الملاحظات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أنا ووحدتي

أنا ووحدتي .. ؟؟ خرس الجرس ، وانقطعت الأرجل ، وكل شغلته مشاغله ، وبقيت وحدي تؤنسني وحدتي ، نصحو وننام معا ، نأكل طعاما دون طعم

  1. #1 Thumbs up أنا ووحدتي  
    أنا ووحدتي



    خرس الجرس ، وانقطعت الأرجل ، وكل شغلته مشاغله ، وبقيت وحدي تؤنسني وحدتي ، نصحو وننام معا ، نأكل طعاما دون طعم معا ، نقرأ معا ، نشاهد أخبار الطحن والقتل والظلم والجوع والألم معا ، ندعو الله معا ، ونبكي معا .حتى عندما أذهب إلى عملي نكون معا .

    اتصلت بي أختي تدعوني للحضور ، فقد تعرفت على جارة سكنت جوارها مؤخرا وستقوم بزيارتها . اختلقتُ عذرا من هنا وعذرا من هنا أيضا - لأن هناك بعيدة لا طاقة لي للحصول عليها – لكنها أصرت وسترسل السائق ليأخذني .

    قلت لها : بل أرسليه ليسحبني يا أختي ، فكيف لي أن أخرج للزيارات وأن أجبرني على الحديث والضحك والمجاملات .

    أجابت : حرام عليك ما تفعلينه يا أختي ! الحياة لا تنتهي بموت أحد ، فهي مستمرة رغما عني وعنك !

    قلت : لا أستطيع ، لقد ماتت أمي ، وقبلها بسنوات مات أبي ! هذا يعني أن الشمس ماتت والأقمار ! فأين الراحة بعدهما والقرار ؟ أين الليل والنهار ؟ وأين الربيع الذي تتحدثين عنه والاخضرار ؟ أين الحروف والكلمات ؟ أين المترادفات والمتعاكسات؟

    لم يبق في حياتي يا أختي سوى وحدتي وعلامات تعجب واستفهام !

    لبست ُمجبرة ، ورسمت خطا بالقلم الأسود داخل عيني ، ولونا زهريا لامعا على شفتي . تأملتـُني في المرآة فراق لي منظري العام !

    كم أنا مسكينة ! بعض ألوان على وجهي غيرت مزاجي ؟ غريب ! هل هناك جمال في الحياة بعد وفاة أمي ؟

    استقبلتني أختي بحرارة أحسست بدفئها .

    قالت : أخيرا خرجت وهجرت وحدتك ؟

    قلت : لا ، لم أهجرها فهي معي .

    فظنت أني أمزح ، وقالت : لقد كدت أن أنسى شخصيتك المرحة وضحكتك البريئة وابتسامتك الدافئة .

    قلت : الضحك سعادة ، وكل ما حولي مرٌّ وبشع .

    قالت : إنك عنيدة ! لوعشت معي أو مع أخينا بعد وفاة أمنا ، أليس أفضل من بقائك وحدك ؟

    حضرت الضيفتان ، جارة أختي ومعها أختها .

    سلمتُ وجلست ، فإذا بالضيفتين تتهامسان وتنظران إليّ . ارتبكتُ لحظة ، وقبل أن أخوض في أفكار سوداء وأندم على المجيء

    سألتني الجارة : ألست المعلمة إيناس ؟

    قلت : نعم ، أنا هي .

    صرختا معا : غير معقول !

    تعجبت وأختي : وما هو غير المعقول ؟

    قالت الجارة : ألا تذكريننا يا معلمتنا ؟ لقد درستـِنا في المرحلة الابتدائية ! أنا سارة وهذه أختي نهال !

    تأملتهما لحظة ، ثم قلت : نعم نعم . لقد تذكرتكما جيدا وهل يـُنسى المتميز ؟

    قالت نهال : وقد كنت ِالمعلمة الأروع ، ولم ننسكِ أبدا !

    أشرقت روحي وجرت دماءٌ فـَرِحةٌ في عروقي وربما لمعت عيناي كما كانتا تفعلان عندما أفرح كثيرا .

    طابت الجلسة ، وتحدثنا في ذكريات كثيرة ، ذكـّرتاني بالتمثيل والنشيد

    والمسابقات . أخبرتاني أنني سبب في حب إحداهما للغة العربية فكانت دراستها في الجامعة ، والثانية لم تبتعد كثيرا فهي تدرس الإعلام .

    عدت للبيت ، فوجدته مشرقا ، الأشياء فيه كلها تبتسم ، حتى الطفل الحزين في صورته على الجدار ابتسم !

    آه ! أين وحدتي ؟ حتى أنت سعيدة ؟

    عاد النبض لحياتي من جديد ، فرأيت الشمس والقمر ، رأيت الخير، رأيت الناس بل استطعت أن أرى داخلهم النقيّ !

    ورأيتني أخيرا عروسا تجاوزت الثلاثين ولكنني جميلة ، أمسك بيد زوجي الطيب الوسيم ، وحولنا ابنتاه سارة ونهال ، والصالة ممتلئة بالأحباب ، والزغاريد تصدح من هنا وهناك – نعم ، من هناك أيضا – .

    أما وحدتي ، فكنت أبحث عنها بين الحين والحين لتعينني على صلاة ودعاء وقراءة وفكرة .

    Hkh ,,p]jd







    رد مع اقتباس  

  2. #2 رد: أنا ووحدتي  
    المشاركات
    9,679
    شكراً لك
    ويعطيك العافيه
    تقبل مروري






    رد مع اقتباس  

  3. #3 رد: أنا ووحدتي  
    أوهــــــامَ غير متواجد حالياً § أنسانه متواضعه §
    المشاركات
    58,525
    يعطيك العافيه ع القصهَ
    دمت بخيرَ
    .






    رد مع اقتباس  

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •