~ 13 يوم باقي على جوازه , يوم 22 / 1 كان زواجنا ويوم 19 / 3 زواجه من بنت عمه , يعني 56 يوم بالضبط بين الزواجين , ناصر , ناصر ~
.
.
انتهى
بنزل بعد شوي الخامس
اانشاء الله يعجبونكم
انقلبت على جنبها الثاني وهي تكتم شهقاتها عشان ماتنتبه لها أختها اللي قاعدة تقرأ مجلة على سريرها , رفعت هالة راسها وقالت : شعولة صاحية
غطت فمها عشان ماتفضحها أنفاسها المخنوقة وغمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ يااااااااااارب متى ينتهي هذا الألم ناااااااااااصر ~
قامت هالة من سريرها وطفت النور وخرجت من الغرفة , سألتها أمها لمن شافتها خارجة : مشاعل نايمة إلى الآن
قالت هالة : كانت قاعدة الليل بطوله تغسل وتكوي الملابس
وراحت للحمام ومن صكت الباب تفجرت دموعها اللي قاومتها قدام أمها , اتكت على المغسلة وهي تصيح حال أختها اللي تجاهد قدامهم وتبين نفسها قوية ومرتاحة وعادي عندها اللي صار وهي بداخلها تنطحن طحن ومشاعل القديمة تذوي قدام عيونها شوية شوية , دعت من قلبها على الحرمة اللي سحرتها وإنها ماتنسعد ولا تهنى في يوم من أيام حياتها بسبب اللي سوته في أختها , غسلت وجهها بعد مافرغت كل اللي عندها وخرجت من الحمام , البيت كان صغير ومزدحم ومافي مكان غير الحمام يقدر الواحد يسوي في مابدا له , ابتسمت لأحلام اللي طايحة لعب في البلاي استيشن وقالت : لاتنسين عليك غسل الصحون
وبدأت تأففات أحلام اللي ماتنتهي , طنشتها هالة وجابت ثلاجة القهوة وجلست عند أمها تصب لها , قالت أمها : اش فيها عيونك محمرة
قالت هاله بكذب تعودت عليه في الفترة الأخيرة : صابون دخل في عيوني
كانت عارفة إنه أمها تعبانة ومتألمة زيهم , أرملة ومعاها الضغط والسكر و بنتها مطلقة من أيامها الأولى , كيف بيكون وضعها ناولت لأمها الفنجان وقامت تكبس رجولها وهي تسأل : أمي بتروحين جواز ناصر
قالت أمها : أجل , ولد أختي وماأحضر جوازه
سكتت هالة وهي تدعي ربها إنه يفرج همهم .
************************
بعد العصر بوقت جات الكوفيرة ومعاها كم وحدة وبدأت زحمة السشوار والمكياج , أزهار اللي دايما شعرها غجري تغير شكلها لمن سشورته , قالت العنود اللي تتأوه تحت السشوار اللي ماتدناه : روحي اسألي أمي تسوين تسريحة ولا تخلينه مفلوت , أنا نصحتك تخلينه مفلوت , استني بأروح معاك
قالت الكوفيره بضيق : مابينفع هيك , مابنخلص شغل بهالطريئة
مسكت العنود ريناد وحطتها على الكرسي مكانها وقالت : سشوريلها شعافلها , شوية وأجي
وقالت لأزهار : مالت عليها قطعت لي شعري المتوحشة
: حرام عليك وحطيتي ريناد تحت رحمتها
: أحسن عشان أقولها بعد السشوار هذا عقاب كل وحده ماتحط بكل وشباصات في شعرها
دقت أزهار الباب ودخلت غرفتها وغرفة الهنوف اللي قاعدة تتزين فيها وسألت أمها رأيها اللي نصحتها إنها تخليه زي ماهوه أحسن , وطالعوا كلهم لمن قالت رئيستهم بضيق : آسفة يا مدام مستحيييل أسوي ماكياج العيون لحواجب بهالشكل , سدئيني ما بيطلع حلو لازم أنضف الحواجب من الشعرات الزايده
قالت الجوهرة بزهق : خلاص نظفيها وخلصينا
قالت أزهار بصدمة لمن شافتها تمسك الموس : قصدها تنمصها , حراااااام
قالت اللبنانية ببجاحة : يا حبيبتي أنا ما بنتفها بالملآآط عشان تقولي نمص أنا بحلئهن بالموس حلء
فار دم أزهار وهي تقول : لا ياقلبي , اش الفرق كله زي بعضه حرااام سواء كان نتف ولا حلق
ولفت على الجوهرة وقالت بلا تردد بصوت قوي : وانتي تقولين لها نظفيها , كيف
قالت الجوهرة بعصبية : هي ليلة بس , أنا سويتها في يوم جوازي وما عاد سويتها
قالت أزهار بعصبية وهي تحرك يدها قدام وجهها : ملعونة اللي تنمص , عارفة يعني إيه ملعونه , يعني مطرودة من رحمة ربك
ولفت على الكوفيرة وقالت : وانتي ماتخافين الله نامصة وتنمصين للخلق , الرسوووول ما يدخل الجنة بأعماله يدخلها برحمة ربه بس , هذا وهو الرسول كيف إحنا اللي أعمالنا ما تدخلنا أقل درجة في الجنة , نجي ربنا يوم القيامة واحنا نقول رحمتك يارب وانتي تجين وانتي عارفة إنك منتي مرحومة لأنه الــاــــه لعنك
تأففت الكوفيرة وقالت : خلاص مابحلئهن بأص أطرافهن بالمأص عشان يجي الماكياج حلو , صدئيني حلال
صرخت أزهار وهي تحس ضغطها واصل حده من برود هالحرمة وعدم اهتمامها بشي كبييييييير زي اللعن وهي تتقدم منها وهي ودها تكفخها : لا تحللين وتحرمين على كيفك أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار, من متى وحضرتك المفتي العامللديار السعودية ؟
مسكتها العنود وسحبتها برى الغرفة وهي تقول : بنت صلي على النبي شوي وتذبحين الحرمة
