العلاج بالمله والرمال الحاره
" المَلَّةُ "
العلاج بالرمال الحارة
المَلَّةُ: الرَّمَادُ الحار والجَمْرُ ومَلَلْتُ الخُبْزَةَ أمُلُّها ؛ فهي مَمْلُوْلَةٌ. يقال مَلَلْت الخُبرةَ في المَلَّة مَلاًّ وأَمْلَلْتها إِذا عمِلتها في المَلَّة فهي مَمْلولة وكذلك كل مَشْوِيّ في المَلَّة . ويقال هذا خُبز مَلَّةٍ ولا يقال للخبز مَلَّة إِنما المَلة الرَّماد الحارّ . وقال أَبو عبيد المَلَّة الحُفْرة نفسها وفي الحديث عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِى قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِى وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَىَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَىَّ. فَقَالَ « لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ».صحيح مسلم
تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ أيْ كَأنَّمَا تُطْعِمُهُمُ الرَّمَادَ الحَارَّ ، وَهُوَ تَشبِيهٌ لِمَا يَلْحَقَهُمْ من الإثم بما يلحَقُ آكِلَ الرَّمَادِ الحَارِّ مِنَ الأَلمِ ، وَلاَ شَيءَ عَلَى هَذَا المُحْسِنِ إلَيهمْ ، لكِنْ يَنَالُهُمْ إثمٌ عَظيمٌ بتَقْصيرِهم في حَقِّهِ ، وَإدْخَالِهِمُ الأَذَى عَلَيهِ ، وَاللهُ أعلم .
والملة علاج يصنف من ضمن العلاج الشعبي والطب البديل . خاصة وأكثر من يستخدمه في السابق هم اهل البادية والقرى والمناطق الريفية ، وهي عبارة عن نار كبيرة توقد فوق رمل نظيف، فإذا حمي الرمل أبعدت النار والجمر والفحم . وحفر في الرمل حفرة بقدر ما يضع المريض يده أو رجله أو كامل جسده إلا رأسه . ومن ثم يدفن بالرمل الدافيء ويبقى فيه حتى يبرد الرمل ، فتلين أعصابه وعضلاته ويشفى بإذن الله تعالى من الروماتيزم والتهابات وأمراض الأعصاب والمفاصل وبعض الأمراض الجلدية.
وطريقة العلاج بالملة فيها شبيه بطريقة العلاج بالرمال الحارة . وتعتبر المدينة الملقبة بـ"عروس الزيبان"، في بسكرة التي تقع في الجنوب الشرقي للعاصمة الجزائرية وواحة جالو وهى واحة من واحات ليبيا وسيوة على بعد 617 كيلو مترا من العاصمة المصرية القاهرة بجوار جبل الدكرور مناطق ومنتجع طبيعي للاستشفاء بالرمال الحارة . ولقد رد في مقالة من موقع يا مزاج :
بعيدا عن الادوية يلجأ بعض المرضي للعلاج على الطرق الطبيعية بدفن انفسهم في الرمال بصحراء مصر ،والغريب أن عدد كبير من مرضي الروماتيزم من جميع انحاء العالم يأتون لمصر فيما يسمى السياحة العلاجية . وتحديدا على بعد 617 كيلو مترا من العاصمة المصرية القاهرة بجوار جبل الدكرور في سيوة، نجد عدد كبير من المرضي مدفونين بالكامل سوى الرأس فقط ظاهرة لدرجة أنك تعتتقد أنهم اموات في الصحرا ء سحبتهم الرمال الناعمة اسفلها .
ويقول أحد مشرفي العلاج من الروماتيزم بواحة سيوة: هذه الطريقة فرعونية تعتمد على الرمال الموجودة بمنطقة جبل الدكرور بسيوه تحتوي على إشعاعات تساعد في علاج الكثير من الأمراض.
وعن خطوات العلاج يقول : يأتي المريض إلينا في وقت الضحى فنقوم بوضعه في ما يعرف بالمردم وهي عبارة عن حفرة يستلقي بها فيها المريض بعد أن ينزع ملابسه ونغطي بالرمال كل جسمه إلا رأسه لمدة تتراوح ما بين عشر دقائق إلى ثلث ساعة . وبعد خروج المريض من الحفرة مباشرة، يلف جسمه ببطانية، ثم يتجه إلى خيمة تكون قريبة من المردم و يبقى داخلها لمدة نصف ساعة و يقدم له مشروب ساخن بمجرد دخوله الخيمة للعمل على تفتيح مسام الجلد ومقاومة درجة الحرارة العالية وغلبا يكون المشروب قرفة او حلبة او يانسون ويمنع من شرب الماء.
وفي المرحلة الثانية وبعد فترة من شرب المشروب الساخن يتم تدليك جسده ليتم غلق مسام الجسم عن طريق نوعية من الزيوت والخل مع القليل من الملح والليمون، وتكرر هذه الاشياء لمدة ثلاثة ايام على الاقل وتختلف مدة العلاج من شخص لاخر على حسب عدد الجلسات .
وفي مقالة اخرى : يبدأ طقس برنامج الردم تحت وهج الشمس اللافحة بالحصول على شهادة من المستشفى المركزي بالواحة النائية لتحديد ما إذا كان المريض المطلوب دفن جسده حتى العنق غير مصاب بضغط الدمأو القلب أو غيرها من الأمراض التي تتعارض مع تجربة الردم القاسية.
محمد بو حوسينالتاجر بمدينة مرسى مطروح، اعتاد بو حوسين التوجه كل سنة إلى الواحة والتصبب عرقا تحت رمال جبلها الشهير المعروف باسم الدكرور، وقال إنه في كل مرة يعود فيها من هناك يشعر بتراجع آلام المفاصل وبتجدد نشاطه وحيويته. ولهذا الرجل البالغ من العمر (61 )عاما قصة مع أول مرة يُعالج فيها بالردم بدأت بإصابته بالحمى الشديدة بسبب مخالفته أوامر المعالج الشعبي، وهي أوامر صارمة تتعلق بكل حركات وأكلات وشراب المريض في أيام الردم، والأيام التي تليها أيضا «حين جئت للمرة الأولى لم أنفِّذ التعليمات بحذافيرها، وغافلت المعالج في اليوم الأخير، وشربت مقدار نصف كوب من الماء المثلج وأنا في طريق العودة ، فكدت أموت ».
إبراهيم: وهو أحد مساعدي المعالجين بالردم في واحة سيوة . يقول أذهب مع المريض لكي يُعرض على الكشف الطبي بمستشفى الواحة لا بد أن نتأكد من أنه خال من الأمراض التيلها علاقة بالدورة الدموية
وقال إبراهيم: التعليمات التي تسبق يوم الردم، وأهمها: عدم تناول أي أطعمة أومشروبات في الفترة القريبة التي تسبق دخوله الحفرة. نجهز الحفرة المخصصة للمريض من الصباح الباكر حتى الساعة الثانية ظهراً لتكون درجة الحرارة قد وصلت إلى أوجها . وسخَّنت الرمال إلى أقصى درجة ، والتي تصل أحيانا إلى أكثر من 50درجة مئوية.
نضع المريض بعد أن يخلع جميع ملابسه داخل الحفرة، ونهيل على جسده الرمال التي لا تحتمل من شدة لهيبها . يقول: يتحمل بعض المرضى المكوث في الحفرة عشرين دقيقة . وبعضهم لا يطيقها أكثر من ثلاث أو أربع دقائق . بعدها نخرجه من الرمل وندخله الخيمة المُعدة له سلفا فوق الرمال الساخنة وتحت الشمس اللافحة أيضاً حيث يتم إحكام غلقها عليه ، ونتركه هناك لبعض الوقت ، ومن التعليمات الصارمة الحيلولة دون تعرض المريض لأي تيار هواء ، أو تقديم أي سوائل باردة له. ومن ثم « نقدم له مشروب الحلبة الدافئ، وبعد ذلك ندثره بالأغطية ونعود به إلى غرفة المبيت التي تظل مغلقة عليه بينما يقوم أحدنا بتدليك جسده بزيت الزيتونالدافئ.
أما الوجبة الرئيسية في مثل هذا اليوم القاسي فتكون بعد غروب الشمس، ويمكن للمريض عندها تناول حساء الخضراوات الدافئ ونصف دجاجة . ويخلد للنوم العميق.
في اليوم الثاني لبرنامج الردم يحصل المريض في حوالي الساعة السابعة صباحا على وجبة إفطار خفيفة . ويتناول المريض آخر وجبة له قبل أن يواري جسده مجددا في الحفرة ، أي بحلول الساعة الحاديةعشرة صباحا، مكونة من اللبن الرايب مع حبات من التمر . ولا يقرب الشراب إلا دافئا بعد أن يخرج من الحفرة إلى الخيمة، أما الطعام فلا يتذوقه إلا حين يتم نقله إلى غرفة المبيت مع الغروب.
ما هو الوقت المناسب للعلاج بالرمال الحارة ؟
يختلف موعد الحمام الرملي من منطقة الى أخرى ففي مصر كما هو مذكور في المقال أعلاه في وقت الظهيرة وفي ليبيا يعتبر دفن الجسم في الرمال "الحمام الرملي" هو الطريقة المتبعة منذ القدم للاستشفاء في وقت الضحى وقبل غروب الشمس حتى نتفادى القيض الزائد من الأشعة فوق البنفسجية المصاحبة لأشعة الشمس .ويستمر الحمام مدة تتراوح بين خمسة دقائق إلي ساعة تبعا لتحمل المريض.
ما هي الأمراض التي يناسبها العلاج بالرمال الحارة :
تتنوع الأمراض التي يمكن علاجها بحمامات الرمال بين الروماتيزم والروماتويد المفصلي والنقرس وآلام المفاصل وفقرات الظهر وكذلك مرضى السمنة والكلسترول وتخفض نسبة الدهون المرتفعة ومن الإصابة بنزلات البرد المتكررة والأمراض الجلدية "الصدفية والبهاق" والكلى والجهاز التنفسي وقصور الشرايين والتخلص من القلق والضغوط النفسية وتنشط الدورة الدموية .
أنواع الرمال:
تتنوع الرمال في تكوينها المعدني والكيميائي الذي يغلب عليه معدن الكوارتز بالإضافة إلي معادن وصبغات كيميائية متنوعة . ويشهد بذلك ألوانها المتعددة وتشمل:
أ- الرمال الصفراء وهي تحتوي علي معادن الفلسبارات ونسب متفاوتة من المعادن الطينية وقد يحتوي علي كميات شحيحة من عناصر اليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم المشع
ب- الرمال السوداء وهي تحتوي علي معادن اكاسيد الحديد والتيتانيوم والثوريوم والمونازايت وغيرها من المعادن والعناصر الثقيلة وقد تشكل بعض الخطورة الإشعاعية ويجب التعامل معها بحذر تبعا لاستشارة المختصين
ت- الرمال البيضاء وهي تحتوي علي حبيبات السليكا الزجاجية الشفافة والبيضاء وغالبا ما يستخدم هذا النوع في صناعة الزجاج والسبائك المعدنية
ث- الرمال الرمادية وهي تحتوي علي معادن المنجنيز والحديد
ج- الرمال الحمراء والبنية وتحتوي علي معادن أكسيد الحديد وتمتاز بوفرة الصبغات الحديدية تبعا للصخور المشتقة منها
ح- الرمال الخضراء وتحتوي علي معادن الجلوكونايت وحبيبات السليكا الخضراء والبيريت ولذلك يجب معرفة التركيب المعدني والكيميائي للرمال وخصوصا محتواها من العناصر الشحيحة والمشعة لمعرفة مدي ملائمتها للأغراض العلاجية.
ويعزي دورها العلاجي إلى :
1- وجود نسبة من المعادن الطينية مثل المونتموريللونايت الذي تتولد عنه شحنات سالبة عند تلامسه مع الماء حيث تجذب شحنات السموم الموجبة من طبقات الجلد الخارجية.
2- المحتوي البسيط من المعادن المشعة مثل المونازايت والثوريوم والتي تفيد في علاج الأمراض الجلدية والعظام علي وجه الخصوص.
3- تركيزات بسيطة من العناصر الشحيحة مثل الاسترانشيوم والسلينيوموالكبريت وغيرها.
4- الأشعة الشمسية فوق البنفسجية والتي قد تساعد علي انطلاق بعض الشحنات السالبة من مكونات الرمال.
إحتياطات وشروط العلاج بالملة والرمل الحار :
- مراجعة المريض للطبيب والتاكد بأنه غير مصاب بضغط الدمأو أمراض القلب . فالكبار فى السن والمصابين بالأزمات " نوبات ضيق التنفس بسبب ضيق فى التشعباتالهوائية" ، وكذلك من لديهم متاعب صحية فى القلب ووظائف الكبد، والمصابين بضغط الدمالعالى، والسكرى أو غيرها من الأمراض التي تتعارض مع العلاج بالرمل الحار يجب ألا يستخدموا هذه الوسائل.
- عدم تناول أي أطعمة أومشروبات في الفترة القريبة التي تسبق العلاج "دخول الحفرة" .
- يراعي عدم وجود تسلخات أو تقرحات أو جروح غير ملتئمة علي الجسم.
- يراعي وضع مظلة شاطئ فوق رأس المريض للحماية من الشمس .
- كما يجب وجود خيمة أو مكان مناسب لإيواء المريض فور الخروج من الحمام الرملي لحمايته من التيارات الهوائية وتغير درجة الحرارة.
- كما يعطي مشروب دافئ مقوي لجهاز المناعة مثل القرفة ويمنع من شرب الماء لمدة ساعتين .
- ويمنع من شرب أي شيء بارد ويمنع من التعرض للتيارات الهوائية ويمنع من الاستحمام طيلة مدة العلاج .
وتجدر الإشارة إلى أن سلطات ولاية بسكرة الجزائرية قد اضطرت إلى منع التداوي بالرمال الحارة منذ عام 1999 ميلادي ، اثر هلاك أكثر من عشرين شخصا في المنطقة لأسباب متعلقة بعدم احترام شروط التداوي بهذا النوع من العلاج.
hgugh[ fhglgi ,hgvlhg hgphvi