الملاحظات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: ليلة قاسية تحت المطر وصوت الرعد!!!

كانت ليلة مبللة بالفعل ......،، انهمرت الأمطار بغزارة شديدة ، وكأنما هو دلو انسكب من علّ ، ليغسل كل شارع .... وكل زاوية ..... وكل ركن في مدينتي العزيزة ...،،

  1. #1 A1 ليلة قاسية تحت المطر وصوت الرعد!!! 
    المشاركات
    12
    المطر, الرعد, تحت, وصوت, قاسية

    [align=center]كانت ليلة مبللة بالفعل ،،
    انهمرت الأمطار بغزارة شديدة ، وكأنما هو دلو انسكب من علّ ، ليغسل كل شارع وكل زاوية . وكل ركن في مدينتي العزيزة .،،
    حانت منى نظرة إلى الساعة . إنها الثامنة مساءً . ربــــاه . لقد أزف الوقت . ولم يتبق لي الكثير من الوقت.،،
    ودون سابق إنذار . راح شريط الذكريات يدور في خلايا عقلي المنهكة التي أنهكها البعد ويتمها الفراق ،
    عشرُ سنواتٍ مضت يا صديقي وكأنها قرن من الزمن لكنها مضت ،
    عشرُ سنواتٍ من الفراق والبعد واليُتم . قضيتها هناك بين الثلوج ثلوج الغربة في تلك الأوطان البعيدة . تلك الأوطان التي احتوتني جسدا لا روحا احتوتني جثة ميتة تتنفس لو كان الموتى يتنفسون عشر سنوات لكنها مضت ،،
    وطني الحبيب مدينتي الغالية . كم هو دافىء هوائك . كم هي حانية أمطارك هاأنذا – بالأمس – أعود لأرتمي بين أحضانك الدافئة . واستنشق - بعمق - أكسجينك النقي . هذا الأكسجين العزيز الذي يستنشقه أهلي وأحبتي هنا كل يوم . وطني الغالي . لله درك ما أجملك ،،
    انطلقت بسيارتي اخترق سيل الأمطار باتجاه تلك الحديقة . كان أهلي قد حاولوا الاعتراض على ذهابي فلربما قد أنستني تلك العصور الطويلة الطريق إليها . لله درهم ما أسذج طيبتهم . كيف يمكن للقلب أن ينسى - يوما - طريق الدم إلى الأطراف ؟
    حتى أنتِ يا سيارتي الحبيبة لم تتغيري كثيرا . أعترف بأنك قد أصبحت عجوزا بعض الشيء . ولكنك لا زلت تذكرين معي تلك الحديقة . أليس كذلك
    كانت المسّاحات تتحرك بسرعة على الزجاج الأمامي .محاولة جعل الرؤية أفضل تحت وطأة الأمطار الغزيرة . كانت الشوارع خالية تماما أو تكاد ثمة قــطة تجرى مسرعة هناك عبر الطريق لتختبىء تحت إحدى الأبواب بينما تمر بين الفينة والأخرى عربة ما . فلا تميزها إلا بضوئها الأحمر الخلفي الباهر . وهدير محركاتها الصاخب .

    **********************************************

    اقتربت - أخيرا - من الحديقة . هاهي ذا تلوح لي من بعيد مثل مارد شجري عملاق يربض في الظلام أودعت سيارتي في مكانها الذي لم يتغير بعد وتركتها تتبادل معه السلام والعبرات الحارة بينما هرولت أنا باتجاه حديقتي الناعسة ، وشرعت أحكم شد المعطف والشال الثقيل إلى جسدي ورقبتي وبعد ثوان كنت بين أحضان تلك الحديقة الغالية .،،