قالت أزهار وهي تسمع صوت اللبنانية والجوهرة يتناقشون بصوت حاد : اللهم صلي وسلم عليك يارسول الله , قااااااااهرتنيييييييييييييييي , صدئيني حلال , ما انهز بدنها لمن قلتها إنها مطرودة من رحمة ربي , ياربي ارحمنا يارب , يارب ارحمنا من سخطك يارب
ضحكت العنود وقالت : صراحة وانتي معصبة فللللللللللللللللللللله , أول مرة أشوفك معصبة
قالت أزهار باستغراب : ليه ماعمري عصبت
انتبهت العنود لزلتها فقالت متهربة : اسمعي صياح ريناد , ياويلي من الجوهرة
خرجت الجوهرة وقالت بعصبية لأزهار اللي صارت لوحدها في المساحة الفاصلة بين غرفتهم وغرفة العنود : كله منك الكوفيرة معصبة ورافضة تمكيج الهنوف
قالت أزهار وهي تعقد يدينها قدام صدرها : قل الحق ولو على نفسك , و الساكت عن الحق شيطان أخرس
قالت من شدة عصبيتها : ماشاء الله هذا الكلام كله اللي تتفالحين به تتذكرينه لكن الشي المهم , انتي مين وأهلك مين ما تتذكرينه
وراحت عنها , حست أزهار بفجوة كبييييرة في قلبها وعقلها , خرجت أمها من الغرفة وقالت : أزهار حبيبتي جيبي رقم حسان من جوال جاسم بسرعة
نزلت أزهار قبل ما تشوف أمها الألم اللي في عيونها و راحت لغرفة جاسم , دقت الباب كذا مرة ولمن ما أحد رد فتحته ودخلت لقيت الغرفة مظلمة ومافيها أحد وقبل ما تخرج شافت الجوال في الشاحن , سحبته بسرعة وضغطت واحد من الأزرار كان الجوال سوني أركسون عشان كذا ما عرفت تتعامل معاه , ولقيت نفسها فجأة في مجلد الصور وأول صورة في وجهها كانت لبنت محجبة حلوة ملامحها نااااااعمة باين إنها سعودية وباين إنها مهي صورة كمبيوتر , انرعبت وخافت من اللي ممكن عقلها يأوله فضغطت الأزرار تبغى تخرج لكن الصورة تغيرت وجات صورة ثانية للبنت نفسها وهي جالسة على السرير وشعرها منسدل على كتفها العاري , وصورة زلزلت كيانها وهي تشوف بعدها صوره للبنت مع جاسم , ضغطت أزهار أخير زر مرسوم عليه سهم وخرجها من هذا بالتتابع , ضغطت وضغطت وضغطت ودموعها زي الشلال على خدودها , كانت تحس بألــــم يقطع قلبها , رمت الجوال على الطاولة اللي كان عليها وخرجت بعد ما مسحت دموعها , وهي ماشية في الصالة سمعته يكلم الجوهرة وهم واقفين على الدرج , اندست في المطبخ إلين راح وطلعت , كان من المستحييييييييل إنها تقابله دحين , لايمكن ترفع عينها في عينه أو تقدر تكلمه وهي في هالحالة
*******************
جلست أزهار متربعة فوق السرير مع الهنوف اللي مكيجتها اللبنانية بعد ما اتصل حسان على مديرة الصالون اللي جاب منه الكوفيرات واشتكى لها على الكوفيرة وحلف مايدفع باقي العربون لو ماخلصوا شغلهم بأدب , لمن شافتها الهنوف مسرحة ونظراتها تلمع بنظرة حزن حطت يدها على فخذها و سألت: أزهار اش فيك كئيبة
ابتسمت أزهار وهمست : ولا شي , متوترة , الخليقة كلها تحت وأنا ماني قادرة أنزل , قلبي يعورني
وصلهم صوتها الناعم يقول بحب : سلاااااااامة قلبك و روحك ياعمري
لفت أزهار وهي تضحك وقالت : ياعيني عالمدح , يارب يرزقني واحد كلامه حلو زيك ياعنود
تبادلت العنود والهنوف نظرة سريعة قبل ما تقدم العنود لأزهار كاسة عصير و صحن مليان كيك وبيتفور ومعجنات وهي تقول : تفضلي كلي , من صباح الله خير وانتي قايمة تساعدين وانتي ما أكلتي شي
باستها أزهار على خدها وهي تقول : الله لا يحرمني منك , كنك حاسة إني كنت بآكل يد الهنوف بعد شوي
قالت العنود بحماس وهي تربع على الأرض وماهمها فستانها الساتان الأحمر اللي لبسته بعد حلفان أمها : وتخيلي أول ما تدخل على حسان شايلة الباقة بيد وداسه يدها الثانية وراها , يجي يقولها بدلع ليش داسة يدك يحسبها جايبه له هدية وهي تقول لا لا , ولمن يشوف ذراعها بدون يد يغمى عليه
ضحكت الهنوف من قلبها وقالت أزهار وهي تضحك : ويجي الإسعاف والناس تتجمع وتأشر لهم الهنوف بيدها المقطوعة وهي تقول ما صار شي ما صار شي
وكملت العنود : ويغمى على الناس وحيكتبون في الجرايد إغماء جماعي سببه أخت أكلت يد أختها من الجوع و يجيبون صورة مصغرة لك بعبايتك ومغبشين على الوجه ويكتبون تحتها بالخط الصغير صورة السعلية
وماخلصوا خيال إلا وهم مدمعين من كثر الضحك , قالت الهنوف : الله يعينكم على خبالكم , انتم الخيالات هذي ما تسيبونها لازم منها
قالت العنود وهي تمسح عيونها قدام المرايه : الخيال هو الموية بالنسبة لي , الله يقطعكم يالكلبات ساح الكحل من الضحك , الله يقطع شرك يا أزهار
مسحت أزهار دموعها وقالت : انتي اللي بدأتي الخيال , بعدين مايجوز تسبين أوادم بحيوانات ربي كرمنا
أشرت بيدها بعدم مبالاه وهي تقول : ياااااااااااااااااااااااااااااا .
