لا تعجبه أفعالك ولا يرضى باستقامتك والتزامك .
يحسدك ويحقد عليك يريدك أن تتبعه وأن تصبح طوع أمره ،
تفعل ما يأمرك به ، وتقع فى الذنوب والمعاصى
وتفعل الفواحش وهو يعدك بالفقر إذا ما اتبعته
إنه الشيطان العدو الأكبر للإنسان
الذى يسعى لتدميره ، والقضاء على مصيره
يقول جل وعلا :(( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرةً منه وفضلاً والله واسعٌ عليم )) [البقرة:268] .
هذا العدو الضعيف بَيَّن لنا الله سبحانه عداوته ، وأمرنا بعدم اتباعه
فقال سبحانه وتعالى : (( ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين )) [البقرة:168] .
وللشيطان مداخل يمكنه من خلالها التلبيس على الناس - وخاصةً
المؤمن منهم - فكل عملٍ يقوم به المؤمن يمكن للشيطان أن يدخل له منه
وإذا أراد الصوم قال : لا تحتمله وإذا توفرت له السبل للحج قال :
لا أستطيع ، أو بعد أن أزوج الأولاد وإذا ما غضب احمر وجهه
وانتفخت أوداجه ، يسب ويشتم ، يغتاب وينم ، يحسد هذا ويحقد على ذاك ،
يسمع الأغانى ويشاهد المُحَرَّمات ، يزنى بعينيه وأذنيه ويديه ، يعلق الصور
ويحتفظ بالتماثيل ، يدعوا الأموات ويتمسح بالقبور ، يحلق لحيته
ويسبل إزاره ، يكذب ويرائى ، يغش ويخادع ، يأكل الربا ، ويأكل مال اليتيم ، يتشبه بالنساء ، ويأتى السحرة والمنجمين ، لا يبر والديه ،
ويقطع الرحم ، يحب المال ويفنى عمره فى جمعه ولا ينفق منه
ويبخل به ، لا يؤدى حقه ولا يُخرج زكاته ، يدلل أبناءه تدليلاً زائداً ،
ولا يأمرهم بمعروف ولا ينهاهم عن منكر يسير وراء الشهوات ،
ويُقَصِّر فى أداء العبادات ، ويُضيع العمر والأوقات .
كل هذا من عمل الشيطان هذا العدو الحاقد ، الذى يريد لأتباعه
عذاب السعيرر(( إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما لى عليكم من سلطانٍ إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى )) [إبراهيم:22] .
ولذا أمرنا الله جل وعلا باتخاذ الشيطان عدواً فقال سبحانه :
(( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )) [فاطر:6] .
وبالرغم من كل هذا فإن كيد الشيطان ضعيف كما أخبر بذلك رب العزة
سبحانه فى قوله : (( إن كيد الشيطان كان ضعيفاً )) [النساء:76]
نعم إن كيده ضعيف ، فبمجرد أن تذكر اسم الله عز وجل يفر منك ولا تجد له أثراً يقول النبى صلى الله عليه وسلم : (( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر من البيت الذى تقرأ فيه سورة البقرة )) [رواه مسلم]
ألا تتبع الشيطان
وبعد أن عرفت ضعفه وعجزه ، وبعد أن عرفتى مداخله عليكِ ، وعداوته الشديدة لكِ ، أصبح من السهل عليكَ أن تهزمه ، وأن تطرديه وتحزنيه ،
وذلك باستقامتكم على دين الله ، والمدوامة على ذكره سبحانه ، فهو سبحانه القائل : (( فاذكرونى أذكركم )) [البقرة:152] ،
وهو القائل : (( واذكر ربك فى نفسك تضرعاً وخِيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين )) [الأعراف:205] .
ويقول جل وعلا فى الحديث القدسى : ((أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )) [صحيح البخاري] .
أسأل الله تعالى أن يعصمنا من كيد الشيطان ، وأن يعيننا على
ذكره سبحانه وشكره وحُسن عبادته .