|
أهلاً بكم في منتديات مياسه
في قسم
روايات - قصص - حكايات
وضمن منتديات
•][• منتديات الملتقيات الأدبيــــــــه •][•
التابع لـ منتديات مياسه
والذى يضم
محبرة شاعر - شعر - قصائد - poems
روايات - قصص - حكايات
خواطر - نثر - عذب الكلام
ذات يوم والفلاح عائد إلى بيته ، بعد يوم حافل بالعمل ، وحصانه يمشي بجواره وعلى ظهره شيئاً من ثمر أرضه
وإذا بالحصان يفزع فجأة ويركض نحو بئر عميقة ويسقط فيها
أسرع الفلاح ليطالع فرسه الذي يئن في البئر والهلع يملاء جنانه ، فكر الفلاح في حيلة يخرج بها حصانه
فأعيته الحيلة
فقرر بعد مهلة من التردد أن يترك الحصان في البئر ، بل لقد اهتدى إلى ما هو أبعد من ذلك ،
فالبئر جافة ، وقد يؤذى منها فلاح آخر ويسقط فيها إحدى حيواناته ، فلما لا ينادي جيرانه من الفلاحين ،
ويردم البئر ، ويكون بذلك دفن الحصان بدلاً من أن تفوح رائحته النتنة بعد موته ، وفي نفس الوقت تخلص
من تلك البئر التي لا فائدة منها .
وهكذا نادى المزارع جيرانه, وطلب منهم المساعدة في ردم البئر ، وأخبرهم بمراده من ردمه والفائدة المرجوة
من ذلك فوافقوه وبدأوا العمل .
وما هو إلا وقت قليلا إلا وبدأ التراب ينهال على ظهر الحصان القابع في البئر بلا حيله .
لم يمر وقت طويل حتى أدرك الحصان حقيقة ما يجري
وأيقن أنه هالك لا محالة فارتفع صهيله في فزع وخوف
لكنه تأكد أن القوم قد أبرموا أمرهم ولن يعودوا فيه ، حينها قرر أن يدبر أمراً هو الآخر !
وبينما القوم مستمرون في إلقاء الأتربة في البئر بلا توقف ، وإذا بصوت الحصن ينقطع تماماً ،
فلا عويل ولا صراخ ، ولا صهيل ألم وخوف .
فقرر المزارعون بعد فترة أن يتوقفوا ليلقوا نظرة على الحصان الذي اختفى صهيله تماما
وحينها رأى القوم مشهدا عجيبا !! .
فحينما كان المزارع ورفاقه منهمكون بإلقاء التراب على الحصان ، كان الحصان مشغولا بهز ظهره
كلما سقطت عليه الأتربة فيلقيها أرضا ويرتفع بمقدار سنتيمترات إلى الأعلى .
واستمر الحال على هذا المنوال ، هذا يرمي بالأتربة والأوساخ وذاك يلقيها من فوق ظهره ويرتفع فوقها ،
ورويدا رويدا وجد الجميع الحصان وقد أصبح قريبا من النور
وبدلا من أن تغرقه القاذورات وتدفنه ، اتخذها مسوغا ليرتفع فوقها وينهض من خلالها
إلى أن صار حراً ، والفضل يعود إلى ما كان يظنه شراً خالصا !
ولك يا صديقي أتوجه بخاطرة
فكم نحن بحاجة إلى أن نهز ظهورنا لنُسقط مشاكل الأيام ، ونريح الظهر من عبء حمل يوجعه .
الأيام ما تفتر تلقي على ظهورنا بمشكلات وأوجاع لا عد لها ولا حصر
ويكون الحل الوحيد حيال تلك المصائب التي تنهال على ظهورنا هو هز الظهر والارتفاع فوقها .
ليس الأمر مثاليا أو صعب التحقيق ، الحياة يا صديقي تختبرك
فإما أن تحني رأسك وظهرك وتنتظر أن تدفنك
وإما أن تكافح وترتفع سنتيمترات قد تكون قليلة ، لكنها ثابته وواثقة
والنور سيأتي حتما حينما تتغلب على القدر الكافي من المشكلات التي ترتفع بك عاليا .
rwm hgtghp
« قصة سيارة اسعاف | قصة الورده الحمراء » |