العنوانُ الذي إخترته لهذه المقالة له أبعاداً أخرى ، ستأتي ما بين أسطر هذا الطرح الممتلئ بالكثير من الأسئلة
عن ماهية الوظيفة و مقارنتها بالعمل و لاحظوا أنني قلت مصطلحين إثنين لخوضِ غمار هذه الحياة هما / الوظيفة والعمل!
مدخل :
تبدرُ الكارثة - الحقيقية - في خريجي التعليم والجامعات وهم في سنواتهم الأخيرة من التكوين الشخصي ، عندما لا يُدركون
ما هو العمل ، خاصة بعدما يتم ربط هذه المفردة بالوظيفة ، و شتان بين موظف وعامل ، ذلك في المفهوم اللغوي لدى المفردتين
فالموظف هو نموذجاً لأمر محدد فقط يتم من خلاله أداء مهمته في توقيت واحد مقابل أجر واحد! ، بينما العامل فهو متوسع فكرياً
في نشاطاته - العملية - و يستطيع أن يعمل في أكثر من نشاط و بأكثر من دخل شهري!
مخرج للختام :
بديهياً ، تكمن المشكلة الكبرى في أن يكون الخريج لا يعرف ما هي القطاعات التي تحاكي مقوماته هوَ ، فهوَ كخريج وإن كانت
لديه الخبرة المعرفية و العلمية ، فهو حتى وقت تقديمه للوظيفة التي يأمل القبول بها لا يدرك مستقبلها ، أو سلمها الوظيفي له
كموظف ، لم يُفكر متى يتجمد وظيفياً ( و قابلوني إذا فهم الشاب لدينا ما هو التجميد الوظيفي ) أيضاً لا يستطيع إستيعاب معطياته
هوَ - كشخص - و حينما يتم رفضه بعد المقابلة الشخصية - الإنتر فيو - يتحطم تماماً و كأنه قد كان شيئاً متميزاً أم أنه قد أنجز
عملاً رائعاً ، إنما هوَ لم يقدم شيئاً أو عمل سوى تخرجه فقط من الجامعة أو الكلية أو المدرسة التي تعلم ونشأ فيها
السؤال :
هل تعلم عزيزي الخريج مدى قدراتك ؟ لا تعرف طبعاً / لم تتعلم معنى القدرة بعد!
لذلك ، ينتظر خريجو زماننا هذا في طوابير الوظائف الحكومية - المريحة - التي توفر مكتباً وثيراً و أماناً وظيفياً وإستقراراً وهذا
ما يسعى له شريحة كبرى من الشباب ، لأنهم لم يُفكروا بالإنجاز العملي أو الوظيفي لهم ، بقدر البحث عن الراحة و الأمان
كما لو أنهم في ( غابة ) تكتظ بالوحوش المفترسة!
عن أي أمان وظيفي تتحدثون و أنتم لديكم صورة مضللة عن القطاعين الخاص و العام ؟ و من قال أن القطاعات الخاصة لا توفر
الأمان لكم ؟ بل أن الشركات و المؤسسات وفرت مميزات عديدة مغيبة عن أفكاركم! ، و أفضل المميزات هي التي تقدمها الشركة
للعامل المبتدئ لديها و بالتدريج وكسب الخبرة من المستحيل أن يبقى مكانه كما كان في بداياته و هذا الأمر أبداً ليس بمقدور
أكثر الخريجين أن يستوعبوه!
.
.
هل وصلت المعلومة الآن يا معشر العاطلين ؟ الذين تريدون الراحة والراتب و كلاهما لا يجتمعان ؟
تريدون وظائف بساعات قليلة ، و أجور مرتفعة و أنتم في الأساس لم يتعب أحدكم من أجل كسب الخبرة العملية ؟
كل حافز ، وأنتم بخير!
.
.
تحية عبقة ،،
jvd] pht. Hl jvd] hgulg ?