وقاموا الثنتين يتأكدون من مكياج الهنوف , لكنه طلع مثبت زين , راحت العنود وقالت : كلي واشبعي لأنه بتنزلين مع الهنوف بعد شوي
وأول مانزلت العنود قابلتها عهود وريم بنات عمها صالح , قالت بفرحة : هلاااااااا ريمو
وضمتها وهي تقول : اش الحلاوة هذي
ابتسمت ريم وقالت : بعض مما عندكم
وهمست بعدها : وين أزهار
قالت العنود بحماس : فوق عند الهنوف تطلعين لها
قالت ريم بحماس زيها : دحيييييييين إذا ممكن , ودي أشوفها من زماااااااان
قالت عهود ببرود : قالتلي البندري إنها من طقتكم , يعني الله يعين العالم اجتمعوا المخبل
سلمت عليها العنود وقالت بتهديد : كلمة منك كذا ولا كذا أنتف الريش اللي في فستانك سامعة
وسحبت ريم وقالت : خلينا نسلم على الحريم أول وبعدين أطلعك
قالت ريم : عنودي لا تاخذين على كلام عهود ترى انصدمت زي ما انصدموا كل البنات المرشحات في العايلة للزواج من جاسم , سفانة و أسماء والخنساء و
قاطعتها العنود : الله يقطع شرهم , الشي صار وانتهى , عيال منصور ملي القصور
ضحكت ريم وقالت : ترى المثل بنات منصور ملي القصور
مسكت وحدة من الحريم العنود وسألتها : انتي بنت أحمد
ابتسمت العنود للحرمة اللي ماعرفتها وقالت : إيوه
: انتي اللي فقدتي الذاكرة
انصدمت العنود من سؤالها لكنها قالت بسرعة وهي تحط يدها على راسها : إيوه
دقتها ريم لكنها تجاهلتها وتنهدت لمن سألتها الحرمة عن اش تتذكر وقالت بصوت حزين : ولا شي , بس أتذكر إني أحب الكبسة والمكرونة بالباشميل
مسكت ريم ضحكها وهي تشوف نظرات الحرمة المصدومة , شقت حلقها مبتسمة وقالت وهي تسحب ريم اللي مايته ضحك : عن إذنك ياخالة
: يا متخلفة يامتهورة
قالت بعصبية : والله حاسة ثلاثة أرباع اللي هنا جووا عشان يشوفون المسكينه أزهار , هذي عاشر حرمة تسألني عنها , استني شوية تلقين الكل يتكلم عن الكبسة والمكرونة بالباشميل
: مو هذا من فعايلك ست عنيدي , والله يوم بتروحين فيها بسبب تهورك
قالت بهمس وهي تمر من عند جماعة حريم قاعدين يحركون عيونهم زي أبراج المراقبة : أصلا من زمان تهوري موديني في داهية بس محد داري
كانت أمها مستأجرة مجموعة بنات مباشرية يباشرون بالحلا والقهوة والشاهي وتوابعه فصار على بناتها إنهم يرحبون ويسلمون بس , وهذا كان أصعب شي على العنود لأنها ماتحب المجاملات الزايدة , ولأنها ماتقابل الناس إلا في المناسبات الكبيرة (( أعياد وزواجات )) فقط
**********************
فتحت أزهار الستارة وفتحت قزاز الطاقة طالعت في حوش الفيلا الكبيييييير , السيارات الواقفة في الأرض الفاضية قدام الفيلا والأنوار المعلقة والرجال وهم يسلمون على بعض والحريم وهم يدخلون الحوش , كانت الأصوات توصلها , غمضت عيونها وهي تستمع للضوضاء الجاية من برى والمختلطة بصوت الدق و الموسيقى عند الحريم تحت , أبوها سوى منصة حللللللللوة صغيرة عليها الكرسي اللي بتجلس فيه الهنوف , وجاب رجال ركبوا سماعات في المجالس والصالات عشان الدقاقة , كانت تحس بخواااااااااء غريب بداخلها وضربات قلبها كانت تتسارع وتخف وتتسارع وتخف لأسباب مجهولة , زفرت بقوة وصكت الطاقة وقالت : عن إذنك هنوف بروح الحمام
وخرجت من الغرفة وهي مهي منتبهة لهنوف اللي كانت تأشر لها على الحمام الداخلي وصلها صوت الدق بوضوح , طااااالعت من فوق الحاجز ولمن شافت وجوه الحريم غريبة شردت لأبعد غرفة , غرفة المعيشة القريبة من جناح أمها وأبوها و مسكت مصحفها المحطوط على سجادتها اللي حلفت تقتل اللي يحركها من مكانها وقعدت تقرى شوية , ولمن تذكرت كلمات الجوهرة القاسية وصور جوال جاسم ووجوه الحريم الغريبة واختلط مع صوت الموسيقى اللي تحسها تقرص قلبها قرص قامت تصيييييح , كانت تحس بخوف محد يتصوره وعقلها تحسه بينفجر من كثر ما يتخبط في الظلام اللي تحاول تخترقه بجهد ~ يااااااااارب ياعالما بحالي ارحمني , ياااااااااارب ~
: أزهااااااااااار , أزهارو
رفعت راسها ومسحت دموعها بسرعة وقامت على طول في اللحظة اللي انفتح فيها الباب ودخلت منه العنود ووراها وحده غريبة , قالت العنود : انتي هنا , دورناك عند الهنوف مالقيناك , فاتك ماشفتيها وهي توقع عقد النكاح , مو مشكلة تشوفينها في الفيديو , أووه هذي ريم بنت عمي صالح , قدك انتي والهنوف
تداركت خطأها في الأخير وأكدت : والهنوف أكبر منكم
ابتسمت أزهار بخجل وسلمت على ريم وهي تقول : أهلا ريم , كيف حالك سامحيني ما أ.
