الملاحظات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: شيماء قلب انثى - قصة رومانسية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته a8.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/197943_1659033000648_1381833252_31554619_7456788_n.jpg a7.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/208209_1694813775145_1381833252_31564616_6503540_n.jpg شيماء ... قلب انثى 4shared.com/document/ipA_A1Ao/__online.html تحميل بصيغة pdf بسم الله الرحمن الرحيم هذه القصة من

  1. #1 شيماء قلب انثى - قصة رومانسية 
    المشاركات
    18
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    a8.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/197943_1659033000648_1381833252_31554619_7456788_n .jpg

    a7.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/208209_1694813775145_1381833252_31564616_6503540_n .jpg

    شيماء . قلب انثى
    4shared.com/document/ipA_A1Ao/__online.html
    تحميل بصيغة pdf

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذه القصة من وحي الخيال و لا ترتبط بالواقع بأي شكل , أهدي هذه القصة إلي حبيبة قلبي ,

    هذه الصور للممثلة و عارضة الأزياء الأوكرانية أولجا كوريلنكو و التي حصلت على الجنسية الفرنسية عام 2001 , و اشتهرت بأداء دور الفتاه في فيلم كم من العزاء ، أحد أفلام سلسلة جيمس بوند . . .

    محمود غسان
    28/3/2011




    استيقظت شيماء من سريرها بتثاقل مرتدية بذلة رياضية وردية اللون , فنظرت إلى الساعة التي بجوارها فرأتها تشير إلى الثامنة صباحا , فصرخت و قالت : " واو لقد تأخرت لا لا لا . "

    نهضت إلى الحمّام و غسلت وجهها و أسنانها و أخذت تتأمل شعرها الأسود القصير بيديها التي اعتادت إلى ان تجعله ممشطا دائما , ثم أخذت ترتدي ملابسها كي تستعد للذهاب إلى كلية التجارة بعد إجازة عيد الأضحى المبارك , ارتدت جيبة سوداء و "بادي" اصفر و مرتدية حول كتفيها وشاح بني , أخذت حقيبتها الأنثوية و تأكدت بأن هاتفها بحوزتها , فانطلقت نحو كليتها بواسطة سيارة أجرة

    دخلت مدرجها متأخرة قليلا , فالتفت إليها المعيد يحدثها بنبرة حادة : " ما الذي أتى بك متأخرة ؟ "
    ردت بهدوء : " أنا آسفة و لكن كانت زحمة الطرقات "
    - " اضبطي مواعيدك الاختبارات النهائية بعد يومين , تفضلي الآن إلى مقعدك لا يوجد لدينا وقت . هيا "

    أحرجني ذلك المعيد وسط جميع أصدقائي و وسط كريم حبيبي الوحيد الذي اخترته من وسط الكثير و اختارني من وسط جميع الطالبات اللاتي يفقن جمالا عني , و سوف يتقدم لخطبتي بعد انتهاء هذه السنة الدراسية . . .

    مررت وسط المقاعد واحد يلو الأخر و أعين جميع الطالبات تحدق بي و كأني وقعت في شبكة الصيد , حتى وصلت إلى مقعدي و التي تجلس بجواري هناء رفيقة الكفاح . . . .
    جلـَست بجوارها فنظرت إلي و قالت بصوت خافت : " ما الذي أخرك هكذا ؟ "
    قالت لها أيضا بصوت خافت : " زحمة المرور "
    فنظر إليها كريم من على بعد و أبتسم إليها , فبادلته الابتسامة , فأخرجت من حقيبتها كتاب و كشكول و قلما و أخذت تتابع المعيد حتى انتهت المحاضرة .


    جلـَست شيماء في حديقة الجامعة و بجوارها هناء و أخذتا تتبادلان الحديث في عدة أمور .

    هناء : " ماذا فعلتي أمس ؟ "
    وضعت شيماء حقيبتها تحت أقدامها و قالت : " لا شي , فانا لم أطق الحفلة بأكملها لذلك غادرت منذ أول ساعة , لم يعجبني الأمر و ذلك منير كان هناك و أنتي تعلمي بأني لا أطيقه "

    ضحكت هناء : " أتمنى أن اعرف سبب كراهيتك له بالرغم و انه لم يتحدث معك ولا مرة و لم يحتك معك أبدا , و غير ذلك بأن لديه شخصية قوية وسط الطلبة "

    - " نعم ذلك صحيح انه شاب وسيم و متفوق في دراسته و مؤدب , و لكن أحس بأنه مغرور و العقل الشرير لـكريم لذلك أود اليوم اقتصاصه من جذوره "

    ضحكت مرة أخرى فرأت هناء بأن كريم قادم من على بعد متحمس و يتحرك بهدوء نحوها ,
    فقالت لها : " شيماء , كريم قادم "

    فالتفت إليه بشغف مع ابتسامة سريعة و هي تحرك شعرها بيدها
    ثم أعادت انتباهها إليها و قالت : " هناء لا تتركيني "

    فأقترب كريم منها أكثر و وقف أمامها قائلا : " شيماء حبيبتي "
    فرفعت رأسها إليه بخجل : " كريم كيف حالك "
    و عندما أحست هناء بأنها ضيف غير مرغوب فيه انتصبت و لملمت كتبها و قالت :
    " شيماء سوف انتظرك في الكافتيريا إلى أن تنتهي " , قالتها و غادرت بينما كانت تحاول شيماء ان توقفها بقولها : " هناء انتظري هناء . " , و لكن لم تعرها اهتماما و مضت سيرها
    و هنا جلس كريم الشاب الوسيم بجوارها بكل وقار و أمسك يديها و قال : " انا أحبك "
    أصابها الخجل مما جعلها تتوتر و تبعد يديها بهدوء , مما أصاب كريم الإحراج و لذلك تَنَهَّدْت و حدثته عن عمله في ما بعد الجامعة فرد قائلا : " لا أعلم يا شيماء العمل أنها مشكلة عويصة في هذه البلاد , و لا أريد ان ارتبط بكي إلا ان أجد عملا "
    - " أي انك لن تتقدم لأبي إلا عندما تجد عملا أولا أليس كذلك ؟ "
    - " لا لا لا , سوف اخبره بأني أريدك لي و سوف اخبره بأني لن أطلبك منه رسمي إلا عندما أجد عملا , لن ينقصني سوا أثاث بيتي , و سوف ننتقيه سويا في ما بعد الخطوبة , ما رأيك ؟ "

    و هنا رن هاتفها المحمول فأخرجته من حقيبتها و قالت له " انه أبي "
    فردت عليه و قالت : " مرحبا أبي "

    - " مرحبا يا ابنتي أين أنتي "
    - " انا في الكلية , ما الأمر . "
    - " لا لا , و لكن لا تتأخري , حسنا "
    - " حسنا أبي , مع السلامة " و أغلقت هاتفها وقالت له : " انا آسفة يا كريم و لكن عليّ الذهاب "

    - " حسنا " فقامت و أخذت حقيبتها و ودعته بيديها و غادرت الحديقة و ذهبت إلي الكافتيريا حيث هناء تنتظرها , فجلـَست بجوارها على الطاولة فقالت لها هناء : " هل تريدي ان تشربي شيئا ؟ "
    بسرعة : " لا لا , انا أريد الذهاب هل سوف تأتي معي ام لا ؟ "
    - " ما الأمر "
    - " لا شيء و لكني تأخرت "
    - " حسنا " و قامت هناء بدفع الحساب الى النادل و غادرتا الكلية معا .

