لم أشأ حينها منعهُ ولا إغلاق نافذتي و ابوآب قلعتي في وجه ,
لأنه نوراً يملأُ سماء كوني فرحا وقلبي دفئاً وبحري املاً يتغلغل كما الدماء في أعماقالروح طرباً.
مضى الامس وطوى صفحته مُودعاً يوماً مُشرقاً يلُمُ شملهم مجدداً ,
فلم تكن تدري انها آخر مرةٍ ستغسلُ بها ثوبه وتشتم رائحته
ولم تشأ توقع تلك المشاهد المؤلمة التي اُتخمت في بقايا الراس من قصص الواقع
فهي تريدهُ لجانبها دوما وان كان ساعيا في خدمة وطنه
كانت تحيكُ له معطفاً من يديها وتضعُ لامساتها الأخيرة عليه ,لكي تفاجئه
انني صنعته لِعيُونك وإن كانت عياني لا تُبصرُ ضوء الحياة كسابق العهد .
لم تيأس انتظرته طويلا وكثيرا بعد كل مهمة .
فكلما اشتاقت روحها اليه , والشوقُ لا ينتهي ولا يَحدُه حدود في أي زمن
تجلسُ وتتأمل نظراته حكاياته مواقفه الطريفة لتتعالى الاصوات داخل فكرها نشوةً وسعادة
فتمسح دمعها و تبتسم مُجددا لتغمضُ عينيها وتستنشقُ روائح الامل الفوّاح داخلها بأنه حتماً سيعود
ولسان حالها يقول : سأنتظرك فإني آيستُ عُمرا بلا اجفانك يا بُنيَّ !
ليأتيها هذه المرة دون المرات الآخرى نبأ غيابه عن عينيها للأبد
فتبكيه حُزناً لفراق روحه عنها
هل اصرخ ؟ ام أُطلق زغاريد النصر والفرح كما كنت توصيني به!
عيوني تبكيك الما يا بُني وشوقا لأشتم روائحك في كل زوايا البيت
أيـــه يانفس كم خِفتِ ذاك اليوم بقسوته وبرودةَ لياليه دونه! وقد آتى
نعم ,خفتُ كثيرا في التفكر بهذا القدر المحتوِم على الانسان منذ ولادته!
لم أشأ سماع هذا الخبر وان كنتُ نذرتُك لله ربي طائراً مُحلقاً برياض الجنّة
ويحمِلني معه اليها بشفاعته الطاهرة
ثم يقطع أفكارها صوتُ نقي يهمسُ في أّذنيها :
فإنه وإن مضى , مضى شهيداً مُضخما بدمائهِ الزكيّة مُخلِفاً سيرةً عطرة
تُشعلُ دُروب الآخرين نوراً وقدوةً في طريق الحق ..
oh'vi dh pfdf hgv,p