الإسلام والوقاية من أمراض الأسنان
د. عزالدين فراج
عنى الإسلام بنظافة الفم باعتباره مدخل الطعام والشراب إلى جوف الإنسان، فإلى جانب المضمضة في الوضوء. أوصى النبي الكريم (ص) أتباعه باستخدام السواك في تنظيف أسنانهم، وإزالة ما يعلوها أو يتخللها من فضلات الطعام، التي تؤذي ـ عند تحللها ـ الإنسان، لما تسببه له من أمراض. وعموماً يمكن القول إن كثيراً من الأمراض لها علاقة بالفم. وأهم ما فيه اللثة إذ تتكون فيها وبين الأسنان وتحتها جيوب صديدية أو بؤر صديدية بسبب بقاء فضلات الطعام بين الأسنان وتخمرها وتوالد الميكروبات فيها وهذه البؤر الصديدية تنتقل ميكروباتها عن طريق الدم إلى أعضاء مجاورة وغير مجاورة.
لهذا دعا الطب حديثاً إلى تنظيف الأسنان وتدليك اللثة كل صباح ومساء حتى أصبحت الفرشاة ومعاجين الأسنان أمر لابد منه.
ـ هذا ما دعا إليه الإسلام من قبل أربعة عشر قرناً من الزمان. إذ دعا إلى السواك وهو تنظيف الأسنان بالسواك مع تدليك اللثة حيث قال نبي الإسلام (ص): ((تسوكوا فإن السواك مطهرة للفم ومرضاة للرب)).
والسواك هو جزء من شجرة اسمها الأراك لها مزايا يجعلها تفوق الفرشاة والمعجون التي تستعملها الآن، فخيوط السواك مرنة وكثيرة، تمكنها من التغلغل في ثنايا الأسنان وسواك شجرة الأراك به مادة مطهرة ومواد قابضة تعالج صديد اللثة وتقتل بعضاً من ميكروباتها وسمومها.
وكان نبينا الكريم يردد في استعمال هذا السواك عدة مرات في اليوم الواحد، في الصباح والمساء، وبين الأكلات ولهذا قال: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)).
ـ وقد نشر مدير معهد الميكروبات والأوبئة في جامعة ((روستوك)) بألمانيا الديمقراطية بحثا أثبت فيه أن السواك الذي يستعمله المسلمون من عصر نبيهم من أرقى وسائل تنظيف الأسنان، لاحتواء السواك على مادة فعالة مضعفة للميكروبات، تشابه في مفعولها فعل البنسلين.
وجاءت أوربا بعد مئات السنين تعمل كالمسلمين، فأخرجت فرشة الأسنان تقليداً لهذا السواك الذي نادى به نبي الإسلام لوقاية الأسنان، ونسيت أوروبا إن الإسلام دعا المسلمين إلى مضمضة الفم في كل وضوء، وفي ذلك زيادة في الحيطة والمحافظة على صحة الأسنان.
أي على الإنسان أن يخشوشن في طعامه وملبسه تحملاً للظروف الخشنة والسيئة إذا ألمت به. وكان يهدف بجانب ذلك الالتجاء إلى الأطعمة الخشنة من حين إلى آخر، لأن الطعام الخشن والجامد تكثر فيه الألياف وهذه عند طحنها بين الأسنان تقويها وتقوي اللثة أيضاً على عكس الأطعمة اللينة.
وبجانب ذلك تساعد الألياف الموجودة في الأطعمة الخشنة على حركة الطعام في القناة الهضمية وتساعد على تقليل الإصابة بالإمساك. وكان التمر الجاف يكون في غذاء النبي (ص) موضعاً رئيسياً وهو من الأطعمة الخشنة التي تحتاج إلى مضغ الأسنان.
يقول الدكتور ((ديشوم)) الفرنسي:
((نرى اليوم أهل الريف وسكان المناطق الجبلية الذين لا يزالون يأكلون الخبز الجاف محتفظين بأسنان بيضاء قوية. أما نحن أهل المدينة فلا نأكل غير الخبز الطري الإسفنجي والأطعمة اللينة، وبذلك ضعفت أسناننا، هذه الآلة الثمينة الرابضة على عتبة جهازنا الهضمي.
من هذا كله نرى إن الخبز والأطعمة الخشنة هو أول صلاح نشهره لمكافحة أمراض الأسنان أو على الأقل لتخفيف أضرارها. ولتقويتها.
hgYsghl ,hg,rhdm lk Hlvhq hgHskhk