    *****

    دخلت شيماء بيتها فوجدت أبيها جالس على الأريكة و يشاهد التلفاز فناداها كي تجلس بجواره .
    فجلـَست بجواره بينما هو مازال يشاهد التلفاز بشغف , فجاءت أمها مستغربة لوجودها فقالت :
    " شيماء متى أتيت ؟ "
    - " الآن "
    - " ممتاز جدا الغداء سوف يكون جاهزا بعد دقيقة " قالتها الأم و تركت الصالة و ذهبت الى مطبخها .
    و عندما همّـت شيماء للقيام استوقفها أبيها قائلا : " تعالي شاهدي تلك الأخبار , زلزال مدمر في جنوب الصين "
    فجلـَست شيماء مجبرة و قالت : " الله يتولاهم برحمته "
    فقال لها دون ان ينظر إليها : " ما أخبار الجامعة ؟ "
    - " جيدة "
    - " هل يوجد مشاكل ام كل شي يسير كما يرام "
    - " نعم كل شي يسير كما يرام "
    هز رأسه و تابع مشاهدة التلفاز ثانيا . .

    و هنا مضت نحو غرفتها و أخرجت من حقيبتها ما بها و مددت على سريرها و أخذت تنظر الى هاتفها و كأنها تنتظر شي ما حتى سمعت أمها تقول : " هيا يا شيماء الغداء جاهزا "
    و بسرعة قامت بتغير ملابسها و ذهبت الى صالة المنزل لتناول الغداء مع أبيها و أمها و نورا أختها الصغيرة التي تصغرها بـثمان أعوام كاملة , و لديها أيضا أخوها سمير و لكنه في المدرسة في المرحلة الثانوية .
    و عندما انتهت من غدائها انتقلت إلى غرفتها و شرعت في مذاكرة محاضراتها . . .

    مرت تلك الأيام على خير و سلام , و تخرجت شيماء و قررت العمل في إحدى البنوك الخاصة مع أبيها بعد حصول على قسطا وافر من الراحة , و كان قد مر على تخرجهم أسبوعا واحدا .
    بينما شيماء جالسة تلعب مع أختها الصغيرة لعبة الأطفال و الكبار و هي "الأستغماية" و والدها جالس يقرأ الصحف فكان هو يوم الجمعة حيث يوم الأجازة و الراحة و أمها تشاهد التلفاز بصوت خافت , أما سمير أخاها لم يكن في البيت فكان مع أصدقاءه في نزهة . . .
    فرن جرس هاتفها فاستأذنت من نورا و قالت لها : " سوف أعود فورا "
    فدخلت غرفتها و ردت على هاتفها و هي تتحدث بحرص : " مرحبا , كريم "
    - " كيف حالك يا شيماء "
    - " الحمد لله , أين أنت مضى أسبوع منذ آخر مرة رأيتك بها ؟ "
    سكت قليلا ثم قال : " أريد ان أراكي لأمر هام من فضلك ؟ "
    - " متى "
    و علا صوته : " اليوم يا شيماء "
    - " لا لا أستطيع اليوم "
    فقال و هو يترجاها : " من فضلك سوف انتظرك في حديقتنا عند الرابعة بعد العصر "
    ردت بتردد : " حســـنا "

    *****

    وصلت شيماء قبل موعدهم بدقائق مرتدية تنورة "جينز" و قميص حريمي يظهر أنوثتها , أخذت تراقب الأطفال التي تلعب بمرح مع بعضها البعض في الحديقة , فلاحظت فجأة ان شخص ما جلس بجوارها فالتفتت فرأت كريم بمنظر مختلف قليلا عما تعرفه . .

    كريم مبتسما : " شيماء كيف أحوالك ؟ "
    ردت بهدوء : " الحمد لله , أسبوع و أنت مختفي عن الأنظار , أين كنت "
    تنهد و قال بتوتر : " كنت ابحث عن عمل "
    - " عمل , لقد أخبرتك بأن تأتي و تعمل عند أبي في البنك "
    صرخ و قال : " لا لن اعمل عند أباك لا أحب ان أكون مدانا لأحد "
    - " و ماذا تنوي ؟ ؟ ؟ هل تريد العمل بمفردك "
    - " بلى سوف اعمل بمفردي و لكني مازلت ابحث عن طريقة ؟ "
    - " و متى سوف تتقدم لخطبتي بهذه الطريقة "
    - " لا أعلم و لكن دعيني أولا ان استقر في عمل ما , لا أريد إحراج منه إذا علم بأني "عاطل" و غير ذلك أريد توفير بعض المال كي اشتري لك ذهب " قالها و ابتسم . . .
    - " هل معك مالا كي تبداء مشروعك ؟ ؟ "
    - " لا تقلقي يا شيماء فأنا – و امسك يديها – أحبك جدا جدا "

    أصابها الخجل و اعتذرت له و غادرت فورا نحو البيت بواسطة سيارة أجرة , في أثناء ذهابها رن هاتفها فظهرت الابتسامة على شفتيها و ردت بسرعة : " هناء حبيبتي كيف أحوالك "
    - " أنا بخير و لكن من يكترث "
    - " اعذريني يا هناء و لكن أجهز أوراق للعمل مع أبي في البنك "
    و هنا نظر السائق إليها عبر المرآة و لكنها لم تعره اهتماما
    - " تهانينا "
    - " أشكرك و أنتي كيف أحوالك ؟ "
    - " بخير و لكن أبي رفض ان اعمل و اكتفى بذلك و قال لي انتظري حتى يأتي نصيبك " قالتها باستهزاء
    - " و أنتي ما رأيك بذلك "
    - " اعلم أبي بماذا يفكر , يريد ان يزوجني لأبن عمي الشاب "الدلول" الذي لا يعرف في حياته سوا الترف "
    ضحكت شيماء بصوت عالي مما اثر سمع السائق و لكن عندما انتبهت نظرت إليه بعين خفية و أصدرت همهمة
    فقالت : " حسنا يا هناء متى سوف أستطيع ان أراكي "
    - " لا اعلم و لكن سوف اتصل بكي حالما أرى الوقت مناسب "
    - " و هو كذلك "
    - " حسنا مع السلامة "
    - " مع السلامة "

