و أتوجك 
 
 
 في مملكة الذاكرة أميراً 
 
 
 يرفل في حرمانه  
 
 
 رعيته من العشاق و الأزهار و العصافير 
 
 
 و القواقع التي تغلي حياة سرية 
 
 
 داخل أصدافها القاسية البكماء 
 
 
 على شطآن حارة لبحار منسية . 
 
 
 *** 
 
 
 أفتتح الضوء بك 
 
 
 و أشهد بانهيارات أكواخ وطني . 
 
 
 و شظايا زمني 
 
 
 و بليالي الغربة في فنادق القطارات 
 
 
 أشهد بالتشرد 
 
 
 و عزف المتوحدين في المحطات 
 
 
 أشهد بالقتل و الدمع الأسود بالكحل . 
 
 
 اشهد بالبوم اللطيف و بحبري 
 
 
 و أوراقي و خواتمي و غيتاري 
 
 
 *** 
 
 
 أشهد بالنوم على بركان 
 
 
 و بممحاة النسيان 
 
 
 أشهد بالبجع و الغزال و القارات و العناصر 
 
 
 أشهد بالعاصفة تطاردني 
 
 
 و بالشراسة المائية المعدنية الحجرية تحاصرني  
 
 
 *** 
 
 
 أشهد بدمي و دمك و سلالات الأسرار 
 
 
 و مواقد العشاق في البراري 
 
 
 أشهد بالبحر 
 
 
 و النجوم في ليلة صحراوية صافية 
 
 
 أشهد بالشاي البارد في مطارات الوحشة 
 
 
 أشهد بكل ما أحببته أو كرهته 
 
 
 بكل ما طعنني و طعنته 
 
 
 أشهد أنني أحبك 
 
 
 *** 
 
 
 أشهد بسكين البوصلة و ليلة الشمس 
 
 
 أشهد ب" نعم " و "لأ " و بالعودة الى التفاحة 
 
 
 أشهد بفجر القلب العاري و المرايا المكسورة 
 
 
 بوداعات مكهربة بعناق اللغم بمباهج السم . 
 
 
 أشهد بنزوات مطلقة السراح 
 
 
 حتى جنون الصحو 
 
 
 *** 
 
 
 أشهد بالعصافير تطير من عينيك 
 
 
 الى قلبي 
 
 
 أشهد بقهوة الصباح معك 
 
 
 ذات فجر غابر في " الحي اللاتيني " 
 
 
 أشهد بالثلج 
 
 
 فوق تلة " مونتمارتر " و سلالمها 
 
 
 أشهد بأصابع الرسامين 
 
 
 الملطخة بالأصباغ و النيكوتين 
 
 
 و هم يرسموننا معا في ساحة " التيرتر " 
 
 
 أشهد أنني أحببتك مرة  و ما زلت  
 
 
 *** 
 
 
 و اذا أنكرت حبي لك 
 
 
 تشهد أهدابي على نظرة عيني 
 
 
 المشتعلة حتى واحتك 
 
 
 و اذا تنصلت منك 
 
 
 تشهد يدي اليمنى على اليسرى 
 
 
 و أظافري على رسائل جنوني بك 
 
 
 و تشهد أنفاسي ضد رئتي  
 
 
 و تمضي دورتي الدموية عكس السير 
 
 
 ضد قلبي 
 
 
 و تشهد روحي ضد جسدي 
 
 
 و تشهد صورتي في مراياك 
 
 
 ضد وجهي . 
 
 
 و تشهد الأقمار الطبيعية و الاصطناعية 
 
 
 ضد صوتي 
 
 
 *** 
 
 
 و حتى يوم أهجرك – أو تهجرني – 
 
 
 لن أملك 
 
 
 الا التفاتة صبابة صوب زمنك . 
 
 
 لأشهد أنني أحببتك مرة . و ما زلت 
 
 
 
 
 
 
 
 
 للرائعة غادة السمان