قاطعتها ريم : فرصة تتعرفين عليه من جديد , واااااااااي حلوة عيونها
قرصتها العنود في ظهرها من دون ما تشوفها أزهار , ضحكت أزهار وقالت : بالعكس غريبة , ما أدري طالعة لمين ما أحد في العايلة عيونه أسود مغشوش زيي
قالت العنود : رمادي غامق كم مرة أقولك , اش أسود مغشوش انتي ووجهك
وسحبتهم وهي تقول : تعالوا نكمل كلامنا عند أبو الهول اللي صايبها بكم
قالت ريم : ذبحتني تسحيب تحت ودحين تسحبني هنا
ضحكت أزهار وقال : دومها مستعجلة
جلسوا عند الهنوف يتكلمون واستغربت أزهار نظرات ريم اللي مانزلت عنها , دقايق وجاتهم الجوهرة وقالت : يلا بنزف الهنوف تحت
قاموا كلهم وقالت أزهار : أنا ما أبغى أنزل
كلهم التفتوا لها وقالت هدى : أزهار حبيبتي ليه ماتبغين
وقالت الهنوف : أزهار ابغاك معايا الله يخليك
قالت بعد تردد : سامحيني ياهنوف , أنا خايفة , خلاص انزفي دحين وأنا أنزل بعد ما أتشجع شوية
ضمتها الهنوف وقالت : خليك قوية , ادعيلي ما أطيح من فوق الدرج
شافت الهنوف تمشي بشويش بسبب فستانها الذهبي والتفاحي الواسع , والكل حولينها , رجعت العنود لها وقالت : تعالي شوفيها لمن تنزف
هزت راسها بعناد وقالت : الكل بيقعد يطالع فيه وينسى الهنوف , كلهم بيشوفون المجنونة اللي فقدت ذاكرتها , كلهم يعرفون بالضبط اش صار لي إلا أنا ما أدري عن شي , خليتوني في ظلام داخلي وأنا تحت كشافات الكل , ما شفتي كيف كانت ريم تحدق فيه , أكيد صار شي كبيييير وما تبغون تعلموني به
ضمتها العنود بخوف وهي تتذكر كلام الدكتور مطلق اللي وصله لهم أبوها وهو يحذرهم من مضار اختلاطها , قالت بحب : أزهار حبيبتي , كل اللي نسويه لمصلحتك بتتذكرين بنفسك , تعالي يا قلبي , تعالي أوعدك ما أخليك تسلمين ولا على وحده بس انزلي معايا وأوقفي جنبي قدام الدرج إلين تنزف الهنوف , يلا
تشجعت أزهار وقالت : وعد ما أسلم على أحد
: وعد , يلا الهنوف واقفة من زمان وحسان بيفجرنا لو تأخرنا أكثر من كذا
نزلت العنود من الدرج ومعاها أزهار وسط الظلام بعد ما طلبت من الشغالات يصكون الأنوار لأنه الهنوف بتنزف , وقفت جنب عمود الرخام الكبير المقابل للدرج ووقفت أزهار بينها وبينه وقالت : ارتحتي محد بينتبه لك هنا , بدأت الدقاقه الموال وانفتحت الأنوار والهنوف على راس الدرج , حست أزهار بضيق من الموسيقى وحستها في مسامعها مزعجة , لكنها تناستها وهي تطالع بسعادة للهنوف اللي صوبت نظراتها لها وهي تبتسم بخوف , بدأت الغطاريف والتصفيق والهنوف تنزل , وبعد ماراحت للمجلس اللي فيه المنصة قالت أزهار بامتنان : شكرا عنودي , شكرا لأنك جريتيني بالقوة , كنت حموت قهر لو فوت هذي اللحظة
قالت العنود : دحين تبغين تطلعين ولا تجيين معايا ترقصين
: نـــــعــــــم , أقولك خايفة تقولين ترقصين
: أفضل وسيلة للدفاع الهجوووووم ادخلي عليهم وارقصي
ضحكت وقالت : والله انك خبلة صحيح , روحي وأنا ألحقك
ولمن راحت عنها العنود حست بدرع الأمان اللي كان يحميها اختفى , قاومت مشاعر الخوف وهي تقول لنفسها ~ أهلك ياهبلة خايفة ليه خليك قوية زي دايما ~ كانت تقدم خطوة وترجع خطوة وشوية لقيت نفسها قريبة من المجلس , طالعت بنص عين وابتسمت وهي تشوف العنود ترقص مع ريم والبندري مع وحدة غريبة , انحطت يد على كتفها وجاها صوت من وراها يقول : إن ماخابني ظني أزهار
لفت أزهار بتوتر وخوف وشافت حرمه متوسطة الطول ومستصحة , ضمتها الحرمة بحنان وقالت بمزح محبب : أنا خولة بنت الأزور أخت حسان بن ثابت
ارتاحت أزهار لمن تذكرت كلام الهنوف عن خولة أخت حسان وقالت : هلا خولة , كيف حالك
سابتها خولة وهي تضحك وتقول : ماني زينه لأنه حسانو حرق جوالي دق يقول ما صارت هذي كلها زفة , وهدد لو ماجبت الهنوف بيطرد الحريم كلهم
ضحكت أزهار وقالت : الله يخليهم لبعض
قالت خولة : آآآآآآآآمين , عن إذنك خليني بس أتخلص من رجة حسان وحرمته وأجي آخذ أخبارك
شافتها تكلم أمها وأمها كلمت أخواتها اللي ساعدوا الهنوف اللي قامت ووجهها متغير بسبب حواجبها المقطبة
: انتي أزهار
لفت على الحرمتين اللي ماشيين لصالة العشا اللي أعلنوا عنه في السماعات وقالت : إيوه , أهلا فيكم , تفضلوا على العشا من هنا
وأشرتلهم على الصالة وهي ودها تتخلص من نظراتهم المحدقة , ومامرت ثانية على جوابها إنها أزهار إلا وتجمع حولها مجموعة من الحريم , ماتدري سلمت على مين وبقي مين والكل يطالعها بنفس النظرات , فضول ممزوج بشفقة , حتى نبرات صوتهم حستها أزهار مليئة بالشفقة المقيته , كانت تبتسم للجموع وهي تصرخ بداخلها ~ أنا ماني مجنوووووووووووونة , لاتطالعون فيه كذا , أنا فاقدة للذاكرة مو طاير عقلي ياناااااااااااااااااااس , خلاااااااااااص حلوا عن وجهي , خلوني أتنفس , مكتومة , مخنوقة لو أغمي علي دحين بصير حديث المجالس لسنة كمان , أزهار لاتدوخين ~ قاومت الخوف اللي بدأ يملى صدرها وقالت : عن إذنكم
وخرجت من وسطهم وأول ماقابلت ريم اللي قالت : أزهااااااااار تعالي بسرعة شوفي الهنوف