    أواهٌ منكِ يا لوعة الذكريات الحميمة لم تتغيري بعد يا حديقتي الأشجار المقاعد . والطريق الحجرية الناتئة نفسها . كل شيء كما هو وكأنني جئت من آلة الزمن . أو كأنما ولجت عبر بوابة الماضي البعيد وهنا لاح لي خاطر كئيب . هل يا ترى قد تغير ناسك يا حديقتي ؟
    هل لازالت حبيبتي تأتى إلى هنا كل عام في مثل هذا اليوم كما وعدتني ؟ هل لازالت تقف تحت تلك الشجرة بانتظاري؟ وهل لازالت ترتدي ذلك المعطف الأحمر كلما جاءت ؟ آهٍ منك أيها الماضي الحبيب وآه منك يا رهبة اللقاء . شعرت وكأنني طفل صغير ينتظر الطبيب في عيادة الأسنان . آلام الماضي ورهبة المستقبل الموحش . نظرت إلى الساعة خمس دقائق – وكأنها دهر – تفصلني عن الثامنة والنصف هل ستأتي يا ترى
    تك تك تك تك إنها وقع خطوات متسارعة تحت سيل المطر المنهمر. لابد أنها ليلى لاح لي شبح أسود يتحرك مسرعا في الظلام لابد أنها حبيبتي . لا يمكن لها أن تتأخر عن موعدنا تك تك . اقترب الشبح كدت أن أقفز من مكاني للقائها بعد أن سبقني قلبي إلى ذلك تك تك تك . ( ماذا تفعل هنا يا أخي ؟ ) بصوت خشن أجوف تكلم الشبح كان رجلا نحيل الوجه يلتحف بمعطف ثقيل . بينما تبلل شعره تماما وكذا ملابسه ،،
    - ( إنني انتظر شخصا هنا . ) أجبته دون أن أخفى خيبة أملى ،
    - ( لن يأتي أحد للقائك في مثل هذه الليلة الماطرة لو كنت مكانك لعدت أدراجي . ).،
    - ( كلا يا أخي الشخص الذي انتظره لا يمكن أن يتخلف عن موعدنا . صدقني .! )
    هز الرجل رأسه في استغراب . ومضى مسرعا في طريقه وهو يرتعد بردا .،،،

    **********************************************
    تـــك تـــك تـــك تــــك . خطوات أخرى تسارعت تحت المطر خطوات رقيقة وجسد نحيل لاح لي من هناك أكاد أقسم أنها ليلى لازالت أذني تحتفظ بصدى خطواتها الرقيقة في ألبوم ذكرياتي تك تك تك تك . أرجوك يا قلبي الواهن لا تتوقف . أرجوك يا جسدي المرتعد لا تهرب . ليس الآن ليس بعد كل هذه السنين دعنى أرى أولا حبي . ودمعتي وقبو ذكرياتي .،،،

    تك تك تك . دنت الخطوات. واقترب الجسد المتشح بالسواد الليلي المبتل اصمد يا قلبي تسارعت الأنفاس اللاهثة . وتحول البرد إلى وخزات شوكية تدمى سائر أطرافي لا تخذلني يا قلبي لقد جاءت من كانت تمدك بالدفء وبالدماء طوال تلك السنين الماضية تك تك تك تك لم تعد قدماى تحتملان المزيد فقفزت من مكاني لألقى حبيبتي الغالية ولكن سيدة في منتصف العمر رمقتني بنظرة ذعر وخوف .،
    - ( آسف جدا يا سيدتي ظننتك ليلى هل تعرفينها ؟ ظننتها قد جاءت معك )
    - ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . ربى يشفيك يا بنى )
    وهرولت مبتعدة عنى تاركة شلالات المطر المنهمرة تطفىء نيران شوقي الملتهبة إنها تظننى مجنونا يا ليلى . هل ترين ما تفعلينه بى . إن الشوق والألم والانتظار يمكن أن تفعل بعقولنا الأفاعيل ،،
    امتدت يدي إلى معطفي . وأخرجت محفظتي الجلدية ومن بين ثناياها التقطت صورة صغيرة وشرعت أتأملها في صمت العينان النجلاوان الشعر الأسود الفاحم المحيا الأبيض النقي مثل الجوهر المكنون والبشرة الرقيقة التي لا تكاد تحتمل وقع الهواء عليها ،
    - ( ليلى حبيبتي لازلتِ كما أنتِ وكأننا لم نفترق بعد قط . )
    اختلجت شفتاها إنهما تتحركان . ربـــاه كيف يمكن للجماد أن يتكلم إنها تتحدث انبعث صوتها الواهن من تلك الصورة العتيقة ،،
    - ( وأنت أيضا يا صغيري . لم تتغير وإن كانت تلك الخصلات البيضاء التي اجتاحت جزءا من شعرك قد زادتك وسامة )
    - ( حبيبتي ألازلت تنادينني بصغيري ألم أكبر بعد . ولكن أخبريني لم تأخرت كل هذا الوقت ؟ أنا انتظرك منذ قرون . )
    - ( لا تلمني . أنت تعلم جيدا أنني لن أتمكن من المجيء )
    - ( بالله عليك يا ليلى لا تتكلمي هكذا دعينى أحلم على الأقل )
    - ( ولكن . قد تكون الأحلام قاسية يا صغيري )
    - ( أواه يا حبيبتي . ليست في مثل قسوة الذكريات )
    - (ولكن أخبرني يا صغيري هل لازال اسمينا محفورين على تلك الشجرة ؟)
    - ( آه يا ليلى . بحثت كثيرا ولم أجدهما وجدت أسماء أخرى – غير أسماءنا - قد حُفِرت . وأشعارا أخرى – غير أشعارنا - قد كُتِبت .)
    - ( واعجباه . ظننت أن الزمن سيعجز عن دفن ذكرياتنا . حبيــــبي لا تبكِ بربـــك ظننتُ السماء تمطر فإذا بها دموعك . حبيبي لا تعذبني أرجوك . هيا هيا عد إلى البيت الآن قبل أن تصاب بالزكام . لن يحتمل طيفي أن يراك مريضا وأعدك بأنني سأنتظرك هنا في نفس الموعد. العام المقبل وداعا حبيبي )