    ******

    مر أسبوع آخر دون ان يحدث اتصال بين شيماء و كريم , مما كثرت لقاءات شيماء و هناء كثيرا فكانت تشكو لها ما يحدث لها دائما و انه لم يعد يطمئن عليها كل يوم مرة او مرتين كما كان يفعل أيام الجامعة ,
    كان رد هناء : " بتأكيد و انه يبحث عن عملا او ما شابه "

    - " حسنا يخبرني , فانا أول من أتمنى له النجاح و سوف أكون سعيدة بذلك "
    - " هل قمتي بالاتصال به ؟ "
    هزت رأسها كناية عن الرفض و قالت : " أنا لدي كرامة و لن اذلل نفسي له , إذا كان لديه جديد فليتصل بي "

    و هنا دخلت والدتها و هي تحمل صينية العصير فسرعان ما قامت هناء بأخذ الصينية منها و شكرتها على العصير , أخذت أولا هناء كأسها و أفرغته على مرة واحدة ,
    فأخذت شيماء هاتفها و اتصلت بـكريم و العرق يتصبب منها و كأنها تنتظر ان يطلق احدهم الرصاص عليها . . حتى سمعت : " مرحبا "
    بلعت ريقها و قالت : " كريم كيف حالك ؟ "
    - " الحمد لله , من الجيد انك اتصلتي , فقط لأني أريد ان أخبرك بأني وجدت عملا سهلا جدا بمقابل سخي "
    عندما سمعت تلك الكلمات أشرقت أساريرها و قالت : " عملا ,, أين ؟ "
    - " سوف أخبرك عندما أراكي هل تستطيعي اليوم ؟ "
    ثم نظرت الى هناء و كأنها تقول ماذا أقول له ,
    ثم قالت : " حسنا سوف أأتي مع هناء في ذات الحديقة بعد ساعة "
    - " حسنا حبيبتي الى لقاء "

    نظرت هناء إليها و قالت بتعجب : " و ما دخل هناء في الأمر بمرمته "
    - " أنتي صديقتي و يجب ان تقفي بجواري , يقول بأنه وجد عملا مناسب و سهل و مقابله سخي جدا "

    ابتسمت هناء : " افرحي ها قد وجد عملا "
    - " حسنا هيا بنا "

    *****


    خرجت شيماء من غرفتها فوجدت أبيها يقول لها : " شيماء لدي مفاجأة من أجلك "
    فجلـَست بجواره متشوقة و قالت : " ما هي ؟ ما هي "
    - " هل تستطيعي التخمين "
    - " لقد تم صرف لي علاوة لي في البنك "
    - " لا "
    ظلت تفكر : " أوه تم ترقيتي "
    ضحك و قال : " لم تتمي أسبوعان في البنك كيف تتم ترقيتك , على كل حال الأمر ليس له علاقة بالعمل "
    أصاب شيماء الاستغراب قالت : " ما هو اذا ؟ "
    تنهد أبوها و قال : " هل تتذكري محمد الذي يعمل في شباك الإيداع الذي رأيتيه في مكتبي أمس "
    ظلت تفكر و كأنها لا تدري ماذا يقال لها : " محمد , و شباك الإيداع "
    ثم أضافت : " نعم أتذكره "

    ابتسم و قال : " لقد طلب يدك مني اليوم "

    يدور هذا الحديث حيث هناء تقف على بعد منهما
    فنظرت شيماء إليها بشدة و استغراب ثم نظرت الى أبيها :
    " متى ذلك انه لم يراني سوا مرة او مرتين ثم ثم . "

    رد بسرعة : " ثم ماذا . , انه شاب مقتدر و أبيه من اعز أصدقائي و اعرفهم معرفة جيدة و أخلاقه عالية جدا , و غير ذلك "
    قاطعته قائلة : " لا أريد ان اعرف "
    رد أبيها باستغراب : " لماذا "

    صمتت لفترة ثم قالت : " لا أفكر بالزواج الآن "
    - " حسنا ليست مشكلة غدا سوف أستضيفه في مكتبي و تتكلمان سويا و سوف نؤجل الخطبة بعد سنة ما رأيك "

    - " رأيي في ماذا ؟ "
    - " بـمحمد ؟ "
    - " لا يا أبي أشكرك لا أريد الزواج الآن ولا أفكر فيه مطلقا "


    و تركته و دخلت غرفتها و أغلقت الباب و ظلت تبكي , حتى حاولت هناء الدخول فاضطرت للسماح لها كي لا يشعر أحد من البيت بأنها تبكي او معترضة على الأمر بسبب كريم ,
    فدخلت و جلـَست بجوارها و حاولت أن تهدئها و لكنها تبكي بشدة وضامه رجلها لصدرها ومسنده رأسها على ركبتها . . .
    فقالت هناء : " هيا كريم ينتظرك . "
    بسرعة نهضت و قالت : " لا أريد ان أراه و ها هو هاتفي " و مسكت هاتفها و أخرجت بطارية الطاقة منه
    فقالت هناء : " ما الأمر يا شيماء , من حقك رفض او قبول هذا الشاب الذي يتكلم أباكي عنه "

    فقالت شيماء بهدوء : " لا لا يا هناء , عندما يأخذ أبي قرار يجب الانصياع إليه كما حدث في امر الكلية , كنت على وشك دخول الإعلام و لكنه رفض و اصّـر على دخولي التجارة كي أتوظف في البنك الذي يعمل به , و نفس الأمر في زواج من ذلك الشاب بتأكيد هناك مصلحة مشتركة و سوف يجبرني على الزواج منه , أنا اعلم "

    فقالت هناء : " و كريم ما ذنب له , ان مشكلته فقط هي مشكلة وقت ليس إلا , تعالي انه ينتظرك "
    و الدموع في عينيها قالت بهدوء : " حسنا حسنا "

    *****

    - " شيماء يجب ان تعلمي جيدا بأني مستعد كي أوهب حياتي بأكملها لك "

