العوامل التي أدت إلى تأخر سن الزواج :
أ- التغيير الاجتماعي : هو كل ما يطرأ على البناء الاجتماعي من تغيرات في الوظائف و القيم و الأدوار الاجتماعية خلال فترة زمنية , و يمثل نظام الزواج في المجتمع الجزائري احد الأنظمة المتأثرة بعوامل التغير الاجتماعي , كما أن السن الزواج تأثر به فبعد أن كان يعرف في العائلة التقليدية تبكيرا أصبح اليوم يعرف تأخرا , و هذا التأخر الذي لم يسبق و أن عرفه المجتمع الجزائري قديما بالشكل الذي يظهر فيه حاليا حيث يبتعد الشاب عن العادات و التقاليد التي يراها مقيدة لسلوكه , و أهم جوانب التغيير في الزواج و التي أدت تأخر : - تغيير مكانة المرأة –بروز الفردانية –
فالعزوبة في الجزائر بلغت عام 1998 نسبة 45.65% و يرجع التأخر في سن الزواج لعدة عوامل منها :
ب- تأثير عامل التعليم على تأخر سن الزواج :إن انتشار التعليم لاسيما التعليم العالي , له اثر واضح في رسم مستقبل الشباب حيث " أن الشاب أو الفتاة لا يستطيعان الإقدام على الزواج إلا بعد إتمام فترة الدراسة و الحصول على عمل ملائم و اجر مناسب يمكنهما من تكوين أسرة " و قد عرف التعليم في المجتمع تطورا ملحوظا في عدد المقبلين عليه منذ الاستقلال خاصة التعليم العالي الذي له اثر واضح في تأخر سن الزواج لدى الشباب حيث أن الشاب بعد تخرجه يجد إمامه إلزامية الخدمة الوطنية و بعدها رحلة البحث عن العمل ليفكر في الأخير بالزواج أما المرأة فتجد معاناة في البحث عن العمل .
ج – تغير القيم و المعايير المتعلقة بسن الزواج : من أهم العوامل التي أدت إلى تأخر سن الزواج , هي بروز قيم و معايير جديدة قللت من أهمية الزواج المبكر , فأصبح الزواج مرحلة يفكر الأفراد فيها خلال مرحلة شبابهم إلانهم يقضون هذه المرحلة في حياتهم أساسا في الاستعداد للزواج و هذه العملية تأخذ وقتا طويلا في الحاضر , كما أن النظرة الفردية للزواج تستدعي التريث في اتخاذ القرار , لأنه لا يحتمل مسؤولية الأسرة الجديدة سوى الزوجين الجديدين , على عكس ما كان عليه في الماضي حيث كانت النظرة للزواج جماعية و حيث نتولى العائلة كل أمور الزواج من اتخاذ القرارات إلى إعالة الأبناء و الأسرة الجديدة ( عياط الأمين ، 2004، ص. 27-28).
د- تأثير البطالة على تأخر سن الزواج : إن المشاكل الاقتصادية و السياسية التي واجهتها الجزائر , انعكست بالسلب على الأسرة حيث أدت إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطن , و ارتفاع أسعار بعض المواد كثيرة الاستعمال .و في بعض الحالات وجد رب الأسرة نفسه مطرودا من عمله ( ظاهرة تسريح العمال ) , هذه المشاكل التي شهدتها الجزائر أثرت أيضا على فئة الشباب , حيث تقلصت فرص العمل , مما نتج عنه البطالة و التي أثرت في تأخر الشباب عن الزواج , و حتى إن وجد الشاب عمل , فإن مصاريف العرس أصبحت باهظة التكاليف فتطول عملية الاستعداد للزواج .( عياط الأمين ،2004، ص. 41 ) .
هـ- تأثير أزمة السكن على تأخر سن الزواج : إلى جانب العوامل السالفة الذكر ، هناك عامل أخر لا يقل عليها أهمية و قد انتشر بصورة واسعة في السنوات الأخيرة و المتمثل في أزمة السكن ، هذا الأخير كان له اثر كبير في تأخر الشباب عن الزواج ، فأصبح الشاب يطمح إلى العيش في بيت يوفر له أكثر راحة نفسية و جسمية بعيدا عن ضيق المسكن العائلي
و- التحضر :تعتبر عملية التحضر من العوامل التي ساهمت في ارتفاع سن الزواج حيث ما بين 1966-1987 معدل التحضر انتقل من 31% إلى 49.7% فالتغيرات التي ظهرت على عملية الزواج في الحضر تعكس ذلك و تؤكد إذ في الفترة ما بين 1966 – 1987 قد تراجع سن الزواج ب 8.12 %( احمد عقون ، 2001، ص. 52).
hgu,hlg hgjd H]j Ygn jHov sk hg.,h[