مرحبا بكم اعضاء وزوار منتدانا العزيز منتدى مياسة

تعرف على أسباب غيرتك الزوجية


غيرة الزوج
هناك سببان يدفعان للغيرة:
السبب الأول هو العاطفة القوية التي يحملها الزوج لزوجته، بحيث يخشى عليها من أي شخص، حتى أنه يخشى عليها من أن تنجذب، بشكل طبيعي، إلى شخص آخر. ولذلك يعمل على محاصرتها بالشكوك أو بالضغوط العملية، أو بالكلمات الحادة، وما إلى ذلك، ويتصرف حيالها كما يتصرف الانسان الذي يحب شيئاً ويخشى أن يفقده.
والسبب الثاني هو الخوف من الظروف المؤدية إلى الانحراف والتي قد تحيط بالمرأة، سواء في ذلك تلك الظروف التي تنطلق من وجود تربية معينة للمرأة، تجعلها قريبة من الانحراف، أو الظروف الناجمة عن ضغوط في المجتمع تلاحق المرأة كي تقودها للانحراف. تمارس هذه الضغوط فعلها عندما يعيش الرجل نوعاً من الابتزاز في الواقع الاجتماعي الأخلاقي، لا سيما إذا كان رجلاً جرب الخيانة الزوجية، أو خان الآخرين في زوجاتهم. ففي هذه الحالة، يكون من الصعب عليه أن يثق بامرأة أخرى، حتى إذا حصل على الثقة بامرأة أخرى، فإنا نجده يعيش هواجس الخوف من أن تتحول هذه المرأة الموثوقة إلى امرأة تشبه النساء اللواتي يعرف، من خلال علاقاته الخاصة، أن ظاهرهن العفة وباطنهن الخفي الخيانة.
إنا نتصور أن الغيرة تنطلق من هذين السببين بشكل رئيسي. وربما تتدخل طريقة المرأة في حركتها في المجتمع، وفي طبيعة علاقاتها بالجنس الآخر فتسهم في تكوين الشعور بالغيرة. ومن الأمثلة على ذلك أن تكون المرأة في مستوى من الجمال الجسدي، بحيث تكون محلاً للإغراءات التي قد تجذب بها الرجال أو قد يجتذبها الرجال. ولكننا نتصور أن على الرجل أن يحصنها من جميع الجهات التي يمكن أن تفتح ثغرات للانحراف في حياتها. فنجد، مثلاً، أن بعض الرجال، ربما يسيئون فهم حاجات زوجاتهم الجنسية، أو حاجات زوجاتهم من الناحية الانسانية الأخلاقية في المعاشرة، وما إلى ذلك الأمر الذي قد يخلق نقطة ضعف لدى الزوجة يستند إليها الآخرون.
وربما يتصرف بعض الرجال، أيضاً، بطريقة إثارة الشك في المرأة، حتى يجعلها تفقد الثقة بنفسها. وعند ذلك يقودها إلى الانحراف. أو ربما تتصرف بعض النساء على أساس أن تواجه هذا الشك بطريقة متمردة، فتحاول أن تؤكد فيه ذاتها ونفسها بشكل أنها تحول هذا الشك إلى واقع، كي تثأر من زوجها أو تنتقم منه، وهكذا.
لذلك لا بدّ للزوج من أن يعطي الزوجة الثقة من نفسه لتكون لها الثقة بنفسها. ولا بد من أن تكون عاطفة الحب التي يشعر بها اتجاه زوجته، عاطفةً تؤكد ثقته بها لا أن تؤكد شكّه فيها. وإذا كانت لديه بعض الشكوك في بعض الأوضاع، فإن عليه أن يصارح زوجته بذلك في عملية تفاهم ودراسة موضوعية للعناصر التي تؤدي إلى الشك، أو التي تؤدي إلى إثارة الهواجس في نفسه.
وهذا ما نستوحيه من كلمة الإمام علي (ع) في وصيته للإمام الحسن (ع): ((إياك والتغاير في غير موضوع غيرة فإنه يدعو الصحيحة منهن إلى السقم ولكن أحكم أمرهن فإن رأيت عيباً فعجل النكير على الكبير والصغير)). إذا حاول الانسان أن يثير الغيرة والشك ضد امرأته في الأشياء التي لا تثير الغيرة أو الهواجس، باعتبار أنها أشياء طبيعية، كأن تتحدث المرأة مع رجل من أقربائها، أو مع غيره من الناس ممن تحتاج للحديث معهم في الحالات الطبيعية، فإن الغيرة في مثل هذه الحالة تدفع الانسانة البريئة إلى الريب والشك وإلى عدم الثقة بنفسها، وقد يؤدي ذلك بها إلى أمراض نفسية معقدة.