    تجلس هنا شيماء مع كريم بينما هناء بعيدة عنهم تتأمل المناظر الطبيعية . . .
    فقالت له : " و ما هذا العمل "
    - " منير وجد لي عملا مميز جدا "
    - " ذلك منير ثانيا ؟ ؟ "
    - " ما الأمر ؟ "
    - " لا شيء , فانا لا أطيقه و قلت لك ان لديه عقل الشيطان "
    - " لأنه وجد لي عملا كي اجلب منه رزق حلال يصبح شيطانا "
    و كي تنهي الموضوع : " و ما هذا العمل ؟ "
    رد بسلاسة و يسر و هدوء : " لقد عملت مساعدا عند سيدة غنية جدا . "

    نهضت شيماء من مقعدها و قالت مستغربة : " خادما "
    - " و ما المشكلة ما دام يجلب لي الرزق الحلال "

    - " و ما المشكلة , اذا منير الذي جلب لك هذا العمل اذا , و أنا أقول لنفسي تمضى الأيام و لا ترفع السماعة و تخبرني , - ثم صرخت و قالت - لقد رفضت العمل عند والدي في البنك بحجة أنك لا تريد ان تكون مدين لأحد بالرغم انه سيعطيك مركزا اجتماعيا لم تكون تحُلم به و الآن تقول انك عملت خادما عند امرأة "

    - " هل انتهيت ؟ "
    - " لا "
    - " أكملي . "
    - " اليوم زميل أبي في العمل طلب يدي منه و أبي مصّر على إتمام هذه الزيجة "

    ضحك كريم و قال : " لوعة الغيرة تجعلك تخترعي القصص , يا للنساء ! "
    جلـَست و قالت بهدوء : " لا , لا اكذب و اسأل هناء إذا كنت لا تصدقني "
    ظل يفكر قليلا ثم قال : " حسنا تستطيعي رفضه اذا كنتي تحبيني "

    - " و أنت ماذا تفعل , لم تقدم على شيئا , قلت لك اذهب إليه و اطلبني منه على الأقل لم توافق "
    - " و ماذا أقول له اعمل "
    - " إذا أنت تعلم بأن عملك عارا "
    - " عارا ؟ " قلها و الصدمة على وجهه
    فتركها و غادر الحديقة و ترك تلك المسكينة وحيدة على مقعدها , فتقدمت هناء إليها و قالت لها :
    " ما الأمر "
    - " لا اعلم . لا أعلم " و رأسها إلى الأسفل

    - " هل أعلمتيه بموضوع خطبتك على صديق أباكي "
    التفت إليها و قالت : " نعم "
    ثم صرخت هناء : " لماذا لا يجدر بكي ان تخبريه الآن "
    - " انه يعمل خادما عند سيدة و محرج بأن يقول ذلك لأبي "
    - " خادما ؟ "
    - " نعم خادما عند امرأة "


    بعد هذا اللقاء بأيام اتصل بها و اعتذر لها عن تصرفه السيئ عندما كانا في الحديقة و اخبرها بأنها مسألة وقت ليس إلا و انه سوف يترك العمل عندها بلا شك و لكن عند توفير مالا يستطيع خطبتها به , و أخبرها بأن المقابل مغري جدا مقابل عدد ساعات قليلة من العمل , و قريبا سوف يخبرها بخبر سارا , و لكن عليها ان تصبر و تحاول رفض ذلك الشاب الذي تقدم إليها مؤخرا , و بالطبع لم تملك شيماء إلا أن تمشي وراء خطواته

    *****

    مر ستة اشهر دون إضافة جديد في تلك الأحداث , فكان كل مرة تتصل شيماء به كان يخبرها بأن الأمر ليس بيده و انه يحاول جاهدا بتوفير عملا آخر غير هذا , و انه لا يريد ذلك العمل و لكنه مضطر الى ذلك . .

    السيدة حياة . . . تبلغ من العمر ثلاثون عاما فهي إمراة جميلة جدا و لديها جسد فتان , فهي تعمل راقصة في إحدى النوادي الليلية و هي مطلقة و ليس لديها أولاد , عمل كريم لديها يتلخص في انه يقضي لها مشاوريها في العمل أو مشاوريها الخاصة و كانت تعتمد عليه اعتماد كلي , و لكن كريم دائما ما كان يشتهي لجسدها و لكنه لا يملك تلك الصلاحية و لم يعد ان يحتمل اكبات شهوته داخله و خاصة بأنه دائما ما كان يراها في بيتها في قميص النوم القصير الذي يكشف فخذيها حتى موطن أنوثتها , و هو يحاول بأن لا يظِِِِِهر اهتماما لذلك كي لا تشك في أمره و تطرده من العمل فكان يسترق النظر كلما سنحت له الفرصة ,, حتى ذات مرة و عندما انتهى من عمله تقدم إليها و طلب منها طلبا غريبا . . . .

    - " هل أستطيع دعوتك على العشاء اليوم على حسابي "
    - " و ما المناسبة " فهي شخصية جادة
    - " لا شي و على العموم انا متأسف لتعدي حدودي . "
    ابتسمت و أغمضت عيناها : " حسنا لا بأس "

    جلـَست حياة على كرسيها في مطعم فاخر جدا و كذلك جلس كريم و طلب عشاء فاخر يليق بها كسيدة أنيقة و جميلة , و عندما فرغا من العشاء قال لها : " مدام حياة لدي طلب يتعدى كل الخطوط الحمراء "
    ضحكت ضحكة خفيفة و قالت : " كل الخطوط الحمراء ,, أنا أعرفك جيدا , ما هذا الطلب "
    - " بالرغم من فارق السن الكبير , و بصراحة أي شخص لا يعرفك جيدا لن يعطيكي اكتر من 25 عاما "
    ضحكت مرة أخرى ضحكة خفيفة و قالت : " ادخل بالموضوع . "
    - " حسنا . حسنا " فتصبب العرق منه من كل ناحية و لم يكن يعرف طريقة كي يخبرها بها ,
    فقال : " انا احبك , لا اعرف و لكن الحب قدرا . " لم يستطيع إكمال جملته بسبب ما شاهده من تغيرات في ملامح وجهها , ثم أعاد وضعه و قال : " لا لا شي لقد تسرعت "
    و هنا ابتسمت له ابتسامة حقيقة و قالت له : " و ماذا كنت تنتظر مني "
    سكتت ثم قالت : " ان أقول لك أنا أيضا احبك و أريد الزواج منك "
    قال بتنهد و ببطء شديد : " لا لا لم اقصد بل . "
    - " حسنا أنت تحبني و ماذا بعد "
    فقال لها بخوف : " لا لا لم تهتمي "
    فعلا صوتها : " هل انا طفلة صغيرة كي تلهو معي , اذا نطقت بكلمة أتمها , يجب أن تحترم مع من تتحدث "
    أحرج كريم هنا فقال : " أنا أسف , و لكن أريد الزواج منك "
    حياة سيدة بالغة و بالتأكيد قيل لها تلك العبارات من قبل و بالتالي لم تستحي او تحرج عندما سماعها مجددا من شخص يصغرها بـثمان سنوات على الأقل ,
    فحاولت حياة أن تنهي الموقف ليس حرجا و لكن كي تعطي لنفسها الوقت للتفكير و ان تعطي أيضا لكريم فرصة للتأني في طلبه او قراره
    قام كريم و دفع الفاتورة و خرجا من المطعم و ذهب كلا منهم الى مقصده . .

