|
أهلاً بكم في منتديات مياسه
في قسم
روايات - قصص - حكايات
وضمن منتديات
•][• منتديات الملتقيات الأدبيــــــــه •][•
التابع لـ منتديات مياسه
والذى يضم
محبرة شاعر - شعر - قصائد - poems
روايات - قصص - حكايات
خواطر - نثر - عذب الكلام
تمر الخالة (زينب) بأسعد لحظات حياتها فقد استلمت كافة مستحقاتها المالية من الوزارة بعد أن استقالت تمهيدا لعودتها إلى وطنها 0لقد كانت مزهوة حقا بانجازها طوال سنين عديدة00ستعود أخيرا إلى (النيل)وماؤه الذي يعلن أهله أن من شرب منه مرة لابد أن يعود دوما إليه مع أنها ليست مقتنعة بنقاء مياهه لتشرب منه مرة أخرى لكن الحنين إلى أبنائها الذين كبروا واستقلوا بحياتهم00والحنين إلى والدتها المسنة كلها أمور تدفعها إلى العودة إلى وطنها0
حملت جزءا محترما من المبلغ حصنته في أستر مكان من حقيبتها الكالحة اللون 00منت نفسها بأن يخفي منظر حقيبتها البائس المبلغ الكبير الذي تحتويه00استقلت سيارة أجرة واتجهت إلى السوق لتبتاع هدايا لأسرتها 0
كان السوق مزدحما جدا فالليلة ليلة العيد والكل يسرع لشراء احتياجات العيد!
كانت تمشي بسرور تبتسم حين تحتك بها امراءة في مضمار العدو السريع لاستكمال احتياجات العيد وتحس بأن هذه متعة من متع العيد00
لم تكن الضربة التي أحست بها في كتفها هذه المرة من متع العيد فقد تلقتها بقسوة من رجل اختطف حقيبتها وهرب بسرعة عالية0
لم تفلح كل صرخاتها في استرجاع حقيبتها00 بدا لها وكأن حركة السوق تعرض إلى إيقاف مؤقت جعل رواده يتوقفون عن التبضع وينظرون إليها لثوان قبل أن يبادر أجرؤهم على اللحاق بالسارق00ولكنه عاد مع غيره يجر أذيال الخيبة!
لقد بكت كثيرا لدى الضابط وهي ترجوه بأن يفعل مابوسعه ليعيد إليها حقيبتها لم يكن المال ليهمها بالدرجة الأولى قدر اهتمامها بأوراق إقامتها وجواز سفرها بل وحتى تذاكر السفر الخاصة بها00وبعض رسائل أبنائها إليها بالإضافة إلى جهازالهاتف المحمول00لاوقت للومها على تجميع كل ماتخاف عليه في شنطة واحدة00إنها تريد أوراقها وهاتفها بأقصى سرعة!
مر العيد وهي تتقلب على فراش القلق والسهاد00لاأثر للسارق00كل التحقيقات لم تسفر عن شئ00لم يعد هناك وقت لإصدار بدل فاقد لأوراقها لتلحق بالطائرة التي ستغادر بعد أيام قليلة إلى بلدها00هي تفتقد رسائل أبنائها الأثيرة لديها كذلك00شعور حزين اجتاحها 00حتى جهاز الهاتف المحمول الجديد لم تألفه وتحبه كما جهازها المسروق00!
اجتاحت خاطرها فجاءة فكرة وهي تنظر إلى محمولها الجديد00نعم سأتصل بجهازي المحمول القديم أعني بالسارق!) قالت لنفسها0
تييت00تييت00تييت
إنه لايرد علي لكنه يرن بمعنى أنه يستخدمه بحد ذلك هذا خبر جيد لي وحكت رأسها وهي تفكروتعاود الإتصال0
لقد منيت بخيبة أمل فلم يرد طوال ثلاث ساعات يبدو أنه خائف هكذا حدست!
كتبت بأناملها المرتجفة غيظا وحزناعزيزي السيد الذي سرقت شنطتي (الكحلية ) العتيقة من السوق ليلة العيد00لاأستطيع أن أصف لك حزني عندما أخذت مالي وجهدي وأوراقي وهاتفي 00لكني أعذرك حتما فلابد أنك في قمة الحاجة وإلا لم تمد يدك إلى حقيبة سيدة مسنة مثلي00
بني00يمكنك أن تتصرف في النقود كما تشاء ولكن حقيبتي وأوراقي أعدها رجاء إلي00يقع منزلي غرب السوق الذي كنت فيه ليلة العيد00المنزل الأحمر العتيق)00!
ضحكت كثيرا صديقات (زينب)على قصتها وطرافة موقفها تجاه السارق حلفت (زهراء) أنها لن ترى حقيبتها وأوراقها ثانية فأي قيم إنسانية لدى سارق!!
في داخل تلك الخرابة العفنة كانت هناك العديد من الجرذان تلهو00وبعض الخنافس اللامعة السواد00والكثير من المياه المتسربة داخل أروقة المبنى القديم00وخيال إنسان يجلس مفترشا جرائد قديمة وبعض الكراتين يحتسي الشاي بهدوء0!!
كان (آدم )يقرأ رسائل الحاجة (زينب ) 00يبدو أنه يفكر00هرش شعره الأكرت00نظر إلى مرآة أمامه00لايدري لماذا إلتقط مشطا ومشط شعره00غسل وجهه الذي لم يلتق بالماء منذ العيد الماضي00 مرر يده على قميصه الأجعد 00أحس بأنه إنسان00له كيان 00إنسان محترم00لم يقل له أحد هذا الكلام متذ أن ولد00بدءا من صفعات والده القاسية حين يخطئ00ومرورا بصراخ أمه المثقلة بجيش من الأطفال 00حين يتأخر00وانتهاء بمدرس مادة الرياضيات الذي مافتئ ينعته بالفاشل!!
إحساس بالإحباط كان يتناهشه حين يشاهد زملائه يحظون بالاهتمام والعناية من والديهم00حين يخرج في العيد بملابسه البالية00حين يعضه الجوع في الفسحة المدرسية وهو لايملك مالا للإفطار!
كانت أسعد وأتعس لحظات حياته حين إبتدأ بالسرقة من زملائه في المدرسة00كان يحس بالحبور وهو يشاهد زميله المسروق يبكي أو ينقب في لوعة عن أغراضه المفقودة 00ثم يعود إلى منزله فيبكي حاله التي آل إليها وسط كل هذا التجاهل ممن حوله00!
وأخيرا إمتهن السرقة بعد أن طرد من المدرسة بسبب إمتلاء سجله من الشكاوى00
-هل أنا إنسان محترم حقا00؟سأل نفسه بصوت عال إرتعبت من الجرذان!
سمعت جارات الخالة (زينب ) زغرودة طويلة فهرعن للاستفسار ومشاركتها فرحتها00
كانت تمسك بأوراقها ورسائل أبنائها وحقيبتها الكالحة00بل وهاتفها المحمول وتهزها في سعادة00
خلف المنزل الأحمر العتيق00كان (آدم ) يقف لصق الجدار ويبتسم
ثم مرر بيده على شعره الأكرت وشد قميصه الأجعد 00وضع يديه في جيبيه وسار في خطوات رزينة إلى البعيد!
rwm sd]n hggw hglpjvl
« قصه سعادة مستمرة | قصه ليأكل الاخرون من رزقك » |