الملاحظات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: حلم عائد

حلم عائد .. ؟؟ كانت الساعة في منتصف الليل والرياح تتصارع في تكسير كل ما في الخارج ، استيقظت وذهبت الى غرفة ابنتها

  1. #1 Thumbs up حلم عائد  
    حلم عائد







    كانت الساعة في منتصف الليل والرياح تتصارع في تكسير كل ما في الخارج ، استيقظت وذهبت الى غرفة ابنتها ، اقتربت قليلا منها ووضعت يداها الباردتان على جبين ابنتها فاخترق جسدها كتلة من الحرارة ، فبدا على وجهها علامات الحيرة ، ماذا سأفعل الآن ؟ ارتعبت وما عادت تدري كيف ستزيل الحرارة عن جسد ابنتها فالجو في الخارج لا يسمح لأحد بالخروج ولا يوجد من يساعدها فهي وحيدة في هذا المنزل منذ خمس سنوات.
    سارت قدماها للمطبخ وأحضرت كمادات ماء محاولة سحب الحرارة الكامنة في جسد طفلة ذات أربع سنوات ، جلست طوال الليل بجانبها والدموع تنزل أشد حرارة من جسد طفلتها .

    بدأت تتحدث لنفسها : الحمد لله أني استيقظت على صوت الرعد والمطر ، ماذا سيحصل لو لم استيقظ . ربما فقدتها ، ولكن ماذا حصل لها ؟ عندما ذهبت للنوم لم يكن بها شيء ، ماذا سأقول لزوجي عندما يعود ، لقد وثق بي كثيرا ولولا ذلك ما تركنا وسافر ، اقتربت من طفلتها قبلتها وما زالت الدموع تنساب على وجنتيها .
    غلب عليها النعاس ما عرفت كيف أغمضت عيناها ربما التعب أو ألم عيناها من كثرة الدموع .

    بعد فترة لم يسترح بها الجسد إلا الشيء القليل هزت الطفلة جسد والدتها المتعب بيداها الصغيرتان المرتجفتان فاستيقظت الوالدة فزعة من غفوتها القصيرة ، فنظرت في عيون طفلتها وضمتها بحنية وقبلتها بكل الحب الساكن في قلبها ، وسألتها : كيف أنت يا حبيبتي ونور عمري ؟
    فقالت الفتاة بكل براءة : أنا عطشان أريد الماء ، ناولتها كأسا من الماء شربته على نفس واحد كأنها لم تشرب الماء منذ زمن . بعد ارتوائها أطلقت الطفلة ضحكة أزاحت غيمة الحزن القاطنة في قلب والدتها.

    في الصباح هدأت موجة الأمطار وسكنت الرياح قليلا ، وقفت الأم على الشياك ولمست حبات المطر الساكنة على الزجاج وبدأت ترسم الحروف والكلمات، فكتبت متى ستعود يا زوجي لم أعد أتحمل الوحدة بين الجدران ؟ !! طفلتنا تسأل دائما عنك !!!! ولا أعد قادرة على الإجابة عن أسئلتها المحرجة أحيانا ، لقد كبرت ، ما عادت الطفلة التي رأيتها منذ خمس سنوات .
    أعرف أنك مجبر على السفر ولكن أنت وطفلتي وطني كله ، غاب نصفه وبقي الآخر ، الليلة كنت سأفقدها لولا رعاية الله .
    المسؤولية كبرت عليّ ، ولم أعد أحتمل نظرات الناس مليئة بالحزن والشفقة ،يعاملونني كأني مقطوعة في هذا البلد ، وهذا الإحساس يضايقني كثيرا ، أحاول أن لا أتأثر بهم، فهذا النور يساعدني على تحمل الكثير من أجلها .
    أنا لا أخجل ولا أندم أني تزوجتك ، فأنت لست بمجرم ولا سارق ولا خائن ، فأنت فدائي وهذا ما يزيدك شأنا في نظري
    تذكرت يوم زفافها وقوة تماسك أيديهما عندما دخلا القاعة ، والفرحة في أعينهما لقدوم هذا اليوم خاصة بعد معارضة أهلها لزواجها بحجة أن هذا الزواج فيه الكثير من المغامرة وأن سعادتها لن تدوم كثيرا وسوف تفقد بهجة الحياة .فأطلقت شفتاها كلمات الصمود والتحدي وقالت لن أدع أحد يشمت بي فأنا قادرة على مواجهة كل الصعاب .
    ولتخفف الألم الساكن في داخلها تذكرت يوم انجابها( فرح) وكيف تأملها والدها ساعة بعد ساعة ، وكأنه يتأمل لوحة تضج بالحيوية والحياة . ربما كان يعرف أن غيابه سيطول ، فرسم لوحة ولونها بألوان تحفر في ذاكرته ، متى سيعود لا أعرف !!
    لكن المطر المتساقط يمنح الأرض الدهشة ويمحو كل أحزانها ، فلا بد أن يأتي يوما وتشبع أيامها بالمحبة وتزال كل الغيوم السوداء العالقة في طريقها .
    وقالت : حالي حال الكثيرات من الفلسطينيات اللواتي ينتظرن من غابوا عنهن لوقت ربما كان أكثر من خمس سنوات، نزلت دموع مجبورة من عيونها واختطلت مع قطرات الماء وسافرتا مع الرياح.
    تقاطع الفتاة عالم والدتها المحزن وتقابلها بوجه فرح ونشط ، وتسأل أمها : متى سنذهب لزيارة جدتي وأقاربنا ؟ لقد مضى وقت ولم نزرهم ؟
    قالت الوالدة : عندما يهدأ الجو سنذهب الى كل مكان تحبيه .
    ولكن الآن هيا نتناول الإفطار، جلستا على الطاوله وأسنانهما لا تقويان على مضغ الطعام من شدة البرد ، اقتربت مرح من والدتها وجلست بحضنها لتتزود ببعض الدفء .، ناولتها كأسا من الحليب الساخن ليمنح جسدها النحيل بعض الدفء ويبعد البرد الملتف حولها .

    رن الهاتف وإذ بالمدير يتصل طالبا من أم فرح الحضور فورا للعمل لأمر طارئ ، لم تستطع رفض طلبه فهذه لقمة عيشها الوحيدة ، كيف سترفض هذه الفرصة ، ولكن تساءلت ماذا سأفعل بالطفلة انها مريضة وأقاربي بعيدين عني ولا أحد حولي فالجيران سافروا البارحة عند أقاربهم ، قالت : لا يوجد حل سوى أن تذهب معي
    جهزت طفلتها جيدا وأغلقت المنزل وغادرت .

    وقفت على الطريق تنتظر حافلة تقلها للعمل ولكن لا فائدة فاليوم عطلة ولا أحد يخرج في هذا الجو .
    الطفلة ازدادت بردا وما عادت تتحمل الوقوف ، شفتاها ترتجفان ووجنتاها ازدادت احمرارا ، احتارت الأم ماذا ستفعل ؟ إما أن تعود للمنزل وتعتني بطفلتها أو أن تنتظر ربما يأتي أحد ويقلها للعمل .
    انتظرت كثيرا ولم يأت أحد .
    ومع تصاعد صوت الريح والرعد رن الهاتف مجددا وإذ به المدير يطلب منها الإسراع فهناك عمل هام ومستعجل اليوم فقالت لا أستطيع الحضور فلا يوجد مواصلات وطفلتي مريضة ولا يوجد من يرعاها ، صرخ المدير بصوت أعلى من صوت الرعد وقال اما أن تأتي أو تتركي العمل للأبد وأغلق الهاتف .

    عادت الأم مع طفلتها للمنزل والدموع والحزن يرافقانها في الطريق ، سارت بخطوات متثاقلة وتردد الحمد لله على كل شيء ، لا بد من الصبر من أجل طفلتي ، بعد شفائها سأبحث عن عمل جديد.وصلت المنزل وضعت ابنتها على الكرسي وجلست بجانبها ترتاح من هذا المشوار المتعب ، جلست تفكر ماذا تفعل كيف ستدبر أمور المنزل ، وسار التفكير معها الى المستقبل البعيد وسافرت هي الى عالم السعادة والراحة فغلب النعاس عليها ، والطفلة بجانها ترسم وتحلم بعودة والدها وتلتفت الى أمها مرة وللرسمة مرة .
    الجو في الخارج ازداد سوءا والأصوات تتصارع في السباق ، حبات البرد تطرق الباب ، ارتعبت الطفلة فاقتربت من والدتها وأغمضت عيناها وبدأت تحلم بعودة والدها وتبحث عن السعادة في الحلم .

    pgl uhz]







    رد مع اقتباس  

  2. #2 رد: حلم عائد  
    المشاركات
    2,881
    اللة يعطيك العافية
    طرح جميـــــل
    واستمتـــعت
    بتواجــــدي هنـــآ
    .






    رد مع اقتباس  

  3. #3 رد: حلم عائد  
    مشكووووووووووووووووووووورة





    رد مع اقتباس  

  4. #4 رد: حلم عائد  
    أوهــــــامَ غير متواجد حالياً § أنسانه متواضعه §
    المشاركات
    58,525
    شكرا لك على القصـــه





    رد مع اقتباس  

  5. #5 رد: حلم عائد  
    شكرررررررررررررر متبااااااااااااااااادل





    رد مع اقتباس  

المواضيع المتشابهه

  1. عائد من جوانتانامو: أجبرونا على التعري الجماعي وارتداء علم اسرائيل.
    بواسطة الـمُـبـْـتـَـسـِـمُ في المنتدى اخبار واحداث الشارع - اخبار محليه - عالميه
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 25-Mar-2007, 03:24 PM
  2. ممكن ترحيب غاوي ؟ ^_^
    بواسطة اهلاوية عنيدة في المنتدى هنا البداية الترحيب بالاعضاء
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 05-Jun-2006, 04:49 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •