف المنشود صعب المنال،
فكيف نعلم أبناءنا مهارة التخطيط؟
1- تنظيم الوقت
إن إدارة الوقت تعين المرء على الاستفادة القصوى من وقته في تحقيق أهدافه وخلق التوازن في حياته ما بين الواجبات والرغبات والأهداف.
2- وضع الخطة
فعندما تخطط لحياتك مسبقاً وتضع لها الأهداف الواضحة يصبح تنظيم الوقت سهلاً وميسراً، والعكس صحيح إذا لم تخطط لحياتك فستصبح مهمتك في تنظيم الوقت صعبة.
3- تدوين الأفكار
لابد من تدوين الأفكار والخطط والأهداف على الورق ومن دون ذلك تعتبر مجرد أفكار عابرة سرعان ما تنسى.
4- الاستفادة من الأخطاء والمعوقات
إذا اعترى الخطة خطأ أو خلل فلا تقلق، فذاك أمر طبيعي، وكذلك إذا صادفتك معوقات حاول الاستفادة منها، وأدخل تعديلات على الخطة.
5- المرونة
المرونة ركن أساسي في التخطيط. لابد أن تتسم به كن ملتزماً بحلمك وهدفك، مرناً في أسلوبك، لتصل إلى ما تريد.
6- اقرأ خطتك
اقرأ خطتك وأهدافك في كل فرصة من يومك، أو ضعها في مكان بالبيت تتردد عليه كثيراً، هذه طريقة فعالة لتتذكر هدفك وتضعه نصب عينيك دائماً.
ويجب ألا تنسى – عزيزي المربي – أن تعلم ابنك أن يشارك في التخطيط، ولا تفرض عليه الهدف إن لم يقتنع به، بل حاول أن تبتكر طريقة لإقناعه بالهدف، واستمر في تشجيعه، إضافة إلى توظيف ما يحب للوصول إلى الهدف ثم كافئه عند تحقيقه لهذا الهدف.
تنمية الإرادة
الإرادة طاقة هائلة كامنة تولد مع الإنسان، فأما أن تتفجر وتقود صاحبها إلى النجاح أو تكو ن خافتة فتموت مع مرور الزمن فما الذي ينمي إرادة الابن؟
هناك أمور عدة تنمي الإرادة لدى الابن، وهي تنمية قدرة التخيل، فيتخيل الهدف وتفاصيله وإيجابياته القدرة على التخيل تفجر الإرادة بداية الإرادة حلم والحلم إذا ترسخ في الفكر فلابد أن يتحقق فاجعل لابنك حلما يملأ كيانه.
عزيزي المربي
إن كنت تحب أن تكون شخصية ابنك قوية ناجحة لها دور مثمر في المجتمع اجعل له هدفا في الحياة منذ نعومة أظفاره. ولكي تجعل له هدفا في الحياة عليك أن تكتشف مواهبه وتنمي المهارات لديه في سن مبكرة.
قصة أم ناجحة
كم سهرت وكافحت واجتهدت أم الأبناء الثلاثة، ووضعت هدفاً في فكرها وغرسته في عقول أبنائها منذ كانوا أطفالاً صغاراً، واجهتها صعوبات كثيرة، لكنها لم تثنيها عن تحقيق الهدف المنشود في أن ترى أبناءها مهندسين أذكياء يشهد لهم بالنجاح، فشجعتهم على الدراسة هيأت لهم الأجواء الهادئة التي تعينهم على ذلك، لم تقصر في تدريسهم ودفعهم دوما إلى الأمام، وعلى رغم التأخر الدراسي للأخوين الكبيرين، إلا أنها لم تشعر باليأس، ولم يضعف ذلك من عزيمتها وإصرارها، فنجحت في زرع روح التنافس والاجتهاد في نفوسهم، فاجتاز الأبناء الشهادة الثانوية بجدارة، ثم تجاوزوا المرحلة الجامعية بتفوق ليحقق الأبناء الثلاثة نجاحا باهرا، وها قد ارتسمت على شفاه أمهم ابتسامة الرضا والسعادة، فهي ترى أبناءها رجالا لهم مكانتهم في المجتمع، ويلقون احتراما وتقديرا ممن حولهم، فأصبح الثلاثة مهندسين ناجحين في ميادين العمل.
مفتاح النهضة في مناهج الدراسة الغربية للمرحلة الابتدائية، توجد حصة أسبوعية للأطفال تسمى حصة: الهدف، وفيها يعلم المدرسون تلاميذهم الإجابة على هذا السؤال: ما هو هدفك في الحياة؟
يتكرر هذا السؤال كل أسبوع، في البداية لا يستطيع الأطفال فهمه بدقة، ويعجزون عن الإجابة عليه، ولكن مع الوقت يضطر الطفل تحت إلحاح معلمه أن يجيب عليه، فيقول مثلاً: أريد أن أصبح أشهر طبيب لأمراض القلب، أو أشهر مهندس كمبيوتر، وبعد ذلك تأتي مرحلة اكتشاف ميول ومهارات الولد ومدى توافقها مع هدفه، حتى يصلوا في النهاية إلى تحديد هدف واضح محدد لكل طفل يتوافق مع ميوله وقدراته واستعداداته.
;dt dp]] hg'tg i]ti td hgpdhm