يعمل الحمام التركى على تحفيز الدورة الدموية فى الجسم لدرجة تسبب إفراز العرق وتخليص الجسم من العناصر السامة الموجودة فيه
الاهتمام ببشرتك لا يقتصر على الكريمات والتنظيف والمستحضرات التجميلية فقط بل لابد من الاهتمام بنضارة البشرة التى تمتد لأشهر طويلة بالإضافة إلى المتعة والراحة والاستجمام فى آن واحد.
وهذه المتطلبات المتعددة ليس من السهولة الحصول عليها ولكن إذا كنت جربت الحمام التركى فبالتأكيد ستوافقيننا الرأى. ودائماً ما تبحث المرأة عن الراحة والاستجمام والمتعة والفائدة وهذا ما يعتمد عليه الحمام التركى.
إذ أنه يحافظ على نضارة بشرتك لعدة شهور، ومن أهم مميزاته تنظيف البشرة وتحويلها إلى عنوان من النعومة وذلك من خلال التطوّرات التى ابتدعها الأتراك تماشياً مع التطور، حيث قاموا بإدخال أنواع من المساجات بعد الحمام التركى تكون وسيلة للحفاظ على جمالك وراحتك فترة طويلة.
لذا ننصحك فى حال قررت السفر إلى تركيا أن تقومى بزيارة مركز Spa والبدء بالحمام التركى، ثم بأى نوع من أنواع المساجات الشهيرة لديهم، ومرة أخرى قبل سفرك بيوم واحد. فزيارتان فى الشهر ستعطيانك راحة تامة ولمدة شهور.
ويمكنك السؤال أيضاً فى مراكز التجميل الخاصة فى بلدك عن توفّر متخصصين للحمام التركى. بداية لنتعرف على ماهية الحمام التركى.
يشرح لنا مدير مركز Spa يونس عبد الله فى فندق ريكسوس بمدينة أنطاليا أهم مواصفات الحمام التركى فيقول: ينقسم الحمام التركى إلى مرحلتين وهما كالتالى:
المرحلة الأولى: عملية التبخير
وهى أسهل وصف للحمام التركى حيث يتعرض الجسم لبخار ماء يهدف إلى فتح مسامات الجلد وتقشير الخلايا الميتة بليفة خاصة تساعد وبشكل رئيسى على التخلص من الأوساخ والشوائب الجلدية، حيث يستلقى الشخص داخل الحمام التركى على طاولة مسطحة من الرخام للخضوع لعملية تقشير الجلد الميت والتى تسمى "التكييس" لأنها تُجرى بواسطة كيس خاص مصنوع من ألياف طبيعية موجودة فى تركيا، يستخدم لتنشيط الدورة الدموية فى الجسم وفتح الشعيرات الدموية وإزالة السموم المتراكمة على سطح الجلد. وفى هذه المرحلة سيكون هناك تغيير واضح فى ملمس الجلد من حيث رونقه ونعومه ولمعانه.
المرحلة الثانية: مرحلة التدليك
كان الأتراك قديماً يكتفون بعملية التبخير، ومن ثم تقشير الجسم والتكييس لكن اليوم ومع التطورات الحالية فى مراكز التجميل وحسب آراء أخصائيى البشرة تمّت إضافة خطوة مباشرة بعد التبخير والتقشير هى التدليك، والتى يدخل فيها العديد من الأشكال اعتماداً على جسم كل سيدة.
فهناك التدليك الكلاسيكى، وتدليك الشوكولاته، والتدليك بالزيوت العطرية، بالإضافة إلى التدليك المائى، والتدليك بالأحجار الذى يعتمد وبشكل رئيسى على رأى ذوى الاختصاص والمتمرسين فيه.
وتنتشر الحمامات التركية بكثرة فى كافة أنحاء تركيا، فهى موجودة فى كل مقاطعة تركية وفى كل ركن من أركانها، وعلى وجه الخصوص فى أى فندق تزورينه مثل فندق "كمبينسكى أنطاليا"، و "فندق ريكسوس سانغيت"، و "ريكسوس بريميوم بليك" والتى تتميز بأشهر مراكز العلاج الطبيعية.
التاأثيرات الأخرى للحمام التركى
عُرف منذ القدم أنّ الحرارة هى وسيلة للشفاء والاسترخاء وخصوصاً إذا كانت بجرعات متوازنة ومعينة من أجل علاج مشاكل التنفس، وألم العضلات، والتخلص من التوتر بل وحتى من أجل التخسيس وحرق الدهون.
ويعمل الحمام التركى على تحفيز الدورة الدموية فى الجسم لدرجة تسبب إفراز العرق وتخليص الجسم من العناصر السامة الموجودة فيه. إذ من المعروف أنّ البخار يزيد معدل نبض القلب بنسبة 50 إلى 75% وهو ما يعادل النسبة الناتجة عن المشى السريع، وتعمل الجلسة الواحدة من الساونا على حرق نحو 300 سعرة حرارية وهو ما يعادل ما يحرقه الجرى مسافة ثلاثة أميال. كما تُعرف عملية التبخير بقدرتها على مكافحة السيلوليت، الشبح، الذى تخافه كل امرأة.
أنواع التدليك
ويشرح لنا يونس عبد الله أنواع التدليك الأكثر طلباً من قبل النساء:
تدليك الشوكولاته
تدليك الشوكولاتة يدوم ستين دقيقة باستخدام الشوكولاته السائله لأن ّ فيها زيت الكاكاو الذى يطرى الجلد. فالكثير من الأتراك يستعملون الكريمات التى يدخل فى تركيبها زيت الكاكاو من أجل تطرية الجلد من الجفاف خاصة فى فصل الشتاء.
يبدأ تدليك الشوكولاته من جهة العنق نزولاً إلى القدمين، وخلال التدليك يصعد عطر الشوكولاته إلى أنف المستلقى على مكان دافئ ليكمل طريقه إلى الأعصاب من أجل استرخائها.
وبعد التدليك يُلف الجسم بلفائف من القماش الناعم، ويفضل أن تكون من القطن الصافى كى يتابع الجسم تنفسه، مع الاستلقاء حوالى نصف ساعة على أريكة مريحة مع موسيقى ناعمة.
تدليك الزيوت العطرية
استخدمت الزيوت العطرية أُستخدمت منذ آلاف السنين لتحسين حالة الإنسان الجسدية والعاطفية. وتفيد الدراسات أن التدليك بالزيوت العطرية يعمل على خلق حالة من التوازن بين العقل والجسد، ما يساعد على التكيف مع المرض والضغوط اليومية والتعب الذهنى المر الذى يساعد الجسد على أن يُشفى نفسه بنفسه.
كما أنّ بعض الشعوب استخدمت الزيوت النباتية فى المراسيم الدينية للمساعدة على صفاء الذهن والنفس. والعلاج بالزيوت العطرية أو ما أصبح يسمى بـ "أروماثيرابى" يتم باستخدام زيت عطرى وهو سائل نباتى مركز من خلاصة النبات، ويسمى أحياناً "هرمون النبات" يستخلص من الزهور أو سيقانها أو من الجذور، وأحياناً من لحاء الأشجار.
ومن أشهر أنواع الزيوت العطرية المستخدمة: الياسمين، والورد، واللافندر، والريحان، والبرجموت، والمر، والبابونج، والنيرولى، والنعناع، والكافور. ويرجع المفعول العلاجى لتلك الزيوت إلى قدرتها على النفاذ إلى داخل طبقات الجلد، نظراً لحجم جزيئاتها المتناهية فى الصغر، ومن خلال عملية التدليك يتم أمتصاصها إلى تيار الدم، كما أنه يمكن استنشاقها عن طريق الفم. إلى جانب ما تتمتع به أغلب الزيوت من مفعول مطهر يقضى على الجراثيم.
وتتصاعد أثناء عملية التدليك أبخرة الزيوت فتحدث تأثيرات عامة لها نتائج طيبة فى علاج بعض الأمراض، كالصداع، واضطرابات الهضم، وارتفاع ضغط الدم وغيرها.
تدليك الأحجار
التدليك بالأحجار البركانية الساخنة أحد أهم أنواع التدليك الخاصة بالاسترخاء حيث تعزز الجسم بقدر كبير من الحرارة المريحة والواقية، كما تخلصه من الاضطرابات الجسيمة.
وتعمل الأحجار المعدنية (تسع أحجار كبيرة ستة متوسطة وأربعة صغيرة، وثمانية لأصابع القدمين، إضافة إلى مزيج من ثلاثة زيوت أساسية) بعد تسخينها بتقنية خاصة عبر طاقتها المتذبذبة على منع تركز الطاقة فى منطقة معينة من الجسم، اعتماداً على تقنية الترويض بالطاقة التى تقوم على إعادة توزيع القوة بشكل مساو، لتحقيق توازن نفسى جسمانى.
ولها مفعول إيجابى على الجلد أيضاً، فهى تنظفه وتجعله أكثر نضارة وتألقاً. تعتبر الحمامات من أهمّ المعالم السياحية والتراثية فى تركيا وترتبط بها العديد من العادات القديمة كزفة العريس، وحناء العروس، كما تتمتع بأهمية خاصة لدى النخب الرفيعة فى المجتمع التركى.