ومسكتها من يدها وسحبتها , حست أزهار بأنفاسها ترجع طبيعية تدريجيا , حست وجه ريم طوق النجاة لها رغم إنها ماتتذكرها حتى هي لكن اسم إنه العنود عرفتها عليها من قبل , رمت عليها العنود عباية وقالت تعالي بسرعة لايفوتك المنظر , طالعت من ورى العنود والجوهرة والبندري والبنت الغريبة اللي كانت ترقص معاها وبنتين ثانيات كتمت نفسها لمن شافت الهنوف جالسة في المجلس و باين عليها الخوف وأبوها وجاسم داخلين ومعاهم ثلاثة رجال غرب عرفت منهم حسان اللي شافته من الطاقة أمس وحرمة ما عرفتها كاشفة عليهم , قالت العنود وهي تسحبها جنبها : ذيك عمتي نورة أم حسان وهذاك أبو لحية بيضا عمي صالح أبو ريم , والثاني عمي جلال ما عنده بنات عنده خمس أولاد
: ماشاء الله
قالتها أزهار وهي تتأمل وجيههم تحاول تتذكر شي من ماضيها , ولمن اصطدم عقلها بحائط أسود تناسته وهي تتأمل الهنوف اللي وقف حسان قدامها وهو مبتسم ابتسامة واسعة , قال لها شي بهمس خلاها تندق راسها أكثر وهي ترجع على ورى , جلستها عمتها وجلس حسان جنبها وهو يقول لخواله بمزح : مو خلاص سلمتم على البنت يلا حبايبي أعطونا نفس
ضربه جاسم بخفة على كتفه وهو يقول : مو خلاص شفت العروسة وسلمت عليها يلا أعطي المسكينة نفس
قال حسان بجرأة : تعرفها , هاليوم استنيته سنه تقول لي دحين أخرج وأنا لسه ماشفتها زين
كانت الهنوف ودها تذوب وسط ملابسها ومايشوفها أحد من كثر الخجل , هي تعرف نفسها إنسانة عادية وبسيطة مافيها ذاك الجمال اللي يخلي حسان يتعلق بها لهالدرجة وهذا اللي يزيدها خجل , قال أبوها بجدية : هيا حسان قول اللي بتقوله عشان نمشي
طالع حسان في أمه اللي قالت بعد ما قرت نظرته : خلوهم شوية مع بعض , دقايق بس
وبعد حرب مضنية رضيوا بعشر دقايق لاااا غير , ولمن خرجوا وانصك الباب
لفت عهود على أزهار وعرفتهم العنود ببعض وهي تقول : عهود , أزهار , أزهار هذي عهود
سلمت عليها أزهار واستشعرت البرودة في سلامها لكنها طنشت الموضوع وهي تأكد لنفسها إنها أكيد تتوهم من كثر الضغوط اللي مرت بها , وسلمت على البنتين اللي ما حفظت أسماءهم ولا حتى أشكالهم , كل اللي عرفته إنهم أخوات حسان يعني حموات الهنوف , قالت ريم : ياترى اش يسوون دحين
قالت العنود وهي تحك جبهتها بتفكير : أنا ماهمني اش يقولون دحين قد مو شاغلني اش قال لها أول مادخل
ضربتها أزهار وقالت : سيبوهم في حالهم
وجوة الغرفة ساد صمت فضيع على المكان , كل الكلام اللي كان بيقوله حسان لها طار من راسه , طااالع فيها بعدين قال : هنوف كيف حالك
مارفعت راسها اللي هزته بشويش يعني طيبة , ابتسم وقال : مبروك علي انتي ومبروك عليك أنا
همست بصوت حاولت قدر الإمكان تخليه واضح : الله يبارك فيك
ســـكــــت وهو مو عارف اش يقول وأخيرا قال : تراني مجهز كلام طوييييييل لكنه طار من الفرحة
كتمت ضحكتها لكنها ابتسمت غصب عنها , ابتسم وقال : الله يجمعنا على خير و
دق الباب وانفتح ودخل منه جاسم وهو يقول : تايم أوفر
مسك حسان لسانه عن السب قدام الهنوف وقال بأدب : توي اللي قلت كلمتين على بعض
هز جاسم راسه وقال : سوري , الشبيبة موصيني ما أخرج من القسم إلا وانت معاي
قام حسان وقال بتهديد وهو يأشر على رقبته : بسيطة مردودة لك إن شاء الله
ولف على الهنوف وهمس بابتسامة : في آمان الله
وخرج مع جاسم اللي قعد يقول بتريقة : الله , الله , عشنا وشفنا , من وين جايب هالحنان كله ياسيد العواطف الناعمة
قال حسان وهو يزبط بشته : من قبل ما تطلع لك شوارب يالمتحجر
تناسى جاسم همومه لأنه اليوم في قمة سعادته وهو يشوف أخته مزفوفة لولد عمته وتوأم روحه حسان
***
دخلوا البنات عليها وقاموا ينغزونها بالكلام وهي سااااااااكته ومبتسمة بهدوء , طلعت أزهار للغرفة بعد مارجعت الهنوف للناس وانسدحت على السرير وهي تفكر بالوجوه اللي شافتها , ولا وجه أشعل الضوء داخل ظلام عقلها , غرقت في أفكارها وماحست بنفسها إلا وهي نايمة .
**********************
يوم الأربعاء : 7 / 3 / 14727 هـ .
في فيلا أبو جاسم :
الكل راح للإستراحة اللي مستأجرها زوج الجوهرة على شرف ملكة الهنوف لأنه بيرجع هو والجوهرة للباحة يوم الخميس ما عدا أزهار اللي ماتشجعت تروح للناس اللي ماعرفتهم في ملكة الهنوف بسبب ذاكرتها والبندري اللي قالت إن الدنيا حر و الجو أبدا ما يناسب استراحة , شغلت أزهار نفسها عن التفكير بيوم الملكة المأساوي بالنسبة لها نفسيا بترتيب غرفتها وقص المقالات اللي تعجبها من المجلات وتلصيقها في الدفتر اللي اشترته لها العنود عشان تكتب فيه كل شي يجي في بالها وبعدين جلست فوق سريرها وهي مركزة على قطعة الصوف اللي بدأت تغزلها كهواية جديدة من أكثر من أسبوع , عقدت قفل الغرزة وطالعت في شنطة الجوال اللي سوتها بصوف ملون بدرجات الوردي , صرخت بحماس : خلصتهاااااااا , وااااااي تهبل , خلصتهااااااااااا
خرجت جوالها من درج السرير ودخلته جوتها , صرخت بحماس أكثر لمن جا مناسب له , ضمتها بفرح وقالت : شكلي بأبدأها تجارة هاهاهاها
ضحكت الضحكة الشيطانية وتمغطت بتعب ولمت باقي الصوف والصنارة وحطتها جوة شنطة الخياطة وركنتها , خرجت من غرفتها وهي تنادي بشويش : البندري .
