"الأعزاء"! , "زيادة , "عتابكَ" ," , فستخسر
إن كان "عتابكَ" "زيادة " فستخسر "الأعزاء"!
كتر العتاب يقل المحبة
أن تعاتب شخصًا ما هذا يعني لك أن حجراً على صدرك سينزاح جانباً، ولكن ماذا عن الشخص الذي عاتبته، إن كانت طريقة العتاب خاطئة هل سيؤثر ذلك على علاقتكما مستقبلاً؟–عزيزي القارئ قد تتعلل بقولك:"إن العتاب على قدر المحبة"، ولكن تأمل معي قول أحد السلف الصالحين:"لا تقطع أخاك على ارتياب، ولا تهجر دون استعتاب"فحتى العتاب له فنونٌ لابد من إتقانها إن كان الشخص الذي نعاتبه يحمل في قلوبنا مكانًا عظيمًا لا نريد أن يُخسره.
"فلسطين" أورَدت بعض حالات العتاب بين أصدقاء وأزواج، واستمعت لذوي الاختصاص في علم الاجتماع، وبينت أهم الطرق والقواعد التي يمكن استخدامها في معاتبة أقرب الناس إلينا حتى لو كان العتاب هو آخر الحلولوالتفاصيل في سياق التقرير التالي:
بعد انتهاء عمله، عادَ "أبو علاء" لبيته، وما أن دخل إلى المنزل حتى تعثّر بلعبة طفلته وكاد أن يقع، رفع اللعبة ثم واصل طريقه متجهاً إلى المطبخ حيث زوجته، وهو منزعج مما حدث له فلولا عناية الله لكان سقط على وجهه وكسرت يده، ويحدث نفسه:"يا الله كم مرة قلت لك اهتمي بترتيب البيت، لم لا تسمعين كلامي؟!".
وصلَ إليها فقابلته بابتسامةٍ مشرقة وكلمة رقيقة، فإذا هي أعدت مائدة لذيذة من الطعام الذي يفضله، فأطفأ كل ذلك غضبه وجعله يفكر: "هل الأمر يستحق أن أكرر مرة أخرى عليها "الإسطوانة المشروخة" ذاتها لتغضب وتخبرني أنها كانت مشغولة بإعداد الطعام، ثم نضطر لتناول الغداء في جوٍ من النكد؟!، أعتقد أنه من الأفضل أن نتغاضى قليلاً لنسعد كثيراً".
وعلى النقيض من "أبي علاء"، استمرت علاقة الصداقة بين "سمر" وأقرب صديقاتها "سلمى" بالتدهور الشديد، ففي كل مرة تهاتف "سمر" صديقتها، يبدأ مسلسل العتاب المعتاد، فـ "سلمى" من النوع الذي يدقق بشكل فظيع على كل حركة أو فعل يصدر من "سمر" وفي كل مرة حجتها تكون "العتاب على قدر المحبة".
في بادئ الأمر كانت "سمر" تضطر لتبرير كل موقف تسأل عنه "سلمى"، ولكن تطورت الأمور لتصبح "سلمى" نكدية جدًا وبائسة كلما واجهت "سمر"، ما حدا بالأخيرة لتقليل العلاقة بها، بل وأخبرتها: "إن البعد والافتراق هو الحل الأمثل، فلست مستعدة لأحرم نفسي من الصفاء بسبب نكدك يا ست "سلمى"!" وفق ما قالته لها وهي تنهي صداقتهما.
بدورها، تبين الاختصاصية الاجتماعية المصرية د. نعمت عوض الله أن العتاب ينشأ عن شعور شخص بالغضب من تصرف آخر، فيراجعه فيما صدر منه من موقف فإما أن يبرر ويشرح سبب تصرفه أو يعتذر لسوء الفهم.
وتقول د. عوض الله، في اتصال هاتفي مع "فلسطين": "كثرة العتاب تؤدي لقطع أواصر المحبة على عكس المثل القائل:"العتاب على قدر المحبة"، مشيرةً إلى أن من خصائص العتاب أن يكون بعد مرور مدة من الزمن على الموقف الأصلي، وقد يأتي في لحظة صفاء ما يؤدي إلى تكدر الشخص المعاتَب.
وتنوه إلى أن العتاب يدل على ضعف الشخص نفسه لعدم قدرته على المواجهة ساعة حدوث الموقف الذي أثاره، لافتة النظر إلى أن الأصل أن تتم مراجعة الشخص على التصرف الذي أبداه ساعة صدوره منه على هيئة استفسار فإما أن يبرر موقفه بأن سوء تفاهم قد حصل ولم يقصد ما بدر منه، أو يؤكد أنه يقصد ما حدث.
وتضيف: "وبالتالي تتصافَى العلاقة في الوقت ذاته إما لتطورها باتجاه تحسين الوضع، أو صدور قرار بقطع العلاقات وجعلها تقتصر على الرسميات بعد تحديد المواقف من كلا الطرفين"، موضحة أن الأكثر إيجابية أن يتعامل الإنسان بطريقة "التغافل" وهي من محاسن الأخلاق، خصوصًا إذا كان الشخص الذي صدر منه الموقف عزيزاً على القلب ونرغب باستمرار العلاقة معه، سواء كان زوجًا أو صديقًا أو أحد أفراد العائلة.
وتتابع: "ويمكن الاستعانة باستذكار الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية التي تبين أثر من يعفو ويكظم غيظه، وعندها يعمل الإنسان على مسح الموقف من ذاكرته نهائيّا"، منوهة إلى أن البعض يفترض أن الشخص كان قصده من الموقف كذا وكذا ويصدق النوايا السيئة التي افترضها، ما يؤدي إلى سوء تعامله مع الآخر الذي لا يدري سبب تعامله.
وتوضح أن المراجعة في ذات الوقت تعطي قوة للطرف المُرَاجِع، فحتى لو كان الشخص صاحب الموقف يقصد ما بدر منه، ولكنه أنكر ما حدث ساعتها أو برر موقفه بشيء كاذب فهذا إما يدل على أنه غير قادر على المواجهة وبالتالي هو ضعيف لا يستحق أن يغضب الشخص منه، أو هو شخص لا يريد أن يخسر من أمامه لأنه عزيز عليه، وفي الحالتين يرتاح الشخص لأنه كسب.
وتدلل على قدرة نسيان المواقف والتغافل عنها بما يحدث بين "الأم" وأولادها، مكملة: "يصدر من الأولاد مواقف كثيرة قد تدفع الأم إلى البكاء كثيرًا، ولكن مهما حدث فإنها تتغافل ولا تعاتب أبدًا".
وتوضح أن البعض يقول: "بياكل بعقل ماما حلاوة"، ولكن الأصل أنه هذه هي المحبة الحقيقية أن يتغافل الإنسان عن المواقف السيئة التي قد تصدر ممن يحبهم ويجد لهم الأعذار والمبررات، وأن يدعو لهم بالمغفرة والسماح، مشيرةً إلى أن كثرة العتاب قد تؤدي بالطرف المعاتَب دائماً لتجنب اللقاء فليس في كل مرة عليه أن يحتمل ويكدر صفاء عقله بسبب مواقف قديمة.
Yk ;hk "ujhf;Q" ".dh]m " tsjosv "hgHu.hx"!