    ظل يفكر كريم بما فعله و حمد الله بأنه لم يعترف لحياة منذ بداية عمله معها بأنه يعمل من اجل خطبة فتاة أخرى و إلا كان ذلك سوف يعقد الأمور أكثر . .
    و لكنه يحاول ان يأتي بطريقة ما كي يخبر شيماء بها فهو لا يستطيع ان يتزوج اثنان لذلك قرر ان ينتظر حتى يأخذ الرد منها , مر يومان دون ان تتحدث معه في ما دار بينهم فكانت تتحدث معه عن عملها و كأن شيئا لم يحدث فأيقن تمام اليقين بأنها رفضت بأفعالها و لكن أخاف ان تطرده من العمل و عند انتهاء اليوم أخبرته بأنها موافقة , .

    - " موافقة "
    - " نعم و لكن بشروط "
    - " و انا تحت أمرك فيما تريديه "
    - " أولا أريد أن يكون زواجنا سرا و العمل كوم و حياتنا الشخصية كوم آخر "
    - " ليس لدي مشكلة "
    - " لا تقاطعني "
    أحرج و اعتذر لها ,

    - " ثانيا أمر الطلاق بيدي و ثالثا أريد ان اشعر بأني عروس كي أي عروس أخرى , لذلك أريد منك شراء طاقم من الذهب الخالص "

    سكتت لم قالت : " هل تستطيع ؟ "
    هز رأسه و قال : " لكي ما تريدين "
    ثم أضاف :" متى ,, اقصد . "
    قاطعته بسرعة : " لا تقلق قريبا "

    بعد هذا اليوم فكر كريم بطريقة كي يخبر شيماء فطلب صديقه منير

    - " الحق معك فانا مخطئ لم يكن من المفروض أن أأتي لك بعمل كهذا "
    - " لا يا منير فهو الحب , فقد شعرت مع هذه السيدة بما لم أشعره مع شيماء "

    بتهديد : " كريم . اسمعني هذا السيدة اكبر منك و أغنى منك بكثير , لماذا تريد ان تتزوجها ؟ "
    - " الصراحة أعجبت بها و لجسدها الأنثوي الفتان "
    - " يا غبي الجسد يتغير و غدا سوف تكره أن تنظر حتى إليها "
    - " حسنا أريد الاستمتاع بجسدها اليوم و غدا لكل حادث حديث "
    - " لا أنت مجنون . بالطبع أنت مجنون و ماذا تريد مني "
    - " أريد منك طريقة لأخبر شيماء بها , كي أستطيع ان أتخلص منها "
    - " و ما ذنبها ؟ "
    - " لم أحببها كما أحببت حياة "
    - " بإذن الله سوف تكون لك ممات "
    - " لا تقلق , إذا اطـّر الأمر و أخذت مالا من حياة سوف أتزوج شيماء فيما بعد " و ابتسم . . .
    فقال منير بحسرة : " لقد سمعت من شخص ما بأني شرير و لكني اعترف . . لست مثلك "
    هنا شعر كريم بالضيق فقال له : " لا أريد نصيحتك و أنا سوف أتدبر الأمر بمعرفتي "
    - " و هذا أفضل "
    - " لا أريدك ان تنطق بكلمة , هل فهمت "

    ثم رفع هاتفه و طلب شيماء فردت عليه فور اتصاله ,,
    - " كريم كيف حالك "
    صمت قليلا : " شيماء أريد رؤيتك لأمر ما "
    - " ما الأمر "
    - " لا تقلقي سوف انتظرك بعد ساعة في الكافتيريا التي تبعد عنكم بشارعين "
    - " حسنا حسنا " و أغلقت السماعة فورا و ظنت بأنها تنتظر نبأ سار . . .
    - " كريم من فضلك لا تجرح تلك الفتاة "
    رد بتوتر : " أصمت "
    - " على الأقل اخبرني ماذا تريد ان تفعل "
    ضحك و قال : " سوف أخبرك عندما انجح و تعـَـلم من صديقك أيها الأبله "

    *****

    - " شيماء لا اعرف كيف أبدا بالحديث معكِ , و لكني كنت طوال هذه الفترة أفكر و أحاول كي أرى نهاية لما أنا فيه ,, لقد تركت العمل عند تلك السيدة لأني شعرت بأني لا أطيق العمل بهذه الشكل , و انا الآن ابحث عن عملا آخر , و أنتي تنتظري و تنتظري , و أعلم انك ترفضي شباب أفضل مني من أجلي "

    قاطعته مبتسمة : " لقد قلت لك تعالى و اطلبني من أبي , وهو عندما يراك و يعرفك أكثر لن يهتم الآن بفكر العمل و بالتأكيد سوف يساعدك "

    - " هل أخبرتي أبيكي بشأني "
    - " بالطبع لا , و إلا كان قتلني "

    تنهد و تكلم معها دون أن ينظر إلي عينيها : " لا أعلم يا شيماء . لا أعلم إذا كنتي سوف توافقينني على قراري أم لا , لقد جاءت إليّ فرصة العمر و لا أريد أن أضيعها "
    بفرح : " أي فرصة "
    نظر إليها بثقة وتحدث و كأنه تدرب عليها يومان : " أخي إسماعيل مهندس في البناء , سوف يسافر الأسبوع القادم إلى الشارقة في الإمارات , و عرضت عليه أن يأخذني معه كي أبداء حياتي هناك و أنا أعدك عندما تستقر أموري هناك سوف أتقدم لخطبتك "

    ظلت تفكر و تفكر و تضع إطراف أظافرها داخل فمها الصغير ثم نظرت إليه :
    " كريم هل هذه خطوة مناسبة لك ؟ "
    - " بالتأكيد "
    - و لكن تبقى بلدنا أفضل من غيرها "
    - " اعتقد بأننا يجب أن نغامر في مكان آخر كي نتأكد بأنها الأفضل "

    و أمسك يديها و قال : " شيماء انه سفر و عناء و مشقة , كل هذا من أجل من أجيبيني . فهو من أجلك أنتي , إذا كانت أتت إلي فرصة سانحة هنا لما كنت غادرت بلدي , و لكن انه كأس لجميع الشباب "

    فأبعد يداه و وضعهم على أهمة الاستعداد و كأنه ينتظر الإجابة اذا نجح في خداعها ام لا ,,

    - " لا يا كريم انا احبك و لا أريدك ان تبتعد "
    - " هل انا سوف أسافر في نزهة , لا تقلقي في اقل من سنة بإذن الله و سوف تجديني أدق باباكم "
    ثم أضاف : " إذا اردتي الاتصال بي او إرسال خطاب , من فضلك أرسليه إلى منير صديقي و هو سوف يرسله إليّ , إلى أن تستقر أوضاعي هناك "

    و هنا صنع كريم ابتسامة على شفتيه كي يعطيها بعض الحماس , .
    و بذلك نجح كريم بالابتعاد عنها كي يستطيع الزواج من السيدة حياة و ظن بأنه ذلك نال مراده .

    *****

    عادت شيماء إلى بيتها و لا تعلم النهاية التي تنتظرها , و هل هي في صالحها أم لا , اتصلت بهناء صديقتها و أخبرتها بأنها تريدها الآن أن تأتي إليها . . . .

    دخلت هناء و رحبت بجميع افرد الأسرة بسرعة و دخلت غرفة شيماء , فلاحظت شيماء قدومها فسرعان ما قامت و أغلقت الباب و جذبتها ناحيتها و جلـَست على السرير .

    و قالت بصوت خافت : " كريم يريد السفر الى الخليج "
    أصابها الذعر : " ماذا تقولي ؟ متى حدث ذلك ؟ "
    - " اليوم اخبرني بأنه سوف يسافر كي يجمع المال مع أخيه و انا في حيرة , ماذا افعل "
    هناء و كأنها تحدث نفسها : " ما هذه المصيبة ؟ "
    - " إذا كان الأمر يتوقف عليّ وحدي سوف انتظر , و لكن إذا أتي أحدا ما لخطبتي ماذا أقول لأبي ؟ "
    ردت هناء : " لا أعلم ماذا أقول لكي و لكن لدي رأي "
    - " ما هو "
    - " أخبري أباكي عنه و لا تقولي له كل الحقيقة أخبريه فقط بأن هناك شابا في نفس سنك كان يدرس معك الكلية و أراد الزواج منك و لكن قرر تأجيل هذا الموضوع إلى ان يعود من الخارج "
    - " لا هذا ليس برأي صائب "

    *****

    - " حياة . "
    - " ماذا "
    - " انا احبك "

    قالها كريم لحياة او للسيدة حياة على فراشهم الزوجية بعد إتمام ما أراده منها ,
    فنظرت حياة إليه بحب و قالت : " هل أنت سعيد ؟ "
    مسح على شعرها بيده و قال : " من يكون مكاني و لا يكون سعيدا , إذا هو بدون مشاعر و أحاسيس "
    ابتسمت السيدة حياة و قامت من فراشها عارية و دخلت الحمّـام لتأخذ حماما ساخنا . . .

    فقال كريم لنفسه بفخر : " لقد فعلتها . نعم لقد فعلتها "

    مر على زواجهما شهران متتاليان و كان تقريبا كل أسبوعين او ثلاث ترسل شيماء إلى كريم رسالة او رسالتين بواسطة منير , كانت تستفسر منه ماذا حدث معه هل الأمور على ما يرام او هناك عائق او عقبات و لكن لم يكن يرسل ردا واحد مما أثار قلقها , و قررت ان تقابل منير شخصيا لمعرفة ماذا يحدث معه , لقد أرسلت لكريم أكثر من عشرة خطابات و لكن لم يصلها ردا واحدا , لأنها كانت ترسل تلك الخطابات عبر الرسائل القصيرة كما يدعونها SMS و لا تقابله شخصيا , هذا كان شرط كريم . . .

    *****


    دقت ساعة المنبه و أشارت الى التاسعة صباحا و اليوم الجمعة , استيقظت شيماء بسرعة و اتصلت بهناء كي تأتي معها لمقابلة منير العقل المدبر لكريم , و طلبت منه ان يقابلها في مقهى سياحي مشهور . . .

    هناء يائسة و تخبط على الأرض برقة : " مضى أكثر من نصف ساعة على انتظارنا له و لم يأت بعد "
    و شيماء تتلفت حولها : " لا تقلقي سوف يكون هنا قريبا انه وعدني "

    لم يلاحظا إلا منير يرتدي ملابس أنيقة للغاية كي تنال إعجاب شيماء بها و لكن لم تهتم فجلس منير و طلب نسكافيه من النادل ,

    هناء تحدث منير باستهزاء : " ما الذي أخرك هكذا "
    رد منير ببرود : " أنها المواصلات يا آنسة "
    و بسرعة ألفتت شيماء انتباهه : " منير , لقد أرسلت إليك تقريبا عشرة رسائل و لم يصل إليّ ردا واحد من كريم , ما الأمر و لا تكذب عليّ ؟ ؟ "
    و كأنه لا يعرف شي : " لا أعلم لقد قمت بإرسال الرسائل التي ارسلتيها إليّ و "
    - " هاتفك . "
    باستغراب : " ماذا ؟ "
    فقالت ببطء و بثقة : " أعطيني هاتفك " و مدت يداها إليه و أخذت هاتفه منه و أخذت تقلب في محتوياته ثم قالت : " لماذا قمت بمسح رسائلي "
    و باستهزاء : " و لماذا احتفظ بها "
    - " أعطيني رقم هاتفه في الأمارات "
    - " أنا أرسل الرسائل إلى هاتف أخيه إسماعيل , فهو لا يحمل هاتفا الآن . "
    - " أين رقمه "

    فشعر منير أنه في ضيق و حرج فأخذ هاتفه منها و بدأت أصابعه تتحرك في أجزاء الهاتف ثم أعطاها الهاتف و قال : " ها هو رقمه . . . "
    قامت بتدوينه على هاتفها و لكن حاول يمنعها و لكنها لم تهتم ثم قالت له : " تفضل هاتفك و أشكرك "
    فقال لها بتوتر : " أنتي هكذا تضعيني في مأزق , لا أريد أن استقبل كلمة سيئة من كريم "

    - " لا تقلق "

    و هنا جاء النادل و هو يحمل النسكافيه الذي طلبه منير منذ قليل فقدمه له و انصرف
    فقامت شيماء بالاتصال بالرقم المذكور فأجابت فتاة صغيرة و عندما سألتها عن كريم او إسماعيل أجابت بأنها لا تعرف شيء عنهم و ان هذا الرقم ليس تابعا للإمارات بل لدولة فلسطين . . .
    و هنا أصاحب منير بالإحراج . .

    اعتذرت شيماء إليها و أغلقت هاتفها و وضعته على الطاولة
    وقالت : " ما الأمر اذا , اخبرني . "
    ابتسم ابتسامة بسبب ضيقه : " أي أمر "
    - " يا منير أريد الحقيقة من فضلك أين كريم ؟ "
    عندما هدأ قال : " حسنا و لكن أعطيني وعدا صريحا بأنك تتصرفي بحكمة و بدون تهور"
    - " حسنا أوعدك و لكن اخبرني "
    - " إن كريم . كريم , تزوج تلك السيدة الذي كان يعمل مساعدً لها "

    سمعت تلك الجملة و بسرعة اخفت فمها بيدها بسبب الصدمة بينما هناء تهدئها بيدها و منير أصبح محرج لأنه شارك في تلك الكذبة , فقالت شيماء : " منذ متى . تكلم "
    - " منذ شهرين تقريبا "

    ثم أضاف : " صدقيني لقد نصحته بالإتبعاد عنها و لكن عبث , أصّر على ان ينفذ مراده "
    دفنت وجهها بيدها و أخذت تفكر و تتذكر و تشاهد أمامها شريط متسلسل لما حدث .
    فقالت : " أشكرك يا منير , أشكرك جزيل الشكر , أكمل النسكافيه على اقل من مهلك "

    التفت هناء إليها و قالت : " ما الذي سوف تقومي به الآن "
    و الدموع تتساقط من عينها : " لا شي " فغادرت شيماء المقهى و لحقتها هناء بعدما دفعت الفاتورة ,
    هناء تركض وراء شيماء و تصرخ : " شيماء . شيماء انتظري "
    و مازالت تمشي و تمشي : " اتركيني , أريد ان أكون وحيدة ؟ "
    - " لا لا يا شيماء , من فضلك قفي و اسمعيني "
    وقفت فجأة و قالت بشدة : " قلت لكي اتركيني "
    - " هذا ليس عدلا , لن تتوقف الحياة من اجل كريم "


    *****

    بينما كريم يأخذ حماما ساخنا للمرة الغير المعلومة , و حياة تنظف غرفة نومها فلاحظت بوجود رسالة قصيرة على هاتف كريم , فتناولته بحرص و هي تلتفت خلفها فوجدت هذه الرسالة :

    " كريم , شيماء علمت بأنك تزوجت و هي حزينة جدا عليك او منك لا أعرف , انت اخترت الجسد دون القلب , شيماء قلبها طاهر لم يكن المفروض ان تكسره , كان يجب ان تصارحها بأنك أحببت عليها سيدة ذات جسد فتان زائل , هنيئا لكما , . . . . منير "

    شعرت حياة بنفس الصدمة التي شعرت بها شيماء , و لكن هنا كجاني و ليست كضحية , فجلـَست حياة على مقعدها عندما استقرت حالتها و في يدها هاتف كريم تنتظره . .

    دخل كريم الغرفة مرتدي فوطة الحمّام و أخذ يبحث عن ملابس داخلية كي يرتديها ,
    فقالت حياة و هي تلوح بالهاتف بيدها بهدوء : " لقد وصلت لك رسالة من أحدا يدعى منير "
    وهنا التفت كريم إليها بشدة و قال : " قلتي من "
    ببرود : " منير , يخبرك بأن فتاة تدعى تدعى شيماء علمت بأنك تزوجت إمراة ذات جسد فتان "

    فسرعان ما أخذ الهاتف منها و كي يحاول دفن الموضوع صرخ و قال : " كيف تقرأ رسائلي الشخصية ؟ "
    بتهديد : " و أنت كيف تصف جسدي لصديقك "
    نظر إليها باستغراب , فقالت له : " و كسرت قلب فتاة شابة من أجلي "
    سكتت ثم قالت باشمئزاز : " لا ليس من أجلي , بل من أجل - و صرخت- شهوتك الحقيرة "

    لم يستطيع كريم ان يضيف كلمة واحدة فكان مصدوما من الموقف , فاتكأ كريم على السرير و رأسه على الأرض خوفا من النظر إليها , فأضافت : " أنت لا تستحقني , هيا اخرج من هنا "
    نظر إليها باستغراب شديد و لكنها قالت له بصراخ : " الم تسمع , هيا اخرج من هنا "

    و هنا عدل موضعه و قال بثقة : " هل تظني الأمر بتلك السهولة "
    ضحكت حياة باستهزاء : " بيننا ورقة لا قيمة لها , إذا أعدمت تصبح محرما عليّ "
    ثم أعادت ضحكتها فرفعت السماعة للاتصال بحارس البيت فقالت له : " من فضلك تعال الآن "
    فذهبت حياة إلى الباب و فتحته على مصراعيه تنتظر ذلك الحارس حتى جاء إليها . .

    فقلت له : " هل ترى ذلك الشاب "
    فنظر إليه بهدوء راءه مرتديا الفوطة فقط و في حالة مزرية
    فقالت له : " عليك به من هنا " و أعطته مبلغا من المال
    فسرعان ما أخذه من شعره و طرده خارج البيت , بالفوطة . . . . . .



    ******

    صرخ أبيها : " شيماء . . . . يا شيماء "
    جاءت شيماء و هي تحمل دبها الأحمر الصغير فقالت : " نعم يا أبي "
    - " تعالي اجلسي بجواري "
    فجلـَست بجواره بهدوء و خلع نظارته و قال : " يا ابنتي لقد اتصل بي محمد الذي سبق و طلب يداك مني , اتصل بي لأنه قادما اليوم لخطبتك "

    اندهشت شيماء و وقفت أمامه و قالت : " من الذي أخبرك بأني أريد الزواج , لا لا يا أبي "
    و تركته و اتجهت نحو غرفتها و هي تقول : " لا أريد الزواج بأحد لا أريد الزواج بأحد . "
    حتى أغلقت الباب و اختفت عن أعين أبيها .