و مشيت إلين غرفتها وهي تكلم نفسها : لازم نلقالنا حل , مو معقول بنهجر بعض ولا كإننا أخوات , أشك إني سويت لها شي قبل ما أفقد الذاكرة
دقت الباب ولمن ماسمعت جواب دخلت , لقيت الغرفة فاضية , صكت الباب وهي تسأل : ياربي وين راحت هذي البنت
مرت من قدامها الخدامة خديجة ولا كإنها موجودة , مسكتها أزهار من يدها وهي تقول : خدووووووووووج
انتفضت الشغالة وقالت : أنا مافي سوي سي
ضحكت أزهار وقالت : أنا ما قلت إنك مسوية شي يا طويلة العمر , اش فيك كنك بتموتين خوف تعالي اجلسي
جلست أزهار وسحبت الشغالة المرعوبة وجلستها جنبها وهي تقول : اش أخبارك
طالعت فيها خديجة وقالت بحزم يهد جبال وهي تقوم من مكانها : أنا مافي كلام , ماما بابا قول لافي كلام سوا سوا أزهار
ضحكت أزهار من أعماق قلبها وقالت : ارتاحي ارتاحي ما أبغى أسألك عني باسألك عن أخبارك بس , ماما وبابا مسوين حجر , حتى سوناردي (( السواق )) يعطيني هالموال لو بسأله عن سعر الطماطم , الله يعيننا نبدأ معاك
كانت كل ما سنحت لها فرصة تتكلم مع الشغالات , تحب تسمع سواليفهم و طريقتهم في الكلام ومن قلبها تحن عليهم مغتربين وسايبين أهلهم عشان لقمة العيش , هي من أول يوم تعرفت على سيتي وبعدها بأيام على نور ودحين جا دور خديجة , قالت بلغة أندونيسية : أبا كابار(( كيف حالك )) خديجة
ضحكت خديجة وقالت : باي (( كويسه ))
وراحت على طول بتكمل شغلها , سألتها أزهار : خدوج وين البندري
سكتت كإن السؤال معادلة يصعب حلها بعدين قالت : ما أدري
طالعت فيها بشك وقالت بصوت مهدد : خدووووووووج
لاحظت ارتباك خديجة ولخبطتها في الكلام , وبالقوة فهمت منها كلمة تحت , ولمن جات بتنزل مسكتها خديجة وهي تقول : لا إنزل , تعالي سوفي في خربان في مطبخ هنا
شكت أزهار إنه في شي فطنشت خديجة ونزلت وخديجة وراها تحاول تثنيها , طالعت في الصالة مالقيت أحد , طالعت في المطبخ , المجالس وفي كل مكان مالقيت البندري وآخر مكان بقي هو غرفة الشغالات , لمن قربت من الغرفة مسكتها خديجة وهي تترجاها بهمس : الله يخليك لا روح , أزهار لا روح هناك
فلتت أزهار يدها منها وتقدمت من باب الغرفة , فتحته بشويش واتصنمت لمن شافت المنظر اللي قدامها , صكت الباب بشويش هي تحس بصدمة ممزوجة بالغثيان والرعب جريت بلا شعور على أقرب حمام , طلعت كل اللي في بطنها في المغسلة , ولمن مسكتها خديجة دفتها برى الحمام وصكته بالمفتاح , سندت راسها على باب الحمام وقامت تصيح من قلبها وهي تقول بحرقة : ليه ؟ ليه يابندري
***
رفعت البندري وجهها الغرقان دموع من بين يدينها وطالعت في الباب وهي تسأل بخوف : مين فتح الباب
قال عبد الرحمن وهو يقوم من السرير ويلبس بلوزته : محد , يتهيأ لك
نزلت راسها ودفنته بين يدينها وهي تسأل : متى بتتصل عليه
زفر وقال بضيق : لمن ألقى وقت , اش السؤال السخيف هذا
مسكته من طرف بلوزته وسألته : عبد الرحمن تحبني
قال وهو يسحب جواله ومحفظته : أجل إيه
كانت محتاجه إنه يقولها أحبك وهو يطالع في عيونها بتأكيد لكنه مسح على شعرها زي ما يمسح الطفل على بسة شريدة شافها في الشارع وخرج , انسدحت على السرير ودفنت وجهها في المخدة وهي تصييح بصوت مكتوم
***
منظر أختها وهي في حضن ذاك الرجال الغريب وهم شبه عراة هزها من الأعماق , ما دريت كم مر عليها لكنها لمن شبعت صياح قامت تغسل وجهها اللي تنفخ وصارت عيونه زي الكور من انتفاخها , حست بالكره من جبنها وهروبها , ليه ما دخلت عليهم وصارخت فيهم بكل الكلمات اللي تصارعت على شفتينها ليه خافت وتراجعت رغم إنها على حق وهم على باطل عزاءها الوحيد إن المنظر كان فوق مستوى أبشع تصوراتها , نشفت وجهها وخرجت , لقيت البندري جالسة على كنب الصالة وهي تقلب في القنوات , ما كانت شايفة إلا جانب وجهها لكنها انتبهت للدموع اللي حابستها البندري , حاولت تصبغ اللامبالاة على صوتها وهي تقول : بندوري انتي هنا , كنت
واختنق صوتها , ما قدرت تكمل تمثيلها , لفت عليها البندري ودموعها على خدودها , لأول مرة التعالي والبرود يغادر وجهها الجميل اللي صار شاحب زي الأموات , شهقت أزهار وهي تقول : بند.
