حينما تتغيب الأشواق
كانت الاشوق تنتقل ما بين الياسمين والريحان كما تتمايل نسمات القلب ونور الروح .
كانت تتهامس بلغات بدون مفردات مكتوبة . بدون صرخات مكبوتة محترقة بأهات الغيوم السوداء .
ما بين أنوار الذكريات وما بين ظلمات الواقع في دهاليز الحياة المظلمة تكاد تختنق اخر خيوط الحقيقة الكامنة في الجوهر على حساب الشكل الفاني كشمعة تحترق ببرود هالات غريبة تملؤها الحيرة .
اليوم عادت الطيور المهاجرة . عادت بجناح واحد مكسور . واخترقت غيوم الحيرة . وودعت الاشواق بهدوء . ورسمت صورة واحدة من ضياء تلك النجمة البعيدة . قد تكون صورة حزينة . ولكنها عبرت عن معاني الحب الدفين لجوهرة واحدة . بدون شوائب . بدون غموض او شتات .
قد تتنقل هالات تلك الهمسات في عوالم غريبة بدون ميناء . بدون منارة من رائحة الوطن . قد تجد نفسها في ظلال الاوطان المهاجرة تحت مظلات وطنية . قد تفقد بقايا روحها وتنكر قلبها . ولكنها ستحيا حياة عزيزة بقناعات حزينة سعيدة متقلبة ما بين دهاليز وسراديب الغربة والبعد .
كنت يوما اجد في تلك السماء جمال بدون مساحيق . بعفوية نور الجوهر . بشفافية وصدق الاحساس . ولكني وجدت السماء تنطوي على نفسها . وتفقد نورها رويدا . رويدا . كأمواج البحر وهي تلاحق ذلك الزبد الاجوف . في كثبان رملية تغطي شواطئ الغربة .
ما اصعب ايجاد انسان واحد فقط يكن لنا الحب باشواق صادقة من اعماق الروح وخلجات القلب . والاصعب عندما نجده ننطوي في عزلة الاحزان . ليصبح الوجود خيال . وتصبح الكلمات المحملة بالاشواق صدى بعيد . تعود لمصدرها . بلا عنوان واضح . بلا احاسيس حارة لتتلقف المشاعر كما كانت . عندها تتبخر الاشواق وتتحول لندى العمر على ياسمين الذكريات .
مع اصرار العزلة في عوالم الحيرة والاحزان . تفقد النقاط معانيها . وتفقد الحروق قدرتها بتشكيل الكلمات . وتبقى تلك المنارة في شعاع خافت لا يفقد الامل رغم غيابه . ويمتد بقايا انواره من فيوض الذكريات بكل لحظة كانت . قد تفقد بريقها ولكنها لن تفقد معانيها .
ما اصعب وداع الياسمين لعبيره واوراقه . ولكن هناك تربة للياسمين تحمل الامان والحياة رغم بعده عن نور روحه وقطيرات شذى قلبه .
نتمنى للياسمين دائما ديمومة عبيره وعودة اوراقه للحياة في ظلال تربته في محيطه القابع خلف اسوار قلعته البعيدة بكل ما فيها .
pdklh jjydf hgHa,hr