مرحبا بكم اعضاء وزوار منتدانا العزيز منتدى مياسة


أساس السعادة الأسرية

--------------------------------------------------------------------------------

السعادة الأسرية مفهوم يجب أولا أن نتفق عليه قبل أن نتطرق الى مدى توفره من عدمه فالسعادة الأسرية تبدو للوهلة الأولى وكأن الجميع متفق عليها ، فهل السعادة الأسرية هى فى وفرة المال ؟. ام فى توافر الصحة ؟ أم فى توافر العزوة من بنين وبنات ؟ أم فى توفر المكانة والسلطة ؟ أم فى كل هذه الأمور أم فى بعضها .
عماد السعادة الأسرية هو التوافق ولأن حجر الأساس للأسرة هو الزواج فلابد وأن يكون التوافق الأسرى مرتبط بالتوافق الزواجى ، والتوافق الزواجى هو توافق فى الاختيار المناسب للزوج والاستعداد للحياة الزواجية والدخول فيها والحب المتبادل بين الزوجين والإشباع الجنسى وتحمل مسئوليات الحياة الزواجية والقدرة على حل مشكلاتها والاستقرار الزيجى والرضا والسعادة الزواجية . ويعتمد التوافق الزواجى على تصميم كل من الزوجين على مواجهة المشكلات المادية والاجتماعية والصحية ، والعمل على تحقيق الانسجام والمحبة المتبادلة .
وللتوافق الزواجى خمسة عناصر رئيسية هى:
1-الاختيار الزواجى .
2-التوافق الأسرى.
3-النضج الانفعالى .
4-النضج الاجتماعى.
5-العلاقات الشخصية.
وقبل أن نبحث فى تحقيق السعادة الأسرية ، علينا أن ننظر فى الاختيار وشروطه ، ورغم أن الشرع الحنيف حسم هذه القضية فى حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث قَالَ : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا،وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) .
والحديث لا يتضمن أمر أو ترغيب في نكاح المرأة لأجل جمالها أو حسبها أو مالها.
ولكنه يوصف مادرج عليه البشر عند التفكير فى الزواج ، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال ، ومنهم من يطلب الحسب ، ومنهم من يرغب في المال ، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها ، وهو ما رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) .
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : " الصحيح في معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع ، وآخرها عندهم ذات الدين ، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين ، لا أنه أمر بذلك . وفي هذا الحديث الحث على مصاحبة أهل الدين في كل شيء لأن صاحبهم يستفيد من أخلاقهم وحسن طرائقهم ويأمن المفسدة من جهتهم " .
و" قال القاضي رحمه الله : من عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى الخصال واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون ، لا سيما فيما يدوم أمره ، ويعظم خطره ".
وقد اعتدنا أن نقول بأن المرأة نصف المجتمع لكنها هي المجتمع كلّـه على حـدّ مقولة : المرأة نصف المجتمع ، فهي تلد النصف الآخر وهي نصف الدِّين لمن ظفِـر بها
قال عليه الصلاة والسلام : من تزوّج فقد استكمل نصف الإيمان ، فليتق الله في النصف الباقي . رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان ، وحسّنه الألباني .
وكأن في هذا إشارة إلى العزاب بنقص دينهم بل إشارة إلى الرجال جميعاً أن دينهم وإيمانهم لا يكمل إلا ) بامرأة ( فهم بحاجة إلى النصف الآخـر شرعاً وعقلاً وطبعاً .
وليس مجرّد تحصيل حاصل بل هـو الفـوز والظفـرأي فـوز تعني ؟
أهـو الفـوز فى مباراة رياضية ؟
أم هـو الفـوز بالنجاح الدراسي ؟
كلا . لا هذا ولا ذاك بل هـو الفـوز والظّفـر بـ " ذات الدين " بالمرأة المتدينة الصالحة فإذا تعددت وتنوّعت واختلفت مقاصد الناس في الزواج فعليك بالظفر والفـوز بصاحبة الدِّين

" تُـنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين ترِبَتْ يداك " متفق عليه .ومعنى تَرِبَتْ يداك : أي التصقتا بالتّراب . كناية عن الفقر .
وهذا من باب الدعاء على من نكح وتزوج لمقصد آخر غير الدّين .
لمــاذا ذات الدّين بالذات ؟
1-لأنها خير متاع الدنيا ." الدنيا متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة " رواه مسلم .
2- لأنها تُعين على الطاعة .
" ليتخذ أحدكم : قلبا شاكرا ، ولسانا ذاكرا ، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة "
قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سُئل : أي المال نتخذ ؟ رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه الألباني .
3-لأنها من خصال السعادة ؛ فمن السعادة : المرأة تراها تعجبك ، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك .
ومن الشقاوة : المرأة تراها فتسوءك ، وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك .
4-لأنها أمان نفسي .
" خير النساء من تسرّ إذا نظر ، وتطيع إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ومالها " رواه الإمام أحمد وغيره ، وحسنه الألباني .
فأي فوز – بعد تقوى الله – أعظم من الفـوز بامرأة صالحـة ؟
وها هنا وقفة نفسية مع قوله صلى الله عليه وسلم عن المرأة الصالحة : وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك .
فالرجل – أيّاً كان – بحاجة إلى المرأة المتدينة !والمرأة بحاجة إلى الرجل المتديّن !
لمــاذا ؟
لأن الدِّين الذي يحمي صاحبه ضرورة من ضرورات الأمن النفسي وذلك في حالة غياب أحدهما عن الآخر يبقى الـودّ محفوظـاً لا لأجل الطرف الآخر فحسب ، بل لأن المتديّن – حقيقة – ُراقب الله ، ويعلم أن الله مُطّلع عليه .
والسؤال هنا هل يتم اختيار الأزواج والزوجات بناء على هذه المعايير ، أم أن هناك معايير أخرى يتم الاختيار وفقا لها ؟!!
يتسى الشاب أو الفتاة أن كلاهما ينتمى الى أسرة مختلفة ، لها ثقافتها وسماتها ، وعاداتها ، وأنه لكى يتم الوفاق الأسرى بعد الزواج يحتاج الأمر الى هذه الروح الدينية المتسامحة التى ترعى الله فى السر وفى العلن ، الأم ربت الإبن ونشأته فى حضنها ، والآن امرأة أخرى ، ظهرت لتستحوز عليه وتأخذه منها ، وتنتابها مشاعر متباينة ما بين السرور والإكتئاب ، فهل تعينها هذه الزوجة على اجتياز هذه المرحلة الصعبة فى حياتها ؟ نعم اذا كانت ذات دين وعلى خلق ، التسامح ، والاحترام واظهار المودة قادرة على محو الأثر النفسى ، بل تستطيع أن تعكس هذا الأثر وتجعلها تستشعر بالغبطة والسرور ، لانضمام عضو جديد لهذه الأسرة ، عضو يشارك الأفراح ، ويتحمل بعض العناء عنها ، ويتطلب هذا الى جانب التدين النضج النفسى ، هذا النضج الذى يعنى أن الفتاة ، والشاب متوافق مع نفسه ، متصالحا معها ، لا يحمل صراعات أو عقد ، وأنه فى نفس الوقت متوافق مع قيم المجتمع وعقائده ، ومثله ، ومعاييره ، هذا النضج الذى يفتقده الكثير من شبابنا وفتياتنا ، لأننا لم نساعدهم على الوصول اليه ، تحملنا عنهم مسئوليات الدراسة ووفرنا لهم المدرس الخاص ، وزوجناهم ، فلم نتح لهم فرصة التدريب على اكتساب المهارات الاجتماعية ، وأضحى نفسهم قصير يستشعرون الإحباط عند أول عقبة ، ويثورون وينفعلون


r,hu] hgpdhm hg.,[dm K Rules of married life