طاح جهاز التحكم من يد البندري اللي اندفعت و رمت نفسها بكل قوتها على أزهار وهي تصيح بصوت هز المكان , ضمتها أزهار بقووووووة وهي تصيح معاها , صرخت البندري وهي تعصر بلوزة أزهار بين يدينها : ضيعت نفسي يا أزهااااااااار , ضيعت نفسي , ليه ماوقفتوني عند حدي ليه تجاهلتوني كلكم ليه سبتوني أسوي اللي أبغاه لييييييييييييييييييييه آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
~ أصعب مافي الأخطاء إنك تكون السبب فيها , تحاول إنك تلقي الملامة على الجميع وتصرخ بها بعالي الصوت لكنك في قرارة نفسك في جزء عمييييييق بداخلك عارف ومتأكد إنك سبب هذي التعاسة اللي تحيط بك , إنك إنت الوحيد اللي بيتحاسب على أفعاله وبيعاني عقدة الذنب من ذنوبه , شيء مرعب إنك تكون انت المعول اللي هدم شيء جميل في روحك , إنك اللي سكبت الحبر الأسود وشوهت نقاء وصفاء قلبك , وحفرت بداخلك خندق عميق من الألم اللي لايمكن يزول ~.
ما انتبهت أزهار إلا وهي جالسة على أرض الصالة الرخام والبندري متشبثة فيها وشهقاتها تهز بدنها من قوتها , طالعت في جهاز التحكم اللي تناثرت بطارياته وفي شاشة التلفزيون المشغلة على قناة غنائية وحضنت البندري وهي تمسح شعرها بيد مرتجفة , كانت كلمات اللوم والعتاب والتذكير بعقاب الله وبالذنب العظيم اللي اقترفته في حق دينها ونفسها وأهلها كلها تتلاشى شوية شوية , الضرب في الميت حرام , أهي حست بكل شي لكن بعد فوات الأوان , سألتها وهي تدعي الجهل : البندري اش فيك حبيبتي ليش تصيحين
قالت بصوت متقطع من وسط شهقاتها : أزهار. الله يخليك .لالا تعلمين أحد
انعصر قلب أزهار وهي تقول بصوت جاهدت عشان يكون متماسك : والله ما أعلم , قولي اش فيك
صاحت العنود لفترة وأزهار بداخلها عندها أمل وهي تدعي ~ يارب مايكون صار شي يااااااارب ما صار شي , يارب استر ~ قالت بصوت كسير : أنا أحب واحد
حست دقات قلبها تنبض في أطراف أصابيعها من شدة التوتر وهي تسأل : مين
ما رفعت راسها عن حضن أزهار وهي تقول : عبد الرحمن ولد عمي صالح , أخو عهود وريم
~ الله يحرقه , الله يقهره , استغفر الله العظييييييييم , يعني مالقي إلا عرضه اللي مفروض يدافع عنه ~ مسحت شعر البندري وهي تقول تستحثها على المتابعة : طيب
رفعت البندري وجهها المحمر من الصياح ومسحت دموعها وهي تقول بصوت مهزوز يهدد بالإنهيار : كنا نتكلم مع بعض دائما بالماسنجر وبالجوال أحيانا و أحيانا نتقابل بس أكون متحجبة ومو باين إلا وجهي
شجعتها أزهار لمن سكتت وهي تقول بحنان ويدها تبعد خصلات شعر أختها اللاصقة في وجهها من أثر الدموع : كملي
ارتجفت شفايفها ورجعت رمت نفسها وتخبي وجهها وهي تنتحب : اليوم تقابلنا وصار شي ماكان مفروض يصيييييييير
~ لاااااااااااااااااااااااااااااااااا مستحيل , مستحيل أكيد أنا في كابوس , ليه يابندري لييييييييييه ؟ ~ دعست كل مشاعرها وهي تسألها بصوت هادي لدرجة شكت إنه صوتها : يعني زي إيه
ولمن استمرت في بكاها وما تكلمت , هزتها وهي تقول : البندري تكلمي , اش قصدك وصلتم للـ
رفعت راسها على طول وقالت : لا ماصار شي كبير
حست جسمها يذبل من بعد ما كان مشدود زي وتر القوس , وغصب عنها زفرت براحة وهي تقول بفرح واضح : الحمد لله , مقدور عليها هالمشكلة إن شاء الله , المهم دحين إهدي عشان نفكر في المشكلة بهدوء , هيا , قومي , قومي ياحبيبتي غسلي وجهك وخلينا نروح الغرفة
شالتها للغرفة وخلتها تغسل وجهها وتغير ملابسها وتنسدح على السرير , لحفتها وقالت : أروح أسويلك سندوتش على كيف كيفك ومعاها كاسة عصير
قالت البندري بصوت مكتوم : ما أبغى شي , مالي نفس , حاسة بغثيان وصداع من كثر الصياح
مسحت أزهار على شعرها وقالت : عشان تاخذين بندول بعده, يلا حبيبتي, أنا نازلة
خففت الإضاءة ونزلت وسوت ساندوتش خفيف وعصرت برتقال وحطتها على صينية مع الدوا , وهي خارجة من المطبخ رن التلفون وخرجها من تفكيرها العميق في المشكلة اللي صارت , قالت لخديجة بصرامة : أنا أرد
ناولت الصينية لها ورفعت السماعة وقالت : نعم
جاها صوت رجال يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
: وعليكم السلام ورحمة الـــ
صرخ الرجال : أزهاااااااااااااار , هذا انتي
انصدمت واستغربت من صرخته فسألت : مين معايا
كان صوته غريب وهو يقول بلهفة : زهورة ماعرفتيني , أنا عمر
حست بانقباض في قلبها وهي تقول : آسفة أكيد غلطان في الرقم , أنا ما أعرف أحد بهالاسم
وصكت السماعة قبل ماتسمع صوت رجال جنب عمر يقوله : عمر قلتلك أختك فاقدة الذاكرة
قالت بغيض : ويدلعني كمان , هاتي الصينية
رن التلفون فطالعت في الكاشف وقالت : خديجة هذا الرقم لا تردين عليه مرة وقولي لسيتي ونور نفس الكلام سامعه
وطلعت لغرفة البندري وهي مقهورة جوة قلبها من خديجة اللي متسترة على الموضوع من زمان رغم إنها عارفة إنها مجرد مخدومة ومأمورة بهالشي لكن غصب عنها حستها مساعد في الجريمة
**********************
بالقوة سيطر على ارتجاف أصابيعه وهو يدق رقم جوال أبو جاسم , كان يحس الوقت يمشي بالبطييييييييييييييييء
: نعم
قال بصوت طلع من حنجرته همس حزين وهو ناسي يسلم : أبو جاسم
: إيوه نعم مين معايا
حس بالكلمات تتسارع على شفتينه لكنه حبسها وقال بسرعة : أنا عمر بن عبدالله بن محمد أخو أزهار , أكلمك من تبوك , أبو عصام جزاه الله خير قالي إنه أزهار عندك
انصدم أحمد لمن سمع الاسم وقال بعدم تصديق : عمر , لا إله إلا الله , سبحان الله ياولدي , الحمد لله على سلامتك , الحمد لله , إيوه ياولدي أزهار عندنا في عيوننا كمان
وصله صوت عمر المتلهف وهو يسأل : كيف حالها ياعم
: طيبة الحمد لله وإن شاء الله مبسوطة مع بناتي في نفس سنها تقريبا
انتبه إنه ماقام بالواجب فقال : حقيقة ياعمي ما أقدر أوصفلك شكري وامتناني على اللي سويته لأزهار و
اختنق صوته فقال أحمد وهو يحس قلبه ينبض بقوة : ارجع جدة ونخليك تشوفها بعيونك
قال بصوت مخنوق : جزاك الله خير , الله يجعل كل مافعلته في ميزان حسناتك , والله ماتعرف قد ايش شاكر لك صنيعك
تنهد أحمد وقال : على ايش ياولدي , ماقمنا إلا بالواجب ياولدي , الظفر مايطلع من اللحم
طالع في تذكرته وقال : إن شاء الله في رحلة لجدة اليوم في الليل
ارتاح لمن قال أحمد بصوت دافي : حياك الله في أي وقت البيت بيتك
وصك السماعة بعد ما أخذ منه وصف البيت , طالع في ورقة الوصف وهو يحاول يتذكر ملامح أخته , ابتسم له أبو عصام وقال : ارتحت بعد ماكلمت عم أبو جاسم
غطى عمر وجهه وبكى بصمت , ما كان متخيل بعد الحالة اللي مر فيها إنه يعرف إنه أزهار حية , أزهار اللي تعذب بداخلة ملايين المرات ليش سابها لوحدها وعاش هو رغم اللي مر به وخلاها تموت
طالع في ساعته وهو يحس الليل طويييييييييييييييييييييل
***
طالع أحمد في مجموعة الرجال الجالسين قرب المسبح اللي في الإستراحة ومن ضمنهم جاسم اللي كان يضحك على شي قاله حسان وهو غاطس في تفكييييييير عميق , اش حيصير بكرة لمن يجي عمر هل حتقابله أزهار وتتذكر كل شي وجوازها من جاسم فين حتعيش بعد هذا كله أسئلة كثيرة جات في باله لكنه أجل التفكير بها لبكرة مع أخوانه اللي بيطلعهم على الجديد اللي صار .
********************
الساعة الثانية صباح يوم الجمعة 5 / 1 / 1427 هـ :
بعد غرق السفينة :
محاولاته عشان يلحق الحرمة باءت بالفشل , رجع يسبح للسطح وانصدم إنه فوقه جسم معدني كبير , حس أنفاسه تختنق وهو يتحسس الجسم ويحاول يلقى نهايته , ~ أزهار , أرجوك يارب عيشني عشان البنت اليتيمة , أتوسل إليك يارب , ياربي أزهااااار انت أعلم بحالها ~ غصب عنه خرجت أنفاسه من الكتمة وقام يسبح تحت الموية بلا هدى مامر شريط ذكرياته زي مايقول البعض بالعكس عقله استمر يناجي ربه ويصرخ باسم أخته اللي سابها وحيدة , وفي النهاية لمن أيقن بالموت حس إنه وصل لنهاية الجسم المعدني , سبح بسرعه وخرج راسه وشهق بكل قوته , جلس دقايق يسحب النفس بقوة وهو مهو مصدق نجاته , قال وهو يلهث ويمسح وجهه : الحمد لله , الحمد لله
ولف على الجسم لقيه مركب كبيرة مزدحححححمة ورجال يسحبون الموية من القارب المخروم ويطشونها في البحر ورجال ثانيين يصارخون : سدها بالثوب , سدها قبل ما نغرق
ورجال يصلون ودموعهم على خدودهم , ورجال ساكنين في مكانهم , سألهم عمر : فيكم واحد اسمه عمار أو عمير
ولمن شافهم مطنشين نادى : عمااااااااااااااااااااار , عــمــيــــــر
وكحكح من الشرقة ولف حولين القارب وهو مهو عرف هو فين بالضبط عن مكانه الأول , حاول يخترق الظلام وهو ينادي : أزهااااااااااااااااار , أزهااااااااااااار
كان متأكد إنه حيلقاها في المكان اللي سابه لأنه مستحيل بينجرف وسط الموية لمكان بعيد عنها تماما , دار بعيونه وصرخ : أزهااااااااااااااااااااااااااااااااااااار
وأصاخ سمعه يحاول يميز صوت أخته من بين الأصوات المتزاحمة لكنه ماسمع لها حس , حس بخوف يعصر قلبه , قام يسبح في اللا اتجاه وهو يقول بهمس من وسط لهاثه : أتوسل إليك يا حي يا قيوم إنك تحفظها , يارب استجبت دعائي ونجيتني وأنا أطمع في إجابتك لي بأن تحفظها وتعيدها لي سالمة , أتوسل إليك يارب وصرخ بخوف أكبر وهو يوقف سباحة : أزهاااااااااااااار جاوبيني , أزهااااااااااااااااار , أزهاااااااااااااااار
مسح نقاط الموية اللي تمشي على وجهه من شعره المبلل وهو يفكر ويدعي ~ يارب ارحمني , أمي غرقت بين يديني وأختي ضيعتها بنفسي , ياربي حاولت أنقذ حياة مسلم وانت أعلم , يارب احفظها , يارب إني أعلم أني لم أقم بعمل صالح أدعوك به فإن كان لي عمل صالح فإني أدعوك به أن تحفظها وتعيدها لي سالمة ~ ولمن سمع صرخات ناس ينادون بأسماء كثيرة مالها إجابة , صرخ بحرقة : أزهاااااااااااااااااااار , عمااااااااااااااااااار , عــمـيـــر .