    ************************************************** **************

    تــــــك تـــــك تـــــك تـــــك خطوات متثاقلة تحركت تحت زخات المطر . خطوات جثة آدمية متبلدة المشاعر . جثة مبللة بالمطر والدموع
    كانت خطواتي أنا هذه المرة خطوات تحبو بعيدا عن حديقة الذكريات تلك .بعد أن أعدت الصورة إلى محفظتي الجلدية . تلك الصورة التي لم أجرؤ - يوما - على النظر إلى ظهرها . ظهرها الذي كُتِب عليه بحبرٍ من دم :

    [ حبيبتي الغالية : ليلى . تاريخ الوفاة : 1- 1- 2005 . ] .


    منقولة للفائدة
    [/align]

    [align=center]اخوكم المخلص
    طمني عليك [/align]

    gdgm rhsdm jpj hgl'v ,w,j hgvu]!!!







    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    المشاركات
    210
    ثاااااااااااااااااااااانكس طمني على هالقصه الروعه

    اسعدني اني اكون اول شخص يرد عليك
    اختك سعوديه





    رد مع اقتباس  

  3. #3  
    المشاركات
    12
    [align=center]الف شكر سعوديه نت على مرورك الكريم
    ويعطيك العافيه .


    طمني عليك [/align]





    رد مع اقتباس  

  4. #4 Icon17  
    [fot1]طــمــني عليــك[/fot1]

    تســلم انــامــلك ع القــصــه الــرائــعــه

    [rams]http://www.6rb.com/song4/iraq/kathem/kathem7abeebati-wal-ma6ar.ram[/rams]

    قصــتــك ذكـرتنــي باأغنيــة كــاظــم تقـــبــل مــروري

    تحيـــاتــي

    ســـاحــرة القــــلـــوــوــوب





    رد مع اقتباس  

  5. #5  
    مشكووور اخوي طمني على القصه

    الف تحيه وشكر لك

    أخيك





    رد مع اقتباس  

  6. #6  
    المشاركات
    12
    تسلمون على مروركم

    نورت القصه بمروكم الكريم





    رد مع اقتباس  

  7. #7  

    \\

    //

    يعطيكـ العافية






    رد مع اقتباس  

المواضيع المتشابهه

  1. استعداداً لكأس آسيا خسارة قاسية للبحرين امام فيتنام
    بواسطة الشامخ خالد في المنتدى كرة القدم المحلية و العربية و الاوربية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-Jul-2007, 11:04 AM
  2. ألامي كزنابقُ الرعد ^^^!!!
    بواسطة ناضح الأسحار في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-Feb-2007, 06:37 PM
  3. إلي كل عين قاسية لم تعرف للدموع سبيلاً
    بواسطة شــــوق 505 في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 13-Dec-2006, 12:27 PM
  4. لو لم تكن الحياة قاسية لماخرجنا من بطون امهاتنا نبكى.!!
    بواسطة شمس الخليج في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-Jul-2006, 08:51 PM
  5. ضجيج الرعد
    بواسطة بيكهام العتيبي في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-Jun-2006, 04:22 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •