مناجاة

[align=center]إليكِ) أغني من ترانيم الهامي
وأرسل لحني في هواك وانغامي
(إليكِ) وإلاَّ ما لشعري قيمة
اذا لم تسبح تحت عرشك أقلامي
وأهديك من الحان (داوود) نغمةً
يرن صداها من دهور واعوام
سكبتُ على الاوتار (ذكراك) فانثنت
تغني بلا عزف على قلبي الدامي
***
أُصلِّي إليها كل يوم وليلة
واذكر (ليلى) في سجودي واحرامي
اذا مالمست النهد اذكىً أوارُهً
فؤادي فيمسي بين نارٍ وإضرام
وكنتُ اذا قبلتهُ أو غمزته
تلهب من تيار حبي وتهيامي
وصرتُ اذا قبلت صبح جبينها
يضيء فمي ليلاً مواقع أقدامي
***
فآمنت بالحسن الذي أنت (ربهُ)
وأشهدت ايماني بذاك وإسلامي
وحسبي من الدنيا غراماً بأنني
رفعتٌ على نهديك في الحب اعلامي
لقد كنت قبل الشمس (شمساً) مضيئةٌ
تجلّت بثغر ساطع النور بسّام
فجيئ بشمس تحرقُ الأرض ان دنت
وأنت شعاع هادئ النور مترامي
فضُمِّي فماً (ربة الحسن) في فمي
يعش طاهراً من كل ذنب وآثام
***
أناجيك عند الليل في كل ساعة
مناجاة (موسى) في جلال وإعظام
وأخشى إذا أرسلت نورك لحظة
فأصعق في سيناء من نورك الطامي
أيا كعبة الحسن الجميل وملتقى
صلاتي وحجي (للإله) وإحرامي
اقلب وجهي في سما الحب علّني
أرى قِبلة ترضي غرامي وتهيامى
فوليت وجهي شطر (نهدٍ) محرم
غدا قانتاً في كل صبح واظلام
أدور إذا ما دار (للّهِ) خاشعاً
فقلبي إلى نجواه مستعر ظامي
إذا أقبلت سارت روائح عطرها
تفتق زهراً في غصون وأكمام
وفي خطوها عزف ولحن كأنه
سلام نشيد يوم حفل وإكرام
تطارحني أشهى الحديث كأنما
على فمها (قيثارة) ذات أنغام
وان تلفنت يوماً حسبت بأنّ لي
فؤاد (نبي) مرسل بين أقوام
****
وكم لحظة قلدتها الشعر فارتمى
على القرب منها بين مدٍ وإحجام
تهيبّ من أضوائها وشعاعها
فعاد ولم يصعد الى جيدها السامي
شككت النجوم الزهر عقداً لجيدها
فأعجزت في إبداعه كل نظام
***
أيا عمري الغالي تأنَّ ترفقاً
وسر بي رويداً عبر دهري وأيامي
أتذكر أني ماعرفت بك الهوى
وعشت وما حققت في الحب أحلامي
ترهبنت في عهد الشباب وعندما
غزاني مشيبي بين كر وإقدام
صبوت وعانقت الجمال تقرباً
الى (الله) يمحو كل ذنبي وإجرامي
وأكبرته في خلقه الحسن والصبا
وايداعه للسحر في جفنها الرامي
لخُلقُ (الحسان الغيد) في خطراتها
لأبدع خلق من سما ذات أجرام
فسبحانه من صانع ومصور
وسبحان ربي من بديع ورسام
وهبت (لليلى) كل حبي ولوعتي
وامهرتها قلبي وعمري واعوامي
وصغت سماء الأفق عرشاً لملكها
قوائمه كانت أسنة أقلامي
ورصعته دراً واطلعت أنجماً
تدور عليه في صباح وإظلام
وأنسج من ضوء النجوم سرادقاً
عليه سياج من بنود وأعلام
وأجلست في فخر على صدر بهوه
مليكة حسن من ممالك احلام
فلو قام في عهد (ابن داود) عرشها
لما أسطاع في تقويضه أي هدام
وشاهدتها لما تكامل ملكها
سجدت بإجلال إليها وإعظام

[/align]

lkh[hm