وعندما تكون الغيرةُ حالةً طبيعيةً يواجه فيها الرجل المسألة، على أساس تحصين المرأة من الانحراف بشكل معقول ومدروس، فإن هذه الغيرة تكون إيماناً.
ولكن عندما تتحول الغيرة إلى حالة مرضية، وإلى عقدة نفسية فإنها تكون مشكلة للرجل ومشكلة للمرأة. وتكون في كثير من الحالات ظلماً للمرأة ووسيلة من وسائل تعقيدها وإفقادها الثقة بنفسها.
غيرة الزوجة:
السبب الأول الذي يؤدي إلى غيرة الزوجة هو حبّ الزوج والخوف من فقده. وهذا ما عبّر عنه الإمام الصادق (ع)، في بعض كلماته لأصحابه، عندما سأله أحدهم: المرأة تغار على الرجل فتؤذيه؟ قال: إن ذلك من الحب.
فقد تغار عليه على أساس أنها تحبه، وتخشى أن تفقده، وتخشى أن تأخذه منها امرأة أخرى.
لا سيما أن الرجل يجوز له أن يتزوج امرأة ثانية وثالثة. أو يجوز له أن يتزوج بالعقد المنقطع، وما إلى ذلك. فالغيرة، هنا، تعتبر حالةً طبيعيةً، باعتبار أنها تنطلق من محبة هذه المرأة لزوجها، وخشيتها من أن تفقده، بعيداً عما يمكن أن تؤدي إليه هذه الغيرة منت طرف في الاتجاه الحادّ، بحيث تتحرك المرأة لتواجه المسألة على أساس تحريم ما أحله الله، وما إلى ذلك.
إن الاسلام لا يتدخل في الحالات النفسية للمرأة، فالمرأة قد لا ترتاح إذا تزوج زوجها بامرأة أخرى، سواء كان ذلك زواجاً دائماً أم منقطعاً. فالاسلام لا يحاسبها على عدم راحتها، ولكنه يحاسبها على تصرفاتها السلبية التي قد تؤدي إلى أن تمنع زوجها من حقه، أو أن تؤذيه في ما ليس لها الحق في إيذائه. ومن هنا جاء الحديث المأثور عن أمير المؤمنين (ع): ((غيرة المرأة كفر)). وليس معنى ذلك أنها كفر بمعنى الكفر، ولكنها تؤدي إلى بعض أجواء الكفر، وهو تحريم ما أحله الله. لأن المرأة قد تتطرف في مشاعرها السلبية إزاء زواج زوجها من امرأة ثانية، فتتصرف وكأن هذا الأمر محرّم، أو كأن زوجها قد زنا، وتستعظم هذا الموضوع، الأمر الذي يدفع إلى أن يكون هذا الاستعظام بمثابة اعتراض على التشريع، واعتراض على الله سبحانه وتعالى، في تشريعه هذا الأمر، باعتبار أن بعض النساء قد يعتبرن ذلك ظلماً وما إلى ذلك، بقطع النظر عن المبررات الشرعية لذلك.
السببُ الثاني الذي قد يؤدي إلى غيرة المرأة هو طبيعة تصرفات الرجل، خصوصاً إذا كان ناجحاً ومحل إعجاب النساء، أو إذا كان ممن يعيشون نزوات معينة، وما إلى ذلك. وربما ينشأ ذلك بسبب تصرفات بعض النساء في علاقتهن بأزواجهن، وما إلى ذلك.
من الطبيعي أن ذلك كله قد يثير غيرة المرأة على زوجها.
ونحن نقول للمرأة، كما نقول للرجل: إن الغيرة تمثل حالة إنسانية. وكل إنسان يعيش غريزة التملك، سواء في ذلك الرجل أم المرأة. فهو يحب أن يمتلك عاطفتها وعقلها، وهي تحب أن تملكه، في عقله وعاطفته وفي جميع شؤون حياته. وعلينا أن نعتبر العلاقات الانسانية علاقات متحركة ومفتوحة لا يمكن أن نضبطها بضوابط حديدية، كما لا يمكن للرجل أن يخنق آفاق امرأته بشكل حاسم، وكذلك المرأة لا يمكنها أن تخنق آفاق الرجل بشكل حاسم.
ولذلك، لا بد من أن يتم التصرف في مسألة الغيرة بشكل هادئ، عاقل وموزون، لأن الحسابات الدقيقة في ما تدرسه المرأة من أوضاع زوجها العقلية، والنفسية والحياتية ونزواته وأوضاعه، قد يفرض عليها إذا أرادت أن تحتفظ بزوجها أن تترك له بعض حرياته في ما أحله الله، بمعنى أن تهمل في بعض الحالات، وتحاسب في بعض الحالات، ولكن حساباً خفيفاً، يشعر فيه الرجل بلهفة الحب بدلاً من حالة الحقد





lhin hsfhf hgydvm hg.,[dm K What are the causes of marital jealousy