· أخبرنا مجالد بن سعيد قال: قلت للشعبي: يقال في المثل: ان شريحا أدهى من الثعلب وأحيل, فما هذا؟

فقال لي في ذلك: ان شريحا خرج أيام الطاعون الى النجف, وكان اذا قام يصلي يجيء ثعلب فيقف تجاهه, فيحاكيه ويخيل بين يديه, فيشغله عن صلاته, فلما طال ذلك عليه نزع قميصه, فجعله على قصبة, وأخرج كمّيه وجعل قلنسوته وعمامته عليه, فأقبل الثعلب, فوقف على عادته, فأتى شريح من خلفه, فأخذه بغتة, فلذلك يقال: هو أدهى من الثعلب وأحيل.








· حدّث الشعبي قال: شهدت شريحا وقد جاءته امرأة تخاصم رجلا, فأرسلت عينيها فبكت.

فقلت: يا أبا أميّة, ما أظن هذه البائسة الا مظلومة.

فقال: يا شعبي, ان اخوة يوسف " وجاؤوا أباهم عشاء يبكون".





.






· وأتى عديّ بن أرطأة شريحا وهو في مجلس القضاء,

فقال لشريح: أين أنت؟

قال : بينك وبين الحائط.

قال: اسمع مني.

قال: لهذا جلست مجلسي.

قال: اني رجل من أهل الشام.

قال: الحبيب القريب.

قال: وتزوّجت امرأة من قومي.

قال: بارك الله لك, بالرفاه والبنين.

قال: وشرطت لأهلها أن لا أخرجها.

قال: الشرط أملك.

قال: وأريد الخروج.

قال: في حفظ الله.

قال: اقض بيننا.

قال: قد فعلت.



.




باب ذكاء القضاة - لابن الجوزي



rwm `;hx hgrhqd avdp