الطفل يغمز أو يعض شفتيه أو يقضم أظافره أو يهز كتفه. حركات لا إرادية يقوم بها بعض الأطفال،
تقلق الأهل فيحاولون منع طفلهم من القيام بها بشتى الوسائل.
ولكن السؤال: لماذا يقوم بعض الأطفال بهذه الحركات؟ وعلام تدل؟
يرى اختصاصيو علم نفس الطفل أن أسباب الحركات اللاإرادية Tics) غير معروفة ولا محددة، فهناك وجهات نظر مختلفة حول هذه الظاهرة.
في بعض الحالات القليلة قد يكون السبب عضويا أي وجود خلل في وظيفة الأعصاب، ولكن القسم الأكبر من الأسباب هو نفسي.
تشير الحركات الغريبة والمتكررة، ويمكن تسميتها التشنج العضلي، التي يقوم بها الطفل إلى اضطراب نفسي يعيشه، يعبر عنه إما بحركات الوجه وإما بحركات الجسم، وفي بعض الأحيان بإصدار الأصوات كالسعال أو النخير حين يتكلم.
وفي كل الأحوال فهذه حركات لا إرادية، لا يستطيع الطفل التحكم فيها. ويتميز الطفل الذي يعاني التشنج العضلي بحساسية مفرطة وشعور دائم بالقلق الداخلي، وغالبا ما يعانيه الأولاد أكثر من البنات، خصوصا ما بين عمر التسع سنوات والإثنتي عشرة.
فالواجبات المدرسية، والأهل القلقون الذين يطلبون الكمال في كل ما يقوم به طفلهم، كأن تريد الأم أن يكون مثاليا في كل شيء في هندامه وفي تصرفاته، وأن يكون متفوقا في المدرسة إضافة إلى علاقته بأترابه. كل هذه الأمور تسبب له الكثير من التوتر والقلق الشديدين، فيعبر عن ذلك من خلال حركات غير مألوفة تبدو أحيانا مزعجة.
وفي المقابل قد يتعرض الطفل الذي يعاني تشنجا عضليا لاستهزاء أترابه ولملاحظات لاذعة من الراشدين.
فيشعر بالحزن الشديد ورغبة في العزلة، ويفقد الثقة بنفسه ما يزيد المشكلة تفاقما، إذ يصبح عنده اضطراب نفسي قد ينتج عنه رسوب في المدرسة لأنه لا يستطيع التركيز في الصف. فهو منشغل في محاولة التخلص من هذه العادة السيئة.
لذا من الضروري أن يتقرب الأهل من طفلهم ويعرفوا ما يقلقه ليعملوا على إزالة القلق والتوتر اللذين يشعر بهما. ويمكن الأم أن تساعد طفلها في التخلص منها كأن تطلب منه أن يقف أمام المراة ويراقب وجهه أو حركات جسمه، ويحاول التنبه إلى أي حركة تصدر عنه. كما يمكنها أن تسمعه الموسيقى الهادئة لتخفف من حدة توتره وتشعره بالاسترخاء.
أما إذا جاء الطفل من مدرسته يشكو أترابه لأنهم يستهزئون به فيمكنها أن تطمئنه أن هذه العادة لن تدوم طويلا، وأن في إمكانه النجاح في حياته رغم وجود هذه المشكلة، وتعطيه بعض الأمثلة عن أشخاص نجحوا في حياتهم رغم أنه كانت لديهم بعض الحركات المضحكة، كأن تقترح عليه مثلا مشاهدة فيلم «أماديوس» الذي يروي قصة حياة موتسارت.
فهذا الموسيقي الموهوب الذي لا تزال مؤلفاته تهز الملايين، عانى في طفولته اضطرابا نفسيا نادرا لازمه طيلة حياته. وتتضمن أعراض ذلك الاضطراب، ظهور تشنجات وحركات لا إرادية تحمل إسم Tics بالانكليزية.
والمفارقة أنه عانى من هذه الحركات المرضية منذ طفولته، وفي الوقت عينه الذي ظهرت فيه موهبته الخارقة في الموسيقى.
-قضم الأظافر هل هو عادة أم حركة لا إرادية؟
غالبا ما تشير عادة قضم الأظافر إلى أن الطفل يمر بمرحلة من التوتر أو حدوث تغير كبير في محيطه الاجتماعي.
إذ يتفق الاختصاصيون على أن قضم الأظافر يشير إلى تغير في حياة الطفل، قد يبدو بسيطا بالنسبة إلى الراشد ولكنه بالنسبة إلى الطفل كبير جدا، فمثلا رحيل صديقه المقرب، مدرسة قاسية، أو أخ مريض. وقضم أظافره يخفف التوتر الذي يشعر به، ولكن في بعض الأحيان يكون السبب بسيطا جدا وهو أنه يقلد صديقا له في الصف يقضم أظافره. وفي هذه الحالة على الأم أن تتحدث إلى والدة الطفل الذي يقضم أظافره.
-كيف يمكن الأم مساعدة طفلها على التخلص من هذه العادة؟
من المهم أن تشرح الأم لطفلها مساوئ قضم الأظافر، وماذا يمكن للظفر أن يحوي من ميكروبات سوف تؤثر في صحتة، فالخطر أن تنقل إليه عدوى بسبب الأوساخ التي يحملها الظفر.
لذا على الأم أن تقص له أظافره، وتوفر له نشاطات تلزمه استعمال يديه، مثل المعجون، والرسم. وفي كل مرة ينجز نشاطا عليها أن تطلب منه غسل يديه بالماء والصابون جيدا ، كي يفهم أهمية نظافة يديه وأظافره.
يحدث أحيانا أن الأم تشعر بالتوتر الشديد وتدرك أنها غالبا ما تقضم أظافرها إذا ما شعرت بالتوتر، لذا عليها أن تحاول التخلص من هذه العادة كي لا يقلدها طفلها. فالطفل يخفي توتره، مما يزيد قلقه وشعوره بالذنب.
لذا من المهم أن تعرف الأم سبب قلقه وتتحقق من المشكلة بأن تسأله بشكل غير مباشر عما يشعر به لتعرف أسباب قلقه، كما عليها أن تتواصل مع الحضانة أو المدرسة التي يرتادها وتسأل المدرسة عما إذا لاحظت تغيرا يجعل الطفل يشعر بالألم.
أما إذا أدى قضم الأظافر إلى نزف فعلى الأم استشارة اختصاصي نفسي ليساعدها في اكتشاف أسباب التوتر والقلق الشديد التي لم تستطع اكتشافها وحدها، ويكون ذلك من خلال جلسات عدة يخضع لها الطفل.
وإذا تحسن الطفل على الأم تشجيعه وتبقى إيجابية معه وإن واجه بعض النكسات، كما عليها ألا تتردد في التحدث إليه عن بعض المشكلات التي تعانيها، فهذا يجعله يشعر بالارتياح.
وفي كل الأحوال على الأم ألا تصاب بالهلع أو تشعر بالذنب تجاه نفسها أو تجاه طفلها، إذا كان قضم أظافره سببه توتر شديد أو حزن دفين، وإنما الحوار المستمر والحب هما الكفيلان بتخليص الطفل من التوتر والألم وبالتالي من عادة قضم الأظافر.
uk]lh dr,l 'tg; fpv;hj gh Yvh]dm2013