    ******

    مر أسبوعان كاملان و هي تحاول مسح بقايا كريم من ذاكرتها , حتى فكرت بالتجول في شوارع المدينة في أصيل الغروب , و لكن رآها كريم مصادفة في إحدى المقاهي السياحية و بدون استئذان جلس بجوارها
    فعندما شعرت به نظرت إليه بحدة و قالت بصوت خافت : " ما الذي أتى بك إلى هنا , هيا اخرج "
    - " من فضلك يا شيماء انتظري "
    - " هيا قلت لك اخرج قبل ان اصرخ و اجعل يومك كلون شعرك " فهو شعره اسود غامق
    - " شيماء أريدك لي , أريد ان أكمل باقي حياتي معكي , لقد أخطأت . . . . "

    فأشارت إلى النادل و قالت : " من فضلك هذا يتحدث معي و كأنه يعرفني , من فضلك أخرجه من هنا "
    فنظر إليه النادل : " من فضلك يا سيد اتركها و شأنها "
    فقال له و عيناه عليها : " حسنا . حسنا " و تركها و غادر المقهى و لكن شعرت بأنها سوف تكون مطاردة دائما و أنها يجب ان تجد حلا لهذا . . .

    *****

    مر أسبوع آخر , و طوال الأسبوع يحاول ان يتصل كريم بها و لكن لم تجبه حتى جاءت إليها هناء و طلبت دعوتها على الغذاء في الخارج .


    بعدما فرغا من تناول الغداء في إحدى المطاعم الهادئة قالت هناء لها : " أريد أن أتحدث معك في موضوع "
    - " تفضلي "
    - " كريم ! "
    - " ما به "
    - " لقد اتصلي بس و حالته يرثى لها , . "
    - " هناء , من فضلك لا تتدخلي في هذه أمور "
    - "انتظري , لقد شعر بخطئه و مستعد للاعتذار "
    نظرت شيماء إليها و قالت بتهديد : " إذا تلفظتي بكلمة أخرى بخصوصه سوف أتركك و اذهب "
    - " حسنا . حسنا "
    - " هيا بنا الى البيت لقد قمت بشراء فيلم جديد , هيا بنا كي نشاهده سويا "
    - " حسنا هيا بنا "

    دخلت شيماء و هناء إلى الغرفة و أخذت بتشغيل الفيلم عبر اللاب توب , بينما تسمع عن بعد بأن هناك ضيف ,
    هناء : " يبدو ان هناك ضيفا في الخارج "
    فسمعت شيماء أبيها يقول : " تفضل تفضل "
    بينما هناء متشوقة لمشاهدة أحداث الفيلم , فسمعت هذا الضيف يقول :
    " سيدي العزيز , أنا أتقدم إليك اليوم و أطلب يدك ابنتك الآنسة شيماء و أأمل بك أن توافق "

    عندما سمعت شيماء تلك العبارات قامت بإغلاق الجهاز و قالت لهناء : " انصتي انصتي "
    فردت هناء : " انه عريس جديد لك "
    فسمعت فجأة صوت يناديها : " يا شيماء , يا شيماء "
    بينما شيماء محرجة جدا , ولا تريد الخروج : " لا لا لا لن اخرج أبدا . لا لا لا "
    فحاولت هناء تهدئتها : " اذهبي و أخبريه بأنك لا تريديه "

    عندما سمعت شيماء هذا الجملة شعرت انه الصواب فقالت : " صح الحق معك سوف أقول له لا أريدك "
    فنظرت عبر المرآة و أخذت تعدل في شعرها قليلا ثم خرجت الى الصالة فوجدت شابا يجلس أمام أبيها
    فقالت : " الم اقل لك يا أبي باني لا أريد ." , و لكن دققت النظر أكتر فأكثر . لا , أنها تعرفه جيدا ,, انه منير زميلها أيام الجامعة , و كأنها تحدث نفسها : " منير ! . . . "

    منير يلبس بذلة أنيقة تليق بالموقف , فوقف و قال : " آنسة شيماء , انا يسعدني ان أتقدم لخطبتك , بعد موافقة أبيكي أولا "
    ابتسم أبيها ابتسامة ساحرة , ثم نظرت الى أبيها بحرج و قالت بهدوء : " كما ترى يا أبي "
    فجلس منير على مقعده بينما اختفت شيماء فجأة عن أعينهم و دخلت غرفتها مبتسمة و فرحة و كأنها محلقة في أحضان السحاب . . .
    فنظرت هناء إليها باستغراب : " شيماء مبتسما ؟ "

    فقالت برومانسية : " انه منير "
    صرخت : " من . ! "


    بعد ذلك بشهر او اقل قليلا , تم خطبتهما و علمت شيماء عن طريق مصدر خاص بأن كريم قد انتحر لأنه علم بأنه مصاب بمرض " الإيدز " و لا شفاء له , و لكن من الذي نقل إليه هذا المرض !! , . . . .

    تمت بعون الله
    28/3/2011
    كتبت بواسطة محمود غسان

    adlhx rgf hken - rwm v,lhksdm







    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    أوهــــــامَ غير متواجد حالياً § أنسانه متواضعه §
    المشاركات
    58,525
    يعطيك العافيه علي الطرح
    ما ننحرم من حضورك المميز
    دمت بخير
    .





    رد مع اقتباس  

  3. #3  
    المشاركات
    18
    شكرا على المرور





    رد مع اقتباس  

  4. #4 Awt9  
    المشاركات
    1
    مشكووووووووووووووووووور اوى





    رد مع اقتباس  

  5. #5  
    المشاركات
    235
    يعطيك العافيه علي الطرح





    رد مع اقتباس  

  6. #6  
    المشاركات
    1,846
    يعطيك العافيه عالطرح الرائع





    رد مع اقتباس  

  7. #7  
    سلمت أناملك على ما خطته هنا







    رد مع اقتباس  

  8. #8  
    المشاركات
    12,473
    الف شكـــــــــرلكـ علي الموضوع
    في أنتظآر جديدكـ بكل لهفـــــه
    دمت بسعآدة لآتنقطع






    رد مع اقتباس  

  9. #9  
    يعطيك العافيه علي المشاركه الرائعه





    رد مع اقتباس  

  10. #10  
    ,.,
    شكرا لك علي طرحك الرائعً
    ماننحرمً
    ,.,






    رد مع اقتباس  

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. انتي انتي لاتروحي مري علي رحبي بي
    بواسطة فالنتينا في المنتدى هنا البداية الترحيب بالاعضاء
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 23-Oct-2009, 06:09 AM
  2. الاستاذة شيماء
    بواسطة الاستاذة شيماء في المنتدى هنا البداية الترحيب بالاعضاء
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 12-Jan-2009, 08:05 PM
  3. ليس كل انثى امرأه وليس كل امرأة انثى
    بواسطة الـحـنـون في المنتدى خارج مقص الرقيب
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 27-May-2008, 03:45 AM
  4. شيماء علي . نيو لوك في الأمبراطورة
    بواسطة مـــيـــا مــلكـة ســـــه في المنتدى عالم الشهرة والمشاهير
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 25-Jul-2007, 06:52 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •